تاريخ الأردن أكاديمي فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

الثورة العربية الكبرى (النهضة العربية)

عوامل قيام الثورة العربية الكبرى

لم يُفكّر العرب بالانفصال عن الدولة العثمانية قبل تورّطها في الحرب العالمية الأولى، وما اقترفه جمال باشا السفاح من إعدامات بحق أحرار العرب ومثقّفيهم في بلاد الشام. وقد انحصرت مطالب العرب قبل ذلك في المطالبة بإصلاح الدولة، ومنحهم حقوقهم المشروعة، وإنصافهم بوصفهم مكوّنًا رئيسًا من مكوناتها، والمطالبة باللامركزية في إدارة الدولة.

وقد وقفت مجموعة عوامل وأسباب خلف قيام الثورة العربية الكبرى في عام (1916م) بقيادة الشريف الحسين بن علي أمير مكة، ومطالبتها باستقلال ووحدة البلاد العربية في آسيا، يمكن إيجازها في ما يأتي:

  • احتلال الدول الاستعمارية الأوروبية للبلاد العربية التابعة للدولة العثمانية، مثل الجزائر وتونس ومصر والسواحل الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، في ظلّ عجزها عن توفير الحماية لها.
  • تزايد المظالم والتخلّف وسوء أوضاع البلاد العربية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.

 

  • تصاعد المدّ القومي التركي المتطرّف في الدولة، والتصميم على تتريك مؤسّسات الدولة وإدارتها وسكّانها مع وصول حزب الاتّحاد والترقّي إلى الحكم، عبر الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني، في ما سُمّي الانقلاب الدستوري (1908م)، ثم إقدام الاتّحاديّين على عزل السلطان عبد الحميد، ونفيه في عام (1909م).
  • دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) إلى جانب دولتَي الوسط (ألمانيا والإمبراطورية النمساوية - الهنغارية)، ضدّ دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا؛ ما أثار مخاوف العرب على مستقبل بلادهم.
  • وممّا زاد في تدهور العلاقات العربية - التركية إقدام جمال باشا (السفاح) والي سوريا على إعدام عدد من رجالات العرب ومثقّفيهم في بيروت في (1915م)، وفي دمشق في عام (1916م)؛ إذ أعدم (37) شخصية عربية من خيرة المثقّفين والسياسيين وعلماء الشرع وأعضاء الأحزاب والجمعيات الإصلاحية العربية. فقد جاءت هذه الإعدامات لتضيف شرخًا جديدًا في العلاقات العربية التركية، ولتهيّئ المجال أمام تفكير العرب بالانفصال عن الدولة العثمانية.
  • رفض جماعة الاتّحاد والترقي المطالب الإصلاحية للعرب الرامية لإصلاح أحوال الولايات العربية العثمانية. التي عُرضت في المؤتمر العربي الأول في باريس في عام (1913م)، والمتمثّلة في ما يأتي :
  1. جعل اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية.
  2. المطالبة باللامركزية، ومنح الولايات صلاحيات البتّ في القضايا واتّخاذ القرارات المطلوبة دون الحاجة إلى الرجوع في كلّ صغيرة وكبيرة إلى لعاصمة في إسطنبول (الأستانة)
  3. منح العرب مزيدًا من المشاركة في أجهزة الحكم ومجلس (المبعوثان) (النوّاب) والإدارة والجيش العثماني.
  4. حصر خدمة أبناء العرب العسكرية الإجبارية في داخل الولايات العربية.

سياسة التتريك

ظهرت هذه السياسة بوضوح في عهد حكومة حزب الاتّحاد والترقّي، التي تشكّلت في أعقاب ما عُرف بالانقلاب الدستوري الذي قام به الحزب في عام (1908م). فقد آمن الاتّحاديون بتفوّق الجنس التركي، وبأنّ الدولة العثمانية هي دولة الأتراك وحدهم، كما آمنوا بأحقية العنصر التركي في السيطرة على مقاليد الحكم والإدارة، وبفرض اللغة التركية لغة رسمية للدولة وتنقيتها من الشوائب العربية والفارسية، وجعلها لغة للتعليم المحدود الذي عرفته البلاد العربية، في أواخر الحكم العثماني. ورافق هذا الفكر ممارسات في السياسة والحكم والإدارة تقوم على الشعور بالاستعلاء والتفوّق التركيين، وعدم التردّد في إيقاع الظلم على الأجناس الأخرى الشريكة للترك في الدولة، ومنها الجنس العربي الذي كان يساوي الجنس التركي عددًا في الدولة العثمانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أتحقّق من تعلّمي

  • ما أسباب إعلان الثورة العربية الكبرى؟
  • احتلال الدول الاستعمارية الأوروبية للبلاد العربية التابعة للدولة العثمانية، مثل الجزائر وتونس ومصر والسواحل الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، في ظلّ عجزها عن توفير الحماية لها.
  • تزايد المظالم والتخلّف وسوء أوضاع البلاد العربية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.
  • تصاعد المدّ القومي التركي المتطرّف في الدولة، والتصميم على تتريك مؤسّسات الدولة وإدارتها وسكّانها مع وصول حزب الاتّحاد والترقّي إلى الحكم، عبر الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني، في ما سُمّي الانقلاب الدستوري (1908م)، ثم إقدام الاتّحاديّين على عزل السلطان عبد الحميد، ونفيه في عام (1909م).
  • دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) إلى جانب دولتَي الوسط (ألمانيا والإمبراطورية النمساوية - الهنغارية)، ضدّ دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا؛ ما أثار مخاوف العرب على مستقبل بلادهم.
  • إقدام جمال باشا (السفاح) والي سوريا على إعدام عدد من رجالات العرب ومثقّفيهم في بيروت في (1915م)، وفي دمشق في عام (1916م.

- رفض جماعة الاتّحاد والترقي المطالب الإصلاحية للعرب الرامية لإصلاح أحوال الولايات العربية العثمانية.

 

- أٌبيّن أهمّ المطالب العربية الإصلاحية إبّان الحكم العثماني.

انحصرت مطالب العرب قبل ذلك في المطالبة بإصلاح الدولة، ومنحهم حقوقهم المشروعة، وإنصافهم بوصفهم مكوّنًا رئيسًا من مكوناتها، والمطالبة باللامركزية في إدارة الدولة.

 

  • أُوضّح مفهوم اللامركزية الإدارية.

منح الولايات صلاحيات البتّ في القضايا واتّخاذ القرارات المطلوبة دون الحاجة إلى الرجوع في كلّ صغيرة وكبيرة إلى لعاصمة في إسطنبول (الأستانة)

 

 

السبب

النتيجة

عجز الدولة العثمانية عن توفير الحماية للبلاد العربية التابعة لها.

بدأ الاستعمار الأوروبي باحتلال البلاد العربية التابعة للدولة العثمانية بلدًا بعد آخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى

كان الشريف الحسين بن علي مخلصًا لدولة الخلافة العثمانية، وارتبط بصلة وثيقة بالسلطان عبد الحميد الثاني، الذي عيّنه أميرًا على مكّة في عام (1908م). ودافع الشريف الحسين عن سلامة دولة الخلافة، حتّى اللحظة الأخيرة من عمرها. كما تمتّع الشريف الحسين بمكانة رفيعة بين عموم العرب والمسلمين بسبب انتمائه الهاشمي، وكونه من السلالة النبوية الشريفة التي تولّت إمارة مكّة عدّة قرون.

الشريف الحسين بن علي (1853-1931م)

ولِد الشريف الحسين بن علي في إسطنبول في عام (1853م) في أثناء وجود والده منفيًّا هناك، وتلقّى علومه الأولى فيها، ليعود إلى مكة وينشأ فيها على قِيَم الإسلام ومبادئ العروبة، وتبرز مواهبه وتوجّهاته القيادية؛ فكان أن نُفِي في عام (1893م) إلى إسطنبول، ليمكث فيها حتّى عام (1908م)، ويعود أميرًا على مكّة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ميثاق (بروتوكول) دمشق 1915م

أجمعت قيادات الجمعيات والأحزاب والتجمّعات العربية المتطلّعة للنهوض بالواقع العربي، على قيادة الشريف الحسين للحركة العربية. وكانت جمعيتا العربية الفتاة والعهد السريّتان، من أبرز هذه الجمعيات العربية، وقد عبّرتا عن موقفهما هذا في ما سُمي ميثاق (بروتوكول) دمشق عام (1915م)، الصادر عن عدد من الشخصيات السياسية والفكرية وقادة الجمعيات العربية، لتنصيب الشريف الحسين بن علي زعيمًا للحركة العربية، وتفويضه بالتباحث مع بريطانيا، لعقد تحالف ضد الاتّحاديّين الأتراك.

 

من أهمّ بنود ميثاق دمشق:

  • أن تعترف بريطانيا باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن الحدود التي تبدأ من خطّ مرسين - أضنة (خطّ العرض 37) شمالًا، والمحيط الهندي باستثناء عدن جنوبًا، وحدود إيران إلى الخليج العربي شرقًا، والبحر الأحمر إلى مرسين غربًا.
  • إلغاء الامتيازات جميعها التي منحت للأجانب بمقتضى الامتيازات الأجنبية.
  • عقد معاهدة دفاعية بين بريطانيا العظمى والدولة العربية المستقلّة.
  • تقديم بريطانيا العظمى وتفضيلها على غيرها من الدول في المشروعات الاقتصادية.

الامتيازات الأجنبية

منحٌ قدمّها السلاطين العثمانيّون للدول الأوروبية، تتضمّن حقوقًا وامتيازاتٍ لرعاياها المقيمين في الدولة العثمانية أو الذين يتاجرون معها، وتشمل إعفاءهم من المحاكمة أمام المحاكم العثمانية، والضرائب المحلّية، والتجنيد الإجباري، وشروط الإقامة في الدولة. وقد عدّتها الدول الأوروبية حقوقًا مكتسبة لها، وكانت مبرّرًا لها للتدخّل في شؤون الدولة العثمانية.

 

 

 

 

 

 

 

  • أُحدّد على الخريطة أعلاه، الدولة العربية التي طالب بها العرب في ميثاق دمشق.

العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، الكويت، قطر، البحرين، الامارات، عُمان، اليمن عدا عدن.

 

  • أُفكّر: لماذا اقتصر مشروع الدولة العربية المستقلة في هذه المرحلة على الأقطار العربية في آسيا؟

لأنها لم تكن محتلة من قبل الدول الأوروبية.

 

 

الجمعية العربية الفتاة

تُعدّ واحدة من أهمّ الجمعيات السياسية العربية السرّية، التي أسّسها المثقّفون والشباب المتنوّرون العرب في باريس في عام (1911م)، وانضمّت إليها شخصيات عربية من أبرزها الأمير فيصل بن الحسين. نادت بحقوق العرب وإصلاح أحوال بلادهم الخاضعة للدولة العثمانية، ولم تطالب بانفصالها عن الدولة إلّا بعد دخولها الحرب؛ ما وضع مصير البلاد العربية في مهبّ الريح؛ فأصبحت تطالب باستقلال البلاد العربية العثمانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تفويض النواب العرب للشريف الحسين بن علي بقيادة الحركة العربية

بعث النواب العرب في مجلس (المبعوثان) (النوّاب) العثماني، ومجموعهم اثنان وثلاثون نائبًا برسالة إلى الشريف الحسين، يُفوّضونه فيها بالرئاسة الدينية والقيادة السياسية للعرب والتحدّث باسم القضية العربية.

 

"نحن نوّاب العرب في مجلس (المبعوثان) نُقرّك على إمارة مكّة، ونعترف لك دون سواك بالرئاسة الدينية على جميع الأقطار العربية. وإجماعنا هذا هو بالنيابية عن أهل بلادنا، نجهر به عند الحاجة، والله يحفظك لأمتك، ويساعدك لدفع الشر عن دينك".

 

    

أتحقّق من تعلّمي

  • لماذا سعى النوّاب وقادة الحركة العربية، إلى تفويض الشريف الحسين بقيادة النهضة العربية؟

لأن الشريف الحسين تمتّع بمكانة رفيعة بين عموم العرب والمسلمين بسبب انتمائه الهاشمي، وكونه من السلالة النبوية الشريفة التي تولّت إمارة مكّة عدّة قرون.

 

  • أُبيّن كيف أسهمت سياسات التتريك في تعزيز التوجّهات القومية بين العرب، ودفعهم إلى السعي إلى نيل الحق في تقرير المصير والاستقلال والوحدة؟

هذه السياسات أثارت استياءً واسعًا بين العرب، الذين شعروا بأن هويتهم الثقافية والدينية مهددة. نتيجة لذلك، بدأت تظهر حركات قومية عربية تسعى إلى الحفاظ على الهوية العربية ومقاومة التتريك. من أبرز هذه الحركات كان “الجمعية العربية الفتاة” و"حزب اللامركزية الإدارية العثماني"، اللذان دعيا إلى حقوق العرب في الحكم الذاتي والاعتراف بلغتهم وثقافتهم.

 

أهداف الثورة العربية الكبرى

تطلّع الشريف الحسين ورجالات الحركة العربية إلى تحقيق أماني الأمة العربية، بحصول البلاد العربية الواقعة في قارة آسيا على استقلالها في دولة عربية موحّدة. وقد بدأت الاتّصالات بين العرب وبريطانيا في ما يخصّ مطالب الأمة العربية، وتطلّعها إلى التخلّص من مظالم الاتّحاديين والبحث في آفاق مستقبل البلاد العربية، بالمشاورات التي أجراها الأمير عبد الله بن الحسين منذ عام (1914م) مع ممثّلي بريطانيا في مصر، في أثناء سفره بين جدة وإسطنبول (الأستانة). وجاءت مراسلات الشريف الحسين بن علي مع السير هنري مكماهون (Sir Arthur Henry McMahon) المندوب السامي البريطاني، في القاهرة، في عامَي (1915 - 1916م)، تعبيرًا عن الأهداف والتطلّعات العربية المشروعة، كما عبّرت عن أدبيات الحركة العربية وبياناتها ومواقفها في هذه المرحلة.

 

مراسلات الحسين - مكماهون (المراسلات التاريخية)

تُنسب مراسلات الحسين - مكماهون إلى الشريف الحسين بن علي، والسير هنري مكماهون، المندوب السامي البريطاني في مصر. وقد تألّفت من خمس رسائل بعثها الشريف الحسين إلى السير هنري مكماهون، وخمس رسائل تلقّاها الشريف الحسين من السير هنري مكماهون، وقد جرت في الفترة بينّ تموز (1915م) وآذار (1916م).

تضمّنت رسالة الشريف الحسين الأولى إلى مكماهون في 14 تموز (1915م) مطالب الشريف الحسين، وهي مطالب العرب جميعًا المتمثّلة في الاستقلال والوحدة والحرّية في آسيا العربية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أتأمّل النصّ الآتي من رسالة الشريف الحسين بن علي الأولى إلى السير هنري مكماهون، ثمّ أُجيب عمّا يليه:

 

 "يرى الشعب العربي أنّه من المناسب أن يسأل الحكومة البريطانية إذا كانت ترى من المناسب أن تصادق بواسطة مندوبيها أو ممثليها على الاقتراحات الأساسية الآتية:

أن تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين ـ أذنة (أضنة)، حتّى الخليج الفارسي شمالًا، ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقًا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوبًا يستثنى من ذلك عدن التي تبقى كما هي، ومن البحر الأحمر والبحر المتوسط حتى سينا غربًا. على أن توافق إنجلترا أيضًا على إعلان خليفة عربي على المسلمين...

هذا ولمّا كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق "والحمد لله" على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلّفه الأمر فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلبًا أو إيجابًا في خلال ثلاثين يومًا من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلقَّ من الحكومة جوابًا؛ فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء".

                                                     (مُقتبس من رسالة الشريف الحسين بن علي الأولى     

                                                     للسير هنري مكماهون في تاريخ 14 تموز 1915م).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- باسم مَن كان الشريف الحسين يتحدّث في هذه المراسلات؟

كان يتحدث باسم العرب.

  • ما أبرز العبارات التي نالت إعجابك في هذا النصّ؟ لماذا؟

"ولمّا كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق "والحمد لله" على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلّفه الأمر فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلبًا أو إيجابًا في خلال ثلاثين يومًا من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلقَّ من الحكومة جوابًا؛ فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء"

لأن فيها اتفاق العرب.

 

  • برأيي، لماذا حدّد الشريف الحسين مهلة ثلاثين يومًا لتلقّي الإجابة البريطانية؟

لأنه إذا انقضت هذه المدة ولم يتلقَّ من الحكومة جوابًا؛ فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.

 

أتحقّق من تعلّمي

  • أُبيّن أهداف الثورة العربية الكبرى.

1- حصول البلاد العربية الواقعة في قارة آسيا على استقلالها في دولة عربية موحّدة.

2- التخلّص من مظالم الاتّحاديين والبحث في آفاق مستقبل البلاد العربية.

 

  • أُوضّح مضامين ميثاق (بروتوكول) دمشق لعام (1915م).
  • أن تعترف بريطانيا باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن الحدود التي تبدأ من خطّ مرسين - أضنة (خطّ العرض 37) شمالًا، والمحيط الهندي باستثناء عدن جنوبًا، وحدود إيران إلى الخليج العربي شرقًا، والبحر الأحمر إلى مرسين غربًا.
  • إلغاء الامتيازات جميعها التي منحت للأجانب بمقتضى الامتيازات الأجنبية.
  • عقد معاهدة دفاعية بين بريطانيا العظمى والدولة العربية المستقلّة.
  • تقديم بريطانيا العظمى وتفضيلها على غيرها من الدول في المشروعات الاقتصادية.

 

 

إعلان الثورة العربية الكبرى

أُعلنت الثورة العربية في التاسع من شعبان (1334هـ)، الموافق للعاشر من حزيران (1916م) في مكة المكرمة، وخاضت قوّات الثورة بقيادة أنجال الشريف الحسين بن علي الأمراء عليّ وعبد الله وفيصل وزيد، سلسلة من المعارك في مكّة المكرمة والمدينة المنورة والطائف. وقد جرت السيطرة على الحجاز باستثناء المدينة المنوّرة؛ إذ بقيت القوّات التركية متحصّنة فيها، حتّى نهاية الحرب العالمية (1918م).

المنشور الأول للثورة العربية الكبرى

 جاء في هذا المنشور ما يأتي:

"إنّ الاتّحاديّين استولوا على السلطة في الدولة العثمانية، وسلبوا الخليفة جميع السلطات، وابتعدوا عن التقيّد بالتعاليم الإسلامية، وإنّهم ساروا على سياسة عنصرية واضطهدوا العرب ولغتهم، وعلّقوا أحرارهم على أعواد المشانق، وساروا على سياسة ترمي إلى قتل الروح العربية، وإنّهم أضاعوا بسياستهم الخرقاء عدّة أقطار عثمانية، وإنّ دخولهم الحرب سيؤدي إلى إضاعة البقية الباقية - لذلك وجب على العرب العمل لإنقاذ أنفسهم وإنشاء كيان مستقل لهم".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

معارك الثورة العربية الكبرى على الأرض الأردنية

وصلت طلائع قوّات الثورة العربية الشمالية إلى مدينة العقبة في عام (1917م) بقيادة الأمير فيصل بن الحسين، وخاضت عدة معارك في العقبة وباير، والجفر وجبال الشراة وأبو اللسن وعين وهيّدة والعقبة ومعان ووادي موسى والطفيلة. استمرت معارك الثورة على الأراضي الأردنية حتّى دخول فصائل منها دمشق في عام (1918م)، وهنا بدأ عهد جديد؛ فقد خرج الأردنّ وبلاد الشام جميعها من الحكم العثماني، وتأسّست المملكة العربية السورية في دمشق بقيادة الأمير فيصل بن الحسين، وأصبح الأردنّ تابعًا لها.

معارك معان (1918م)

تُعدّ من أهمّ معارك الثورة العربية الكبرى؛ إذ جرى القضاء على الحاميات التركية في منطقة معان وما حولها، ومهّدت الطريق لجيش الثورة ليواصل مسيره نحو دمشق.

منح الشريف الحسين بن علي وسام معان تكريمًا لشجاعة أحرار العرب لما قدّموه من بطولات في معارك معان،  واستحق هذا الوسام (343) شخصية من القادة والجنود والشهداء، الذين جاؤوا من الأقطار العربية جميعها: الحجاز واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردنّ. ونالت ثلاث شخصيات أردنية هذا الوسام، هم: محمد علي العجلوني، ومفضّي عيد، وحسين مبارك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

علم الثورة العربية الكبرى

 

تصميم العلم ودلالات ألوانه

يتكوّن علم الثورة العربية الكبرى من ثلاثة مستطيلات متوازية بالألوان الأسود والأخضر والأبيض من الأعلى إلى الأسفل، يشملها مثلّث أحمر من جهة السارية.

أتأمّل الشكل الآتي الذي يُبيّن دلالات ألوان علم الثورة العربية الكبرى:

 

 

  • الأسود: رمز العقاب، وهي راية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد اتّخذه العبّاسيّون شعارًا لهم.
  • الأخضر: الشعار الذي اشتُهر به آل البيت، وكانت الدولة الفاطمية قد اتّخذته شعارًا لها.

-  الأبيض: شعار الدولة الأُموية.

-  الأحمر: شعار الأسرة الهاشمية المالكة منذ عهد جدهم أبو نميّ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنجال ملك العرب الحسين بن علي

 

الملك علي بن الحسين بن علي (1881-1935م) كان قائدًا لجيش الثورة الجنوبي الذي حاصر المدينة المنورة، وأصبح ملكًا على الحجاز، وتوفّي في العراق.

الملك عبد الله بن الحسين بن علي (1882-1951م) كان قائدًا لجيش الثورة الشرقي، الذي حرّر الطائف وحاصر المدينة المنورة، وأصبح أميرًا وملكًا على الأردن، واستُشهِد في القدس ودُفِن في المقابر الملكية في عمّان في عام 1951م.

 

الملك فيصل بن الحسين بن علي (1883-1933م) كان قائدًا لجيش الثورة الشمالي، الذي حرّر شمالي الحجاز وشرقي الأردن وسوريا، وأصبح ملكًا على سوريا وملكًا على العراق، توفّي في بيرن في سويسرا، ودُفِن في بغداد 1933م.

الأمير زيد بن الحسين بن علي (1898-1970م)، عاش في العراق، وتولّى مناصب دبلوماسية مهمّة فيه. توفي في باريس ودُفِن في عمّان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأردنّ وأحداث الثورة العربية الكبرى

ما إن وصلت قوات الثورة العربية إلى العقبة ومعان في عام (1917م)، حتّى حاول الأمير فيصل بن الحسين، قائد القوات الشمالية للثورة من جهة، والسلطات التركية من جهة ثانية، كسب تأييد القبائل والعشائر الأردنية وشيوخها وزعاماتها. وقد انحاز العديد من القبائل والعشائر الأردنية لجيش الثورة، متطلّعة إلى التخلّص من مظالم الترك، وباحثة عن حلول لمشكلاتها، ورأت في الثورة فرصة لتحقيق العرب مطالبهم وأمانيهم.

أتحقّق من تعلّمي

  • ما أهمّ المعارك التي خاضتها قوات الثورة العربية على الأراضي الأردنية؟

وخاضت عدة معارك في العقبة وباير، والجفر وجبال الشراة وأبو اللسن وعين وهيّدة والعقبة ومعان ووادي موسى والطفيلة.

 

نتائج الثورة العربية الكبرى

تمخّضت الثورة العربية الكبرى عن العديد من النتائج. للتعرّف إلى أبرزها؛ أتأمّل الشكل الآتي، ثمّ أُجيب عمّا يليه:

- تأسيس دول وممالك عربية في الحجاز (1916- 1925م)، وسورية (1918- 1920م)، والعراق (1921-1958م)، وشرق الأردن منذ 1921م.

- نشر الوعي بحقّ العرب في استقلال بلادهم  ووحدتها.

- إبراز القضية العربية إلى حيّز الوجود، وحقّ العرب في تقرير المصير.

- تحويل الأفكار والمطالب العربية في العهد العثماني إلى حركة سياسية.

 

  • أُعدّد نتائج الثورة العربية الكبرى.

- تأسيس دول وممالك عربية في الحجاز (1916- 1925م)، وسورية (1918- 1920م)، والعراق (1921-1958م)، وشرق الأردن منذ 1921م.

- نشر الوعي بحقّ العرب في استقلال بلادهم  ووحدتها.

- إبراز القضية العربية إلى حيّز الوجود، وحقّ العرب في تقرير المصير.

- تحويل الأفكار والمطالب العربية في العهد العثماني إلى حركة سياسية.

 

  • أُسمّي الدول التي أسّسها الشريف الحسين بن علي وأنجاله.

ممالك عربية في الحجاز (1916- 1925م)، وسورية (1918- 1920م)، والعراق (1921-1958م)، وشرق الأردن منذ 1921م.

 

  • أُناقش: مصير الدول والممالك التي أنشأها الشريف الحسين بن علي وأنجاله، وأُوضّح سبب تآمر القوى الأجنبية عليها.(إجابة مقترحة)

لم يتم لها الاستمرار والنجاح، فقد رفضت  الدول الأوروبية الاستعمارية ومعها الحركة الصهيونية العالمية، السماح بتحقيق  الثورة العربية الكبرى لأهدافها المعلنة، المتمثّلة في استقلال البلاد العربية في آسيا، ووحدتها في دولة تجمع العرب بكلّ ما لديهم من تاريخ حضاري، وما تتمتّع به بلادهم من موقع إستراتيجي وثروات بشرية وطبيعية هائلة؛ لذت، جرى التآمر على الثورة العربية والعرب.

 

المؤامرات الغربية على النهضة العربية بقيادة الشريف الحسين بن علي

أوّلًا- اتّفاقية سايكس – بيكو (1916م)

لمّا كانت بريطانيا تتفاوض مع الشريف الحسين بن علي وتُصغي لمطالبه، كانت تتآمر مع فرنسا ودول الحلفاء، وتوقّع سرًّا اتّفاقية عُرفت باتّفاقية سايكس - بيكو، نسبة إلى المندوبَين البريطاني مارك سايكس والفرنسي جورج بيكو، وتنصّ هذه الاتفاقية على تقسيم الهلال الخصيب (العراق وبلاد الشام) على النحو الآتي:

  1. المنطقة الزرقاء: تشمل الساحل السوري من رأس الناقورة إلى خليج الإسكندرونة، مع بعض أجزاء من جنوب الأناضول، تكون منطقة سيطرة فرنسية مباشرة.
  2. المنطقة الحمراء: تشمل ولايتَي بغداد والبصرة وتكون تحت السيطرة البريطانية المباشرة.
  3. المنطقة (أ): هي المثلّث المكوّن من المنطقة الممتدّة من حلب إلى دمشق فالموصل، وتكون منطقة نفوذ فرنسي غير مباشر.
  4. المنطقة (ب): تتألّف من شرقي الأردن وبادية الشام حتّى التقائها بالخليج العربي جنوبَا وكركوك شمالًا، وتكون تحت النفوذ البريطاني غير المباشر.
  5. المنطقة السمراء: تشمل فلسطين، وتكون تحت إشراف دولي.
  6. يمكن أن تؤلّف المنطقتان (أ + ب) دولة عربية واحدة، أو اتّحادًا من دول عربية، وتكون تحت الانتدابَين البريطاني والفرنسي.

 

ثانيًا: وعد بلفور (1917م)

تعود الأطماع الاستعمارية في البلاد العربية إلى عهود قديمة، وقد تبلورت هذه الأطماع في حركة سياسية عنصرية، هي الحركة الصهيونية. وفي أتون الحرب العالمية الأولى تلاقت المصالح الصهيونية والبريطانية والغربية الاستعمارية، وأطلق وزير الخارجية البريطانية جيمس آرثر بلفور في تاريخ 2 تشرين الثاني 1917م تصريحًا سياسيًّا موجّهًا إلى الزعيم اليهودي البريطاني الثري اللورد (روتشيلد)، يُعلن فيه التزام الحكومة البريطانية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. 

رفض العرب هذا التصريح المشين، ورأوا فيه إنكارًا لحقوقهم وحرّيتهم، ونقضًا لتعهدات بريطانيا للشريف الحسين بن علي، باستقلال البلاد العربية الآسيوية ووحدتها، وقد رفض الشريف الحسين القبول بهذا الوعد، وباتّفاقية سايكس – بيكو من قبله، ورفض توقيع المعاهدة البريطانية - الحجازية المقدّمة له من بريطانيا رفضًا قاطعًا، لما فيها من بنود تعني القبول الضمني بهما، بالرغم ممّا توفّره المعاهدة في حال إبرامها من دعم ومساندة بريطانية لمملكة الحجاز، في مواجهة الطامعين فيها.

نصّ وعد بلفور

"عزيزي اللورد روتشيلد، إنّ حكومة جلالته تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليًّا أنّه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يُغيّر الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتّع به اليهود في البلدان الأخرى، وأكون ممتنًا لكم لو أبلغتم هذا التصريح للاتّحاد الصهيوني".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • أُحلّل نصّ وعد بلفور، موضّحًا ما يأتي:
  1.  الظلم الذي أوقعه على الشعب العربي الفلسطيني.
  2.  التهديد الذي فرضه على البلاد العربية كلّها.
  3. عدم وفاء بريطانيا لتعهّداتها للعرب، ولأُسس تحالفها معهم في الحرب العالمية الأولى.
  4. التحالف بين الصهيونية والاستعمار؛ للهيمنة على البلاد العربية وتجزئتها ومنع تقدّمها.

(إجابة مقترحة)

الظلم الذي أوقعه على الشعب العربي الفلسطيني

وعد بلفور تجاهل حقوق السكان الأصليين في فلسطين، الذين كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة من السكان. هذا التجاهل أدى إلى شعور الفلسطينيين بالظلم والإقصاء، حيث تم تجاهل حقوقهم في تقرير المصير والعيش بسلام في أرضهم

التهديد الذي فرضه على البلاد العربية كله

وعد بلفور لم يكن مجرد تهديد للفلسطينيين فقط، بل كان له تأثيرات واسعة على المنطقة العربية بأكملها. تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين كان يعني إدخال عنصر جديد في المنطقة، مما أدى إلى توترات وصراعات مستمرة بين العرب واليهود، وأثر على استقرار المنطقة بأكمله.

عدم وفاء بريطانيا لتعهّداتها للعرب، ولأُسس تحالفها معهم في الحرب العالمية الأولى.

خلال الحرب العالمية الأولى، وعدت بريطانيا العرب بالاستقلال إذا تعاونوا معها ضد الدولة العثمانية. ومع ذلك، جاء وعد بلفور عدم الوفاء لهذه التعهدات، حيث أظهرت بريطانيا أنها كانت تعمل على تحقيق مصالحها الخاصة ومصالح الحركة الصهيونية على حساب العرب.

التحالف بين الصهيونية والاستعمار؛ للهيمنة على البلاد العربية وتجزئتها ومنع تقدّمها

وعد بلفور كان جزءًا من استراتيجية استعمارية أوسع تهدف إلى تقسيم المنطقة العربية ومنع تقدمها. التحالف بين الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية مثل بريطانيا كان يهدف إلى فرض السيطرة على المنطقة وتجزئتها، مما أدى إلى عقود من الصراع وعدم الاستقرار.

 

 

 

الحركة الصهيونية

 حركة سياسية عنصرية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، انبثقت رسميًّا عن المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في عام (1897م)، برئاسة الصحفي اليهودي النمساوي ثيودور هيرتزل، وقد حدّد المؤتمر هدفه الرئيس بإقامة دولة يهودية في فلسطين، كما حدّد شكل علم الدولة اليهودية الصهيونية، ونشيدها الرسمي.

 

 

 

 

 

 

  • أملأ الجدول الآتي بالأحداث التاريخية المناسبة:

السنة

1853م

1909م

1914م

1915م

1916م

1917م

الحدث التاريخي

ولِد الشريف الحسين بن علي في إسطنبول

عزل السلطان عبد الحميد، ونفيه

قيام الحرب العالمية الأولى

ميثاق دمشق

اتفاقية سايكس بيكو

وعد بلفور