شرح درس سوق جديدة
لَمْ تَعُدِ الاِبْتِسامَةُ تَجِدُ طَريقًا إِلى وَجْهِ السَّيِّدَةِ سَلْمى مُنْذُ أَنْ أُقْعِدَ زَوْجُها نِزارٌ عَنِ الْعَمَلِ بَعْدَ حادِثِ سَيْرٍ مُؤْلِمٍ تَسَبَّبَ بِهِ شَخْصٌ مُسْتَهْتِرٌ، قَطَعَ الْإِشارَةَ الْحَمْراءَ مُسْرِعًا دونَ أَنْ يُبالِيَ بِحَياةِ الْآخَرينَ، وَصارَتْ تُطيلُ النَّظَرَ بِقَلْبٍ مُرْتَجِفٍ حَزينٍ إِلى طِفْلَيْها الصَّغيرَيْنِ: سَناءَ، وَزَيْدانَ.
معاني المفردات:
- مُسْتَهْتِرٌ: غَير مُهتم .
- مُرْتَجِفٍ: خَائِف .
الشرح :
تناولت الفقرة قصة السيدة سلمى التي تعيش حالة من الحزن والقلق بعد تعرض زوجها نزار لحادث سير مؤلم. الحادث تسبب في إعاقة زوجها عن العمل، بسبب شخص متهورًا لم يأخذ باله بحياة الآخرين.
هِيَ لَيْسَتْ بَخيلَةً بِطَبْعِها، لكِنَّها مُضْطَرَّةٌ إِلى الاِقْتِصادِ وَالتَّدْبيرِ؛ فَما تَبَقّى مِنَ الْمالِ شَحيحٌ جِدًّا وَلا مَصْدَرَ رزْقٍ يَطْرُقُ بابَهُمْ، فاضْطُرَّتْ أَنْ تُقَتِّرَ في الْإِنْفاقِ تَقْتيرًا شَديدًا؛ لِأَنَّ الْمَبْلَغَ الْمُدَّخَرَ كانَ يَنْقُصُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَأَوْشَكَ أَنْ يَنْفَدَ. وَكانَتْ تُحاوِلُ إِخْفاءَ قَلَقِها عَنْ زَوْجِها وَصَغيرَيْها. لاحَظَ الصَّغيرانِ قَلَقَ أُمَّهِما؛ فَانْشَغَلَ بَالُهُما، وَفَكَّرا في مُساعَدَتِها.
معاني المفردات :
بَخيلَةً: لا تحب الإنفاق أو التشارك .
مُضْطَرَّةٌ: أي ليس لديها خيار آخر
الاِقْتِصادِ: تقليل النفقات .
تُقَتِّرَ: تقليل الإنفاق ( والتركيز على الضروريات فقط)
إِخْفاءَ: عدم إظهار شيء .
يَنْفَدَ: ينتهي أو ينقطع .
الشرح:
يتحدث النص عن حالة السيدة سلمى التي ليست بخيلة بطبعها، ولكنها مضطرة إلى الاقتصاد والتدبير بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمر بها عائلتها. تشير العبارة إلى أن الأموال المتبقية لديهم قليلة جدًا، ولا يوجد مصدر دخل ثابت يدعمهم. نتيجة لذلك، اضطرت سلمى إلى تقليل الإنفاق ، حيث أن المُدخرات بدأت تنفد شيئًا فشيئًا.
تحاول سلمى إخفاء قلقها عن زوجها وأطفالها، لكنها لا تستطيع إخفاء مشاعر القلق والتوتر. لاحظ الطفلان، سناء وزيدان، قلق والدتهما وبدأا يفكران في كيفية مساعدتها.
أَعَدَّتِ الْأُمُّ ذاتَ يَوْمِ كَعْكًا، وَتَحَلَّقَتِ الْأُسْرَةُ حَوْلَ الْمائِدَةِ، وَشَرَعوا يَتَناوَلونَ فَطائِرَ الْكَعْكِ اللَّذيذَةَ، وَيَرْتَشِفونَ عَصيرَ اللَّيْمونِ الْمُنْعِشَ. قالَتْ سَناءُ: ((الْكَعْكُ لَذيذٌ يا أُمي، أَلَذُّ بِكَثيرٍ مِنَ الْكَعْكِ الَّذي يُباعُ في السّوقِ)).
- أَضافَ زَيْدانُ مُسانِدًا:(إِنَّهُ لَذيدٌ حَقًّا، وَالْعَصيرُ الَّذي تُعِدّينَهُ يا أُمّي مُنْعِشٌ، وَلَوْ عُرِضَ عَلى الْمُشْتَرينَ لَاسْتَحْسَنوا مَذاقَهُ، وَأَقْبَلوا عَلى شِرائِهِ)).
- قالَتِ الْأُمُّ وَقَدْ أَحَسَّتْ أَنَّ وَلَدَيْها اتَّفَقا عَلى أَمْرٍ: ((انْتَظِرا، أَنا أَعْرِ فُكُما جَيِّدًا، أَنْتُما تُخْفِيانِ عَنّي أَمْرًا ما».
- قالَ زَيْدانُ: («تَعْلَمينَ يا أُمّي أَنَّنا لا نُخْفي عَنْكِ أَيَّ شَيْءٍ، جالَتْ في خاطِري فِكْرَة مَشْروعٍ، فَعَرَضْتُها عَلى سَناءَ، فَرَحَّبَتْ بِها، وَأَمّا أَبي، فَلَمْ يَتَرَدَّدْ بِالْمُوافَقَةِ، وَقَدْ فاجَأَنا بِأَنَّهُ سَيَكونُ جُزْءًا مِنْهُ. نَعَمْ، سَيَعْمَلُ أَبي مِنْ جَديدِ)».
الشرح:
يتحدث النص عن لحظة سعيدة في عائلة سلمى، حيث قامت الأم بإعداد كعكة لذيذة. اجتمع أفراد الأسرة حول المائدة، وبدأوا في تناول الكعكة مع عصير الليمون المنعش. عبرت سناء عن إعجابها بالكعكة، وأكد زيدان أنها لذيذة وأن العصير الذي تعده والدته منعش للغاية.
تشعر الأم بأن هناك شيئًا يخفيه أولادها عنها، فتسألهم عن الأمر. يرد زيدان بأنهما لا يخفيان شيئًا، ويخبرها عن فكرة مشروع جديدة اقترحها، وأن سناء وافقت عليها، بينما والدهم أبدى استعداده للمشاركة في المشروع.
(يعكس النص شعور الأطفال بالمسؤولية ورغبتهم في دعم والدتهم في الأوقات الصعبة.)
- قالَتْ سَناءُ بِلَهْفَةِ وَحَماسٍ: ((نَحْنُ نُفَكِّرُ في بَيْعِ الْكَعْكِ)).
- قالَتِ الْأُمّ: ماذا؟ هَلْ سَيَتَغَيَّبُ زَيْدانُ وَسَناءُ عَنِ الْمَدْرَسَةِ؟ وَكَيْفَ سَتَعْمَلُ مَعَهُما؟ لا تُوافِقْ يا نِزارُ.»
بَدَأَتْ عَيْنا الْأُمّ تَدْمَعانِ، وَأَحَسَّتْ بِخَفْقَةِ مُؤْلِمَةٍ في صَدْرِها، خَشِيَتْ أَنَّ صَغيرَيْها قَدِ انكسَرا.
- قالَ نِزارٌ: ((اهْدَئي يا سَلْمى، أَعْلَمُ أَنَّ التَّساؤُلاتِ تَتَدَفَّقُ في ذِهْنِكِ كَتَدَفُّقِ الْأَمْطارِ مِنْ غُيومِ السَّماءِ)).
- قالَتْ سَلْمى: «كَيْفَ أَهْدَأُ وَالْأَمْرُ يَتَعَلَّقُّ بِمُسْتَقْبَلِ زَيْدانَ وَسَناءَ؟
أُريدُ أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكَ مُنْفَرِدَيْنٍِ.
اسْتَأْذَنَ زَيْدانُ والِدَيْهِ لِلْحَديثِ قَبْلَ الاِنْصِرافِ إِلى غُرْفَتِهِ، فَأَذِنا لَهُ، وَقالَ: ((وَمَنْ قالَ إِنَّنا سَنَبِيعُ الْكَعْكَ بِالطَّرائِقِ التَّقْليدِيَّةِ؟
- رَدَّتِ الأُمّ: (ماذا تُريدُ إِذَنْ؟ نَحْنُ لا نَمْلِكُ الْمالَ الْكافِيَ لِنَفْتَحَ مَخْبَزًا أَوْ مَحَلًا لِلْحَلَوِيّاتِ، وَلا عَرَبَةً صَغيرَةً لِبَبْعِ الْعَصير.
ضَحِكَتِ ابْنَتُها سَناءُ، وَقالَتْ: ((لَيْسَ هذا ما قَصَدْناهُ)). سَكَنَتِ الْأُمُّ مُنْتَظِرَةً، وَالدَّهْشَةُ تَتَمَلَّكُها.
الشرح :
تتحدث سناء بحماس عن فكرة بيع الكعك، مما يشير إلى رغبتها في بدء مشروع.
تعبر عن ذلك بلهفة و حماس لكن الأم، أكثر حذراً وقلقاً، تستفسر الام عن هذه الفكرة بقلق وخوف على مستقبل أبناؤها ، قائلة: "ماذا؟ هل سيتغيب زيدان وسناء عن المدرسة؟ وكيف ستعمل معهما؟ لا توافق يا نزار."
ثم يتدخل نزار ليهدئ من روع سلمى، موضحًا أنه يفهم تساؤلاتها، مشبهاً تدفق أفكارها بتدفق الأمطار من الغيوم، مما يعكس شعوراً بالتعاطف والدعم.
تظهر سلمى قلقها، حيث تقول: "كيف أهدأ والأمر يتعلق بمستقبل زيدان وسناء؟"
يدل على استثمارها العاطفي في مستقبل أطفالها ورغبتها في السيطرة على الوضع.
يستأذن زيدان والديه للحديث قبل الذهاب إلى غرفته. يتحدث عن فكرة ويشير إلى أن هناك طرقًا جديدة لبيع الكعك، وليس فقط الطرق التقليدية.
ترد الأم بأنها لا تملك المال الكافي لفتح مخبز أو محل حلويات، مما يعكس واقعهم المالي. لكن سناء تضحك وتوضح أن هذا ليس ما يقصدونه، مما يترك الأم في حالة من الدهشة والفضول حول ما يخطط له الأبناء.
الفكرة الرئيسية: تأثير الأفكار الجديدة و الأحلام على طموحات ومشاعر العائلة و أهمية التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة .
- قالَتْ سَناءُ: (يُمْكِنا يا أُمّي بَيْعُ الْكَعْكِ دونَ أَنْ يَكونَ لَنا مَحَلٌّ )).
- قالَتِ الْأُمّ: ((أَتَقْصِدينَ أَنْ نَتَعاقَدَ مَعَ مَطْعَمٍ أَوْ مَقْهَى؛ لِيَشْتَرِيَ مِنّا الْحَلْوى الْبَيتِيَّةَ وَيَبيعَها؟)»
- قالَتْ سَناءُ: ((كَلا يا أُمَي، لَيْسَ هذا ما أَرَدْتُهُ، لَقَدْ شَرَعْنا في إِعْدادِ صَفْحَةٍ عَلى مَواقِعِ
التَّواصُلِ الاِجْتِماعِيِّ، وَوَضَعْنا فيها صُوَرَ الْمُرَطِّباتِ الَّتي تَصْنَعينَها لَنا. وَتَحَدَّثْنا عَنَّ
حَلاوَةِ مَذاقِها، وَعَنِ الِْزامِكِ شُروطَ النَّظافَةِ في إِعْدادِها. وَقَدْ رَغِبَ كَثيرٌ مِنْ مُتابِعي
صَفْحَتِنا في الْحُصولِ عَلَيْها)).
- قالَ الْأَبُ: ( يَكْفي أَنْ نَضَعَ رَقْمَ الْهاتِفِ؛ لِتَنْهالَ عَلَيْنا الطََّلباتُ في بِضْعَةِ أَسابيعَ، وَسَأَتَولّى الرَّدَّ عَلى الْمُكالَماتِ الْهاتِفِيَّةِ، وَالرَّسائِلِ الإِلِكْتُرونِيَّةِ، وَالتَّسْويقَ الرَّقْمِيَّ، وَسَيَتَوَلّى زَيْدانٌ وَسَناءُ التَّصْويرَ، وَأَمَا أَنْتِ؛ فَتَعْرِفينَ المُهِمَّةَ الْموكَلَةَ ِالَيْكِ يا سَلْمى)).
- أَضافَ زَيْدانُ : ( نَحْنُ واثِقونَ مِنْ نَجاحِ هذا الْمَشْروعِ ).
هَدَأَتِ الْأُمُّ وَتَنَفَسَّتِ الصُّعَداءَ، وَقَبِلَتِ الْفِكْرَةَ بَعْدَ أَنِ اطْمَأَنَّ قَلْبُها بِأَنَّ ابْنَيِها لَنْ يَهْجُرا الدِّراسَةَ.
بَدَأَ الْمَشْروعُ يَكْبُرُ وَيَتَوَسَّعُ، وَما هِيَ إِلَّا أَيَامٌ مِنَ الْعَمَلِ الْجادِّ، حَتّى اسْتَعانَتِ الْأُسْرَةُ بِعامِلَةٍ لِمُساعَدَتِها في صُنْعِ الْمُرَطِّباتِ، وَبَعْدَ أَسابيعَ انْتَدَبَتْ عُمّالًا لإيصالِ الطَّلَباتِ إِلى الْمَنازِلِ.
كَانَتِ الْأُسْرَةُ فَرِحَةً بِما حَقَّقَتْهُ مِنْ نَجاحِ. وَقَالَتْ سَناءُ: (( أُريدُ أَنْ أَتَخَصَّصَ في التِّجارَةِ
الإِلِكْتُرونِيَّةِ))، وَقالَ زَيْدانُّ: ((أُريدُ أَنْ أُصْبحَ مَّهَنْدِسًا في صِناعَةِ الْبَرامِجِ الْحاسوبِيَّة)).
الشرح :
تُظهر الفقرة كيف يمكن للعائلة العمل معًا لتحقيق هدف مشترك، وكيف أن التفكير الابتكاري واستخدام التكنولوجيا يمكن أن يفتح الأبواب لفرص جديدة. كما تعكس الطموحات الشخصية لكل من سناء وزيدان، مما يُبرز أهمية التعليم والتطوير الذاتي في عالم اليوم.
لكن الأب وزيدان يعبران عن دعمهما وثقتهما في نجاح المشروع. مع مرور الوقت، يبدأ المشروع في النمو، وتستعين الأسرة بعاملة لمساعدتها في الإنتاج وعُمّال لتوصيل الطلبات. الأسرة تشعر بالفرح بما حققته، ويعبر كل من سناء وزيدان عن طموحاتهما في التخصص في التجارة الإلكترونية والهندسة البرمجية.
الفكرة الرئيسية: الفقرة تُظهر أهمية التعاون والابتكار في تحقيق الأهداف التجارية.