أتخيّلُ نفسي هناكَ: أشاركُ في يومِ عملٍ تطوعيٍّ لتنظيفِ شواطئِ خليجِ العقبةِ، وأفكّرُ في الأضرارِ الناجمةِ عنِ التلوّثِ على الحياةِ البحريةِ، وأبيّنُ علاقةَ ذلكَ بالتنميةِ المُستدامةِ.
تُعَرَّفُ التنميةُ المُستدامةُ بأنَّها التنميةُ التي تستجيبُ لاحتياجاتِ الحاضرِ دونَ المساسِ بقدرةِ الأجيالِ القادمةِ على تلبيةِ احتياجاتِها، وترتكزُ على فكرتَينِ رئيستَينِ، هما:
- ضرورةُ تلبيةِ الاحتياجاتِ الأساسيةِ لفئاتِ المجتمعاتِ كافّةً، لا سيّما الفقيرةِ منها.
- محدوديةُ قدرةِ البيئةِ على الاستجابةِ للاحتياجاتِ الحاليةِ والمستقبليةِ للبشريةِ.
تستندُ التنميةُ المُستدامةُ إلى تضافرِ جهودِ الجميعِ منْ أجلِ بناءِ مستقبلٍ أفضلَ للبشرِ ولكوكبِ الأرضِ، فهيَ عمليةٌ شاملةٌ لكافّةِ جوانبِ الحياةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، وتسعى إلى تحقيقِ معيشةٍ أفضلَ للأجيالِ الحاليةِ واللاحقةِ عنْ طريقِ دراسةِ التجارِبِ السابقةِ، وتحليلِها، وفهمِ الواقعِ الحاليِّ، ثمَّ وضعِ خططٍ للمستقبلِ.
- على مَنْ تقعُ مسؤوليةُ تحقيقِ التنميةِ المُستدامةِ؟
تحتاج إلى تضافرِ جهودِ الجميعِ
- بِمَ تمتازُ عمليةُ التنميةِ المُستدامةِ؟
عمليةٌ شاملةٌ لكافّةِ جوانبِ الحياةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ
أهدافُ التنميةِ المُستدامةِ:
وضعَتْ أهدافَ التنميةِ المُستدامةِ منظّمةُ الأُمَمِ المتحدةِ، وهيَ خطةٌ مُكوَّنةٌ منْ 17 هدفًا يسعى العالمُ إلى تحقيقِها بحلولِ عامِ 2030م؛ منْ أجلِ مستقبلٍ أفضلَ وأكثرَ استدامةً، وقدْ تبنَّتْها جميعُ الدُّوَلِ الأعضاءِ في الأُمَمِ المتحدةِ عامَ 2015م.
تتصدّى هذِهِ الأهدافُ للتحدياتِ العالميةِ، مثلِ: الفقرِ، والتغيُّرِ المناخيِّ، وعدمِ المساواةِ، وتدهورِ البيئةِ الطبيعيةِ. ويُعَدُّ التعليمُ الجيدُ الأساسَ في تحقيقِ التنميةِ المُستدامةِ؛ لأنَّهُ يساعدُ على الحدِّ منَ التمييزِ وعدمِ المساواةِ، ويعزّزُ التسامحَ ونبذَ العنفِ، ويمكّنُ الناسَ منَ الحصولِ على حياةٍ أكثرَ صحةً واستدامةً، ويُسهمُ في نشرِ السلامِ في العالمِ.
وتُعَدُّ الصحةُ الجيدةُ والرفاهُ حقًّا منْ حقوقِ الإنسانِ وعاملًا مهمًّا في بناءِ مجتمعاتٍ مُزدهِرةٍ، ولهذا السببِ تسعى خطةُ التنميةِ المُستدامةِ إلى تمكينِ كافّةِ الأشخاصِ منَ الوصولِ إلى أعلى معاييرِ الصحةِ والرعايةِ الصحيةِ.
ينسجم تنظيم الأسرة مع الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة التي تعنى بالصحة الجيدة والرفاه لما لذلك من دور في الحد من وفيات الأطفال وتحسين صحة الأمهات ويعد تنظيم الأسرة من أهم إنجازات برنامج الصحة الانجابية إذ يساعد الأزواج على انجاب عدد الأطفال الذي يرغبون به وتحسين صحة الأمهات والأطفال وتقليل النمو السكاني إضافة إلى توفير خدمات الصحة الإنجابية التي هي هدف من أهداف التنمية المستدامة 2030 عن طريق تنسيق جهود كافة الجهات المعنية لتقديم خدمات الصحة الانجابية/ تنظيم الأسرة ومعلوماتها بجودة عالية.
أمّا القضاءُ على الفقرِ بجميعِ أشكالهِ وأبعادهِ فهوَ شرطٌ لتحقيقِ التنميةِ المُستدامةِ، ويقتضي تعزيزَ النُّمُوِّ الاقتصاديِّ المُستدامِ وتعزيزَ التنميةِ الاجتماعيةِ، ورفعَ مستوياتِ المعيشةِ الأساسيةِ.
تتّسمُ أهدافُ التنميةِ المُستدامةِ بخصائصَ عدّةٍ، ولأتعرَّفَها أتأمّلُ الشكلَ الآتيَ:
أبعادُ التنميةِ المُستدامةِ
للتنميةِ المُستدامةِ أبعادٌ ثلاثةٌ، هيَ:
- البعدُ الاقتصاديُّ: تحقيقُ نُمُوٍّ اقتصاديٍّ مُستدامٍ يلبّي احتياجاتِ الناسِ، ويضمنُ التوزيعَ العادلَ للثروةِ، ويحسّنُ جودةَ الحياةِ.
- البعدُ الاجتماعيُّ: تحقيقُ العدالةِ الاجتماعيةِ، والحدُّ منَ الفقرِ، وتقديمُ الرعايةِ الصحيةِ، وضمانُ حصولِ كافّةِ أفرادِ المجتمعِ على حقوقِهِمْ، وتعزيزُ الديمقراطيةِ، والمشاركةُ في صنعِ القرارِ.
- البعدُ البيئيُّ: المحافظةُ على البيئةِ منَ التلوُّثِ، وتعزيزُ استخدامِ مصادرِ الطاقةِ المتجدّدةِ، وتحسُّنُ إدارةِ المواردِ الطبيعيةِ.
تتداخلُ أبعادُ التنميةِ المُستدامةِ وتتكاملُ في ما بينَها، فيؤثّرُ كلُّ بعدٍ في الآخرِ ويتأثّرُ بِهِ، فمثلًا: إذا أنشأَتْ شركةٌ مشروعًا اقتصاديًّا في منطقةٍ نائيةٍ فإنَّها بذلكَ تُحسّنُ المستوى المعيشيَّ للسّكّانِ، وترفعُ منَ القوّةِ الشرائيةِ محليًّا، ويزدادُ الاستهلاكُ (البعدُ الاقتصاديُّ)، وفي الوقتِ نفسِهِ تقلُّ مُعدَّلاتُ البطالةِ والفقرِ، ما سيمكّنُ السّكّانَ منَ الحصولِ على فرصٍ أفضلَ في التعليمِ والصحةِ (البعدُ الاجتماعيُّ)، وباستخدامِ الوسائلِ التكنولوجيةِ الحديثةِ والطاقةِ المتجدّدةِ تصبحُ قادرةً على استخدامِ المواردِ بكفاءةٍ أعلى ودونَ الإضرارِ بالبيئةِ (البعدُ البيئيُّ).
أناقشُ أبعادَ التنميةِ الثلاثةِ والعلاقةَ بينَها في حالِ بناءِ جامعةٍ حديثةٍ في منطقةٍ نائيةٍ.
- البعد الاقتصادي : ستعمل الجامعة على توفير فرص عمل للعديد من العاملين كما ستعمل على تنشيط حركة التجارة وحركة العقار ومحلات السوبر ماركت والمطاعم
- البعد الاجتماعي: من خلال احداث تغير مجتمعي ايجابي في المنطقة واحتكاك السكان الاصليين مع طلبة متعلمين من مختلف مناطق الدولة.
- البعد البيئي: على الارجح ستكون الاثار البيئية قليلة كون المنطقة منطقة نائية وبالتالي لا يوجد اكتضاض سكاني ولا ضغط خدماتي