مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

التفكير الإيجابي

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التفكير الإيجابي يساعد الإنسان على تخطي المشكلات وتجاوز الصعاب، فلا يصاب الإنسان باليأس والإحباط، فما هو التفكير الإيجابي، وما مقوماته وآثاره .

أولًا: مفهوم التفكير الإيجابي 

أسلوب في التفكير، يقوم على التفاؤل والأمل والخير والمحبة ، والبعد عن اليأس والقنوط والسلبية، لتحقيق السعادة في الدارين.

 

ثانيا: مقومات التفكير الإيجابي                 

يقوم التفكير الإيجابي على مقومات عدة منها:

1- الإيمان بالله تعالى ومعرفة الغاية من خلق الإنسان

 الإيمان الصادق يدفع الإنسان إلى العمل الصالح، فيحيا حياة طبية مطمئنة، قال الله تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".» 

ويصل الإنسان إلى الحياة المطمئنة ويحقق السعادة، عن طريق الإجابة عن التساؤلات الكبرى التي تحير عقله، مثل: من أنا؟ ولماذا خلقت؟ والتي أجاب عنها الإسلام.

وبين الله تعالى أن الهدف من خلق الإنسان هو تحقيق العبودية له سبحانه  فقال تعالى : «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" 

وأن الإنسان مكلف بعمارة الأرض التي استخلفه الله تعالى عليها، قال تعالى "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً» 

 

2- فهم الذات ومعرفة قدراتها

كرم الله تعالى الإنسان وفضله على كثير من مخلوقاته.

قال الله تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ في ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"

ومن إكرام الله تعالى للإنسان:

  • أن وهبه القدرة على التفكير.                                    
  • ومنحه حرية الاختيار التي تؤهله لتحمل مسؤولية إعمار الأرض.

فعندما يستشعر الإنسان هذه النعم التي أودعها الله تعالى فيه:

  • تزداد ثقته بنفسه وتقديره لذاته.
  • وينطلق للقيام بمهامه التي كلفه الله بها خير قيام.

 

​​​​​​​3- حسن الظن بالله تعالى، والتفاؤل والأمل

يحسن الإنسان الظن بربه ولا يصيبه اليأس والإحباط بالرغم من مصاعب الحياة، لأن حسن الظن بالله يوجه حياة الإنسان إلى الإيجابية.

قال رسول الله ﷺ : يقول الله تعالى  "أنا عند ظن عبدي بي ".

فدلّ الحديث الشريف على أنّه إن ظن العبد بالله خيرا حقق الله تعالى له الخير .

وقد كان النبيﷺ دائم التفاؤل بالرغم من كثرة الصعوبات والعقبات التي واجهها، فقال متفائلا بتمكين الله تعالى للإسلام :

"وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ  هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".

ويكون التمكين بعد أخذه بالأسباب في الدعوة إلى الله تعالى، وتكرار المحاولة في ذلك آملا بإسلامهم بلا يأس أو إحباط.

وعندما فقد يعقوب عليه السلام ولده يوسف حزن حزنا شديدا، لكـه لم يفقد الأمل، وزاد همه بفقد ولده الآخر، ولم ييأس من لقائهما.

قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: "يَٰبَنِىَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيْـَٔسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَٰفِرُونَ» فجاءه البشير بخبر ولديه يوسف عليه السلام وأخيه .

4 - الرغبة في التغيير نحو الأفضل

 فطر الله تعالى النفس على حب الأفضل والسعي إليه، وقد بين الله تعالى أن تحسين الحال لا يكون إلا بالتغيير الإيجابي للنفس ابتداء،.

قال الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ» 

 

ثالثا : مظاهر التفكير الإيجابي "

للتفكير الإيجابي مظاهر تظهر في السلوك والعمل، ومن ذلك ما يأتي

1- وضوح الهدف في الحياة

وضوح الهدف وتحديده من أهم أساسيات التخطيط الناجح الذي يدفع الإنسان إلى القيام . وتحقيقه، وتطبيقه بدافعية وأمل،

قال الله تعالى: "أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِۦٓ أَهْدَىٰٓ أَمَّن يَمْشِى سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍ "

 

2- نظرة الخير للمجتمع

- ويكون ذلك بحب الخير للناس.

- والسعي لتحقيق الصلاح في المجتمع.

- وأن يرى الإنسان العالم من حوله في إطار الخير والمحبة وسلامة الصدر،.

قال رسول ﷺ:" إذا قال الرَّجُل: هَلَكَ الناس، فهو أَهْلَكُهُم ".

فدل الحديث الشريف على التحذير من التشاؤم من حال الناس وما هم فيه .

 

3- التروي قبل الحكم على الأشياء

- وذلك بعدم التسرع في اتخاذ القرار وبناء الأحكام.

- والنظر إلى أخطاء الآخرين بعين التسامح والرحمة.

قال الله تعالى: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بنبأ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًۢا بِجَهَٰلَةٍۢ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَٰدِمِينَ » 

​​​​​​​

4- الأخذ  بالأسباب للوصول إلى الحلول وأفضل النتائج

خلق الله تعالى الإنسان يصيب ويخطئ، فإن نجح يعزر نجاحه، وإن أخطأ يكرر المحاولة.

وينبغي ألا يقوده الخطأ إلى اليأس والإحباط من عدم النجاح في المستقبل.

وصاحب التفكير الإيجابي لا يقف عند الأخطاء، وإنما يحرص على الوصول إلى الحلول والبدائل.

والنظر في الطرق التي تحل فيها المشكلة وكيفية تجاوزها.

قال الله تعالى:" قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ» 

 

رابعا: وسائل معينة على التفكير الإيجابي

توجد وسائل كثيرة تعين على التفكير الإيجابي، منها:

1- توثيق الصلة بالله تعالى

يقوي الإنسان صلته بالله تعالى عن طريق:

- إقامة الشعائر التعبدية.

- والاستقامة على السلوك الحسن.

- والرضا بقضاء الله وقدره.

قال رسول الله ﷺ "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكانت خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له".

 

2- الحديث الإيجابي مع النفس

فالإيجابية مهارة تصنعها النفوس الواثقة بالله تعالى، التي تعرف حدود قدراتها، فلا توجه رسائل سلبية للذات.

ودل على ذلك قول  رسول الله ﷺ "لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي".

وخبثت ولقست، متقاربتان في المعنى إلا أن (الخبث) فيه معان زائدة تدل على القبح. (ولقست) تتعلق بامتلاء المعدة.

وهذا يدل على توجيه النبي ﷺ الإنسان إلى طلب الخير لنفسه بالفأل الحسن، ودفع الشر عن نفسه ما أمكن.

 

3- الاطلاع وزيادة المعرفة

ذلك بالقراءة وطلب العلم. والاطلاع على خبرات الآخرين، وثقافاتهم، وتجاربهم.

 

4- المحافظة على البيئة الإيجابية

- وذلك بمجالسة الناس الإيجابيين.             

- والابتعاد عن المثبطين والمتذمرين.               

- والاهتمام بحسن المظهر.

- والتزام الخلق الحسن في التعامل مع النفس ومع الآخرين.

 

خامسا: آثار التفكير الإيجابي للتفكير الإيجابي آثار كثيرة، منها:

1- الشعور بالطمأنينة والسكينة

ممارسة التفكير الإيجابي في حل المشكلات والتعامل مع معطيات الحياة يصل بالإنسان إلى الإيمان بعدل الله تعالى، فيصبر إذا ما ابتلاه ربه ويرضى، ويسعى إلى تحسين حاله بلا سخط أو شكوى.

 

2- تحقيق الدافعية للخير

الإيجابية في التفكير تبث الأمل في الحياة، وتجعل لها قيمة ولذة، فيقدم الفرد على مراجعة أخطائه ومشكلاته ويعالجها، فيبدأ حياته من جديد مستفيدا من تجاربه، ويكون فاعلا في مجتمعه نحو الخير والصلاح.

 

3- تناقص الجرائم والعنف المجتمعي

الإنسان في حياته معرض للمصائب أو الإخفاق، فإذا كان الفرد إيجابيا في تفكيره لا يسلك السبل المنحرفة كالقتل أو السرقة للوصول إلى مراده من مال أو منصب أو حقوق، فعندئذ تقل الخصومات، وتنخفض الجرائم، ويحافظ المجتمع على أمنه واستقراره.

 

4- التقدم والرقي

التفكير الإيجابي فيه حفظ للطاقات العقلية والفكرية وتوجيهها لخدمة الأمة، فتقدم الأمم ورقيها إنما يقوم على عقول أبنائها وتفكيرهم الهادف، فيوظفونها للإبداع والابتكار والإنجاز، وليس للهدم والدمار.