اللغة العربية فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

في عامِ 1901 عُرِضَتْ حالَةٌ فريدَةٌ مِنْ نَوْعِها لِطَبيبٍ أَلمانيٍّ يُدعى (ألويس آلزَّهايمر) في عيادَتِهِ النَّفسيَّةِ لِسَيِّدَةِ في الخمسينَ مِنْ عُمُرِها تُدعى (أُغست ديتير)، أُدْخِلَتِ المَصَحَّةَ العَقليَّةَ، وكانَتْ تُعاني مِنْ فُقدانِ الذَّاكِرَةِ وهَذَيانٍ يُصاحِبُهُ أَحيانًا هَلَعٌ وصُراخٌ، أَعْقَبَهُ ازْدِيادٌ مُطَّرِدٌ في فُقدانِ الذَّاكِرةِ جَعَلَها طَريحَةَ الفِراشِ حتّى مَوْتِها عامَ 1906. أَثارَتِ الْأعراضُ ذِهْنَ (آلزَّهايمرْ)؛ لِظَنِّهِ أَنَّ مَرَضَها لَمْ يَكُنْ نَفْسِيًّا بَلْ عُضْوِيًّا، فَلَمَّا شَرَّحَ دِماغَها أَظْهَرَتِ النَّتائجُ تَضاؤُلًا في قِشرَةِ الدِّماغِ، وَعُقَدًا وَتَجَمُّعاتٍ دُهنيَّةً في أَنسِجَتِهِ. نَشَرَ نَتائِجَهُ في مُؤْتَمَرٍ طِبِّيٍّ عامَ 1906، واسْتُخْدِمَ اسْمُهُ (آلزَّهايمر) مُنْذُ عامِ 1911 لِتَشخيصِ الحالاتِ المُشابِهَةِ.

 

والْمَرَضُ نَوْعٌ مِنْ أَنواعِ الخَرَفِ، يُصيبُ خَلايا الدِّماغِ مُسَبِّبًا فُقدانًا مُستَمِرًّا لِلذَّاكِرَةِ، وَمُعَوِّقاتٍ ذِهنيَّةً، ومُشكِلاتٍ سُلوكِيَّةً تُؤَثِّرُ في حياةِ المُصابِ: الشَّخصيَّةِ والْعَمَليَّةِ. وهُوَ مَرَضٌ قاتِلٌ، تَتَفاقَمُ أعراضُهُ إلى أَنْ تَفْصِلَ الْمَريضَ عَنْ هُوِيَّتِهِ ونَشاطاتِهِ وأَصدِقائِهِ. ولا يَقتَصِرُ على كِبارِ السِّنِّ، فَقَدْ يُصيبُ شرائِحَ سِنِّيَّةً مُختَلِفَةً مِمَّنْ هُمْ في العَقْدِ الثّالِثِ أو الرّابِعِ أو الخامِسِ، لكِنَّ احْتِمالَهُ يَتزايَدُ لِمَنْ هُمْ فَوْقَ الخَامِسَةِ والسِّتِّينَ. ومِنْ أَهَمِّ أَسبابِهِ تَضاؤُلُ أَجزاءٍ مِنَ المُخِّ ومَوْتُها لاحِقًا؛ إذْ يَتَّصِلُ بِمَوْتِ المَراكِزِ العُليا لِلدِّماغِ، مِمَّا يَتَسَبَّبُ بِتَعَطُّلِ جميعِ وظَائفِ الدِّماغِ. ويُتَوَقَّعُ أنْ يَصِلَ عَدَدُ المُصابينَ بِهِ في العالَمِ إلى 85 مليونَ مُصابٍ عامَ 2050، وتَبْلُغُ نِسْبَةُ الإصابَةِ بِهِ عِنْدَ الإِناثِ 15%، بَيْنَما تَبْلُغُ 10% عِنْدَ الذُّكورِ بِحَسبِ الإحصائيّاتِ الأَمريكيَّةِ.

 

وَمِنْ أَهَمِّ أَعراضِهِ: فُقدانُ الذّاكِرَةِ، خاصَّةً الحديثَةَ مِنْها، مِمّا يُعَوِّقُ العَمَلَ. ومِنْ ظَواهِرِهِ النِّسيانُ المُتَكَرِّرُ لِلمَواعيدِ والتَّواريخِ الحديثَةِ، والاسْتِعلامُ المُتَكَرِّرُ عَنْ مَعلومَةٍ أو حَدَثٍ جَديدٍ، والاعْتِمادُ المُطلَقُ على التَّدوينِ لِأداءِ أنشِطَةٍ مُعتادَةٍ، وصُعوبَةُ التَّنظيمِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ اليَوميَّةِ، كَالتَّعامُلِ مَعَ الأَرْقامِ والفَواتيرِ، والصُّعوباتُ المُتَزايِدَةُ في إِنهاءِ المَهامِّ اليَوميَّةِ، وفُقدانُ الْإحساسِ بِالْوَقْتِ والمَكانِ، فَيَبدُو المَريضُ ضَائِعًا في أَماكِنَ أَلِفَهَا.


وَمِنْها أَيضًا: الفَشَلُ في فَهْمِ الصُّوَرِ المَرئيَّةِ والعَلاقاتِ المَكانيَّةِ؛ مِثْلَ: مُشكِلاتِ الرُّؤْيَةِ، وقِياسِ المسافَةِ أو تَحديدِ الألوانِ. وقَدْ يَحْدُثُ خَلَلٌّ في الْإدراكِ، ومِنْهُ عَدَمُ القُدرَةِ على تحديدِ انْعكاساتِهِمْ في المِرآةِ، والظَّنُّ بِوُجودٍ شَخْصٍ أمامَهُم. وتَعْتَرِضُهُمْ مُشكِلاتٌ في القِراءَةِ والكِتابَةِ، نَظَرًا لِإصابَةِ مَناطِقِ الدِّماغِ المَسؤولَةِ عَنِ اللُّغَةِ، ومِنْ مَظاهِرِها: الأخطاءُ اللُّغَويَّةُ والْإملائيَّةُ، وانْعِدامُ القُدرَةِ على المُشارَكَةِ في حِوارٍ ما، والتَّوقُّفُ الفُجائِيُّ خِلالَ الْحَديثِ، وتِكرارُ الكَلِماتِ خِلالَ الحديثِ، وصُعوبَةُ تَذَكُّرِ مُفرَداتٍ مُعيَّنَةٍ.

 

ومِنْها فُقْدانُ المُقتَنَياتِ بِسُهولَةٍ، وصُعُوبَةُ تَذَكُّرِ أَماكِنِها، والانْسِحابُ مِنَ النَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، وإيثارُ العُزْلَةِ، والشُّعورُ بِالْمَلَلِ مِنَ الأَصدِقاءِ، مَعَ تَقَلُّباتٍ في المِزاجِ وتَغَيُّرِ السُّلوكِ؛ فَقَدْ يَنتابُهُمُ الخوفُ أو الكآبَةُ والقَلَقُ، وعَدَمُ القُدْرَةِ على اتِّخاذِ القَرارِ.

 

ويَصْعُبُ وَضْعُ مَسارٍ واحِدٍ لِلمَرَضِ؛ إلّا أنَّ العارِضَ الأَوَّلِيَّ الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ مُعظَمُ المَرضى هُوَ عَدَمُ اكْتِسابٍ ذِكرياتٍ جديدَةٍ. ومَعَ تَطَوُّرِ المَرَضِ تَشْمَلُ الأَعراضُ الارتِباكَ وتَقَلُّباتِ المِزاجِ وفُقدانَ الذِّكرَياتِ، حتّى يَصِلَ إلى فَشَلِ الدِّماغِ في التَّواصُلِ مَعَ باقي أَعضاءِ الجِسْمِ مُؤَدِّيًا إلى الوفاةِ. ويَبلُغُ المُتَوَسِّطُ الحِسابِيُّ لِلسَّنَواتِ الَّتي يَعيشُها المَريضُ بَعْدَ التَّشخيصِ إلى سَبْعِ سَنَواتٍ، إلّا أنَّ قِلَّةً مِنَ المَرْضى قَدْ تَعيشُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْدَ التَّشخيصِ.

 

ويَمُرُّ المَرَضُ بِعِدَّةِ أَطوارٍ، مِنْها مَرْحَلَةُ ما قبلَ الخَرَفِ؛ فَقَدْ يُلاحَظُ بَعْدَ فَحْصٍ عَصَبيٍّ وجودُ صُعوباتٍ ذهنيَّةٍ لِسنَواتٍ عديدَةٍ قَبْلَ التَّشخيصِ، ويَتَضَمَّنُ ذلكَ: الفُقْدانَ المُطَّرِدَ لِلذّاكِرَةِ، والخُمولَ، وتَدَهوُرَ الذّاكِرَةِ الدِّلاليَّةِ، وانْعِدامَ إدراكِ مَعْنى العَلاقاتِ بَيْنَ الأشياءِ. ومَرْحَلَةُ الخَرَفِ الأَوَّليِّ، حينَ تَتفاقَمُ الأعراضُ فَيَتَأَكَّدُ تَشخيصُ المَرَضِ، معَ أَعراضٍ جديدَةٍ أكثَرَ وُضوحًا؛ مِنْها: ضَعْفُ الإدراكِ الفِطريِّ، وصُعوباتٌ في الحَركَةِ التِّلقائيَّةِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْها تَأَثُّرُ الذّاكِرَةِ الخاصَّةِ بالأَعمالِ اليَوْميَّةِ، مِثلَ: اسْتِخدامِ المِلْعَقَةِ، والفَشَلِ في اكْتِسابِ قُدُراتٍ جديدَةٍ، وضَعْفٍ في الذّاكِرَةِ المَسؤولَةِ عَنِ الذِّكرَياتِ القَديمَةِ. ومرحلةُ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ، حينَ تَتَأثَّرُ الجَوانِبُ الحَيَويَّةُ والنَّفسيَّةُ المُختَلِفَةُ لِلمَريضِ، ويُصبِحُ مُعتَمِدًا على الآخَرينَ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّواصُلِ لِصُعوبَةِ تَذَكُّرِ المُفرَداتِ، ويَتَدَهوَرُ التَّناسُقُ الحَرَكيُّ، مِمّا يَزيدُ احْتِماليَّةَ الوُقوعِ والإِصاباتِ، مَعَ صُعوبَةِ تَعَرُّفِ الأقارِبِ والأصدِقاءِ بِسَبَبِ إِصابَةِ الذّاكِرَةِ طَويلَةِ الأَجَلِ، وتَغَيُّراتٍ نفسيَّةٍ؛ كالنَّحيبِ دونَ سَبَبٍ، والعِدائيَّةِ، والهَلْوَسَةِ. ثُمَّ مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَقَدِّمِ الَّتي يَعتَمِدُ فيها المريضُ كُلِّيًّا على غَيْرِهِ في قَضاءِ احْتِياجاتِهِ اليَوميَّةِ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّحَدُّثِ، مَعَ خُمولٍ وتَعَبٍ شَديدَيْنِ، ويُرافِقُ ذلكَ تَقَلُّصٌ شَديدٌ في الكُتلَةِ العَضَليَّةِ، ومَا يَلْبَثُ أنْ يَموتَ بِسَبَبِ الالْتِهابِ الرِّئَويِّ أو تَقَرُّحاتِ الجِسْمِ النّاتِجَةِ عَنِ البَقاءِ في السَّريِرِ.

 

ما زالَتْ أَسبابُ الإصابَةِ بِالمَرضِ مَجهولَةً، لكِنْ يُجمِعُ العُلَماءُ على أنَّ العَيشَ غَيْرَ الصِّحِّيِّ قَدْ يَزيدُ مِنَ احْتِمالِيَّةِ الإصابَةِ بآلزَّهايمر، ولُوحِظَ أنَّ الإصابَةَ بِالسُّكَّري وضَغْطِ الدَّمِ المُزمِنِ وارْتِفاعِ الكُوليسترولِ والتَّدخينَ وتَقَدُّمَ العُمُرِ، قَدْ تَعمَلُ على تَدَهوُرِ أعراضِ المَرَضِ. ومُعظَمُ الحالاتِ غَيْرُ مُتَوارَثَةٍ، إلّا أَنَّ بَعْضَ الدِّراساتِ قَدْ أَثْبَتَتْ وُجودَ جيناتٍ مَوروثَةٍ تُسَبِّبُ المَرَضَ، لَدَيْها مَيْلٌ إلى تغييرِ تَركيبِها وحُدوثِ تَشويهِ فيها، يَنْجُمُ عَنْهُ حُدوثُ تَراكيبَ غَيْرٍ مُنتَظَمَةٍ في سَلاسِلٍ مُوَلِّدِ البُروتينِ النَّشَوانيِّ.

 

وَوَضَعَ العُلَماءُ فَرَضيَّاتٍ لِتَفسيرِ مُسَبِّباتِهِ، مِنْها: الفَرضيَّةُ (الكُولينيَّةُ) و(البيتا النَّشوانيَّة) وأخيرًا فرضيَّةُ (تاوْ)، وقَدْ رَكَّزَتْ في مُجمَلِها على دِراسَةِ العوامِلِ المُؤَثِّرَةِ في فعاليَّةِ النِّظامِ العصبيِّ المَركَزيِّ وتَلَفِ خلاياه. ولا يُوجَدُ عِلاجٌ شَافٍ حاليًّا، إلّا أنَّ ثَمَّةَ أَدوِيَةً وعِلاجاتٍ نفسيَّةً وسلوكيَّةً تُسَهِّلُ حياةَ المُصابينَ، وقَدْ تُؤَخِّرُ تَدَهْوُرَ المَرَضِ. وقَدْ يُستَعانُ بِمُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والمعادِنِ والفيتاميناتِ، والعِلاجات الطَّبيعيَّة، و(أُوميجا 3)، والكُركُم وهُوَ نَوْعٌ مِنَ البُهاراتِ الهِنديَّةِ لَوْنُهُ أَصفَرُ، وغيرِها.

 

ثِمَّةَ العِلاجُ السُّلوكِيُّ لِلتَّغَلُّبِ على بعضِ أَعراضِ المَرَضِ، ومِنْها: العِلاجُ بِالمُوسيقى وبِالضَّوءِ، وبِالتَّوجيهِ الوَاقِعيِّ المُتَضَمِّنِ وَضْعَ أَشياءَ خاصَّةٍ بِالمَريضِ لِتَذكيرِهِ المُتَواصِلِ، وتَشجيعُ المريضِ على الانْخِراطِ بِعَمَلٍ ما كالحِرَفِ اليَدويَّةِ، والعِلاجُ الطَّبيعيُّ، والعِلاجُ بِاللَّمْسِ، والتَّمارينِ الرِّياضيَّةِ، والدَّعْمُ المَعنويُّ وإشعارُهُ بالأمْنِ، وتأهيلُ عائِلَةِ المَريضِ وتقديمُ الدَّعْمِ النَّفسيّ لَها.


أمَّا سُبُلُ الوِقايَةِ فتَبقى اقْتِراحاتٍ نافِعَةً لا تَضمَنُ عَدَمَ الإِصابَةِ بِهِ، ومِنْها: تَناوُلُ الطَّعامِ الصِّحِّيِّ والتَّقليلُ مِنَ اللُّحومِ الحَمْراءِ والدُّهونِ الضَّارَّةِ، وتناوُلُ الفيتاميناتِ والمُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ ومُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والابْتِعادُ عَنِ التَّدخينِ والكُحولِ، ومُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ، والمُحافَظَةُ على حياةٍ حافِلَةٍ بِالنَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، ومُمارَسَةُ الهِواياتِ الفِكريَّةِ كَالقِراءةِ والشِّطْرَنجِ وغَيْرِها.

بِتَصَرُّفٍ مِنْ: آلزَّهايمر (الخَرَفُ المُبَكِّر)، د. عبير مُحَمَّد عدس، مَرْكَز تعريب العُلوم الصِّحِّيَّة، الكُوَيْت، ط1، 2011.

 

 أتَعَرَّفُ جَوَّ النَّصِّ

يُعَدُّ مَرَضُ (آلزَّهايمر) مِنْ أمراضِ العَصْرِ، الَّتي حَيَّرَتِ الأطِبّاءَ. وقَدْ خَصَّصَتِ الكاتِبَةُ مَقالَتَها لِلتَّعريفِ بِهِ بِأُسلوبٍ علميٍّ مُحكَمٍ وبِالتَّفصيلِ؛ بَدْءًا بالجُذورِ الأَولى لاكْتِشافِهِ وسَببِ تَسمِيَتِهِ، وانْتقالًا إلى الأعراضِ الخَاصَّةِ بِكُلِّ مَرْحَلَةٍ مِنْ مراحِلَ تَطَوُّرِهِ، والأسبابِ الَّتي تَكادُ تَكونُ مَجهولةً حتَّى الآنَ، مَعَ تَرجيحِ مُسَبِّباتٍ لَها دَوْرُها في تَأَزُّمِ الأعراضِ. وَذَكَرَتْ أنَّهُ يُصيبُ النّاسَ على اخْتِلافِ فِئاتِهِمُ السِّنِّيَّةِ، مُشيرَةً إلى أَنَّ نِسْبَةَ الإصاباتِ عِنْدَ النِّساءِ أعلى مُقارَنةً بِالرِّجالِ. وفي الحديثِ عَنْ سُبُلِ الوِقايَةِ، وَضَّحَتْ أَنَّها مُجَرَّدُ اقْتِراحاتٍ قَدْ تَنْفَعُ، وهِيَ عِبارَةٌ عَنْ تَضافُرِ نَمَطِيٍّ العِلاجِ الدَّوائِيِّ والسُّلوكيِّ بِما يَضمَنُ الحِفاظَ على القُدُراتِ المَعرفيَّةِ لِأَطوَلِ فَتْرَةٍ مُمْكِنَةٍ.


 الشرح

الفقرة الأولى:

في عامِ 1901 عُرِضَتْ حالَةٌ فريدَةٌ مِنْ نَوْعِها لِطَبيبٍ أَلمانيٍّ يُدعى (ألويس آلزَّهايمر) في عيادَتِهِ النَّفسيَّةِ لِسَيِّدَةِ في الخمسينَ مِنْ عُمُرِها تُدعى (أُغست ديتير)، أُدْخِلَتِ المَصَحَّةَ العَقليَّةَ، وكانَتْ تُعاني مِنْ فُقدانِ الذَّاكِرَةِ وهَذَيانٍ يُصاحِبُهُ أَحيانًا هَلَعٌ وصُراخٌ، أَعْقَبَهُ ازْدِيادٌ مُطَّرِدٌ في فُقدانِ الذَّاكِرةِ جَعَلَها طَريحَةَ الفِراشِ حتّى مَوْتِها عامَ 1906. أَثارَتِ الْأعراضُ ذِهْنَ (آلزَّهايمرْ)؛ لِظَنِّهِ أَنَّ مَرَضَها لَمْ يَكُنْ نَفْسِيًّا بَلْ عُضْوِيًّا، فَلَمَّا شَرَّحَ دِماغَها أَظْهَرَتِ النَّتائجُ تَضاؤُلًا في قِشرَةِ الدِّماغِ، وَعُقَدًا وَتَجَمُّعاتٍ دُهنيَّةً في أَنسِجَتِهِ. نَشَرَ نَتائِجَهُ في مُؤْتَمَرٍ طِبِّيٍّ عامَ 1906، واسْتُخْدِمَ اسْمُهُ (آلزَّهايمر) مُنْذُ عامِ 1911 لِتَشخيصِ الحالاتِ المُشابِهَةِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

فريدَةٌ

مُتَمَيِّزة لا نظيرَ لَها

وهَذَيانٍ

اضطِراب عَقْليّ مُؤَقَّت

مُطَّرِدٌ

دَائِمٌ، مُسْتَمِرٌّ

تَضاؤُلًا

نَقْص، قِلَّة

• ما هِيَ الأعراضُ الَّتي عانَتْ مِنْها السَّيِّدَةُ الَّتي في الخمسينَ مِنْ عُمُرِها حينَما أُدْخِلَتِ المَصَحَّةَ العَقْليَّةَ؟

كانَتْ تُعاني مِنْ فُقْدانِ الذَّاكِرَةِ وهَذَيانٍ يُصاحِبُهُ أَحيانًا هَلَعٌ وصُراخٌ، أَعْقَبَهُ ازْدِيادٌ مُطَّرِدٌ في فُقْدانِ الذّاكِرَةِ.

 

• أينَ نُشِرَتْ نتائِجُ بحثِ (ألويس) وفي أيِّ عام؟

نَشَرَ نَتائِجَهُ في مُؤْتَمَرٍ طِبّيٍّ عامَ 1906.


♦ الفقرة الثّانية:

والْمَرَضُ نَوْعٌ مِنْ أَنواعِ الخَرَفِ، يُصيبُ خَلايا الدِّماغِ مُسَبِّبًا فُقدانًا مُستَمِرًّا لِلذَّاكِرَةِ، وَمُعَوِّقاتٍ ذِهنيَّةً، ومُشكِلاتٍ سُلوكِيَّةً تُؤَثِّرُ في حياةِ المُصابِ: الشَّخصيَّةِ والْعَمَليَّةِ. وهُوَ مَرَضٌ قاتِلٌ، تَتَفاقَمُ أعراضُهُ إلى أَنْ تَفْصِلَ الْمَريضَ عَنْ هُوِيَّتِهِ ونَشاطاتِهِ وأَصدِقائِهِ. ولا يَقتَصِرُ على كِبارِ السِّنِّ، فَقَدْ يُصيبُ شرائِحَ سِنِّيَّةً مُختَلِفَةً مِمَّنْ هُمْ في العَقْدِ الثّالِثِ أو الرّابِعِ أو الخامِسِ، لكِنَّ احْتِمالَهُ يَتزايَدُ لِمَنْ هُمْ فَوْقَ الخَامِسَةِ والسِّتِّينَ. ومِنْ أَهَمِّ أَسبابِهِ تَضاؤُلُ أَجزاءٍ مِنَ المُخِّ ومَوْتُها لاحِقًا؛ إذْ يَتَّصِلُ بِمَوْتِ المَراكِزِ العُليا لِلدِّماغِ، مِمَّا يَتَسَبَّبُ بِتَعَطُّلِ جميعِ وظَائفِ الدِّماغِ. ويُتَوَقَّعُ أنْ يَصِلَ عَدَدُ المُصابينَ بِهِ في العالَمِ إلى 85 مليونَ مُصابٍ عامَ 2050، وتَبْلُغُ نِسْبَةُ الإصابَةِ بِهِ عِنْدَ الإِناثِ 15%، بَيْنَما تَبْلُغُ 10% عِنْدَ الذُّكورِ بِحَسبِ الإحصائيّاتِ الأَمريكيَّةِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

تَتَفاقَمُ

تَتَزايَدُ بِشِدَّةٍ

هُوِيَّتِهِ

المعلومات الرَّئيسة الخاصَّة بِالفَرْدِ

تعَطُّلِ

تَوَقُّفَ، تُبقيهِ بِلا عَمَلٍ

• ما المقصودُ بالخَرَفِ؟

والْمَرَضُ نَوْعٌ مِنْ أَنواعِ الخَرَفِ، يُصيبُ خَلايا الدِّماغِ مُسَبِّبًا فُقْدانًا مُستَمِرًّا لِلذّاكِرَةِ، وَمُعَوِّقاتٍ ذِهنيَّةً، ومُشكِلاتٍ سُلوكيَّةً تُؤَثِّرُ في حياةِ المُصابِ: الشَّخصيَّةِ والْعَمَليَّةِ. وهُوَ مَرَضٌ قاتِلٌ.


• هَلْ يقْتَصِرُ مَرَضُ الزَّهايمَر على كِبارِ السِّنِّ؟

ولا يَقْتَصِرُ على كِبارِ السِّنِّ، فَقَدْ يُصيبُ شرائِحَ سِنِّيَّةً مُختَلِفَةً مِمَّنْ هُمْ في العَقْدِ الثّالِثِ أو الرّابِعِ أو الخامِسِ، لكِنَّ احْتِمالَهُ يَتزايَدُ لِمَنْ هُمْ فَوْقَ الخَامِسَةِ والسِّتِّينَ.


الفقرة الثّالِثة:

وَمِنْ أَهَمِّ أَعراضِهِ: فُقدانُ الذّاكِرَةِ، خاصَّةً الحديثَةَ مِنْها، مِمّا يُعَوِّقُ العَمَلَ. ومِنْ ظَواهِرِهِ النِّسيانُ المُتَكَرِّرُ لِلمَواعيدِ والتَّواريخِ الحديثَةِ، والاسْتِعلامُ المُتَكَرِّرُ عَنْ مَعلومَةٍ أو حَدَثٍ جَديدٍ، والاعْتِمادُ المُطلَقُ على التَّدوينِ لِأداءِ أنشِطَةٍ مُعتادَةٍ، وصُعوبَةُ التَّنظيمِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ اليَوميَّةِ، كَالتَّعامُلِ مَعَ الأَرْقامِ والفَواتيرِ، والصُّعوباتُ المُتَزايِدَةُ في إِنهاءِ المَهامِّ اليَوميَّةِ، وفُقدانُ الْإحساسِ بِالْوَقْتِ والمَكانِ، فَيَبدُو المَريضُ ضَائِعًا في أَماكِنَ أَلِفَهَا.

وَمِنْها أَيضًا: الفَشَلُ في فَهْمِ الصُّوَرِ المَرئيَّةِ والعَلاقاتِ المَكانيَّةِ؛ مِثْلَ: مُشكِلاتِ الرُّؤْيَةِ، وقِياسِ المسافَةِ أو تَحديدِ الألوانِ. وقَدْ يَحْدُثُ خَلَلٌّ في الْإدراكِ، ومِنْهُ عَدَمُ القُدرَةِ على تحديدِ انْعكاساتِهِمْ في المِرآةِ، والظَّنُّ بِوُجودٍ شَخْصٍ أمامَهُم. وتَعْتَرِضُهُمْ مُشكِلاتٌ في القِراءَةِ والكِتابَةِ، نَظَرًا لِإصابَةِ مَناطِقِ الدِّماغِ المَسؤولَةِ عَنِ اللُّغَةِ، ومِنْ مَظاهِرِها: الأخطاءُ اللُّغَويَّةُ والْإملائيَّةُ، وانْعِدامُ القُدرَةِ على المُشارَكَةِ في حِوارٍ ما، والتَّوقُّفُ الفُجائِيُّ خِلالَ الْحَديثِ، وتِكرارُ الكَلِماتِ خِلالَ الحديثِ، وصُعوبَةُ تَذَكُّرِ مُفرَداتٍ مُعيَّنَةٍ.

ومِنْها فُقْدانُ المُقتَنَياتِ بِسُهولَةٍ، وصُعُوبَةُ تَذَكُّرِ أَماكِنِها، والانْسِحابُ مِنَ النَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، وإيثارُ العُزْلَةِ، والشُّعورُ بِالْمَلَلِ مِنَ الأَصدِقاءِ، مَعَ تَقَلُّباتٍ في المِزاجِ وتَغَيُّرِ السُّلوكِ؛ فَقَدْ يَنتابُهُمُ الخوفُ أو الكآبَةُ والقَلَقُ، وعَدَمُ القُدْرَةِ على اتِّخاذِ القَرارِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

الكلمة

المَعْنى

المُطلَقُ

غَيْر مُقَيَّد

الإدراكِ

الوعي

الإحساسِ

الشُّعور

الفُجائِيُّ

مُباغِتٌ أو غَيْرُ مُتَوَقَّع

أَلِفَهَا

يعرِفُها

وإيثارُ

تفضيل

يَنتابُهُمُ

يُصيبُهُمُ

 

 

• ما هِيَ أهَمُّ أعراضِ مَرَضِ الخَرَف؟

أ. فُقدانُ الذّاكِرَةِ.
ب. صُعوبَةُ التَّنظيمِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ اليَوميَّةِ.
ج. الفَشَلُ في فَهْمِ الصُّوَرِ المَرئيَّةِ والعَلاقاتِ المَكانيَّةِ.
د. وقَدْ يَحْدُثُ خَلَلٌ في الْإدراكِ.
هـ. فُقْدانُ المُقتَنَياتِ بِسُهولَةٍ، وصُعوبَةُ تَذَكُّرِ أَماكِنِها.
و. الخَوْفُ أو الكآبَةُ والقَلَقُ.

 


الفقرة الرّابِعة:

ويَصْعُبُ وَضْعُ مَسارٍ واحِدٍ لِلمَرَضِ؛ إلّا أنَّ العارِضَ الأَوَّلِيَّ الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ مُعظَمُ المَرضى هُوَ عَدَمُ اكْتِسابٍ ذِكرياتٍ جديدَةٍ. ومَعَ تَطَوُّرِ المَرَضِ تَشْمَلُ الأَعراضُ الارتِباكَ وتَقَلُّباتِ المِزاجِ وفُقدانَ الذِّكرَياتِ، حتّى يَصِلَ إلى فَشَلِ الدِّماغِ في التَّواصُلِ مَعَ باقي أَعضاءِ الجِسْمِ مُؤَدِّيًا إلى الوفاةِ. ويَبلُغُ المُتَوَسِّطُ الحِسابِيُّ لِلسَّنَواتِ الَّتي يَعيشُها المَريضُ بَعْدَ التَّشخيصِ إلى سَبْعِ سَنَواتٍ، إلّا أنَّ قِلَّةً مِنَ المَرْضى قَدْ تَعيشُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْدَ التَّشخيصِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

مَسارٍ

مَسْلَك، طريق

الارتِباكَ

إِشْكال، تَرَدُّد

التَّشخيصِ

مَعْرِفَةُ المَرَضِ وتعيينُه مِنْ أعراضِهِ

• ما هُوَ العارِضُ الأَوَّليُّ الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ مُعْظَمُ المَرْضى؟

هُوَ عَدَمُ اكْتِسابِ ذِكرَياتٍ جديدَةٍ.

 

• كَمِ المُتَوَسِّطُ الحِسابيُّ لِلسَّنَواتِ الَّتي يَعيشُها المَريضُ بَعْدَ التَّشخيصِ؟

سَبْعُ سَنَواتٍ، إلّا أنَّ قِلَّةً مِنَ المَرْضى قَدْ تَعيشُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.


الفقرة الخامِسة:

ويَمُرُّ المَرَضُ بِعِدَّةِ أَطوارٍ، مِنْها مَرْحَلَةُ ما قبلَ الخَرَفِ؛ فَقَدْ يُلاحَظُ بَعْدَ فَحْصٍ عَصَبيٍّ وجودُ صُعوباتٍ ذهنيَّةٍ لِسنَواتٍ عديدَةٍ قَبْلَ التَّشخيصِ، ويَتَضَمَّنُ ذلكَ: الفُقْدانَ المُطَّرِدَ لِلذّاكِرَةِ، والخُمولَ، وتَدَهوُرَ الذّاكِرَةِ الدِّلاليَّةِ، وانْعِدامَ إدراكِ مَعْنى العَلاقاتِ بَيْنَ الأشياءِ. ومَرْحَلَةُ الخَرَفِ الأَوَّليِّ، حينَ تَتفاقَمُ الأعراضُ فَيَتَأَكَّدُ تَشخيصُ المَرَضِ، معَ أَعراضٍ جديدَةٍ أكثَرَ وُضوحًا؛ مِنْها: ضَعْفُ الإدراكِ الفِطريِّ، وصُعوباتٌ في الحَركَةِ التِّلقائيَّةِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْها تَأَثُّرُ الذّاكِرَةِ الخاصَّةِ بالأَعمالِ اليَوْميَّةِ، مِثلَ: اسْتِخدامِ المِلْعَقَةِ، والفَشَلِ في اكْتِسابِ قُدُراتٍ جديدَةٍ، وضَعْفٍ في الذّاكِرَةِ المَسؤولَةِ عَنِ الذِّكرَياتِ القَديمَةِ. ومرحلةُ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ، حينَ تَتَأثَّرُ الجَوانِبُ الحَيَويَّةُ والنَّفسيَّةُ المُختَلِفَةُ لِلمَريضِ، ويُصبِحُ مُعتَمِدًا على الآخَرينَ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّواصُلِ لِصُعوبَةِ تَذَكُّرِ المُفرَداتِ، ويَتَدَهوَرُ التَّناسُقُ الحَرَكيُّ، مِمّا يَزيدُ احْتِماليَّةَ الوُقوعِ والإِصاباتِ، مَعَ صُعوبَةِ تَعَرُّفِ الأقارِبِ والأصدِقاءِ بِسَبَبِ إِصابَةِ الذّاكِرَةِ طَويلَةِ الأَجَلِ، وتَغَيُّراتٍ نفسيَّةٍ؛ كالنَّحيبِ دونَ سَبَبٍ، والعِدائيَّةِ، والهَلْوَسَةِ. ثُمَّ مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَقَدِّمِ الَّتي يَعتَمِدُ فيها المريضُ كُلِّيًّا على غَيْرِهِ في قَضاءِ احْتِياجاتِهِ اليَوميَّةِ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّحَدُّثِ، مَعَ خُمولٍ وتَعَبٍ شَديدَيْنِ، ويُرافِقُ ذلكَ تَقَلُّصٌ شَديدٌ في الكُتلَةِ العَضَليَّةِ، ومَا يَلْبَثُ أنْ يَموتَ بِسَبَبِ الالْتِهابِ الرِّئَويِّ أو تَقَرُّحاتِ الجِسْمِ النّاتِجَةِ عَنِ البَقاءِ في السَّريِرِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

أَطوارٍ

مرَّة، تارّة

تَدَهوُرَ

السُّقوط

الفِطْريِّ

طَبيعيّ، غريزيّ

النَّحيبِ

البُكاء الشَّديد

خُمولٍ

حالة مِنَ التَّعَب أو النُّعاس أو الإعياء

•    ما هِيَ المراحِلُ الَّتي يَمُرُّ بِها الخَرَفُ حَتّى وصولَهُ إلى ذَرْوَتِهِ؟

مَرْحَلَةُ ما قَبْلَ الخَرَفِ.
مَرْحَلَةُ الخَرَفِ الأَوَّليِّ.
مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ.
مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَقَدِّمِ.

 

• ما هِيَ أعراضُ مَرْحَلَةِ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ؟

تَتَأثَّرُ الجَوانِبُ الحَيَويَّةُ والنَّفسيَّةُ المُختَلِفَةُ لِلمَريضِ، ويُصبِحُ مُعتَمِدًا على الآخَرينَ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّواصُلِ لِصُعوبَةِ تَذَكُّرِ المُفرَداتِ، ويَتَدَهوَرُ التَّناسُقُ الحَرَكيُّ.


♦ الفقرة السّادِسة:

ما زالَتْ أَسبابُ الإصابَةِ بِالمَرضِ مَجهولَةً، لكِنْ يُجمِعُ العُلَماءُ على أنَّ العَيشَ غَيْرَ الصِّحِّيِّ قَدْ يَزيدُ مِنَ احْتِمالِيَّةِ الإصابَةِ بآلزَّهايمر، ولُوحِظَ أنَّ الإصابَةَ بِالسُّكَّري وضَغْطِ الدَّمِ المُزمِنِ وارْتِفاعِ الكُوليسترولِ والتَّدخينَ وتَقَدُّمَ العُمُرِ، قَدْ تَعمَلُ على تَدَهوُرِ أعراضِ المَرَضِ. ومُعظَمُ الحالاتِ غَيْرُ مُتَوارَثَةٍ، إلّا أَنَّ بَعْضَ الدِّراساتِ قَدْ أَثْبَتَتْ وُجودَ جيناتٍ مَوروثَةٍ تُسَبِّبُ المَرَضَ، لَدَيْها مَيْلٌ إلى تغييرِ تَركيبِها وحُدوثِ تَشويهِ فيها، يَنْجُمُ عَنْهُ حُدوثُ تَراكيبَ غَيْرٍ مُنتَظَمَةٍ في سَلاسِلٍ مُوَلِّدِ البُروتينِ النَّشَوانيِّ.

وَوَضَعَ العُلَماءُ فَرَضيَّاتٍ لِتَفسيرِ مُسَبِّباتِهِ، مِنْها: الفَرضيَّةُ (الكُولينيَّةُ) و(البيتا النَّشوانيَّة) وأخيرًا فرضيَّةُ (تاوْ)، وقَدْ رَكَّزَتْ في مُجمَلِها على دِراسَةِ العوامِلِ المُؤَثِّرَةِ في فعاليَّةِ النِّظامِ العصبيِّ المَركَزيِّ وتَلَفِ خلاياه. ولا يُوجَدُ عِلاجٌ شَافٍ حاليًّا، إلّا أنَّ ثَمَّةَ أَدوِيَةً وعِلاجاتٍ نفسيَّةً وسلوكيَّةً تُسَهِّلُ حياةَ المُصابينَ، وقَدْ تُؤَخِّرُ تَدَهْوُرَ المَرَضِ. وقَدْ يُستَعانُ بِمُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والمعادِنِ والفيتاميناتِ، والعِلاجات الطَّبيعيَّة، و(أُوميجا 3)، والكُركُم وهُوَ نَوْعٌ مِنَ البُهاراتِ الهِنديَّةِ لَوْنُهُ أَصفَرُ، وغيرِها.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

المُزمِنِ

المَرَض الدّائِم أو طويل الأمَد في آثارِهِ

جيناتٍ

قِطَع مِنَ الحِمْضِ النَّوَويّ

تَلَفِ

هَلاك

يُستَعانُ

طَلَب العَوْن

• ما الَّذي  لوحِظَ أنَّهُ يعمَلُ على تدهوُرِ أعراضِ المَرَضِ؟

الإصابَة بِالسُّكَّري وضَغْط الدَّمِ المُزمِنِ وارْتِفاع الكُوليسترولِ والتَّدخين وتَقَدُّم العُمُرِ.

 

• هَلْ يُوجَدُ عِلاجٌ يُشفي مِنَ المَرَضِ؟

لا يُوجَدُ عِلاجٌ شَافٍ حاليًّا، إلّا أنَّ ثَمَّةَ أَدوِيَةً وعِلاجاتٍ نَفْسيَّةً وسُلوكيَّةً تُسَهِّلُ حياةَ المُصابينَ، وقَدْ تُؤَخِّرُ تَدَهْوُرَ المَرَضِ.

 


الفقرة السّابِعة:

ثِمَّةَ العِلاجُ السُّلوكِيُّ لِلتَّغَلُّبِ على بعضِ أَعراضِ المَرَضِ، ومِنْها: العِلاجُ بِالمُوسيقى وبِالضَّوءِ، وبِالتَّوجيهِ الوَاقِعيِّ المُتَضَمِّنِ وَضْعَ أَشياءَ خاصَّةٍ بِالمَريضِ لِتَذكيرِهِ المُتَواصِلِ، وتَشجيعُ المريضِ على الانْخِراطِ بِعَمَلٍ ما كالحِرَفِ اليَدويَّةِ، والعِلاجُ الطَّبيعيُّ، والعِلاجُ بِاللَّمْسِ، والتَّمارينِ الرِّياضيَّةِ، والدَّعْمُ المَعنويُّ وإشعارُهُ بالأمْنِ، وتأهيلُ عائِلَةِ المَريضِ وتقديمُ الدَّعْمِ النَّفسيّ لَها.
أمَّا سُبُلُ الوِقايَةِ فتَبقى اقْتِراحاتٍ نافِعَةً لا تَضمَنُ عَدَمَ الإِصابَةِ بِهِ، ومِنْها: تَناوُلُ الطَّعامِ الصِّحِّيِّ والتَّقليلُ مِنَ اللُّحومِ الحَمْراءِ والدُّهونِ الضَّارَّةِ، وتناوُلُ الفيتاميناتِ والمُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ ومُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والابْتِعادُ عَنِ التَّدخينِ والكُحولِ، ومُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ، والمُحافَظَةُ على حياةٍ حافِلَةٍ بِالنَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، ومُمارَسَةُ الهِواياتِ الفِكريَّةِ كَالقِراءةِ والشِّطْرَنجِ وغَيْرِها.


معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

العِلاجُ السُّلوكِيُّ

مُصطَلَح يَشْتَمِلُ على العَديدِ مِنْ أنواعِ العِلاجِ الَّتي تُعالِجُ الاضطِراباتِ النَّفسيَّةَ، ويَسْعى إلى تحديدِ السُّلوكاتِ غَيْرِ الصِّحّيَّةِ والمُدَمِّرَةِ لِلذّاتِ، والمُساعَدَةِ على تغييرِها

المُتَضَمِّنِ

احتَواهُ واشْتَمَلَ عَلَيْهِ

المُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ

المُستَحضَرات الَّتي تحتَوي الفيتاميناتِ أو المعادِنَ أو الأليافَ أو الأعشابَ، والَّتي تُباعُ في عِدَّةِ أشكالٍ كَحُبوبٍ أو مسحوقٍ أو مشروباتٍ

الهِواياتِ

نشاطٌ مُنتَظَمٌ أو اهتِمامٌ يُمارِسُ في الغالِبِ خِلالَ أوقاتِ الفراغِ بِقَصْدِ المُتعَةِ أو الرَّاحة

• كَيْفَ يكونُ العِلاجُ السُّلوكيُّ لِلتَّخَلًّصِ على بَعْضِ أعراضِ المَرَضِ كما هُوَ وارِدٌ بِالنَّصِّ؟

العِلاجُ بِالمُوسيقى وبِالضَّوءِ.
وَضْعُ أَشياءَ خاصَّةٍ بِالمَريضِ لِتَذكيرِهِ المُتَواصِلِ.
والعِلاجُ الطَّبيعيُّ، والعِلاجُ بِاللَّمْسِ، والتَّمارين الرِّياضيَّةِ.
والدَّعْمُ المَعْنَويُّ وإشعارُهُ بالأمْنِ.

 

• عَدِّدْ سُبُلَ الوِقايَةِ تَضْمَنُ عَدَمَ الإِصابَةِ بِهِ؟

تَناوُلُ الطَّعامِ الصِّحِّيِّ والتَّقليلُ مِنَ اللُّحومِ الحَمْراءِ والدُّهونِ الضَّارَّةِ.
تناوُلُ الفيتاميناتِ والمُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ ومُضادّاتِ الأَكسِدَةِ.
الابْتِعادُ عَنِ التَّدخينِ والكُحولِ، ومُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ.
ومُمارَسَةُ الهِواياتِ الفِكْريَّةِ كَالقِراءةِ والشِّطْرَنجِ.