مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

آفات اللسان

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُّمُ القَبليُّّ

  • جعل الله تعالى الإنسان مسؤولًا عن أفعاله وأقواله، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
  • وأمره تعالى بحسن الخلق في التعامل مع من حوله.
  • فضلًا عن ذلك، عَدَّ النَّبِيُّ الكلمة الطيبة صدقة، فقد قال: "والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ".
  • وقد حثنا على حفظ اللسان فقال: "لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَانِ وَلا اللَّعَانِ، وَلا الفاحش، وَلا البَذيءِ".
  • وبيَّنَ أن اللسان قد يكون سببًا في دخول صاحبه الجنة أو النار.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم كثيرة ومن أهمها اللسان.
  • الذي هو أداة التخاطب بين الناس ووسيلة التعبير عن الآراء والأفكار، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ﴾.
  • وهو من أعظم ميزات الإنسان.
  • ويجب عليه شكر هذه النعمة بحفظ اللسان بما يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه في الدنيا والآخرة.

 

أولًا: مفهومُ آفات اللسان

هي ما يصدر عن اللسان من أقوال مذمومة كالكذب، والسب، والخوض في أعراض الناس، وغيرها.

 

ثانيًا: صور آفات اللسان

للسان آفات كثيرة، من أبرز صورها:

أ. ألفاظ تؤدي إلى الشرك بالله تعالى أو الكفر به:

  • فقد نهى الله تعالى عن الشرك به وكل ما يؤدي إليه من ألفاظ، ومما يدخل فيه:
    • شتم الذات الإلهية، أو الكتب الإلهية، أو الرسل عليهم السلام.
    • الاستهزاء بشعائر الدين. قال تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾.

ب. الكذب:

  • وهو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه.
  • وقد نهى النَّبِيُّ عنه، وعدّه من خصال النفاق. قال رسول الله : "آيَةُ المَنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وَإِذا اؤْتُمِنَ خانَ".
    • ومنه الحلف الكاذب، فقد ورد عنه قوله: "مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النار، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الجَنَّةَ".
    • ومن الكذب شهادة الزور؛ فقد عدّها النَّبِيُّ من أكبر الكبائر في قوله: "أَلا أُنبِّئُكُمْ بأَكْبَرِِ الكَبائِرِ؟ قُلْنَا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: الإشراكُ بِاللَّهِ، وَعُقوقُ الوالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتّكِئًا فَجَلَسَ فقال: ألا وقَوْلُ الزُّور، وشَهادَةُ الزُّور، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِِ".
    • ومن الكذب نشر الإشاعات وتداولها ونشر الأخبار التي تكون مجهولة المصدر دون التثبت من صحتها، وقد جاء الوعيد والتحذير من نشرها لقوله : "كفى بالمرءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ".

ج. الغيبة:

  • وتعني ذِكْرَ الإنسان إنسانًا آخر في غيبته بالسوء وإن كان فيه.
  • وقد حذّر الإسلام المؤمنين تتبع عيوب الناس والخوض فيها ونشرها، قال رسول الله : "أتدرونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللّهُ ورَسولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ في أخي ما أَقُولُ؟ قالَ: إنْ كان فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإن لم يَكُن فيه فقد بهتَّهُ". (بهتَّهُ: كذبت عليه).
  • وقد شبّه القرآن الكريم المغتاب بمن يأكل لحم الميت؛ وقد جاء الوصف بهذه الصورة لبيان قبح الفعل وشدة الإثم والضرر المترتب على ذلك، قال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.

د. النميمة:

  • وتعني نقل الحديث من شخص إلى آخر على وجه الإفساد.
  • وهي من كبائر الذنوب ويترتب عليها الإثم العظيم عند الله تعالى، قال رسول الله : "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ".
    • (قَتّات: نمام مفسد).

هـ. السب والشتم والألفاظ البذيئة:

  • ويشمل كل كلام قبيح مثل اللعن، قال رسول الله : "سِبابُ المُسْلِمِ فُسوقٌ".
  • وينبغي للمسلم ألا يتكلم بما يؤذي غيره.
  • فلا يعيب أخاه ولا يسبه ولا يشتمه.

 و. الطعن في أعراض الناس:

  • وذلك مثل القذف، وهو اتهام الإنسان العفيف بالزنى والفاحشة وهو من كبائر الذنوب.
  • وقد رتب الإسلام عقوبة على القاذف في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

 

ثالثًا: أخطار آفات اللسان على الفرد والمجتمع

لآفات اللسان أخطار كبيرة على الفرد والمجتمع، ولذلك جاء في الحديث الشريف أنه إذا أصبح ابن آدم، تقول له الأعضاء: "اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".

ومن أخطار آفات اللسان:

  • استحقاق سخط الله تعالى وغضبه؛ فقد قال رسول : "إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلََّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوانِ اللَّهِ تَعَالَى، لا يُلقي لها بالًا، يَرْفَعُهُ الله بها دَرَجاتٍ، وإِنََّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقي لها بالا، يَهْوِي بها فِي جَهَنَّمَ".
  • انتشار الحقد والكراهية والفساد بين أفراد المجتمع؛ فآفات اللسان تسبِّب الفرقة والبغض بين الناس وتعكر صفو المحبة، وتدمر الصداقة، وتقطع الأرحام.

 

صور مشرقة

  • دخل رجل على عُمَرَ بنِ عبد العزيز رحمه الله فذكر له عن رجل شيئًا.
  • فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبًا، فأنت من أهل هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا).
  • وإن كنت صادقًا، فأنت من أهل هذه الآية: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾.
  • وإن شئت عفونا عنك. فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبدًا.

 

الإثراءُ والتَّوسُّعُ

  • كما أن للسان آفات قد تهلك صاحبها، فإنه يمكن له أن يستخدمه في وجوه الخير عبر الكلمة الطيبة، قال النبي : "والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ".
  • وللكلمة الطيبة صور متعددة:
    • منها ما هو في حق الله تعالى كذكر الله تعالى، مثل التسبيح والتهليل.
    • ومنها ما هو في حق الناس، مثل: رد السلام، وتقديم النصح للآخرين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس وغير ذلك.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

أفرد الإمام أبو حامد الغزالي فصلًا في كتابه (إحياء علوم الدين) عن آفات اللسان بعنوان: (الصمت و آداب اللسان)، بيّن فيه عظيم خطر اللسان وفضيلة الصمت، وذكر فيه مجموعة من آفات اللسان.

 

القيمُ المستفادةُ

1. أحرِصُ على قول الكلام الطيب في حياتي.

2. أمتنعُ عن الخوض في أعراض الناس.

3. أجتنبُ المعاصي كبيرها وصغيرها.