مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الحُبّ في الإسلام

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُمُ القَبليُّ

  • اعتنى الإسلام بمشاعر الإنسان وأحاسيسه وانفعالاته، وراعى حاجاته العاطفية والنفسية والجسدية.
  • فالحُبّ من المشاعر العاطفية التي تبعث على الإنسان الاستقرار والسعادة في حياته.
  • وقد اعتنى الإسلام بنشر المودة بين أفراد المجتمع، قال النَّبيُّ : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوادِّهِمْ، وتَراحِمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تداعى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسََّهَرِِ والحُمّى".

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • يعد الحُبّ من المشاعر الإيجابية والعاطفية التي تعتري الإنسان تجاه ما يحيط به من أشخاص أو أشياء أو أفكار.
  • وقد حظي بعناية كبيرة في الإسلام؛ لأهميته وعظيم أثره في الفرد والمجتمع.
  • فالحُبّ من المعاني الجليلة التي يسعد بها الإنسان، ويسمو بها ويحقق له السعادة والبهجة ويجعل لحياته معنًى جميلًا.

 

أولاً: أهمية الحُبّ في الإسلام

أَوْلى الإسلام الحُبّ أهمية كبيرة، وممّا يدلّ على ذلك:

  • إكثار القرآن الكريم من ذكر الحُبّ في العديد من الآيات الكريمة، مثل قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
  • تبيين القرآن الكريم أنّ مَنْ آمن وعمل صالحًا، فسيُلقي الله تعالى محبته في قلوب عباده، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا).
  • وَصْفُ الله تعالى نفسه أنه يُحِبّ المتقين والمتطهرين والتوابين وغيرهم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).

 

ثانيًا: صور الحُبّ في الإسلام

للحُبّ صور عدة، منها:

أ. حُبّ الله تعالى وحُبَ رسوله :

  • يعد حُبّ المؤمنين لله تعالى من أعلى درجات الحُبّ. قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾. 
  • ومن الأمور التي تنمي حُبّ الله تعالى في قلب المؤمن:
    • التقرب إلى الله تعالى بالعبادات.
    • وتلاوة القرآن الكريم.
    • ودوام ذكر الله عز وجل في كل حال.
    • وكذلك عبر تأمل نعم الله تعالى، فالنفوس جُبِلت على حُبّ مَنْ أحسن إليها.
    • والخلوة بالله تعالى ومناجاته وانشغال القلب بطلب رضاه والتوبة والاستغفار.
  •  وأما محبة النَّبيِّ :
    • فهي من كمال الإيمان بالله تعالى، فلا يكتمل إيمان العبد إلا إذا أَحَبََّ النبي ؛ فالله تعالى أوجب محبة النبي وطاعته.
    • وحُبّ النبي يأتي بعد حُبّ الله تعالى في الوجوب والأهمية. قال رسول الله : "لا يُؤْمِنُ أحَدُكُم حتّى أكُونَ أحّبَّ إلَيْهِ من والِدِهِ ووَلَدِهِ والنّاسِ أجمَعِينَ".
    • ومن الأمور التي تنمي حُبّ النَّبيِّ في قلب المؤمن:
      • اتباع أوامره والسير على نهجه.
      • وكثرة الصلاة عليه.

ب. الحُبّ بين الناس:

  • فقد ربط الإسلام حُبّ المؤمن أخاه المؤمن بالإيمان بالله تعالى، قال النَّبِيِّ : "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، فينبغي للمؤمنين أن يحب بعضهم بعضًا.
  • وكان النَّبيُّ يحب الصحابة رضي الله عنهم ويخبرهم بذلك.
    • مثل حُبّه الصحابي الجليل مُعاذَ بنَ جبل رضي الله عنه ووصيته له بما فيه خير له حيث ذكر "أنََّ رسول الله أخَذَ بِيَدِهِ، وقالَ: يا مُعَاذُ، واللهِ إِنِّي لأحبُّكَ، وَاللَّهِ إنّي لأحبُّك".
  • ومن الأمور التي تنمي الحب بين الناس:
    • إفشاء السلام بينهم.
    • وصلة الرحم.
    • والإحسان إلى الجار.
    • وحُسْن الضيافة.
    • وإخبار المؤمن أخاه بمحبته.
    • وتبسمه في وجهه.
    • واللين في التعامل معه.
    • والحرص على قضاء حوائجه.
    • وتقديم الهدية له إن استطاع.
    • والتجاوز عن زلاته.
    • والإحسان إليه.
    • والبشاشة في وجهه.
    • واحترام الكبير.
    • والعطف على الصغير.
    • ومساعدة المحتاج.
    • ومشاركته في الأفراح والأحزان وغير ذلك، قالَ رسولُ الله : إنَّ مِنْ عِبادِ اللّهِ لأُناسًا ما هُمْ بأنبياء ولا شهداءَ، يغبِطُهمُ الأنبياءُ والشُّهَدَاءُ يَوْمَ القيامَةِ بِمَكانِهمْ مِنَ الله تَعالى" قالوا: يا رَسولَ اللهِ، تُخْبِرُنا مَنْ هُمْ، قال: "هُمْ قَوْمٌ تحابّوا بروحِ اللهِ عَلى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلا أَمْوَالٍ يَتَعاطَونَها، فَو اللهِ إنُّ وُجوهَهُمْ لَنورٌ، وَإنَّهُمْ على نورٍ: لا يَخافونَ إذا خافَ النّاسُ، وَلا يَحزنونَ إذا حَزِنَ النَّاسُ، وقرأ هذِهِ الآيَةَ:(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

ومن الفئات التي خصها الإسلام بالحُبّ بين الناس:

1. الآباء والأبناء والإخوة والأخوات:

  • فحُبّ الوالديْنِ يكون بطاعتهما وبِرَّهما.
  • وقد قرَنَ الله تعالى بِرَّ الوالديْنِ بعبادته لعظم منزلته. قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

 2 . الزوج والزوجة:

  • فالحُبّ بينهما ينعكس إيجابًا على الأبناء، فتعيش الأسرة سعيدة.
  • وقد كان النَّبيُّ يحب زوجاته ويُعبِّر عن ذلك.
    • فقد ثبت عنه أنه عندما سأله الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه: "أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أَبوها، قُلْتُ: ثُمََّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ".

3. حُبُّ الوطن:

  • عَبَّر سيدنا رسول الله عن حُبّه مكة المكرمة فقال: "ما أَطيَبَكِ مِنْ بلَدٍ وَأحَبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكَ، ما سَكَنْتُ غَيرَكِ".
  • فالإنسان يحب وطنه وينتمي إليه بالتزامه القوانين والأنظمة والمحافظة عليه، ورد الاعتداء عنه.

 

ثالثًا : آثار الحُبّ في الفرد والمجتمع

للحُبّ آثار عظيمة تعود على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار:

  • نيل محبة الله تعالى ورضاه لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وقال النَّبِيُّ في الحديث القدسي: "قالَ الله عزَّ وجلَّ: المتحابّونَ فِي جَلالِي لهُم مَنابرُ مِنْ نورٍ يَغبِطُهُمُ النَّبيِّونَ وَالشُّهداء".
  • تماسُك المجتمع والمحافظة عليه وتحقيق التعاون مع الآخرين، ومساعدتهم على كل ما يحقق الخير والنفع لهم وقيامه بواجباته تجاه وطنه قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).
  • تحقيق الراحة والسعادة والطمأنينة، وتنقية قلب الإنسان والمحافظة على صحته النفسية.

 

صور مشرقة

1. كان الصحابة رضي الله عنهم يحبون النَّبيَّ حبًّا شديدًا.

  • ومن أمثلة ذلك موقف عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه مع النَّبيِّ في التعبير له عن حُبّه الشديد له، فعن عبدِ اللهِ بنِ هِشَامٍ رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه ، فَقالَ له عُمَرُ : يا رَسولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِن نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ : "لا ، والذي نَفْسِي  ِبيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِن نَفْسِكَ"، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّه الآنَ، واللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ : "الآنَ يَا عُمَرُ".

2. فرح أَنَسُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه بقول النَّبيِّ : "إنّ المرء مع من أَحَبَّ".

  • فقد رُوِي عن أَنَسِ بن مالِكٍرضي الله عنه: "إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيِّ عَنِ السَّاعَةِ، فَقالَ: مَتى السَّاعَةُ؟  َقالَ: وماذا أَعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، فَقالَ: انْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ : فَما فَرِحْنَا بِشَيْءٍ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: "أنت مَعَ مَن أحْبَبْتَ". قال أنَسٌ: فأنا أُحِبُّ النَّبيَّ وأَبا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بحُبّي إيَّاهُمْ، وإِنْ لَم أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمالِهِم".

 

الإثراءُ والتَّوسُّعُ

  • نظّم الإسلام العلاقة بين الجنسين (الذكر والأنثى)، وجعل بينهما ضوابط وأحكامًا محددة تحفظ الطرفين وتحفظ حقوقهما وتحفظ المجتمع متينًا قويًا، ومن ذلك أنه:
  •  حرّم كل ما من شأنه أن يفتح الباب للعلاقة المحرمة بين الذكر والأنثى.
    • فأوجب ستر العورات.
    • وغض البصر.
    • وحث على البعد عن الاختلاط المحرم.
    • ومنع الخَلْوة.
    • وشرع الزواج ووضع شروطًا لصحته.
  • ونهى عن صور من الزواج التي تخالف شروط صحته، مثل:
    • الزواج بلا إشهار.
    • والزواج دون موافقة ولي الأمر.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

  • جاء في كتاب (الحب في القرآن الكريم) لصاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد بن طلال الهاشمي، بأنّ هناك مراتب و درجات للمحبوبين، وأرفعها وأعلاها مرتبة: حُبّ الله جل جلاله، ثمّ حُبّ رسول الله ﷺ، وكل ما هو مقدس بما في ذلك الجنّة، ثم حُبّ الزوجين، ثم الحُبّ الأُسَري، ثمّ حُبّ الآخرين. ثم حُبّ الخير والجمال.

 

القيمُ المستفادةُ

1.  أَحرِصُ على نشر الحُبّ في مجتمعي.

2. أجتنبُ الاختلاط المحرم.

3. أحرص على غض بصري عما حرمه الله تعالى.