نص الحديث النبوي الشريف :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة"
أولا : معاني المفردات والتراكيب :
سلامى : مفرد سلاميات وهي مفاصل الإنسان
تميط : تبعد وتزيل
صدقة : كل ما يستحق الأجر والثواب
راوي الحديث النبوي الشريف :
- هو الصحابي الجليل ( أبو هريرة ) واسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليمني رضي الله عنه
- أسلم سنة 7 هجرية
- لازم الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا له صلى الله عليه وسلم بكثرة الحفظ، فحفظ عنه الكثير من الأحاديث وكان من أحفظ الصحابة للأحاديث النبوية.
- توفي سنة 57 هجرية ودفن في المدينة.
ثانيا : شرح الحديث النبوي الشريف:
1 _ أهمية نعمة المفاصل للإنسان :
نعم الله لا تعدّ ولا تحصى ، قال تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) وبيّن الحديث إحدى هذه النعم وهي : مفاصل جسم الإنسان
- حركة الإنسان تعتمد عليها .
- وتدل على قدرة الله تعالى وعظمته الذي خلق الإنسان على هذا التناسق والمرونة والحركة وجمال المنظر، قال الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
2 _ كيف يكون شكر الله على هذه النعمة :
- يكون شكر الله على هذه النعم بالصدقة بمعناها الشامل الذي يضم كل أنواع الخير التي يمكن القيام بها
- وباستخدام الجسم في طاعة الله / ومساعدة الناس / فكل مفصل يتحرك في طاعة الله يكسب صاحبه ثوابا.
// حث الحديث الشريف على نوع من الصدقات وهو ( الصدقات المعنوية ) غير الصدقات المادية المعروفة / وهذه الصدقات المعنوية يستطيع كل الناس القيام بها من غير جهد كبير، ولا يحتاجون لإنفاق المال فيها .
// جاءت كلمة ( صدقة ) في الحديث نكرة غير مُعرّفة لتدل على الصدقة بالمعنى العام فتشمل الأجر على كل أنواع البر والخير من غير تقييد.
3 _ بين الحديث النبوي الشريف بعضا من أعمال الصدقة بمفهومها العام وهي :
العدل بين المتخاصمين / إعانة الآخرين / الكلمة الطيبة / كثرة الخطى للصلاة / إماطة الأذى عن الطريق
1 _ العدل بين المتخاصمين : ويدل عليه نص الحديث ( كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة )
- ومعنى العدل بين المتخاصمين: أي الحكم بالعدل بين المتخاصمين والإصلاح بينهما
- فضله وأثره : العدل من القيم التي حث الإسلام عليها، يزيل عوامل الفرقة في المجتمع / وبه تزول البغضاء والشحناء بين الناس // وهو أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة. قال صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين )
2 _ إعانة الآخرين: ويدل عليه نص الحديث الشريف ( وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة )
- وإعانة الآخرين تعني : مساعدة الناس في أمور دنياهم وقضاء حوائجهم
- فضله وأثره : يزيد المحبة بين أفراد المجتمع / ويؤكد أهمية التكافل بينهم
3 _ الكلمة الطيبة : ويدل عليه نص الحديث ( والكلمة الطيبة صدقة )
- جاءت ( الكلمة ) مقيدة بالطيبة لتخرج الكلمة غير الطيبة ولتشمل كل كلمة طيبة في حق الله أو حق الناس
- الكلمة الطيبة قسمان :
أ _ ما كان في حق الله تعالى مثل : التسبيح والتهليل ....
ب _ ما كان في حق الناس كردّ السلام والنصيحة وقول الحق
قال تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء )
4 _ كثرة الخطى إلى الصلاة : ويدل على ذلك نص الحديث ( وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة )
- والمقصود بذلك قصد بيوت الله لصلاة الجماعة ، مما يدل على أهميتها وفضلها وخاصة صلاة الجماعة
- فضل وأثر صلاة الجماعة : تؤلف بين المصلين / وتزيد المحبة والعلاقات الطيبة بينهم
5 _ إماطة الأذى عن الطريق : ويدل على ذلك نص الحديث ( ويميط الأذى عن الطريق صدقة )
- وتعني إزالة كل ما يؤذي الناس في الطرق والمرافق العامة كالأشواك والأوساخ
- هذا النص تأكيد على الاهتمام بنظافة البيئة والمرافق العامة
- نتيجة الشكر : قيام المسلم بأعمال البر والتقوى يعد شكرا لله تعالى على نعمه وإذا شكر المسلم ربه بالقيام بأعمال البر :
- فإن الله وعده بالمزيد من النعم قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم )
- وينال الثواب من الله على الأعمال الصالحة.