مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

آداب المجالس

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يستأنس بالناس ويحتاجهم لتبادل المنافع معهم، ولا يستغني عنهم، فيلجأ إلى مخالطتهم والجلوس معهم في مجالسهم العامة، أو الخاصة، وقد وضع الإسلام لهذه اللقاءات آدابا وأحكاما.

 

أولا: أهمية المجالس وأنواعها

المجالس هي لقاءات يجتمع فيها الناس لتحقيق أهداف معينة كالتشاور حول أمر ما، أو تأدية واجب اجتماعي، أو زيادة معرفة واطلاع، أو صلة رحم وتفقد حال الأقارب والأصدقاء وغير ذلك.

وقد تعددت صور المجالس التي يمارسها الناس، ومنها ما يأتي:

1- المجالس الاجتماعية

كالجلسات الأسرية سواء داخل المنزل أو خارجه، أو الدواوين ومناسبات الأفراح والأحزان وغيرها.

2- المجالس العلمية

كاللقاءات العلمية والتعليمية في المدارس والجامعات، وحلقات العلم في المساجد.

3- مجالس العمل

كالاجتماعات التي تعقد في المؤسسات والشركات التي يكثر فيها الموظفون.

وحث الإسلام على مجموعة من الآداب ،حتى يتحقق الهدف المرجو منها.

 

ثانيا: آداب المجالس

ومن الآداب التي ينبغي على الإنسان التحلي بها في المجالس ما يأتي:

1- اختيار المكان المناسب للمجلس

- يحرص الإنسان على المكان المناسب لعقد جلسته بحيث لا يتسبب في إيذاء الآخرين.

- فيحذر من الجلوس في الطرقات لأي سبب كان سواء للتعزية أو إقامة الأفراح وغيرها.

وقد حذر النبي ﷺ من الجلوس في الطرقات حتى لا يقع النظر على عورات الناس، أو يعيق الطريق عليهم.

وهذا ما دل عليه قوله ﷺ : "إياكم والجلوس في الطرقات"، فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال : "فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها"، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر ".

وينبغي لمن يحضر المجلس الحرص على أن يجلس جلسة لائقة بطبيعة المجلس.

كجلسة الطالب أمام معلمه جلسة يحفظ فيها هيبة العلم والعلماء.

وكجلسة الابن أمام والديه جلسة تحفظ لهما التوقير والاحترام.

 

2- الاستئذان

هناك مواضع للاستئذان منها:

- عند الدخول إلى أي مجلس، فالمسلم يحافظ على خصوصيات الناس فلا يدخل أي مجلس فجأة دون طلب الإذن بالدخول؛ وذلك منعا للتطفل على أهل المجلس.

- وعند الخروج من المجلس، فلا يخرج حتى يستأذن من الجالسين.

- عند المشاركة في الحديث، فإذا أراد أن يشارك في الحديث ينبغي ألا يقاطع المتحدث، ولكن يستأذن قبل حديثه:

ومن أمثلة الاستئذان للمشاركة في الحديث.

كما يستأذن الطالب معلمه إذا أراد أن يناقش في موضوع ما.

أو يستوضح عن أمر غامض لم يفهمه.

ومن فوائد الاستئذان أنه:

  • يعطي المشارك احتراما و تقديرا بين المشاركين.
  • ويدل على لباقته.

 

3- التسليم والجلوس في المكان المناسب

- ينبغى لمن يدخل المجلس أن يلقي تحية الإسلام على الحاضرين.

وهذا ما دل عليه  قوله  تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون}

- وينبغي عليه أن يجلس في المكان المناسب.

- فإن طلب منه تغيير مكان جلوسه فعليه أن يستجيب وذلك بسبب.

 أنه قد يكون ذلك لمصلحة متعلقة به أو بصاحب المكان.

 أو قد يكون ذلك تقديرا لصاحب مكانة ومنزلة، كإجلاس عالم في صدر المجلس، ونحو ذلك.

- وينبغي لمن دخل المجلس أن يجلس في أقرب مكان فارغ، ولا يزاحم الجالسين في أماكنهم، أو يتخطى رقابهم.

وهذا ما فعله الصحابة رضي الله عنهم ، فقال أحدهم: "كنا إذا أتينا النبي ﷺ جلس أحدنا حيث ينتهي به المجلس ".

- وإذا دخل أحد مجلسا فلم يجد موضعا يجلس فيه فعلى الجالسين أن يفسحوا له،

وهذا ما دل عليه قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى ٱلْمَجَٰلِسِ فَٱفْسَحُواْ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ ۖ

- ومن تمام الأدب أن يقوم الإنسان بتكريم أحد الداخلين إلى المجلس وإجلاسه في مكانه.

- وإذا قام أحد الجالسين من مكانه لحاجة طارئة ورجع فهو أحق بمجلسه الذي كان فيه.

قال ﷺ : "إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به ".

- ولا ينبغي لمن حضر المجلس متأخرا أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما.

 قال ﷺ: "لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما" فقد يوجد سبب ما أجلسهما بجانب بعضهما.

 

4- مراعاة أدب الحوار والحديث في المجلس، ومن ذلك:

  • حسن الاستماع للمتحدث من غير مقاطعة، وذلك كاستماع الطلبة لزميلهم في أثناء حديثه أو مناقشته لمعلمهم.
  • الانتباه والاهتمام للمتحدث من غير انشغال بشيء كالانشغال بالهاتف أو بغيره، وألا يستأثر بعضهم بالحديث من غير السماح لغيره أن يتحدث .
  • اختيار الصوت الهادئ المناسب، وعدم رفع الصوت لغير ضرورة. .
  • احترام الرأي الآخر، وعدم تسفيه آراء الآخرين أو الاستهزاء بها.

 

5- ختم المجلس بالدعاء المأثور عن رسول الله ﷺ

فقد أرشد  النبي ﷺ إلى دعاء يقوله الجالسون عند ختام المجلس يمحون به ما وقع في مجلسهم من خطأ أو زلل.

قال ﷺ : "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك غفر له ما كان من مجلسه ذلك ".

 

ثالثا : الضوابط الشرعية للمجالس 

وللمجالس ضوابط شرعية ينبغي مراعاتها مثل:

  1. أن يكون المجلس في المباحات، فلا تكون المجالس في معصية أو بهدف إيذاء أحد أو التآمر عليه، ولا تكون بهدف الغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية بالآخرين،
  2. وعلى المسلم أيضا أن يراعي الأحكام الشرعية المتعلقة بالطعام والشراب واللباس وغض البصر وحفظ العورات.
  3. ويجب أيضا حفظ أسرار المجلس، وتجنب إفشائها.