- الإسلام دين الفطرة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها، وهو الذي يحقق له السعادة في الدارين.
- وهو الركن الذي يعتمد عليه إذا ألمت به الشدائد وحلت به المصائب أو خاب أمله في أمر ما، قال الله تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ".
- عندئذ يأتي الإيمان فيمنحه القوة بعد الضعف، والأمل بعد اليأس، ويحميه من الضغوط النفسية.
مفهوم الضغوط النفسية
- هي كل ما يؤدي إلى انفعال مستمر نتيجة شعور الفرد بوجود خطر يتهدده، ومثل هذا الخطر قد يكون موجودًا فعلًا أو يكون متخيلًا لا وجود له في الواقع.
- وقد يكون مبعث هذا الخوف أو التهديد الذي يؤدي بالفرد إلى القلق:
- داخليًا كالصراعات أو الأفكار المؤلمة أو الغضب.
- أو خارجيًا كالخشية من شرور مرتقبة ككارثة طبيعية أو وجود عائق خارجي يؤدي إلى الإحباط، ولذلك قال الله تعالى: "لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ".
مظاهر الضغوط النفسية وأثرها
في حالات متقدمة تتمثل مظاهر الضغوط النفسية في:
- الشرود الذهني.
- صعوبة تركيز الانتباه.
- تدهور القدرة على التفكير الموضوعي.
- فقد السيطرة على ما يقوم به الفرد من عمل.
- التوتر العضلي؛ ما يؤدي بالفرد إلى الإعياء، فيستدعي تدخلًا طبيًّا علاجيًّا لدى المتخصصين.
- وغالبًا ما يصاحب الضغوط النفسية الحادة آثارٌ جانبية كبعض التغيرات الفسيولوجية مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ازدياد معدل خفقان القلب.
- ازدياد معدل التنفس.
- جفاف الفم.
- العرق الغزير.
- ومن مظاهر الضغوط النفسية الهم والغم ونحوها، ولذلك كان النبي ﷺ يستعيذ بالله منها، كما في حديث: "اللّهمَّ إنّي أعوذُ بكَ منَ الهمّ والحزَنِ والعجزِ والكسلِ والبخلُ وضلْعِ الدّينِ وغلبةِ الرجالِ".
الأساليب الوقائية والعلاجية التي وضعها الإسلام للضغوط النفسية
تضمنت الشريعة الإسلامية مجموعة من التوجيهات التي تقي الإنسان من الضغوط النفسية وتعالجه من الآثار الناتجة عنها، منها ما يأتي:
(1) الإيمان بالله تعالى
- إن الإيمان بالله سبب لحصول السكينة والاطمئنان، قال الله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً".
- فالإيمان يجيب عن الأسئلة الكبرى التي تعلق في ذهن الإنسان.
- يجعل قلب المؤمن مطمئنًا بأن الرزق بيد الله، فلا يخاف من الفقر.
- يثق بأن الخير من عند الله، فلا يخاف من المستقبل.
- يتوكل على الله تعالى، ولا يتواكل، فيعيش مطمئن النفس هادئ البال، يوجه جهوده وتفكيره لأداء الرسالة الكبرى التي كلف بها، وهي عبادة الله تعالى وعمارة الكون.
(2) الالتجاء إلى الله تعالى
ويكون هذا الالتجاء بما يأتي:
أ-الصلاة:
- من الوسائل العلاجية التي تهدئ النفس، قال الله تعالى: "إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ".
- وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
- ويوجد علاج آخر أكده العلم الحديث مرتبط بالصلاة هو الاغتسال والوضوء للصلاة، فقد لاحظ العلماء أن الإنسان إذا اغتسل بالماء أو توضأ زال عنه الغضب والانفعال، والرسول ﷺ يحدثنا عن ذلك بقوله: "إذا غضبَ أحدُكم فليتوضّأْ"، وفي رواية أخرى: "إذا غضب أحدكم فليغتسل"، وروي أن رسول الله ﷺ قال: "إنَّ الغضبَ منَ الشيطانِ، وإنّ الشيطانَ خُلق من النارِ، وإنما تطفأُ النارُ بالماءِ، فإذا غضِبَ أحدُكم فليتوضّأ".
- وفي الصلاة أسباب أخرى للشفاء النفسي، تتمثل في الفوائد النفسية والاجتماعية التي تحققها، ومن أبرزها:
- الاندماج في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان.
- تنمية عاطفة حب الناس، وعدم الاستعلاء عليهم.
- إزالة الشعور بالوحدة والعزلة.
- تربية النفس على الانتماء للمجتمع، ولهذا يقول الرسول ﷺ عن الصلاة: "أرحنا بها يا بلالُ".
ب- القرآن الكريم:
- قال الله تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"، فهو كتاب هداية إلى طريق الحق والرشاد وهذه الهداية تحقق للإنسان الراحة النفسية وتقيه من كل سوء، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا".
ج- الأذكار اليومية:
- فقد حث ديننا على الأذكار اليومية؛ لما فيها من أجر، وما لها من تأثير على النفس، ومن ذلك قول الله تعالى: "الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".