المهارات الرقمية فصل أول

التاسع

icon

التنمُّرُ الإلكترونيُّ( Cyberbullying)

يشهدُ العالَمُ اليومَ إقبالًًا مُتزايِدًا على استخدامِ التقنياتِ  الحديثةِ وشبكةِ الإنترنتْ، وهوَ ما أفضى إلى ظهورِ العديدِ  منَ المشكلاتِ في أوساطِ العالَمِ الرقميِّ، لا سيَّما مشكلةِ  التنمُّرِ الإلكترونيِّ التي أخذَتْ تُؤرِّقَ جمهورَ وسائلِ  التواصلِ الاجتماعيَّ، وبخاصةٍ فئةُ الشبابِ

فما المقصودُ  بالتنمُّرِ؟ وما طرائقُ الوقايةِ منْهُ؟ وكيفَ يُمكِنُ إيجادُ بيئةٍ  رقميةٍ أكثرَ أمانًا للجميعِ؟

 

التنمُّرُ الإلكترونيُّ( Cyberbullying)  

التنمُّرُ الإلكترونيُّ سلوكٌ عدوانيٌّ يهدفُ إلى إلحاقِ الأذى  بالآخرينَ، أوْ دَبِّ الرُّعْبِ في نفوسِهِمْ،

أوِ استفزازِهِمْ،  أوِ النَّيْلِ منْ أعراضِهِمْ وشخصياتِهِمْ باستخدامِ التقنياتِ  الرقميةِ، مثلَ: وسائلِ التواصلِ

الاجتماعيِّ، ومِنصّاتِ  المراسلةِ، ومِنصّاتِ الألعابِ، والهواتفِ المحمولةِ. ومنْ  ثَمَّ، فإنَّ التنمُّرَ شكلٌ

منْ أشكالِ الجرائمِ الإلكترونيةِ .

وهوَ  يأخذُ أشكالًًا وصورًا عديدةً، أبرزُها: إرسالُ رسائلَ تحوي  تهديدًا أوْ كثيرًا منَ التعليقاتِ المُسيئةِ،

ونشرُ الأكاذيبِ  والشائعاتِ، ومشاركةُ الصورِ المُهينةِ ومقاطعِ الفيديو  المُحرِجةِ، واستبعادُ شخصٍ

ما منْ مجموعةٍ أوْ نشاطٍ في  شبكةِ الإنترنتْ.

 

 

 


أسبابُ التنمُّرِ الإلكترونيِّ


يُعْزى التنمُّرُ الإلكترونيُّ إلى أسبابٍ عِدَّةٍ، أبرزُها:

إظهارُ القوَّةِ  والسيطرةِ، والتعبيرُ عنِ الغضبِ، والتغافلُ عنْ حالةِ الإحباطِ  الشخصيِّ، والغيرةُ، والحسدُ؛

فقدْ يشعرُ بعضُ المُتنمِّرينَ  بالنقصِ أوِ الدونيةِ، فيلجأونَ إلى ممارسةِ التنمُّرِ على الآخرينَ  بوصفِهِ وسيلةً لتعزيزِ مكانتِهِمُ الاجتماعيةِ، وكسبِ قبولِ  الأقرانِ، والردِّ على نجاحات الآخرين.


وقدْ يُعْزى التنمُّرُ الإلكترونيُّ أيضًا إلى تأثيراتٍ بيئيةٍ، مثلَ:

  العنفِ المنزليِّ، والرفضِ المجتمعيِّ، والتهميشِ، والإهمالِ.  وكذلكَ غيابُ الوعيِ بمشاعرِ الآخرينَ، وتجاهلُ معاناتِهِمْ.  ولا شكَّ في أنَّ التنشئةَ الاجتماعيةَ، والضغطَ الاجتماعيَّ، والعواملَ الثقافيةَ، تؤدّي دورًا كبيرًا في تشجيعِ سلوكاتِ  التنمُّرِ.

ولهذا، فإنَّ فهمَ أسبابِ التنمُّرِ الإلكترونيِّ يُمثِّلُ الخطوةَ  الأولى المُهِمَّةَ لاحتواءِ هذهِ الظاهرةِ، والحدِّ منِ انتشارِها  وتوسُّعِها.

 

للتنمر آثار سلبية  على الفرد والمجتمع، تمثل بما يلي :
على الفرد:
 * أضرار نفسية  مثل الاكتئاب و القلق وعدم  الثقة بالنفس والشعور بالوحدة والعزلة.
 * مشاكل صحية مثل  اضطرابات في  الأكل و  النوم  و مشاكل  نفسية قد تؤدي للانتحار .
 * تأثير على الأداء حيث يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي و الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.
 * تطور سلوكيات سلبية كالعدوانية أو الانطوائية.
على المجتمع:
 *ضعف الروابط الاجتماعية و تفكك المجتمع 
 *  يؤثر سلبًا على بيئة التعلم والعمل، ويقلل من الإنتاجية.
 * زيادة الجريمة و السلوكيات الإجرامية.
 *   يؤثر على الاقتصاد لانه يحتاج تكلفة لعلاج المشاكل الصحية والنفسية الناتجة عن التنمر  

 

 

 


طرائقُ الوقايةِ منَ التنمُّرِ الإلكترونيِّ


يُمكِنُ تجنُّبُ التنمُّرِ الإلكترونيِّ بالتزامِ جملةٍ منَ الإجراءاتِ الوقائيةِ والتفاعليةِ، أبرزُها:
1. التثبُّتُ ممّا يُنشَرُ في شبكةِ الإنترنتْ:
                  أ- عدمُ مشاركةِ أيِّ معلوماتٍ شخصيةٍ عبرَ شبكةِ الإنترنتْ، مثلَ: رقمَ الهاتفِ، وعنوانِ المنزلِ.
                 ب- تجنُّبُ نشرِ صورٍ ومقاطعَ مرئيةٍ مُهينةٍ.
                  ج- التفكيرُ مَلِيًّا قبلَ النشرِ في شبكةِ الإنترنتْ، وتذكُّرُ أنَّ كلَّ ما يُنشَرُ في شبكةِ الإنترنتْ لنْ يزولَ، وسيظلُّ حاضرًا أبدَ الدهرِ.
2. تفعيلُ إعداداتِ الخصوصيةِ:
                 أ- تفقُّدُ إعداداتِ الخصوصيةِ لجميعِ الحساباتِ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ.
                 ب- استخدامُ كلماتِ مرورٍ مُعقَّدةٍ، وتغييرُها بانتظامٍ.
                 ج- عدمُ مشاركةِ الآخرينَ في كلماتِ المرورِ الخاصةِ.
3. إدراكُ مخاطرِ التنمُّرِ الإلكترونيِّ:
                  أ- تعرَّفُ مظاهرِ التنمُّرِ الإلكترونيِّ، وتمييزُ علاماتِهِ، مثلَ: تلقّي رسائلَ مُهينةٍ، وإرسالِ تهديداتٍ عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ أوِ البريدِ                           الإلكترونيِّ.
                 ب- التواصلُ معَ إدارةِ المدرسةِ أوِ الجهاتِ المَعْنِيَّةِ في حالِ التعرُّضِ للتنمُّرِ الإلكترونيِّ، والبحثُ  عنْ حلولٍ ناجعةٍ لمعالجةِ هذهِ الظاهرةِ.
                  ج- المشاركةُ في حملاتِ التوعيةِ بمخاطرِ التنمُّرِ الإلكترونيِّ، وتقديمُ النصحِ والإرشادِ اللازمينِ  للأصدقاءِ وأفرادِ المجتمعِ.
4. التزامُ الحزمِ في التعاملِ معَ المُتنمِّرينَ:
                أ- عدمُ الاستجابةِ للمُتنمِّرِ أوِ التفاعلِ معَهُ عندَ التعرُّضِ للتنمُّرِ الإلكترونيِّ.
                ب- حظرُ المُتنمِّرِ منْ جميعِ الحساباتِ الخاصةِ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ.
                ج- إعلامُ إدارةِ المِنصَّةِ بما حدثَ فيها منْ تنمُّرٍ إلكترونيٍّ.
                د- حفظُ جميعِ الأدلَّةِ والرسائلِ والتعليقاتِ والصورِ التي تُثبِتُ التعرُّضَ للتنمُّرِ الإلكترونيِّ.

5. التحدُّثُ إلى شخصٍ موثوقٍ بهِ:
                 أ- التحدُّثُ إلى أحدِ الثقاتِ في حالِ التعرُّضِ للتنمُّرِ الإلكترونيِّ، مثلَ: الوالدِ، والوالدةِ، والمُعلِّمِ،  والمُعلِّمةِ، والصديقِ، والصديقةِ.
                  ب- طلبُ المساعدةِ مِنَ القادرِ عليْها، ومَنْ هوَ أهلٌ لها.

 

 

يتعيَّنُ عليَّ مراعاةُ الجوانبِ الآتيةِ بعدَ دراسةِ موضوعِ (التنمُّرُ الإلكترونيُّ)

  • احترامُ الآخرينَ: أتعاملُ معَ الجميعِ بلطفٍ واحترامٍ، وأتجنَّبُ استخدامَ لغةٍ مُسيئةٍ أوْ مُهينةٍ.
  •   حمايةُ الخصوصيةِ: لا أُشارِكُ أحدًا في معلوماتي الشخصيةِ، أوْ معلوماتِ الآخرينَ منْ دونِ إذنٍ  منْهُمْ.
  •  الاستخدامُ المسؤولُ للتكنولوجيا: اُشارِكُ في حملاتِ التوعيةِ بمخاطرِ التنمُّرِ الإلكترونيِّ. وإذا  كنْتُ ضحيةً للتنمُّرِ أوْ شاهدًا عليْهِ، فإنَّني أُبلِّغُ الجهاتِ المُتخصِّصةَ، وأُقدِّمُ الدعمَ والمساعدةَ لكلِّ  مَنْ تعرَّضَ للتنمُّرِ الإلكترونيِّ.