مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

أحوال البلاد العربية في العصر العثماني

تاريخ العرب - الصف الأول ثانوي أدبي

 

نجح العثمانيون في ضم البلاد العربية لحكمهم منذ الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي  بعد أن خاضوا  عدة معارك مع المماليك في مصر وبلاد الشام، ومع الصفويين  في العراق   .

وقد أحاط  العثمانيون البلاد العربية بسياح من العزلة عن التأثيرات الخارجية، مما انعكس سلبا  على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية فيها.

أولا :  الحالة السياسية

تميز الحكم العثماني للبلاد العربية في أوائل عهده بعدة سمات، للتعرف عليها تأمل الشكل الآتي

سمات الحكم العثماني أوائل عهده في البلاد العربية
  1. الإبقاء على بعض الزعامات المحلية  في البلاد العربية كما هي
  2. تطبيق نظام الحكم المركزي وخاصة في البلاد العربية القريبة من عاصمة الدولة العثمانية .
  3. ضعف تأثيره على المجمعات العربية بل هي التي أثرت فيه. وصيغته بالصبغة الشرقي

لم يحاول العثمانيون التدخل في شؤون العرب السياسية حتى نهاية حكم السلطان سليمان القانوني. وللتعرف إلى ذلك، اقرأ النص الآتي:

لجأت الدولة العثمانية منذ بداية الحكم العثماني للبلاد العربية إلى تعيين الزعماء المحليين حكاماً لها في ولاياتها العربية، وقد رأت في هذا الإجراء أنها ستحظى ببعض الفوائد ومنها: إقناع الأهالي بأن حكامهم منهم، وإرضاء الزعماء المحليين المتنفذين في المنطقة، وضمان ولائهم للدولة، وحفظ الأمن في مناطقهم.

 

ثانيا :الحالة الاقتصادية

1- الزراعة 

نظر العثمانيون للأرضي على أنها ملك للدولة ، فاقطعوا القسم الأكبر من الأرض الصالحة الزراعة للعسكرين ضمن نظام الإقطاع الحربي ، فكانوا يتقاضون جزءا من نتاجها  مقابل القيام بواجباتهم  العسكرية، وأما باقي إنتاج الأرض فيذهب للفلاحين، كما مورست جباية الضرائب من خلال نظام الالتزام، وشهدت الزراعة تراجعا  واضحا بسبب القحط والجراد ، والفقر وكثرة الضرائب وانعدام الأمن واستخدام أدوات تقليدية في الزراعة.

2- الصناعة

ظهرت في البلاد العربية صناعات حرفية بسيطة، اعتمدت على المواد الأولية المتوافرة في كل منطقة ومقايضة منتجاتها مع المناطق الأخرى، وأهم الصناعات التي انتشرت في البلاد العربية في العهد العثماني المنسوجات، والصابون، والسكر، والملح، وطحن الحبوب، والصناعات الخشبية ولم تستطع هذه الصناعات الحرفية الصمود في مواجهة الصناعات الأوروبية التي اتسمت بجودة التصنيع ورخص الثمن بعد الثورة الصناعية التي شهدنها أوروبا.

3- التجارة

شهدت التجارة تراجعاً واضحا وخاصة بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا، وتحول طرق التجارة عن العالم الإسلامي منذ العهد المملوكي، وسوء طرق المواصلات، والفقر العـام للسكان، والاضطرابات السياسية وانعدام الأمن، وتعرض القوافـل التجارية لهجمات اللصوص وقطاع الطرق، ومع ذلك فإن التجارة الخارجية لم تنقطع تماماً بين البلاد العربية وأوروبا في العهد العثماني، كما كان هناك نوع من التجارة الداخلية بين الولايات العربية كمصر وسوريا والعراق والحجاز، ومن العوامل التي ساعدت على نشاط التجارة الداخلية إعفاء الدولة العثمانية التجار من بعض الضرائب، بالإضافة إلى مرور قوافل الحج عبر الولايات العربية وصولا إلى الديار المقدسة.

 

4- الضرائب والرسوم

فرضت الدولة العثمانية عدداً من الضرائب والرسوم، منها: ضرائب   فرضت على الأراضي وإنتاجها مثل ضريبة العشر والرسوم على المواشي والمطاحن ومعاصر الزيتون، وضريبة المسقفات  التي  فرضت على المباني السكنية، وضرائب فرضت على الفلاحين والحرفيين والتجار، والضرائب العرفية التي فرضت في أوقات طارئة مثل الحروب.

 

ثالثا: الحالة الاجتماعية

بقيت الشؤون الداخلية للشعوب التي خضعت للدولة العثمانية كما هي، فقد تركوا لها  حرية ممارسة معتقداتها الدينية وعاداتها وتقاليدها، وانقسم المجتمع في العهد العثماني إلى فئتين رئيستين. وللتعرف إليهما تأمل الشكل الآتي:

فئات المجتمع في عهد الدولة العثمانية

الفئة العليا

هـم أصـحـاب الامتيازات من الحكام المحليين والإقطاعيين وكذلك العلماء والأئمة والخطباء الذين أعفو من الضرائب

فئة عامة الشعب

هم الفلاحين والصناع والتجار ورعـايـا الـدولـة مـن المسلمين وغير المسلمين  الذين كانوا يدفعون الضرائب

 

 

 

 

 

 

 

رابعا: الحالة الثقافية والفكرية

أصبحت إستانبول عاصمة الدولة العثمانية مركزا للحياة العلمية والثقافية للأسباب الآنية:

1- هجرة  الكثير من الأدباء والعلماء والمفكرين من البلاد العربية إليها، ممن نشطوا في التدريس والتأليف والتمتين العربية والتركية.

2- جمع المخطوطات العربية والثقافية على اختلاف معارفها في مكتبات إستانبول ومساجدها.

لم تهتم الدولة العثمانية بالثقافة واللغة العربية ولم ترتق بهما، ووقعت مسؤولية ذلك على المراكز الدينية الكبرى التي حافظت على ذلك، كالأزهر الشريف في القاهرة، وجامع الزيتونة في تونس والجامع الأموي في دمشق، والحرمين الشريفين في الحجاز، والمسجد الأقصى في القدس، والنجف في العراق، بالإضافة إلى المساجد في مراكز الولايات العربية كدمشق وحلب والقدس والقاهرة وبغداد، وقد اعتمدت هذه المؤسسات التعليمية في تمويلها على الأوقاف، وتبرعات  المحسنين وأهل البر، وكانت تعلم مختلف العلوم العقلية كالرياضيات والعلوم العامة والهندسة،والعلوم النقلية كعلوم الدين واللغة العربية والتاريخ .

وللتعرف إلى دور الأزهر الشريف في الحياة الثقافية والفكرية أقرأ النص الآتي : 

 يعـد الجامع الأزهر المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية الأكبر في العالم الإسلامي، أنشئ عام 359هـ/970م في عهد الدولة الفاطمية في مصر باسم جامـع القاهرة، ثـم سمي بالأزهر، واعتبر الجامع الرسمي للدولة الفاطمية، ومقرا لنشر العلم والدين في حلقات  الدروس  التي انتظمت فيه إلى جانب دراسة علوم أخرى في الدين واللغة وعلم القراءات والمنطق والفلك، ويعـد ثالث أقدم جامعـة بعد جامعة الزيتونة والقرويين، ولم يلبث أن تحول الجامع إلى جامعة يتلقى فيها الطلاب مختلف العلوم الدينية والعقلية، وازدهر جامع الأزهر في العصرين الأيوبي والمملوكي فأخذ مكانته كمركز تعليمي، وزود بالكتب النفيسة إلى أن أصبحت مكتبته واحدة من أكبر مكتبات الشرق الإسلامي.