"مَعْرِفَتُكَ لِذاتِكَ هِيَ بدايَةُ جميعِ أشكالِ الحِكْمَةِ".
(أرسطو/ فيلسوفٌ يونانيٌّ)
سَيُقَدِّمُ القَرْنُ الحادي والعِشْرونَ لِلإنسانيَّةِ أهَمَّ اختِبارٍ لِحِكْمَتِنا. ولِكَيْ نَنْجَحَ في هذا الاختِبارِ، ونَنْجوَ ونعيشَ في سَلامٍ؛ فَنَحْنُ بِحاجَةٍ لِفَهْمِ أنفُسِنا ووَضْعِنا بِشَكْلٍ أفْضَلَ.
مِنْ بَيْنِ السِّماتِ الرَّئيسَةِ لِلحِكْمَةِ القُدْرَةُ على اسْتِشرافِ المُستَقْبَلِ المُحتَمَلِ، واتِّخاذُ الاحتِياطاتِ اللّازِمَةِ ضِدَّ العواقِبِ السَّلبيَّةِ أو الاستِفادَةُ مِنَ التَّغييرِ والفُرَصِ السّانِحَةِ. إنَّ القُدْرَةَ على تَوَقُّعِ الأحداثِ هِيَ الصِّفَةُ المُمَيِّزَةُ للبَشَرِ الَّتي كانَتِ السَّبَبَ الرَّئيسَ لِنَجاحِنا، ومَعَ ذلِكَ، فنَحْنُ نعيشُ الآنَ على كَوْكَبِ الأرضِ، في عَمَليَّةِ تغييرٍ عميقٍ لِلأنْظِمَةِ الَّتي نَعْتَمِدُها مِنْ أجْلِ البقاءِ؛ أَلا وهِيَ الغِلافُ الجَوِيُّ، والتُّرْبَةُ، والمِياهُ، والكائِناتُ الحَيَّةُ الأُخرى، وصِحَّتُنا السَّليمَةُ، وأعدادُنا وقُدْرَةُ كُلٍّ مِنّا على التَّوافُقِ مَعَ الآخَرِ. نَحْنُ نعيشُ في زَمَنٍ تَحْدُثُ فيهِ سِلْسِلَةٌ مُتَتالِيَةٌ مِنَ التَّغَييراتِ بِسُرعَةٍ وبِقُوَّةٍ شديدتَيْنِ، تَجْعَلُ العديدَ مِنَ النّاسِ يَشْعُرونَ بِالفَزَعِ، بَلِ الشَّلَلِ بِسَبِبِها. ومَعَ ذلِكَ، يَجِبُ أنْ نَتَجاوَبَ جميعًا إذا كنَّا نُقدِّرُ قيمةَ بقائِنا.
قَدْ نَجِدُ حَلًّا لِلتَّهديداتِ المَوْجودَةِ الَّتي تَتَمَثَّلُ في انهِيارِ النِّظامِ البيئيِّ، واستِنفادِ الموارِدِ، والحُروبِ، وتَغَيُّرِ المُناخ، والتَّسَمُّمِ العالَميِّ، والمجاعاتِ، والزِّيادَةِ السُّكّانيَّةِ، وانتِشارِ الأمراضِ الوبائيَّةِ، والمُراقَبَةِ العالَميَّةِ، والتِّقنِياتِ المُتَطَوِّرَةِ الَّتي لا يُمْكِنُ السَّيْطَرَةُ عَلَيْها، والَّتي تُحيطُ بِنا في الإنجازِ البَشَريِّ الأكْثَرِ أهمِّيَّةً عَبْرَ ملايينِ السِّنينَ الماضِيَةِ؛ أَلا وهُوَ التَّضافُرُ بَيْنَ العُقولِ والقِيَمِ والمعلوماتِ والمُعتَقَداتِ، والرَّبْطُ بَيْنَها كُلِّها في لَمْحِ البَصَرِ، وفي الوَقْتِ الفِعْليِّ في جميعِ أنحاءِ الكونِ.
لَمْ يَكُنِ الجِنْسُ البَشَريُّ أكْثَرَ عُرْضَةً لِلخَطَرِ مِثْلَ ما هُوَ عَلَيْهِ اليَوْمَ، وهذا نتيجَةٌ لِنُدْرَةِ الموارِدِ، ويَكْمُنُ الحَلُّ لِنُدْرَةِ الموارِدِ في إعادَةِ التَّدويرِ. أمّا الحَلُّ لِمُشكِلاتِ الموارِدِ هُوَ في إزالَةِ الطّابِعِ المادّيِّ لِلثَّروَةِ عَبْرَ بِناءِ اقْتِصادٍ قائِمٍ على مُنتَجاتِ العَقْلِ، ولَيْسَ على السِّلَعِ المادِّيَّةِ، وكذلِكَ عَبْرَ توظيفِ النّاسِ في الصِّناعاتِ الإبداعيَّةِ، ويُمْكِنُ استِخدامُ المالِ لِإيجادِ مُنتَجاتٍ وخِدماتٍ غَيْرِ مادِّيَّةٍ وغَيْرِ محدودَةٍ على حَدٍّ سواءٍ، ألا وهِيَ مُنتَجاتُ الخيالِ البَشَريِّ الَّتي تُعَدُّ ثَرْوَةَ المُستَقْبَلِ الحقيقيَّةَ لِلمُجتَمَعِ.
ويَكْمُنُ الحَلُّ لِمَوْجَةِ الانقِراضِ الحاليَّةِ ولِلأمْنِ الغِذائيِّ، في اسْتِعادَةِ الحياةِ البَرِّيَّةِ في نِصْفِ مناطِقِنا المُسْتَزْرَعَةِ الحاليَّةِ، وتطويرِ أنظِمَةٍ غذائيَّةٍ نظيفَةٍ ومُكَثَّفَةٍ في مُدِنِنا. ثُمَّ يَجِبُ عَلَيْنا أنْ نَدْفَعَ لِلمُزارِعينَ والسُّكّانِ الأصليِّينَ للاعتِناءِ بِالحياةِ البَرِّيَّةِ، والغِطاءِ النَّباتيِّ، وجميعِ الخِدْماتِ البيئيَّةِ الأُخرى الَّتي نَعْتَمِدُها مِنْ أجْلِ بقائِنا؛ لِكَيْ يكونوا هُمْ حُرّاسَ الأرضِ، فَهُمْ أكْثَرُ المُؤَهَّلينَ لِلقِيامِ بِذلِكَ.
أمّا الحَلُّ لِكُلٍّ مِنْ تَغَيُّرِ المُناخِ والتَّسَمُّمِ الوبائيِّ لِجَميعِ البَشَرِ وأشكالِ الحياةِ على الأرضِ، فَهُوَ حَلٌّ واحِدٌ: يُمكِنُنا تحقيقُ ذلِكَ مِنْ خِلالِ القضاءِ على اسْتِخدامِ النِّفْطِ والغازِ والفَحْمِ، واسْتِخدامِ الطّاقَةِ المُتَجَدِّدَةِ. يُمكِنُنا تطهيرُ العالَمِ مَعًا مِنْ خِلالِ المُطالَبَةِ بِمُنتَجاتٍ آمِنَةٍ وصحِّيَّةٍ، وكذلِكَ بِمُكافَأةِ الشَّرِكاتِ والمُزارِعينَ الَّذينَ يُنتِجونَها.
(بِتَصَرُّف)
اجتِيازُ القَرْنِ الحادي والعِشرينَ: أخْطَرُ عَشْرَةِ تَحَدِّياتٍ تُواجِهُ البَشَريَّةَ وكَيْفَ يُمْكِنُ التَّغَلُّبُ عَلَيْها، جوليان كريب، تَرْجَمَةُ محمود محيي الدّينِ، دارُ الشُّروقِ لِلنَّشْرِ والتَّوزيعِ.
أتَعَرَّفُ نَبْذَةً عَنِ الكاتِبِ
جوليان كريب: عالِمٌ وكاتِبٌ عِلْميٌّ أُستُراليٌّ. تَتَضَمَّنُ أعمالُهُ المنشورَةُ أكْثَرَ مِنْ ثمانِيَةِ آلافِ مقالَةٍ وثلاثَةِ آلافِ نَشْرَةٍ إعلاميَّةٍ علميَّةٍ، وتِسْعَةِ كُتُبٍ، ومِنْ أبْرَزِ أعمالِهِ كِتابُ (المجاعَةُ القادِمَةُ)، وكِتابُ "الكوكَبُ المَسْمومُ" وكِتابُ "اجتِيازُ القَرْنِ الحادي والعِشْرينَ: أخْطَرُ عَشْرَةِ تَحَدّياتٍ تُواجِهُ البَشَريَّةَ وكَيْفَ يُمكِنُ التَّغَلُّبُ عَلَيْها" وهُوَ الَّذي أُخِذَتْ مِنْهُ هذهِ المقالَةُ العِلْميَّةُ.
|
جَوُّ النَّصّ:
تُسَلِّطُ المَقالَةُ الضَّوْءَ على جُمْلَةٍ مِنَ التَّهديداتِ والمخاطِرِ الَّتي يَتَعَرَّضُ لَها الوُجودُ والجِنْسُ البَشَريُّ في القَرْنِ الحادي والعشرينَ، مُحَذِّرَةً مِنْ كارِثَةٍ تَحيقُ بِكَوْكَبِنا بِأَسْرِهِ؛ ومِنْ هذهِ التَّحَدِّياتِ: انْهِيارُ النِّظامِ البيئيِّ، واستِنفادُ الموارِدِ، والحُروبُ، وتَغَيُّرُ المُناخ، والتَّسَمُّمُ العالَميُّ، والمجاعاتُ، والزِّيادَةُ السُّكّانيَّةُ، وانتِشارُ الأمراضِ الوبائيَّةِ، والمُراقَبَةُ العالَميَّةُ، والتَّقَنِياتُ المُتَطَوِّرَةُ والخَطِرَةُ الَّتي لا يُمْكِنُ السَّيْطَرَةُ عَلَيْها، والَّتي تُحيطُ بِنا، وأزماتُ الغِذاءِ. ولَمْ يَكْتَفِ الكِتابُ بِعَرْضِ هذهِ التَّحَدِّياتِ، بَلْ قَدَّمَ حُلولًا لِكُلٍّ مِنْها أيضًا، وتَعَرَّضَ لِلمَسْؤوليَّةِ الَّتي تَقَعُ على عاتِقِ الحُكوماتِ والشُّعوبِ والأفرادِ؛ لِإعادَةِ التَّوازُنِ إلى عالَمِنا وإصلاحِ ما يَفْسُدُ مِنْهُ.
الشَّرح
◘ الفقرة الأولى:
سَيُقَدِّمُ القَرْنُ الحادي والعِشْرونَ لِلإنسانيَّةِ أهَمَّ اختِبارٍ لِحِكْمَتِنا. ولِكَيْ نَنْجَحَ في هذا الاختِبارِ، ونَنْجوَ ونعيشَ في سَلامٍ؛ فَنَحْنُ بِحاجَةٍ لِفَهْمِ أنفُسِنا ووَضْعِنا بِشَكْلٍ أفْضَلَ.
• ما الطَّريقَةُ الأهَمُّ لِلنَّجاحِ في اختِبارِ حِكْمَتِنا؟
الطَّريقَةُ الأهَمُّ لِلنَّجاحِ في اختِبارِ حِكْمَتِنا، هِيَ فَهْمُ أنفُسِنا ووَضْعِنا بِشَكْلٍ أفضَل.
• اسْتَخْرِجْ مِنَ الفِقْرَةِ السّابِقَة:
فِعْلًا مُضارِعًا منصوبًا: تَنْجَحَ.
ضميرَ رَفْعٍ مُنفَصِلٍا: نَحْنُ.
◘ الفقرة الثّانية:
مِنْ بَيْنِ السِّماتِ الرَّئيسَةِ لِلحِكْمَةِ القُدْرَةُ على اسْتِشرافِ المُستَقْبَلِ المُحتَمَلِ، واتِّخاذُ الاحتِياطاتِ اللّازِمَةِ ضِدَّ العواقِبِ السَّلبيَّةِ أو الاستِفادَةُ مِنَ التَّغييرِ والفُرَصِ السّانِحَةِ. إنَّ القُدْرَةَ على تَوَقُّعِ الأحداثِ هِيَ الصِّفَةُ المُمَيِّزَةُ للبَشَرِ الَّتي كانَتِ السَّبَبَ الرَّئيسَ لِنَجاحِنا، ومَعَ ذلِكَ، فنَحْنُ نعيشُ الآنَ على كَوْكَبِ الأرضِ، في عَمَليَّةِ تغييرٍ عميقٍ لِلأنْظِمَةِ الَّتي نَعْتَمِدُها مِنْ أجْلِ البقاءِ؛ أَلا وهِيَ الغِلافُ الجَوِيُّ، والتُّرْبَةُ، والمِياهُ، والكائِناتُ الحَيَّةُ الأُخرى، وصِحَّتُنا السَّليمَةُ، وأعدادُنا وقُدْرَةُ كُلٍّ مِنّا على التَّوافُقِ مَعَ الآخَرِ. نَحْنُ نعيشُ في زَمَنٍ تَحْدُثُ فيهِ سِلْسِلَةٌ مُتَتالِيَةٌ مِنَ التَّغَييراتِ بِسُرعَةٍ وبِقُوَّةٍ شديدتَيْنِ، تَجْعَلُ العديدَ مِنَ النّاسِ يَشْعُرونَ بِالفَزَعِ، بَلِ الشَّلَلِ بِسَبِبِها. ومَعَ ذلِكَ، يَجِبُ أنْ نَتَجاوَبَ جميعًا إذا كنَّا نُقدِّرُ قيمةَ بقائِنا.
معاني المُفرَدات:
الكلمة |
المعنى |
السّانِحة |
المُتاحة |
الفَزَع |
الخَوف |
• اُذْكُرْ أهَمَّ السِّماتِ لِلحِكْمَةِ.
القُدرَةُ على استِشْرافِ لِلمُستَقبَلِ المُحتَمَلِ، واتِّخاذُ الاحتِياطاتِ اللّازِمَةِ ضِدَّ العواقِبِ السَّلبيَّةِ أوِ الاستِفادَةِ مِنَ التَّغييرِ والفُرَصِ السّانِحة.
• ما الصِّفَةُ المُمَيِّزَةُ لِلبَشَرِ والَّتي هِيَ السَّبَبُ الرَّئيسُ لِنَجاحِنا؟
القُدرَة على تَوَقُّعِ الأحداثِ.
• ما الفِكرة الرَّئيسة لِلفِقرَةِ السّابِقَةِ؟
التَّغيير العميق لِلأنْظِمَةِ على سَطْحِ الأرضِ.
◘ الفقرة الثّالِثة:
قَدْ نَجِدُ حَلًّا لِلتَّهديداتِ المَوْجودَةِ الَّتي تَتَمَثَّلُ في انهِيارِ النِّظامِ البيئيِّ، واستِنفادِ الموارِدِ، والحُروبِ، وتَغَيُّرِ المُناخ، والتَّسَمُّمِ العالَميِّ، والمجاعاتِ، والزِّيادَةِ السُّكّانيَّةِ، وانتِشارِ الأمراضِ الوبائيَّةِ، والمُراقَبَةِ العالَميَّةِ، والتِّقنِياتِ المُتَطَوِّرَةِ الَّتي لا يُمْكِنُ السَّيْطَرَةُ عَلَيْها، والَّتي تُحيطُ بِنا في الإنجازِ البَشَريِّ الأكْثَرِ أهمِّيَّةً عَبْرَ ملايينِ السِّنينَ الماضِيَةِ؛ أَلا وهُوَ التَّضافُرُ بَيْنَ العُقولِ والقِيَمِ والمعلوماتِ والمُعتَقَداتِ، والرَّبْطُ بَيْنَها كُلِّها في لَمْحِ البَصَرِ، وفي الوَقْتِ الفِعْليِّ في جميعِ أنحاءِ الكونِ.
• ما الفِكرة الرَّئيسة لِلفِقرَةِ السّابِقَةِ؟
التَّهديداتُ المُتَمَثِّلَةُ في تغييرِ الأنظِمَةِ لِلكُرَةِ الأرضيَّةِ.
◘ الفقرة الرّابِعة:
لَمْ يَكُنِ الجِنْسُ البَشَريُّ أكْثَرَ عُرْضَةً لِلخَطَرِ مِثْلَ ما هُوَ عَلَيْهِ اليَوْمَ، وهذا نتيجَةٌ لِنُدْرَةِ الموارِدِ، ويَكْمُنُ الحَلُّ لِنُدْرَةِ الموارِدِ في إعادَةِ التَّدويرِ. أمّا الحَلُّ لِمُشكِلاتِ الموارِدِ هُوَ في إزالَةِ الطّابِعِ المادّيِّ لِلثَّروَةِ عَبْرَ بِناءِ اقْتِصادٍ قائِمٍ على مُنتَجاتِ العَقْلِ، ولَيْسَ على السِّلَعِ المادِّيَّةِ، وكذلِكَ عَبْرَ توظيفِ النّاسِ في الصِّناعاتِ الإبداعيَّةِ، ويُمْكِنُ استِخدامُ المالِ لِإيجادِ مُنتَجاتٍ وخِدماتٍ غَيْرِ مادِّيَّةٍ وغَيْرِ محدودَةٍ على حَدٍّ سواءٍ، ألا وهِيَ مُنتَجاتُ الخيالِ البَشَريِّ الَّتي تُعَدُّ ثَرْوَةَ المُستَقْبَلِ الحقيقيَّةَ لِلمُجتَمَعِ.
• لِماذا يُعَدُّ الجِنسُ البَشَريُّ أكْثَرَ عُرْضَةً لِلخَطَرِ الآن؟
بِسَبَبِ نُدْرَةِ الموارِد.
• أينَ يَكْمُنُ الحَلُّ في نُدرَةِ الموارِدِ؟
يَكْمُنُ الحَلُّ في إعادَةِ التَّدوير.
• ما الحَلُّ المُقتَرَحُ لِحَلِّ مُشْكِلاتِ الموارِدِ؟
هُوَ إزالَةُ الطّابِعِ المادّيّ لِلثَّروَةِ.
◘ الفقرتَيْنِ الخامِسة والسّادِسة:
ويَكْمُنُ الحَلُّ لِمَوْجَةِ الانقِراضِ الحاليَّةِ ولِلأمْنِ الغِذائيِّ، في اسْتِعادَةِ الحياةِ البَرِّيَّةِ في نِصْفِ مناطِقِنا المُسْتَزْرَعَةِ الحاليَّةِ، وتطويرِ أنظِمَةٍ غذائيَّةٍ نظيفَةٍ ومُكَثَّفَةٍ في مُدِنِنا. ثُمَّ يَجِبُ عَلَيْنا أنْ نَدْفَعَ لِلمُزارِعينَ والسُّكّانِ الأصليِّينَ للاعتِناءِ بِالحياةِ البَرِّيَّةِ، والغِطاءِ النَّباتيِّ، وجميعِ الخِدْماتِ البيئيَّةِ الأُخرى الَّتي نَعْتَمِدُها مِنْ أجْلِ بقائِنا؛ لِكَيْ يكونوا هُمْ حُرّاسَ الأرضِ، فَهُمْ أكْثَرُ المُؤَهَّلينَ لِلقِيامِ بِذلِكَ.
أمّا الحَلُّ لِكُلٍّ مِنْ تَغَيُّرِ المُناخِ والتَّسَمُّمِ الوبائيِّ لِجَميعِ البَشَرِ وأشكالِ الحياةِ على الأرضِ، فَهُوَ حَلٌّ واحِدٌ: يُمكِنُنا تحقيقُ ذلِكَ مِنْ خِلالِ القضاءِ على اسْتِخدامِ النِّفْطِ والغازِ والفَحْمِ، واسْتِخدامِ الطّاقَةِ المُتَجَدِّدَةِ. يُمكِنُنا تطهيرُ العالَمِ مَعًا مِنْ خِلالِ المُطالَبَةِ بِمُنتَجاتٍ آمِنَةٍ وصحِّيَّةٍ، وكذلِكَ بِمُكافَأةِ الشَّرِكاتِ والمُزارِعينَ الَّذينَ يُنتِجونَها.
• ما الفِكرة الرَّئيسَة لِلفِقْرَتَيْنِ الأخيرَتَيْنِ؟
إيجاد الحُلول لِبَعضِ المُشكِلاتِ الَّتي تُواجِهُ النِّظامَ في الكُرَةِ الأرضيَّة.
المُراجَعة
كِتابَةُ الألِفِ الفارِقَةِ
أتَذَكَّرُ:
الألِفُ الفارِقَةُ: هِيَ الألِفُ الَّتي تُوضَعُ بَعْدَ واوِ الجماعَةِ؛ لِتَكونَ فارِقَةً بَيْنَ الواوِ الَّتي هِيَ حَرْفٌ مِنْ أصْلِ الفِعْلِ وبَيْنَ واوِ الجماعَةِ.
◘ مواضِعُ الألِفِ الفارقَةِ:
• في الفِعْلِ الماضي: ذَهَبُوا.
• في فِعْلِ الأمْرِ: اذْهَبُوا.
• في الفِعْلِ المُضارِعِ المَنْصوبِ: لَنْ يَذْهَبُوا.
• في الفِعْلِ المُضارِعِ المَجْزومِ: لَمْ يَذْهَبُوا.
◘ مواضِعُ امْتِناعِ الألِفِ الفارِقَةِ:
• في الأسماءِ: مُسْلِمو مَكَّةَ، مُعَلِّمو المَدْرَسَةِ، لاعِبو كَرَةِ القَدَمِ.
• في الفِعْلِ ذي الواوِ الأصليَّةِ: نَدْعو بالتَّوفيقِ، نَرْجو اللهَ، نَسْمو لِلمَجْدِ.
♦ (4، 1) أَراجِعُ مَهارَةً كتابيَّةً
1 أَخْتارُ الفِعْلَ المُلائِمَ لِكُلِّ جُمْلَةٍ مُنْتَبِهًا لِلألِفِ الفارِقَةِ:
لَمَعُوا _ لَمَعو | "شبابُنا العَرَبيُّ مَفْخَرَةٌ؛ فَكَثيرَةٌ هِيَ الأمْثِلَةُ الَّتي الْتَقَيْتُها لِشَبابٍ ........................ بابْتِكاراتِهِمْ". (جلالَةُ المَلِكَةِ رانيا العَبْدَ الله) |
تَعاوَنُوا _ تَعاوَنو | ........................؛ فالتَّعاوُنُ قيمَةٌ إنسانيَّةٌ سامِيَةٌ. |
بَرَزُوا _ بَرَزو | مَنْ ........................ في أعْمالِهِمْ يَسْتَحِقُّونَ التَّكريمَ. |
تَعْلُوا _ تَعْلو | ........................ نُفوسُ الكِبارِ على الصَّغائِرِ. |
اجْتَهَدُوا _ اجْتَهَدو | سَجَّلَ التّاريخُ بِماءِ الذَّهَبِ أسْماءَ عُلَماءَ أُردُنيّينَ ........................ في حُقولٍ مَعْرِفيَّةٍ شَتّى. |
2. اقْرَأ الفَقَرَةَ الآتِيَةَ، ثُمَّ أضَعُ خَطًّا تَحْتَ الكَلِماتِ الَّتي تَحْتَوي على ألِفٍ فارِقَةٍ بَعْدَ واوِ الجماعَةِ، وخَطَّيْنِ تَحْتَ الكَلِماتِ الَّتي تحتوي على واوٍ أصليَّةٍ.
يَشْكو الأُردُنُّ قِلَّةَ المِياهِ، ويُعَدُّ ثانيَ أفْقَرِ دَوْلَةٍ عالَميًّا في مصادِرِهِ، ويُحَذِّرُ مُراقِبو المَصادِرِ المائيَّةِ في الأُردُنِّ مِنَ الآثارِ السَّلبيَّةِ النّاجِمَةِ عَنِ ارْتِفاعِ الطَّلَبِ، والاستِخراجِ الجائِرِ والتَّغَيُّرِ المُناخيِّ. إنَّ كثيرًا مِنَ الباحِثينَ والخُبَراءِ أكَّدُوا أنَّ لِلوَضْعِ المائيِّ أهمِّيَّةً استراتيجيَّةً، ويُمَثِّلُ تَحَدِّيًا على المُستَوى الوَطَنيِّ، فَقَدْ أشارُوا إلى أنَ حُصَّةَ الفَرْدِ المُتاحَةَ مِنَ المِياهِ تَراجَعَتْ مِنْ 3600 مترِ مُكَعَّبٍ إلى أقَلَّ مِنْ 100 مترِ مُكَعَّبٍ لِعام 2017م. وتَسْعى وزارَةُ البيئَةِ ومسؤولو الوَضْعِ المائيِّ إلى حِمايَةِ البيئَةِ، والحِفاظِ على النُّظُمِ البيئيَّةِ مِنْ خِلالِ وَضْعِ الأَطُرِ التَّشريعيَّةِ والاستراتيجيَّةِ، ونَشْرِ الثَّقافَةِ البيئيَّةِ، وتعزيزِ الرَّقابَةِ البيئيَّةِ، وتطبيقِ القانونِ إلى غَيْرِ ذلِكَ مِنَ الإجراءاتِ. |
شرح القواعِد
الفِعْلُ المُضارِعُ: المُعْرَبُ والمَبْنيُّ
◘ أسْتَعِدُّ
أقْرَأُ النَّصَّ الآتي، ثُمَّ:
الْتَفَتَتْ نَبْتَةٌ نامِيَةٌ في الظِّلِّ إلى زَهْرَةِ عبّادِ الشَّمْسِ وقالَتْ لَها: أراكِ تَتَّبعينَ الشَّمْسَ بِبَصَرِكِ أينَما دارَتْ، وتُحَدِّقينَ فيها تحديقًا دائِمًا، أفَلا تَخْشَيْنَ أنْ يَعْشى بَصَرُكَ مِنْ شِدَّةِ التَّحديقِ وقُوَّةِ النّورِ؟
فَرَدَّتْ عَلَيْها زَهْرَةُ عَبّادِ الشَّمْسِ: لا يا صاحِبَتي، إنَّ مَنِ اعْتادَتْ عيناهُ النّورَ، فَلَنْ تعْشَيا مِنَ الشَّمْسِ، ولَنْ يُؤذيَهُما النّورُ، إنَّما تَعْشَى مِنَ النّورِ القَوِيِّ عُيونُ أبناءِ الظَّلامِ الَّتي لَمْ تَعْتَدْ رُؤيَةَ الشَّمسِ والتَّعَرُّضَ لِلنّورِ.
(أديبُ عودَة عبّاسيّ، عودَةُ لُقْمانَ: 173)
1. أسْتَخْرِجُ الأفعالَ المُضارِعَةَ مِنَ النَّصِّ السّابِقِ.
أراكِ، تَتَّبعينَ، وتُحَدِّقينَ، تَخْشَيْنَ، يَعْشى، تعْشَيا، يُؤذيَهُما، تَعْشَى، تَعْتَدْ.
2. أتَخَيَّلُ نَفْسي مَكانَ زَهْرَةِ عبّادِ الشَّمْسِ وأُضيفُ جُملةً تَشْتَمِلُ على الفِعْلِ المُضارِعِ.
يُترَكُ لِلطّالِب.
3. أُبَيِّنُ القيمَةَ الَّتي أفَدْتُها مِنَ الحِوارِ بَيْنَ النَّبْتَةِ وزَهْرَةِ عَبّادِ الشَّمْسِ.
يُترَكُ لِلطّالِب.
(1.5) أسْتَنْتِجُ
الفِعْلُ المُضارِعُ
أتأمَّلُ الأمثِلَةَ الآتيةَ:
- يَحْتَفِلُ الأُردُنيُّونَ بِذِكْرى الاسْتِقلالِ. - شُرْبُ المياهِ لا يُبْطِلُ الوضوءَ. - لَنْ يَسْتَسْلِمَ صاحِبُ الحَقِّ. - اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ كَيْ تُحافِظَ على السِّرِّ. - أحْرِصُ على أنْ أصِلَ رَحْمي. - خَفَّضَتِ الحُكومَةُ الضَّرائِبَ على تُجّارِ الحُبوبِ؛ لِيَدْعَمُوا الاقْتِصادَ الوَطَنيَّ. |
- المُواطِنُ الأُردُنيُّ لَمْ يَتَكاسَلْ قَطُّ عَنْ أداءِ واجِبِهِ. - لا تُلْقِ اللَّوْمَ على الآخَرينَ. - واللهِ لَأقولَنَّ الحَقَّ ما حييتُ. - لَأُقاسِمَنْ أخواتي لُقْمَتي ومَشْرَبي. - العامِلاتُ في مَصْنَعِ الألبانِ يَحْرِصْنَ على رَفْعِ طاقَةِ الإنتاجِ. |
أ. أُلاحِظُ الفِعْلَيْنِ المُلَوَّنَيْنِ بالأحمَرِ:
يَحْتَفِلُ، يُبْطِلُ فأجِدُهُما فِعْلَيْنِ مُضارِعَيْنِ وحالَتَهُما الإعرابيَّةُ هِيَ الرَّفْعُ وعلامَةُ رَفْعِهِما الضَّمَّةُ الظّاهِرَةُ.
ب. أُلاحِظُ أنَّ الأفعالَ المُلَوَّنَةَ بالأخْضَرِ:
يَسْتَسْلِمَ، تُحافِظَ، أصِلَ، يَدْعَمُوا فَأجِدُها أفعالًا مُضارِعَةً وحالَتُها الإعرابيَّةُ هِيَ النَّصبُ وعلامَةُ نَصْبِها الفَتْحَةُ الظّاهِرَةُ أو المُقَدَّرَةُ أو بِــحَذْفِ النّونِ؛ لأِنَّها سُبِقَتْ بِأحَدِ حُروفِ النَّصْبِ.
ج.أُلاحِظُ أنَّ الفِعْلَ المُلَوَّنَ بِالأزرَقِ:
يَتَكاسَلْ، تُلْقِ فَأَجِدُهُما فِعْلَيْنِ مُضارِعَيْنِ وحالَتُهُما الإعرابيَّةُ هِيَ الجَزْمُ وعلامَةُ جَزْمِها السُّكونُ أو بِحَذْفِ النّونِ؛ لِأنَّها سُبِقَتْ بِأحَدِ حُروفِ الجَزْمِ.
د. أُلاحِظُ الفِعْلَيْنِ المُلَوَّنَيْنِ بالبَنَفْسَجيِّ:
لَأقولَنَّ، أُقاسِمَنْ فأجِدُهُما فِعْلَيْنِ مُضارِعَيْنِ مَبْنيَّيْنِ على الفَتْحِ، أمّا يَحْرِصْنَ فَأجِدُهُ فِعْلًا مُضارِعًا مَبْنيًّا على السُّكون.
♦ أسْتَنْتِجُ ما يأتي:
- الأصْلُ في الفِعْلِ المُضارِعِ أنْ يكونَ مُعرَبًا، فَيَكونُ مرفوعًا إذا لَمْ يَسْبِقْهُ حَرْفُ نَصْبٍ أو حَرْفُ جَزْمٍ؛ فإذا سُبِقَ بحَرْفِ نَصْبٍ كانَ منصوبًا، وإذا سُبِقَ بِحَرْفِ جَزْمٍ كانَ مجزومًا.
- يُبنى الفِعْلُ المُضارِعُ على الفَتْحِ إذا اتَّصَلَتْ بِآخِرِهِ نونُ التَّوكيدِ الثَّقيلَةُ أو نونُ التَّوكيدِ الخفيفَةُ، ويُبنى على السُّكونِ إذا اتَّصَلَتْ بِآخِرِهِ نونُ النِّسوَةِ.