الفكرة الرئيسة: يسهم استنزاف الموارد الطبيعية في زيادة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب التغير المناخي ، ما يتطلب العمل بجد لاستدامتها .
♦ العلاقة بين استنزاف الموارد الطبيعية والتغير المناخي :
1- يسهم استنزاف الموارد الطبيعية مثل الوقود الاحفوري وازالة الغابات في زيادة انبعاقات وتراكيز غازات الدفيئة التي تسبب التغير المناخي ما يؤثر مباشرة في التوازن البيئي وللتغير المناخي اثار خطيرة على النظم البيئية والموارد الطبيعية مثل القضاء على مساحات كبيرة من الغابات في العالم بسبب حدوث الحرائق الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي وحدوث حالات من الجفاف الحاد بسبب تناقص معدلات الهطل المطري ونقصان رطوبة التربة ما أثر على بدوره في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية.
◘ استصلاح الأراضي:
1- يؤدي استصلاح الأراضي مثل الغابات الى أراض صالحة للاستخدام الزراعي أو العمراني أو الصناعي إلى زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي إذ تعد الغابات رئة العالم التي تزوده بالأكسجين وتستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون بعملية البناء الضوئي لذا فإن عملية إزالة الغابات تسهم إسهاماً كبيراً في زيادة احتباس الحرارة في الغلاف الجوي ما يتسبب في حدوث التغير المناخي.
2- يؤثر استصلاح الأراضي في أنماط توزيع المياه وتغيراتها على سطح الأرض ، فالغابات لها دور كبير في الحفاظ على توازن دورة الماء في الطبيعة عن طريق عملية النتح وإزالتها والتقليل منها سيؤثر في هذا التوازن ما يؤدي الى تفاقم مشكلة نقص المياه في المناطق التي تعاني شح المياه أصلا وزيادة مخاطر حدوث الجفاف والتأثير في المحاصيل الزراعية . في المقابل ستزداد ظواهر الأمطار الغزيرة في مناطق أخرى من العالم وحدوث الفيضانات الناتجة منها الأمر الذي سيؤدي الى القضاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
يبين الشكل: تزايُد تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ منذ أواخر الخمسينيات حتى الوقت الحالي.
أصِف: ماذا حدث لتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ، منذ عام 1960 م تقريبًا وحتى الوقت الحالي؟
تزايُد تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ.
◘ الوقود الأحفوري:
تعرفت سابقاً أن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي يؤدي الى تزايد تراكيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون أهم هذه الغازات
يوضح الشكل (13) تراكيز غاز ثاني أكسيد الكربون منذ أواخر الخمسينات وحتى الوقت الحالي . تسهم زيادة تراكيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الى حدوث الاحترار العالمي:
الاحترار العالمي هو : زيادة تدريجية في معدل درجات الحرارة العالمية الناجمة عن النشاطات الطبيعية والبشرية حيث تشير الدراسات الى أن درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت بمقدار (1.5-2)C ، وقد أدى هذا إلى تغير الأنظمة المناخية على سطح الأرض ، وتهديد حياة كثير من الكائنات الحية ، وهذا سيؤدي الى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بسبب انصهار الجليد في القارات القطبية ، وارتفاع معدل الهطل المطري السنوي ورطوبة التربة وتخزين المياه في المناطق ونقص المياه في مناطق أخرى.
◘ استخدام المياه:
1- تستخدم المياه على نطاق واسع في الزراعة والصناعة والمنازل ويتطلب ذلك استهلاك كميات كبيرة من الوقود الاحفوري لتشغيل الآلات التي تعمل على تحليتها وتنقيتها وضخها ما يؤدي الى إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة الى الغلاف الجوي التي تسهم في زيادة الاحتباس الحراري وتغير الأنظمة المناخية على سطح الأرض .
كما يؤثر استخدام المياه استخداماً غير مستدام واستنزافها الى تدهور الموارد المائية المحلية والإقليمية ونضوبها ، وعليه تقل قدرتها على أمتصاص ثاني أكسيد الكربون ، وزيادة نسبته المنبعثة الى الغلاف الجوي تؤثر التغيرات في توزيع المياه أيضاً على محاصيل الغذاء والغابات فعندما تنخفض كميات المياه المتاحة للري ، ستتأثر الإنتاجية الزراعية وتتضرر الغابات ، ما يؤدي الى زيادة الانبعاثات الكربونية وتقليل قدرة النظم الحيوية على مواجهة التغيرات المناخية .
♦ استدامة الموارد الطبيعية:
تعرف استدامة الموارد الطبيعية: هي طرائق إستخدام الموارد الطبيعية بما يلبي الحاجات دون الإضرار بالبيئة ، والمحافظة على هذه الموارد للأجيال القادمة، ومن طرائق استدامو الموارد الطبيعية ما يأتي:
1- تنظيم الإستخدام :
يتضمن تنظيم الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وضع سياسات وقوانين تحد من الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية .
2- تعزيز الاستخدام :
يتضمن تنظيم الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وضع سياسات وقوانين تحد من الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية .
3- تعزيز التقنيات البديلة والمستدامة :
تطوير التقينات البديلة التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الشمس والرياح وما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من استنزاف الموارد الطبيعية .
4- تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة:
تتضمن تقنيات زراعية تحسن إنتاجية الأراضي دون تدهورها مثل الزراعة العضوية والزراعة بالتقاوي وتقنيات الري الحديثة التي تحسن كفاءة استخدام المياه في الزراعة .
5- الإدراة المستدامة للموارد المائية :
تشمل تقنيات مثل جمع مياه الأمطار وتخزينها ، واستخدام تقنيات الري الحديثة ، مثل الري بالتنقيط والري بالرش ، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة والصناعة .
6- تثقيف الجمهور :
تثقيف الجمهور بأهمية الموارد الطبيعية وضرورة حمايتها واستخدامها استخداماً مستداماً ، وتشجيعهم على اتخاذ القرارت المستدامة في حياتهم اليومية ، ويمكن تحقيق ذلك عبر حملات التوعية في وسائل الإعلام المختلفة ، وننظيم المحاضرات التوعوية في المدراس ، وتنظيم المعارض البيئية التي تستهدف تدوير النفايات ، بالإضافة الى القيام بحملات زراعة للأشجار بمشاركة جميع شرائح المجتمع .