اللغة العربية فصل ثاني

العاشر

icon

     الحــال

 

أقرأُ الجملتين الآتيتين ، وأستنتجُ الفرقَ في المعنى بينهما :

1- أُقدِّرُ المزارعين المُخلصينَ في عملهم .

2- أُقدِّرُ المزارعين مُخلصينَ في عملهم .

 

- نلاحظ ( المُخلصينَ ) في الجملة الأولى نعتت الاسم الذي قبلها ( المزارعين ) ، وتبعتها بالتعريف  ، والتذكير  ، والجمع ، والعلامة الإعرابيّة فهي نعت  .

- بينما في الجملة الثّانية جاءت كلمة ( مخلصين) حالًا ، حيث بيّنت هيئة المزارعين عند حدوث الفعل ، ولو سألنا :

كيف أقدِّر المزارعين ؟ سيكون الجواب : مخلصين .

أتأمَّل الأمثلة الآتية :

أ- قال تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ) ( 28 ) سورة النّساء .

- كيف خُلِقَ الإنسانُ ؟

ضعيفًا .

ب- يقطف الفلاحون ثمارَ الزيتونِ ، وهم مبتسمون .

-  كيف يقطف الفلاحون ثمارَ الزيتونِ ؟

وهم مبتسمون.

** نُلاحظُ أنَّ الإجابة عن الأسئلة السّابقة تتحقّقُ في الكلمات والتراكيب اللّغويّة الملوّنة بالأحمر.

** إذا بحثنا في العلاقة بين هذه الكلمات والتّراكيب وما يسبقها من كلمات ملوّنة بالأزرق ، نجدُ أنّها بيّنت هيئتها عند حدوث الفعل ، وأنّها تلازمها وتُصاحبها ؛ ففي المثال ( أ ) تكون الحال كلمة ( ضعيفًا ) ، ويكون صاحب الحال هو ( الإنسان ) الذي بيّنت الحال هيئته .

 

أستنتجُ

الحالُ : وصفٌ نكِرة يأتي بعد تمام الكلام ، وحكمه : النّصب ؛ ليبيّن هيئة صاحبه عند حدوث الفعل .

أنواع الحال وإعرابها

تأتي الحال على أنواع متعددة :

أ- قال تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ) ( 28 ) سورة النّساء .

ألاحظُ أنّ الحال قد جاءت مفردة ( ضعيفًا )  أي كلمة وليست جملة.

إعراب الحال عندما تكون مفردة :

ضعيفًا : حال منصوبة ، وعلامة نصبها تنوين الفتح الظّاهر على آخرها .

ب- أُحِبُّ الْفتَى ينْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ         كأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فاحِشَةٍ وَقْرَا

                                                                       ( سالم بن وابصة الأسديّ ، شاعر أمويّ )

ألاحظُ أنّ الحال في قول الشّاعر في المثال ( ب) جاءت جملة ، ونوعها ( جملة فعليّة )، حيث بدأت بفعل .

 

الإعراب :

ينفي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .

الفواحشَ : مفعول به مقدّم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

سمعُهُ : فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .

الهاء : ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة.

والجملة الفعلية ( ينفي الفواحشَ سمعُهُ ) في محل نصب حال .

 

ج- يقطف الفلاحون ثمارَ الزيتونِ ، وهم مبتسمون .

ألاحظُ أنّ الحال في قول الشّاعر في المثال ( ج) جاءت جملة ، ونوعها ( جملة اسميّة ) ، حيث بدأت باسم ، مسبوقةً بحرف الواو ؛ لذا تُسمّى هذه الواو ( واو الحال ) .

 

الإعراب :

- وهمْ مبتسمون .

الواو : واو الحال : حرف مبنيّ على الفتح ، لا محلّ له من الإعراب .

همْ : ضمير منفصل مبنيّ على السكون في محل رفع مبتدأ .

مبتسمون : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو ؛ لأنّه جمع مذكر سالم .

والجملة الاسميّة ( هم مبتسمون ) في محل نصب حال .

 

د- يعمل فريقُ الكشّافةِ في مدرستي بهمّةٍ عاليةٍ ؛ لإنجاز عملٍ تطوُّعيٍّ يُسهمُ في تجميلِ بيئةِ المدرسةِ .

ألاحظُ أنّ الحال في قول الشّاعر في المثال ( د) جاءت شبه جملة ، ونوعها ( جار ومجرور) ، حيث بدأت بحرف جر واسم مجرور .

 

الإعراب :

بهمّةٍ :

 الباء : حرف جر مبنيّ لا محل له من الإعراب .

همّةٍ : اسم مجرور وعلامة جرّه تنوين الكسر .

وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل نصب حال .

 

هـ - تَقَدَّمَ الفَارِسُ فَوقَ الِحصَانِ.

ألاحظُ أنّ الحال في قول الشّاعر في المثال ( هـ) جاءت شبه جملة ، ونوعها ( ظرفيّة ) ، حيث بدأت بظرف ( فوقَ ) .

 

الإعراب :

فوقَ : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهر على آخره ، وهو مضاف .

الحصانِ : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره .

وشبه الجملة الظرفيّة ( فوقَ الحصانِ ) في محال نصب حال .

 

أنواع الحال: 

1- مفردة .

2- جملة :

أ- اسميّة .

ب- فعليّة .

3-شبه جملة :

أ- جار ومجرور.

ب- ظرفيّة .

 أستنتجُ

 

 

    

 

 

 

 

 

 

- أجدُ أنّ

الحال – إذا كانت جملةً أو شبه جملةٍ – لا تكون منصوبة مباشرة ، بل في محلّ نصب .

=============================================================================== 

( 2 ) التَّقديمُ والتَّأخيرُ

 

أناقشُ زميلي في ترتيب الجملتين :

1- العفو عنك صدرَ .         2- صدرَ عنكَ العفو .

ألاحظُ في المثال الأوّل تقدمت كلمة العفو ؛ وذلك لاستعجال المسرّة والفرح للمتّهم . وكان الأصل أنْ يُقال كما في المثال الثّاني .

يسمّى الأسلوب في المثال الأول ( التّقديم والتأخير) .

وهو علم من علوم المعاني في البلاغة العربيّة.

وفيه يتقدّمُ ما الأصل فيه أن يتأخّر ؛ تبعًا لمقصد المتكلّم ، أو مراعاة لحال المخاطَب .

 

من أغراض التّقديم والتأخير :

 

أ- وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ            لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما

                                               ( إيليّا أبو ماضي ، شاعر مهجريٌّ )

ألاحظُ أنّها جملة اسميّة تأخّر المبتدأ فيها عن خبره؛

( وعليَّ ) أيْ أنا المخصوص بهذا الواجب لا أحد سواي ، فالأصل أن يأتي المبتدأ أوّلًا يتلوه الخبر

( فرضٌ لازمٌ عليَّ للأحباب ) . فحصل التّقديم هنا للاختصاص .

 

ب- ثلاثةٌ يُذهبنَ الغمَّ والحزنَ : الماءُ ، والخُضرةُ والوجهُ الحَسَنُ .

ألاحظُ تقدّم العدد ( ثلاثةٌ ) وتأخُّر المعدود ليتشوّق إليه السّامع ؛ لأنّ الإنسان إذا سمع العدد مجموعًا يشتاق إلى تفصيل آحاده . فالأصل أنْ يُقال : (الماءُ ، والخُضرةُ والوجهُ الحَسَنُ ، ثلاثةٌ يُذهبنَ الغمَّ والحزنَ) ، لكنّ المتحدّث قدّم اللفظ ( ثلاثةٌ ) للتّشويق وإثارة السّامع . فحصل التّقديم هنا للتّشويق.

 

ج- عظيمٌ أنت أيّها المعطاءُ .

وفي المثال الثّالث ، كان الأصلُ أنْ يُقال : ( أنتَ عظيمٌ أيّها المعطاء ) ، وقد تقدّمتْ كلمة ( عظيمٌ ) هنا ؛ للتّعظيم .

 

أستنتجُ

التّقديم والتّأخير هو التّغيير الحاصل في ترتيب عناصر الجملة لغرضٍ بلاغيٍّ .

 

مِنْ أغراضِ التّقديم والتّأخير

1- الاختصاص .   2- التّشويق . 3- التّعظيم .