نص استماع ( جَولةٌ في صَرحِ الشَّهيدِ)
وصلَ نزارٌ ورفاقُهُ إلى صرحِ الشّهيدِ، وعباراتُ معلّمِهِمْ في وصفِ هذا الصَّرْحِ ترنَّ في أسماعهمْ، وهوَ يقولُ ويردّدُ: ((ستسرُدُلكمْ أَروِقةُ مُتحفٍ صَرْحِ الشَّهيدِ الَّذي يقعُ في عمّانَ، وتحديدًا في مَنطقةِ المدينةِ الرّياضيّةِ، سيرةَ مجدٍ أردنيّةٌ لشهداءِ القوّاتِ المسلّحةِ، على مدارِ مئةٍِ عامِ، إنّهُ تحفةٌ حضاريّةٌ ومعماريّةٌ منْ حيثُ البناءُ والتّصميمُ)).
رافقَنا في هذهِ الجولةِ مرشدٌ، وقالَ: («افْتُيُحَ هذا المتحفُ الوطنيُّ عامَ 1977م تخليدًا لذكْرى الشّهداءِ الذينَ ضحّوا بأنفسِهمْ دفاعًا عنِ الوطنِ وأهلِهِ، ويزورُهُ سنويًّا أكثرُ منْ 70 ألفَ زائرٍ منْ مختلفِ دولِ العالمِ، منْ بينهمْ ملوكٌ ورؤساءُ دولٍ، إضافةً إلى طلبةِ الجامعاتِ والمدارسِ والمواطنينَ)).
استقبلَتنا ساحةٌ أماميّةٌ تحوطُها الأشجارُ، وتُعرَضُ فيها آليّاتٌ عسكريّةٌ، ومدافعُ وأسلحةٌ شاركتْ في المعاركِ الّتي خاضَها الجيشُ الأردنيُّ دفاعًا عنْ فِلَسْطينَ وقضايا الأمّةِ العربيّةِ، وتزيّنُ الجزءَ العلويَّ منْ جدرانِ الصّرحِ الخارجيّةِ من الجهاتِ الأربعِ آياتٌ قرآنيّةٌ كريمةٌ كُتِبَتْ بماءِ الذّهبِ تمجّدُ الشّهداءَ، وتحثُّ على الشّهادةِ في سبيلِ اللهِ. ولجْنا المبنى الدّاخليَّ منْ بوّابةٍ كبيرةٍ تُفْضي إلى قاعةٍ واسعةٍ تتضمّنُ شرحًا تعريفيًّا لأقسامِ المتحفِ، ابتداءً من الجناحِ الأوّلِ الّذي يحتوي على وثائقَ وأسلحةٍ ومَعَدّاتٍ وصورٍ تتعلّق بالثّورةِ العربيّةِ الكبرى الّتي انطلقتْ في 1916/6/10 بقيادةِ الشّريف الحسينِ بنِ عليٍّ، وفي هذا الجناحِ أربعَ عشرةً خزانةٌ. واصلْنا في هذا الصّرحِ العظيمِ مسيرَنا صعودًا، ووصلْنا إلى الجناحِ الثّاني وشاهدْنا خرائطَ تحكي تاريخَ الأردنِّ الحدیثَ، واطّلعْنا على محتوياتهِ الّتي روتْ لنا مراحلَ مسيرةٍ تأسيسِ إمارةِ شرقِ الأردنِّ في عامِ 1921، وتضمّ محتوياتُهُ مُقْتَنّياتٍ تعودُ إلى مرحلةِ استقلالِ الإمارةِ وقيامِ المملكةِ الأردنيّةِ الهاشميّةِ واستقلالِها عامَ 1946.
توالَتْ رحلةُ الصّعودِ وُصولا إلى الجناحِ الثّالثِ لمشاهدةِ محتوياتِ 20 خزانةً تجسّدُ أبرزَ محطّاتِ المرحلةِ الجديدةِ الّتي وَلَجَها الأردنُّ في عهدِ الملكِ الحسينِ بنِ طلالِ الَّذي حرَصَ على بناءِ القوّاتِ المسلّحةِ وتطويرِها وتعريبٍ قيادةِ الجيشِ. وانتهتْ جولتُنا إلى السّاحةِ العُلْوِيَّةِ، وفيها حديقةٌ تُشَكَّلُ فيها ألوانُ الزّهورِ المزروعةِ معَ ألوانِ الرّخامِ نموذجًا جميلًا لِلْعَلَمِ الأردنيّ، وفيها ((شجرةُ الحياةِ))، وهيَ شجرةُ الزّيتونِ الّتي انُّخِذَث رمزًّا لصرحِ الشّهيدِ، ويسقيها الملكُ عبدُ اللهِ الثّاني ابنُ الحسينِ بيدهِ مرّةً واحدةً في العاشرِ منْ شهرِ حَزيرانَ كلَّ عامِ احتفاءً بذكرى الثّورةِ العربيّةِ الكبرى ويومِ الجيشِ
وزارةُ التقافةِ الأردنيةُ - بتصرّف