(3، 2) أفهَمُ المقروءَ وأُحَلِّلُهُ
1. أبْحَثُ في المُعجَمِ الوسيطِ الوَرَقيِّ أو الإلكترونيِّ عَنْ جُذورِ الكَلِماتِ الآتِيَةِ، ثُمَّ أُوَظِّفُ كُلًّا مِنْها في جُملَةٍ مُفيدةٍ مِنْ إِنشائي:
يحارُ المُؤمِنُ في بديعِ خَلْقِ اللهِ.
للاشتِراكِ في النَّوادي الشَّبابيَّةِ محاسِنُ كثيرةٌ.
استَلَمَ الفائِزُ كأسًا مُمَوَّهًا بالذَّهَب.
2. أُفَرِّقُ في المَعْنى بَيْنَ الكَلِماتِ المخطوطِ تَحْتَها وفقًا لِلسِّياقاتِ الَّتي وَرَدَتْ فيهَا مُسْتَعينًا بِالمُعْجَمِ الوَرَقيِّ أو المُعجَمِ الإلكترونيِّ:
- قالَ تعالى: "وَأقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيَلِ". (سورةُ هود:114)
طَرَفَيِ: الغداةِ والعَشِيِّ، وهِيَ صلاةُ الصُّبحِ والمَغْرِبِ.
- قالَ الرَّحّالَةُ لِصَديقِهِ: لِنَذْهَبْ إلى طَرَفِ النَّهْرِ؛ فَهُناكَ ثَمَرٌ ناضِجٌ لذيذٌ وماءٌ عَذْبٌ.
طَرَفِ: حافَّةِ.
- اسْتَطْرَفْتُ حديثَ صديقي، واسْتَمْتَعْتُ بِهِ.
اسْتَطْرَفْتُ: أيِ اعتَقَدْتُهُ طريفًا ومُمتِعًا.
4. فَصَّلَ ابنُ بطّوطَةَ القَوْلَ في عَمَليَّةِ هَدْمِ سورِ القُدْسِ، أعودُ إلى النَّصِّ وأُوَضِّحُ الآتي:
- هُدِمَ السُّورُ مرَّتَيْنِ:
- في المَرَّةِ الأولى قامَ بِهَدْمِ السّورِ المَلِكُ الصّالِحُ الفاضِلُ صلاحُ الدّين بن أيّوب.
- في المَرَّةِ الثّانِيَةِ هَدَمَ السّورَ المَلِكُ الظّاهِرُ.
- سَبَبُ الهَدْمِ:
- السَّبَبُ وراءَ الهَدْمِ الأوَّلِ كانَ اسْتِكمالًا لِفَتْحِ المدينَةِ بَعْدَ أنِ اسْتَعادَها صلاحُ الدّينِ بن أيّوب مِنَ الصّليبيّين.
- السَّبَبُ وراءَ الهَدْمِ الثّاني، الَّذي قامَ بِهِ المَلِكُ الظّاهِرُ، كانَ خَوْفًا مِنْ أنْ يستعيدَها الرّومُ (الصّليبيّونَ) ويَتَحَصَّنُوا بِها.
5. دَلَّلَ ابْنُ بطّوطةَ على شِدَّةِ جَمالِ المَسْجِدِ المُقَدَّسِ بِعِدَّةِ أوصافٍ في ما يَتَعَلَّقُ بِالبِناءِ وفَنِّ العَمارةِ، أضَعُ بِإزاءِ كُلٍّ مِمّا يأتي الوَصْفَ الخاصَّ بِهِ:
وَصْفُ الطّول:
طولُ المَسْجِدِ مِنَ الشَّرقِ إلى الغَرْبِ يَبْلُغُ سبعَمائةٍ واثنَيْنِ وخمسينَ ذراعًا بالذِّراعِ المالِكيَّة.
وَصْفُ العَرْض:
عَرْضُ المَسْجِدِ مِنَ القِبْلَةِ إلى الجَوْفِ يَبْلُغُ أربعَمائةٍ وخَمْسَةً وثلاثينَ ذِراعًا.
وَصْفُ الأبواب:
لِلمَسْجِدِ أبوابٌ كثيرَةٌ في ثلاثِ جهاتٍ، وفي الجِهَةِ القِبْليَّةِ يُوجَدُ بابٌ واحِدٌ فَقَطْ يُستَخْدَمُ لِدُخولِ الإمام.
وَصْفُ السَّقف:
المَسْجِدُ بِشَكْلٍ عامٍّ غَيْرُ مسقوفٍ بِاستِثناءِ المَسْجِدِ الأقصى الَّذي سُقِّفَ بِأعلى دَرَجاتِ الإحكامِ والصَّنْعَة، ومُمَوَّهٌ بِالذَّهَبِ والأصبِغَةِ الرّائِقَة.
6. أُعَلِّلُ وَصْفَ ابنِ بطّوطَةَ قُبَّةَ الصَّخْرَةِ بِأنَّها مِنْ أعْجَبِ المباني وأغرَبِها شَكْلًا.
وَصَفَ ابنُ بطّوطة قُبَّةَ الصَّخْرَةِ بِأنَّها مِنْ أعجَبِ المباني وأغْرَبِها شَكْلًا؛ لأنَّها تَتَمَيَّزُ بِتَصميمٍ فريدٍ، وزخارفَ فنِّيَّةٍ مُتقَنَةٍ، وإتقانٍ في البناءِ، بالإضافَةِ إلى مَوْقِعِها المُمَيَّزِ على مكانٍ مُرتَفِعٍ في وَسَطِ المَسْجِدِ. كُلُّ هذه الخصائِصِ تَجْعَلُها مُبْهِرَةً واستِثنائيَّةً.
7. بَرَعَ ابنُ بطّوطةَ في وَصْفِهِ الدَّقيقِ لِمَبْنى قُبَّةِ الصَّخْرَةِ المُشَرَّفَةِ، أُبَيِّنُ الوَصْفَ المُلائِمَ لِكُلٍّ مِنَ الآتي:
مكانُ البِناء: وَصَفَهُ بِأنَّهُ قائِمٌ على نَشْزٍ (مُرتَفِعٍ) في وَسَطِ المَسْجِدِ.
مَوْضِعُ الزّواقة: أشارَ إلى أنَّ الزَّواقَةَ (الزّينَةَ والنَّقْشَ والزَّخْرَفَةَ) تُوجَدُ في ظاهِرِها وباطِنِها.
الفَرْش: ذَكَرَ أنَّ الدّائِرَ حَوْلَها وداخِلَها مفروشٌ بالرُّخامِ.
الأبواب: أوْضَحَ أنَّ القُبَّةَ لَها أربَعَةُ أبوابٍ.
8. فَصَّلَ ابنُ بطّوطةَ عِدَّةَ أماكِنَ في بَطْنِ الوادي المعروفِ بِوادي جَهَنَّمَ، أُحَدِّدُها.
حَدَّدَ ابنُ بطّوطَةَ عِدَّةَ أماكِنَ في بَطْنِ وادي جَهَنَّمَ، وهِيَ: قَبْر مَرْيَمَ عَلَيْها السَّلامُ، كنيسة يُعَظِّمُها النَّصارى، ومَوْضِع مَهْد عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ.
9. أرسُمُ خريطَةً لِلأفكارِ الرَّئيسَةِ في النَّصِّ مُراعِيًا ترتيبَ الأمكِنَةِ الَّتي زارَها ابنُ بطّوطةَ.
تَبْدَأُ الرِّحْلَةُ بِالتَّوَجُّهِ نَحْوَ القُدْسِ، وزيارَةِ تُرْبَةِ يونُسَ –عَلَيْهِ السَّلامُ- على الطَّريقِ إلى القُدْسِ، ثُمَّ زيارَةِ بَيْتِ لحم (مَوضِعِ ميلاد عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ)، ورُؤيَةِ أثرِ جِذعِ النَّخْلَةِ.
الوصولُ إلى القُدْسِ ورُؤيَةُ بَيْتِ المَقْدِس، الَّذي فيهِ مَصْعَدُ الرَّسولِ –صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إلى السَّماءِ.
هَدْمُ سورِ القُدْسِ بِقِيادَةِ صلاحِ الدِّينِ الأيّوبيّ؛ لِخَوْفِهِ مِنْ أنْ يَتَمَكَّنَ الرّومُ مِنَ السَّيْطَرَةِ على المدينةِ.
جَلْبُ المياهِ إلى القُدْسِ بِتَوجيهاتٍ مِنَ الأميرِ سَيْفِ الدِّينِ تنكيز.
10. أسْتَخْلِصُ القِيَمَ والدُّروسَ المُستَفادَةَ الَّتي تَعَلَّمْتُها مِنْ رِحْلَةِ ابنِ بطّوطةَ.
مِنْ رِحْلَةِ ابنِ بطّوطة تَعَلَّمْتُ أهَمِّيَّةَ الاسْتِكشافِ والتَّعَلُّمِ مِنَ الثَّقافاتِ المُختَلِفَةِ، والتَّسامُحِ الدّينيِّ مِنْ خِلالِ زيارَةِ أماكِنَ مُقَدَّسَةٍ لِمُختَلَفِ الأديانِ، وكذلِكَ تقديرُ التُّراثِ والعِمارَةِ الَّتي تَعْكِسُ تاريخَ الأُمَمِ وعَظَمَتِها.
(3، 3) أتَذَوَّقُ المقروءَ وأنقُدُه
1. أبْدَعَ ابنُ بطّوطَةَ في رَسْمِهِ صورَةً ذِهْنيَّةً لِلقارِئِ عَبْرَ توظيفِهِ الصُّوَرَ الفَنِّيَّةَ، أُوَضِّحُ جمالَها في الآتي:
- إنَّهُ لَيْسَ على وَجْهِ الأرضِ مَسْجِدٌ أكْبَرُ مِنْهُ.
جمالُ الصّورَةُ الفنِّيَّةُ في قَوْلِ ابنِ بطّوطة يَكْمُنُ في المُبالَغَةِ التَّعبيريَّةِ الَّتي تُستَخْدَمُ لِتَضخيمِ حَجْمِ المَسْجِدِ وإبرازِ عَظَمَتِهِ. هذا التَّصويرُ يَجْعَلُ القارِئَ يَتَخَيَّلُ المَسْجِدَ بِشَكْلٍ مَهيبٍ وكبيرٍ للغايَةِ، لَدَرَجَةِ أنَّهُ يَبْدو وكأنَّهُ لا يُوجَدُ أيُّ مَسْجِدٍ آخَرَ على وَجْهِ الأرضِ يُمْكِنُ أنْ يُنافِسَهُ في الحَجْمِ، مِمّا يُضْفي على المكانِ طابِعًا فريدًا مِنَ الأهمّيَّةِ والقُدسِيَّةِ.
- وأكْثَرُ ذلِكَ مُغَشًّى بِالذَّهَبِ، فَهِيَ تَتَلَألَأُ نورًا وتَلْمَعُ لَمَعانَ البَرْقِ.
جمالُ الصّورَةِ الفنِّيَّةِ في قَوْلِ ابنِ بطّوطة يَظْهَرُ في وَصْفِهِ للذَّهَبِ الَّذي يُغَطّي القُبَّةَ، وهٌوَ يُشَبِّهُ القُبَّةَ وهِيَ مُغَطّاةٌ بالذَّهَبِ بِأنَّها تَلْمَعُ وتُضيء بِسُرْعَةٍ وبريقٍ مِثْلَ البَرْقِ، مِمّا يَجْعَلُها تَبْدو جميلَةً ومُبهِرَةً جِدًا، كأنَّها تُشِعُّ ضوءًا ساطِعًا يَجْذِبُ الأنظارَ.
2. وَرَدَ في أحَدِ مواضِعِ النَّصِّ تناصٌّ دينيٌّ، أسْتَخْلِصُ مَوْضِعَ التَّناصِّ وأرْبِطُ بِنَصِّ الآيَةِ القُرآنيَّةِ الكريمَةِ.
* مَوْضِعُ التَّناصِّ في دَرْسِ القِراءَةِ.
وبِهِ أَثَرُ جِذْعِ النَّخْلَةِ
* مَوْضِعُ التَّناصِّ في القُرآنِ الكريمِ.
"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" (سورة مريم: 25)
التَّناصُّ: وُجودُ تَشابُهٍ بَيْنَ نَصٍّ وآخَرَ أو بَيْنَ عِدَّةِ نُصوصٍ باسْتِفادَةِ أحَدِهِما مِنَ الآخَرِ.
3. اسْتَخْدَمَ ابنُ بطّوطَةَ ألفاظًا تَتَناسَبُ مَعَ وَصْفِهِ الدَّقيقِ لِرِحلاتِهِ عُمومًا، فَمِنْها ألفاظٌ تصِفُ الحياةَ الاجتِماعيَّةَ، وهُناكَ ألفاظُ الطَّبيعَةِ، وألفاظُ البِناءِ والمَسْكَنِ، وَغَيْرُها.
أعودُ إلى النَّصِّ المقروءِ وأضَعُ إشارَةَ (✓) أمامَ ما يَنْطَبِقُ مِنَ الصِّفاتِ على هذا النَّصِّ تحديدًا، ومُبَيِّنًا اللَّفْظَةَ الدّالَّةَ على ذلِكَ:
صِفَةُ الألفاظِ |
تَنْطَبِقُ ✓ |
اللَّفْظَةُ الدّالَّةُ عَلَيْها |
ألفاظٌ تَصِفُ الحياةَ الاجتِماعيَّةَ |
✓ |
النّاس |
ألفاظٌ ذاتُ بُعْدٍ دينيٍّ وَمَكانيٍّ |
✓ |
المَسْجِد الأقصى، الكنسية |
ألفاظُ الطَّبيعَةِ |
✓ |
وادي جَهَنَّم |
ألفاظُ البِناءِ والمَسْكَنِ |
✓ |
سَقْف، أبواب |
4. تَفيضُ رِحْلاتُ ابنِ بطّوطةَ في وَصْفِهِ بِدَلالاتٍ جميلَةٍ وكِناياتٍ كثيرَةٍ يَسْتَنْتِجُها القارِئُ، أسْتَنْتِجُ دلالَةَ كُلٍّ مِنَ الآتي مُبدِيًا رأيي في أثَرِها:
الكِنايَةُ: مِنْ فُنونِ البلاغَةِ والجَمالِ في اللُّغَةِ، وهُوَ لَفْظٌ يَتَجاوَزُ مَعْناهُ الحقيقيَّ إلى مَعْنًى آخَرَ يَقْصِدُهُ المُتَكَلِّمُ، ويكونُ المُرادُ هُوَ المَعْنى المَخْفيُّ ولَيْسَ المَعْنى الصَّريحَ.
- كَقَوْلِهِ تعالى: "وَيَوْمَ يَعُضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ". (سورَةُ الفُرقان: 27)
كِنايَةٌ عَنِ النَّدَمِ.
- ألقى الفارِسُ سِلاحَهُ.
كِنايةٌ عَنِ الاستِسلام.
5. يَتَمَيَّزُ أُسلوبُ أدَبِ الرِّحْلَةِ عُمومًا وأُسلوبُ ابنِ بطّوطَةَ في كتابَةِ رِحْلاتِهِ على وَجْهِ الخُصوصِ بِسِماتٍ فنِّيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ: أضَعُ إشارَةَ (✓) عِنْدَ الخاصِّيَّةِ المُمَثِّلَةِ لِأُسلوبِهِ، ثُمَّ أختارُ سِمَةً فنِّيَّةً أعجَبَتْني وأجِدُ أنَّها أكْثَرُ السِّماتِ تأثيرًا لَدى المُتَلَقّي، مُعَلِّلًا رأيي.
تَنْطَبِقُ (✓) | خصائِصُ أُسلوبِ ابْنِ بَطّوطةَ (السِّماتُ الفَنِّيَّةُ) |
✓ ✓ ✓ ✓ ✓ ✓ ✓ |
• الأُسلوبُ الوَصْفيُّ لِلأماكِنِ • الواقِعيَّةُ والبُعْدُ عَنِ الخَيال • الأُسلوبُ السَّرديُّ المُشَوِّقُ • تَنَوُّعُ الأساليبِ اللُّغَويَّةِ مِنْ أمرٍ ونَهْيٍ ونِداءٍ واسْتِفْهامٍ • توثيقٌ لِلنّاحِيَةِ المَكانيَّةِ والجُغرافيَّةِ والتَّاريخيَّةِ • اسْتِخدامُ الحُجَجِ والبراهينِ العِلْميَّةِ • الدِّقَّةُ في الوَصْفِ |
الأُسلوبُ الوَصْفيُّ لِلأماكِنِ هُوَ الأكثَرُ تأثيرًا لَدى المُتَلَقّي؛ لِأنَّهُ يَنْقِلُ القارِئَ إلى تِلكَ الأماكِنِ بِشَكْلٍ حَيٍّ، مِمّا يَجْعَلُهُ يَشْعُرُ وكأنَّهُ يعيشُ التَّجرُبَةَ بِنَفْسِهِ.
6. يسيرُ الرَّحّالَةُ في عَصْرِنا الحاليِّ بِطَريقَةٍ مُختَلِفَةٍ عَنْ رحّالَةِ الزَّمَنِ القديمِ مِنْ حَيْثُ الوسيلَةُ وأساليبُ الوَصْفِ والتَّوثيقُ، أُبدي رأيي في ذلِكَ مُدَعَّمًا بالأمثِلَةِ المُقنِعَةِ.
في عَصْرِنا الحالي، يَسْتَخْدِم الرَّحّالَةُ وسائِلَ النَّقْلِ الحديثَةِ كالطّائِرات، مِمّا يَجْعَلُ الرِّحلاتِ أسرَعَ مُقارَنَةً بِالجِمالِ والسُّفُنِ في الماضي. أيضًا، الرَّحّالَةُ الآنَ يُوَثِّقونَ رحلاتِهِمْ بالصّوَرِ والفيديو، بَيْنَما اعْتَمَدَ الرَّحّالَةُ القُدَماءُ على الوَصْفِ الأدبيِّ التَّفصيليِّ.