غرقَ يوسُفُ في النّومِ مبكّْرًا، وما كاد يستسلمُ لبحرِ الأحلامِ حتّى رأى نفسَهُ كأنّهُ واقفٌ مثلَ نسرٍ شامخ على قمّةِ جبلٍ عالٍ، وفجأةً زَلَقَتْ قدمُهُ فهوى مثلَ ورقةِ الخريفِ، فأخذَ يصرخُ بأعلى صوتِهِ: ((النّجدةَ ... النّجدةَ! «وقبلَ أنْ يقعَ، أحسَّ بطائرٍ ضخمٍ ينتشلُهُ إلى الأعلى، إنّهُ صديقهُ التّنّينُ الأخضرُ.
قفزَ في ذهنٍ يوسُفَ خاطرٌ عجيبٌ، فسألَ التّنّينَ: لماذا يا صديقي يسقطُ الإنسانُ منْ أعلى إلى أسفلَ، ولا يسقطُ منْ أسفلَ إلى أعلى؟
حرّك التّنّينُ رأسَهُ مبديًا إعجابَهُ بذكاءِ يوسُفَ وفطنتِهِ، وقالَ: ما أشدَّ ذكاءكَ يا يوسُفُ! أتريدُني يا صديقي أنْ أكونَ معلِّمًا؟! سأحاولُ أنْ أشرحَ لكَ الأمرَ شرحًا يسيرًا: لقدْ كان هناكَ رجلٌ يتّقدُّ ذكاءً اسمُّهُ نيوتن، يزدحمُ رأسُهُ فكرًا وتأمّلًا في الكونِ، وكانَ ذاتَ يوم جالسًا تحتَ شجرةٍ، فسقطتْ تفّاحةٌ على مَقْرُبَةٍ منهُ، أو ربّما على رأسِهِ لا أدري بالضّبطِ، فقفزَ إلى ذهنِهِ سؤالٌ محيّرٌ: لماذا سقطَتِ التّفّاحةُ إلى أسفلَ؟ فصرخَ يوسُفُ فرحًا: إنّهُ مثلُ سؤالي تمامًا، ماذا حصلَ بعدَ ذلكَ؟
أجابَ التّنّينُ: («لقدْ حدثَ أمرٌ غيّرَ حياةَ الإنسانِ كلَّها. لقدِ اكتشفَ نيوتن أنَّ هناكَ قوّةً في الأرضِ تسمّى الجاذبيّةَ، هي الّتي تشدُّ الأشياءَ إليها. فبدأَ النّاسُ يفكّرونَ في مقاومةِ هذهِ الجاذبيّةِ والطّيرانِ في الجوِّ. وبعدَ سنواتٍ طويلةٍ، تمكّنَ الإنسانُ منْ صنعِ الطّائرةِ، ثمَّ المركبةِ الفضائيّةِ)).
قالَ يوسُفُ: إِذًا، لا يمكنُ للإنسانِ أنْ يطيرَ إلَّا إذا ركبَ طائرةً أوْ مركبةً فضائيةً.
قالَ التّنّينُ: أجل، لا يمكنُهُ أن يطيرَ بجسمِهِ وحدَهُ إلّا إذا صَعِدَ إِلى سطحِ القمرِ.
فقالَ يوسُفُ: ((وهلْ ذلكَ ممكنٌ؟)»
قالَ التّنّينُ الأخضرُ: (ما عليكَ سوى أنْ ترتديَ قناعَ الخيالِ. أغمِضْ عينيكَ».
وأغمضَ يوسُفُ عينيهِ، ثمَّ طلبَ منهُ التّنّينُ أنْ يفتحَهُما فرأى قناعًا مُزَرْكَشًا فيهِ عشراتُ الألوانِ المدهشةِ.
فقالَ التّنّينُ: ارتدِ هذا القناعَ وسوفَ ترافقُني في رحلةٍ إلى الفضاءِ، لنتجوّلَ على سطحِ القمرِ.
ارتدى يوسُفُ قناعَ الخيالِ، وامتطى ظهرَ التّنّينِ، فانطلقَ بهِ يخترقُ السّحابَ نحوَ الفضاءِ، كان القمرُ في تلكَ اللّحظةِ بدرًا يسحرُ العيونَ، ولم يصدّقْ يوسُفُ عينيهِ عندما رأى القمرَ يقتربُ مثلَ كرةٍ ضخمةٍ، إنَّ سرعةَ التّنّينِ مدهشةٌ للغايةِ، فلمْ تمضٍ بضعُ لَحَظاتٍ حتّى حطَّ على سطحِ القمرِ، وقالَ لصديقهِ: هيّا يا يوسُفُ طرِ الآن حيثُ شئتَ، فإِنَّكَ الآنَ مثلُ عُصفورٍ صغيرٍ، يلهو في الفضاءِ الرّحبِ.
قالَ يوسُفُ وهوَ يرفعُ نفسَهُ عنْ ظهرِ التِّنّينِ فيرتفعُ تلقائيًّا في الجوِّ، وكأنّهُ أخفُّ منْ ريشةٍ، ويقفزُ إلى سطحِ القمرِ ثمَّ يرتفعُ وينزلُ نزولا بطيئًا دونَ أنْ يتأذِى أوْ يتألْمَ: يا لَلْفَرْحَةِ إنّني أطيرُ .. أطيرُ بغيرِ أجنحةٍ ولا ريشٍ، ثمَّ التفتَ إلى التّنّينِ الأخضرِ قائلا: لماذا نطيرُ فوقَ سطحِ القمرِ، ولا نطيرُ فوقَ الأرضِ؟
أَجابَ التّنّينُ وهوَ يبتسمُ: لقدْ أخبرتُكَ منْ قبلُ أَنَّ في الأرضِ جاذبيةً قويّةً تشدُّ النّاسَ والأشياءَ إليها، أمّا فى القمر فإنَّ الجاذبيّةَ ضعيفةٌ جدًّا، فهيَ أقلُّ سِتَّ مرّاتٍ منْ جاذبيّةِ الأرضِ، ولذلكَ أنتَ الآنَ تحلّقُ فوقَ سطحِ القمرِ، وتنزلُ عليهِ ببطءٍ شديدٍ، مثلَما يرتفعُ وينخفصُ البالونُ المنفوخُ؛ ((فما أعجبَ ذلكَ!).
عبدُالله لالي، بِتَصرُّفٍ
أَرْسُمُ دائِرَةً حَوْلَ رَمْزِ الْإِجابَةِ الصَّحيحَةِ في كُلِّ مِمّا يَلي:
1) أَحَسَّ يوسُفُ بِطائِرٍ ضَخْمٍ:
أ. يَنْتَشِلُهُ إِلى الْأَعْلى ب. يَقِفُ على رَأْسِهِ ج. يَقْتَرِبُ مِنْهُ
2) سَقَطَتْ عَلى رَأسِ الرَّجُلِ:
أ. بُرْتُقالَةٌ ب. تُفّاحَةٌ ج. لَيْمونَةٌ
3) حَرَّكَ التَّنّينُ رَأْسَهُ مُبْدِيًا إِعْجابَهُ بِ:
أ. بَحْرِ الْْأَحْلامِ ب. جَمالِ النَظّارَةِ ج. ذَكاءِ يوسُفَ وَفِطْنَتِهِ.
4) ارْتَدى يوسُفُ:
أ. قِناعَ الخيالِ ب. نَظّارَةً شَمْسِيَّةً ج. مَلابِسَ جََميلَةً
5) اسْمُ الْعالِمِ الَّذي وَرَدَ ذِكْرُه في النَّصِّ:
أ. ابْنُ سينا ب. نيوتن ج. ابْنُ الْْهَيْثَمِ
2) أَذْكُرُ اثْنَينِ مِنَ الْمُخْتَرَعاتِ الَّتي ساعَدَتِ الْإنسانَ عَلى الطَّيَرانِ في الْجَوِّ.
الطائرة والمركبة الفضائيّة
3) ما الْعِبارَةُ الَّتي خُتِمَ بِها النَّصُّ الْمَسْموعُ؟
فما أعجبك ذلك.
أفْهَمُ الْمَسْموعَ وَأُحَلِّلُهُ
أَخْتارُ الْمَعْنى الْمُناسِبَ لِلْكَلِماتِ الْمُلَوَّنَةِ في كُلِّ عِبارَةٍ مِنَ الْعِباراتِ الْْآَتِيَةِ بِوَضْعِ إشارَةِ جانِبَ الْْإِجابَةِ الصَّحيحَةِ:
أ) زَلِقَتْ قَدَمُ يوسُفَ فَهَوى مِثْلَ وَرَقَةِ الْخَريفِ.
1) شَعَرَ بِهَواءٍ بارِدٍ 2) سَقَطَ 3) أَحبَّ
ب) قَفَزَ في ذِهْنِ يوسُفَ خاطِرٌ عَجيبٌ.
1) ظَهَرَ 2) نَدِمَ 3) زَأَرَ
ج) سَأُحاوِلُ أَنْ أَشْرَحَ لَكَ الْْأَمْرَ شَرْحًا يَسيرًا.
1) يَسارًا 2) سَهْلًًا 3) مُعَقَّدًا
2) أُبَيِّنُ الشُّعورَ الَّذي يُرافِقُ كُلَّ عِبارةٍ مِنَ الْعِباراتِ الْآتيَةِ:
أ) النَّجْدَةَ ... النّجْدَةَ. ..
الشّعورُ بالْخَوفِ
ب) لَمْ يُصَدِّقْ يوسُفُ عَيْنَيّهِ عِنْدَما رَأى الْقَمَرَ يَقْتَرِبُ مِثْلَ كُرَةٍ ضَخْمَةٍ.
الإعجاب والدهشة .
ج) يا لَلْفَرْحَةِ إِنَّني أَطيرُ.
الفرح والإثارة .
3) أَصِلُ كُلَّ عِبارَةِ مِنَ الْعِباراتِ الْآتِيَةِ بِقائِلِها (يوسُفَ - التّنينِ):
4) أُصَنِّفُ مَضْمونَ الْعِبارَتَيْنِ الْأَتِيَيّنِ إِلى (حَقيقَةٍ أَوْ خَيالٍ):
- سَقَطَتْ تُفّاحَةٌ عَلى مَقْرُيَةٍ مِنَ الرَّجُلِ أَوْ رُبَّما عَلى رَأْسِهِ. َحقيقَةٍ
- امْتَطى يوسُفُ ظَهْرَ التِّنَينِ، فَانْطَلَقَ بِهِ يَخْتَرِقُ السَّحابَ. خَيالٍ
5) في أيِّ جُزءٍ مِنَ النَّصِّ شَعَرْتُ بِالتَّشْويقِ؟ أُوَضِّحُ إِجابَتي.
تترك الإجابة لإبداع الطالب
6) أُفسِّرُ، لِماذا نَطيرُ فَوْقَ سَطْحِ الْقَمَرِ وَلا نَطيرُ فَوْقَ الْأَرْضِ؟
بسبب انعدام الجاذبية الأرضية على سطح القمر .