تاريخ الأردن أكاديمي فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

                    الأوضاع السياسية والإدارية في الأردنّ

                                         في العهد العثماني                     

 

أهمّية الأردنّ في العهد العثماني

الدولة العثمانية (1299-1923م) هي الدولة التي أسّسها عثمان بن أرطغرل في آسيا الصغرى، وسُمّيت بالعثمانية نسبةً إليه، بلغت أوج اتّساعها في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديّين، وضمّت أجزاءً واسعة من قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، واتّخذت مدينة إسطنبول (الأستانة) عاصمة لها.

أتأمّل الخريطة الآتية، ثمّ أُجيب عمّا يليها:

  • أتتبّع على الخريطة حدود الدولة العثمانية.

امتدت حدودها من أوروبا حتلا وصلت النمسا وفي آسيا وصلت إيران والحجاز وشمال القارة الأفريقية وضمت الجزائر. (كما هو محدد باللون الأخضر)

  • أُسمّي الأقطار العربية التي خضعت للحكم العثماني.

العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، أجزاء من السعودية (الحجاز) مصر، ليبيا، تونس، الجزائر.

  • أُحدّد على الخريطة عاصمة الدولة العثمانية.

مدينة إسطنبول.

 

خضع الأردنّ للحكم العثماني بعد انتصار العثمانيّين على المماليك في معركة مرج دابق سنة (1516م)، وأدرك العثمانيّون الأهمّية التي أولاها المماليك للأردن، وما شهده من تقدّم عمراني واقتصادي وتقدّم في الحركة العلمية والأدبية، وفي كونه طريقًا للحجّ الشامي، والثروة الزراعية التي تمتّع بها.

قافلة الحجّ الشامي

قافلة تضم حجّاج بلاد الشام وأواسط آسيا والأناضول والبلقان، وكان السلطان العثماني يُشرف بنفسه على ترتيب هذه القافلة وإعدادها، وخروجها من مدينة إسطنبول. كانت القافلة تتجمّع في دمشق، ومنها تعبُر الأراضي الأردنية إلى المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة.

حرصت الدولة العثمانية على سلامة الحجّاج؛ إذ أعادت تعمير الخانات وحفر الآبار والبرك على طول الطريق المارّ بالأراضي الأردنية، وتزويدها بالجنود والمياه والطعام لتوفير الراحة للحجّاج، وتخصيص رواتب وأُعطيات للقبائل البدوية (الصرّة) لضمان سلامة الحجّاج.

وكان لمرور قافلة الحجّ الشامي في الأراضي الأردنية آثارٌ تمثلت في: التبادل التجاري بين الأردنيّين والحجّاج، وإقامة الأسواق الموسمية في محطات القافلة، واستفادة القبائل البدوية المقيمة على أطراف الطريق من تقديم خدمات الدلالة وتأجير الجمال والدوابّ لنقل الحجّاج، وتحوّل منازل الحجّ إلى مدن في ما بعد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أتأمل الخريطة الآتية، ثم أجيب عما يليها:

  • أتتبّع على الخريطة طريق الحجّ الشامي.

تنطلق من دمشق، مزيريب، الرمثا، المفرق، الزرقاء، خان الزبيب، القطرانة، الحسا، جرف الدراويش، عنيزة، معان، بطن الغول، المدورة وصولاً إلى المدينة المنورة.

  • أُسمّي المنازل الأردنية التي تمرّ بها قافلتا الحجّ الشامي والحجّ المصري.

الحج الشامي:

الرمثا، المفرق، الزرقاء، خان الزبيب، القطرانة، الحسا، جرف الدراويش، عنيزة، معان، بطن الغول، المدورة.

الحج المصري:

العقبة، عقبة الحجاز، بطن الغول، المدورة.

 

أتحقّق من تعلّمي

  • أُفسّر: تسمية الدولة العثمانية هذا الاسم.

نسبة إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل.

  • أُوضّح آثار مرور قافلة الحجّ الشامي بالأراضي الأردنية.

التبادل التجاري بين الأردنيّين والحجّاج، وإقامة الأسواق الموسمية في محطات القافلة، واستفادة القبائل البدوية المقيمة على أطراف الطريق من تقديم خدمات الدلالة وتأجير الجمال والدوابّ لنقل الحجّاج، وتحوّل منازل الحجّ إلى مدن في ما بعد.

 

السبب

النتيجة

توزيع الأعطيات على القبائل البدوية (الصرّة).

ضمان سلامة الحجاج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأوضاع السياسية والإدارية في الأردنّ

قسّم العثمانيّون في بداية حكمهم بلاد الشام إلى ثلاث ولايات (إيالات): الشام وطرابلس وحلب، وكانت كل ولاية مُقسّمة إلى ألوية، غير أنّ هذه التقسيمات لم تثبت طويلًا بسبب الفصل والضمّ من ولاية إلى أخرى ومن لواء إلى لواء.

اعتمد العثمانيّون التقسيمات السابقة نفسها التي كانت سائدة في العصر المملوكي بالنسبة إلى الأردن؛ إذ قُسّم إلى لواءين هما: لواء عجلون وضم نواحي عجلون والسلط والغور وجبل بني حميدة العثمانية في بلاد الشام على الزعماء المحليين الذين سادوا في العصر المملوكي، والكرك والشوبك، ولواء حوران وضم ناحية بني كنانة.

أبقت الدولة بسبب انشغال الدولة في حروبها المتتالية في أوروبا؛ لذا، تُركت أمور الحكم للأُسر الإقطاعية الموجودة بكثرة في بلاد الشام، مكتفين باعتراف تلك الأُسر بسيادتهم على المناطق التي يحكمونها، فقد اعتمدت الدولة عليهم ودعمتهم بالسلاح والحماية، وبمقابل تيمارهم كانت مهمتهم جباية إقطاعاتهم وحفظ الأمن فيها، وإعداد فرق الجند اللازمة للجيش وقت الحرب.

التيمار

هو النظام الاقطاعي الذي كان سائدًا في بلاد الشام، الذي يقوم على إعطاء أرض للفرسان أو الأفراد، بهدف تخفيف الضغط عن الدولة العثمانية في دفع رواتب الجيش، والحصول على مصدر جديد للدخل للخزانة المركزيّة العثمانية، وزيادة عدد جنود الفرسان، والاستيعاب التدريجي للمناطق المفتوحة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنامى دور الزعماء المحلّيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر بسبب زيادة التنافس في ما بينهم للحصول على المزيد من الثروات، وطموح العديد منهم بالانفصال عن الدولة العثمانية وتشكيل كيانات محلّية، مستغلّين بذلك ضعف الإدارة العثمانية وانشغالها بحروبها في أوروبا، ومن أبرز تلك الزعامات: الأمير فخر الدين المعني الثاني في لبنان، وظاهر العمر الزيداني في شمال فلسطين وشمالي الأردن، وأحمد باشا الجزار في عكّا.

دخلت المنطقة في حالة من الفوضى وانعدام الأمن، وبذلك هُجرت الكثير من البلدات والقرى، واعتدت القبائل البدوية على القرى الزراعية وقافلة الحجّ، وازدادت هجرات القبائل البدوية من نجد والحجاز بسبب القحط والجفاف نحو بلاد الشام.

الحكم المصري لبلاد الشام (1831 - 1840م)

أرسل والي مصر محمد علي باشا ابنه إبراهيم باشا إلى بلاد الشام على رأس قوة عسكرية تمكّنت من السيطرة على بلاد الشام؛ لأنّه كان يطمح إلى إنشاء دولة له ولأبنائه من بعده مستغلًّا حالة الضعف التي كانت تمر بها الدولة العثمانية. ومن الأعمال التي قام بها إبراهيم باشا في بلاد الشام ما يأتي:

  • قسّم بلاد الشام إلى مديريات (ولايات)، والمديريات إلى متسلّميات على نمط التقسيم الإداري في مصر، وأصبح الأردن تابعاً لمتسلّمية عجلون.
  • فرض الأمن عن طريق نزع السلاح من الأهالي.
  • نظّم جباية الضرائب، وفرض ضرائب جديدة.
  • فرض التجنيد الإجباري على السكان المحليين.

رفض سكان الأردنّ إجراءات إبراهيم باشا في جمع الضرائب ونزع السلاح من الأهالي وفرض التجنيد الإجباري عليهم، ورفعوا العرائض يصفون فيها ما وقع عليهم من ظلم، وقاموا بالتمرد والاحتجاج على إبراهيم باشا في البلقاء والكرك في عام (1834م). وفي أثناء ملاحقة إبراهيم باشا لقاسم الأحمد أحد الزعماء المحلّيين في منطقة نابلس، الذي تمرّد على الحكم المصري وفرّ إلى الكرك واعتصم فيها؛ حاصر الكرك وضرب قلعتها بالمدفعية، واستطاع قاسم الأحمد الهروب من الكرك واللجوء للسلط، فحاصرها إبراهيم باشا ودمّر قلعتها، ولم يبق من هذه القلعة سوى بعض أساسات الأسوار والخندق المحيط بها.

قام سكان جبل عجلون بتمرّد مماثل لما حدث في البلقاء والكرك في عام (1839م)؛ إذ أسهم هذا التمرّد في إضعاف قوات إبراهيم باشا التي اضطرّت للانسحاب من بلاد الشام والعودة إلى، مصر بعد ضغط الدول الأوروبية على محمد علي باشا بضرورة الانسحاب من بلاد الشام.

السبب

النتيجة

زيادة الضرائب.

رفعوا العرائض يصفون فيها ما وقع عليهم من ظلم، وقاموا بالتمرد والاحتجاج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أتأمّل النصّ الآتي، ثمّ أُجيب عمّا يليه:

عريضة مقدّمة من شيوخ قرى جبل عجلون إلى المتسلّم المصري محمد شريف باشا

في عام (1839م)

"عريضة من إمضاء شيوخ قرى جديتا وخنزيرة (الأشرفية) وجنين (جنين الصفا) وكفر عوان ودير أبي سعيد وكفر أبيل وعنبه وبيت إيدس وسمّوع (بلدات أردنية في لواء الكورة محافظة إربد) موجّهة إلى محمد شريف باشا: ممّا يعرض لمراحم سعادتكم العميمة عبيدكم وفلاحينكم أهالي الكورة (جبل عجلون) ليس خافي على سعادتكم الظلم الذي جاري علينا من الحكام الذين سلفوا ومحمد آغا الشربجي والخواجة موسى لأنّه أفندم كان مالنا في أول حكم سعادة أفندينا إبراهيم باشا المعظّم مائة وخمسون كيس لا غير، ثم بعده أفندم أخذتم منا خُمس أهالي القرايا لأجل عَمار القرايا المستجدّ عمارها، وترتّب مالهم وإعانتهم علينا والذين عمّروا الخراب، فمطلوبهم زيادة لخزينة أفندينا، وأيضًا أفندم طلبتم سُبع الأهالي إلى (الجندية) والذي يموت أو ينزح من محلّ إلى غيره يؤخذ مالهم منّا".

أسد رستم، المحفوظات الملكية، المجلّد الرابع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • أُحلّل النص السابق من حيث: المصطلحات والمحتوى.

يتحدث النص عن الاحتجاج على الظلم الذي وقع على الأهالي والفلاحين وشيوخ قرى جديتا وخنزيرة (الأشرفية) وجنين (جنين الصفا) وكفر عوان ودير أبي سعيد وكفر أبيل وعنبه وبيت إيدس وسمّوع (بلدات أردنية في لواء الكورة محافظة إربد). ويتضمن بعض الألقاب التي كانت تستعمل آنذاك  

  • أُلخّص بلغتي الخاصّة أسباب تذمّر أهالي عجلون من سياسة موظّفي إبراهيم باشا.

1-زيادة الضرائب.

2-التجنيد الاجباري.

3-الظلم الذي يتعرض له الأهالي.

 

عادت الإدارة العثمانية في الأردنّ إلى ما كانت عليه قبل الحكم المصري، وبقيت أجزاء من الأردنّ تتبع ولاية سوريا، وأصبح الأردن يتكوّن من قضاءين هما: قضاء عجلون التابع للواء حوران ومركزه درعا، وقضاء البلقاء التابع للواء نابلس التابع لولاية بيروت، وتشكّل قضاء معان الذي تحوّل إلى لواء الكرك في عام (1894م).

حاولت الدولة العثمانية في هذه الفترة توطين القبائل البدوية وتشجيع استقرارها وتنمية الزراعة، عن طريق إنشاء المصرف الزراعي لتقديم القروض للفلّاحين، وإدخال طرائق جديدة في الزراعة، وتوطين المهاجرين الشراكسة والشيشان الذين هُجّروا من القفقاس بعد حرب دامية مع الإمبراطورية الروسية، وجرى إسكانهم على طول خطّ سكّة الحديد في تركيا وبلاد الشام. أمّا المواقع الأردنية التي سكنوها فهي: الزرقاء والسخنة وجرش وعمّان وصويلح ووادي السير وناعور، وكان لهم دورٌ في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الأردنّ.

وفي عهد التنظيمات العثمانية التي بدأت في عام (1839م) واستمرّت إلى نهاية الدولة العثمانية، شارك الأردنيّون في المجالس المنتخبة في الدولة العثمانية كالمجلس العمومي لولاية سوريا ومجلس (المبعوثان) (مجلس النواب العثماني)، فقد مثلّ الأردن في مجلس الولاية العمومي كلٌّ من: عودة القسوس عن الكرك، ويوسف السكّر عن السلط، وعبد النبي النسعة عن معان، ومحمود العوران عن الطفيلة، وعبد القادر التل عن عجلون، وعبد العزيز الكايد عن جرش. أمّا مجلس (المبعوثان) فقد مثّل الأردن فيه توفيق المجالي.

أدى إحصاء النفوس (تعداد السكان) وفرض التجنيد الإجباري وعدم الاهتمام بالأمن والتشدّد في جمع الضرائب إلى اندلاع الاحتجاجات والتمرّد في البلاد ضد الإدارة العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومنها: تمرّد بني حميدة في عام (1888م)، وتمرّد الشوبك في عام (1905م) وتمرّد الكرك (الهيّة) في عام (1910م). 

وفي الحرب العالمية الأولى التي اندلعت في عام (1914م)، دخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب دولتي الوسط الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية - الهنغارية في مواجهة الدول الحليفة المؤلّفة من بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا، وعُيّن جمال باشا قائد الجيش الرابع واليًا على سوريا، حتّى وقع الأهالي تحت وطأة الظروف القاسية التي تمثّلت بارتفاع الأسعار، والتجنيد الاجباري، ونهب غلالهم وقوتهم، والأحكام العرفية التي أعلنها جمال باشا، وما أن أعلن الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى في العاشر من حزيران في عام (1916م) حتّى سارع معظم أهالي الأردن بالانضمام إليها.  

أتحقّق من تعلّمي

  • أُفسّر ما يأتي:
  • تنامي دور الزعماء المحلّيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديّين.

بسبب زيادة التنافس في ما بينهم للحصول على المزيد من الثروات وطموح العديد منهم بالانفصال عن الدولة العثمانية وتشكيل كيانات محلية مستغلين بذلك ضعف الإدارة العثمانية.

  • اندلاع الاحتجاجات والتمرّد ضد الإدارة العثمانية في الأردنّ، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

بسبب إحصاء النفوس (تعداد السكان) وفرض التجنيد الإجباري وعدم الاهتمام بالأمن والتشدّد في جمع الضرائب.

  • أُعطي أمثلة على مشاركة الأردنيّين في المجلس العمومي ومجلس (المبعوثان).

مثلّ الأردن في مجلس الولاية العمومي كلٌّ من: عودة القسوس عن الكرك، ويوسف السكّر عن السلط، وعبد النبي النسعة عن معان، ومحمود العوران عن الطفيلة، وعبد القادر التل عن عجلون، وعبد العزيز الكايد عن جرش. أمّا مجلس (المبعوثان) فقد مثّل الأردن فيه توفيق المجالي.

السبب

النتيجة

انشغال الدولة العثمانية في حروبها المتتالية في

أوروبا

أبقت الدولة العثمانية في بلاد الشام على الزعماء المحلّيين فيها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • أُناقش: إجراءات إبراهيم باشا في بلاد الشام.

ومن الأعمال التي قام بها إبراهيم باشا في بلاد الشام ما يأتي:

  • قسّم بلاد الشام إلى مديريات (ولايات)، والمديريات إلى متسلّميات على نمط التقسيم الإداري في مصر، وأصبح الأردن تابعاً لمتسلّمية عجلون.
  • فرض الأمن عن طريق نزع السلاح من الأهالي.
  • نظّم جباية الضرائب، وفرض ضرائب جديدة.
  • فرض التجنيد الإجباري على السكان المحليين.

 

  • أملأ الخط الزمني الآتي بالأحداث التاريخية المناسبة:

العام

1299م

1516م

1840م

1894م

1910م

1914م

الحدث التاريخي

تأسيس الدولة العثمانية

معركة مرج بن دابق

نهاية الحكم المصري لبلاد الشام

تشكل قضاء معان الذي تحول إلى لواء الكرك

تمرد الكرك

قيام الحرب العالمية الأولى