علمُ السّكّانِ: أحدُ فروعِ الجغرافيا البشريةِ الذي يوفّرُ معلوماتٍ علميةً دقيقةً تتعلّقُ بالخصائصِ العامّةِ للسّكّانِ المتمثّلةِ في: الحجمِ، والتوزيعِ، والكثافةِ، والتركيبِ العمريِّ والنوعيِّ.
يتوزّعُ سكّانُ العالمِ بصورةٍ غيرِ منتظَمةٍ على سطحِ الكرةِ الأرضيةِ، فيختلفُ توزيعُهُمْ منْ منطقةٍ إلى أُخرى، ويرتبطُ إلى حدٍّ كبيرٍ ببعضِ العواملِ الطبيعيةِ، مثلِ: المُناخِ المُعتدِلِ، وخصوبةِ التربةِ، وتوفّرِ المياهِ والمواردِ الطبيعيةِ، ويرتبطُ أيضًا بعواملَ بشريةٍ، مثلِ: الخدماتِ الصحيةِ والتعليميةِ، والبنيةِ التحتيةِ، وفرصِ العملِ.
النموُّ السّكّانيُّ في العالمِ
يُقصَدُ بالنموِّ السّكّانيِّ: تزايدُ أعدادِ السّكّانِ نتيجةَ ارتفاعِ عددِ المواليدِ وانخفاضِ عددِ الوفياتِ؛ بسببِ ما شهدَهُ العالمُ منْ تطوُّرٍ في أنظمةِ الرعايةِ الصحيةِ، وتوفُّرِ الغذاءِ، والتقدُّمِ العلميِّ والتكنولوجيِّ. ومنْ أجلِ التحكُّمِ في النموُّ السّكّانيِّ تلجأُ بعضُ الدُّوَلِ إلى تنفيذِ سياساتِ تنظيمِ الأسرةِ وبرامجهِ.
تنظيمُ الأسرةِ: هوَ التخطيطُ لتنظيمِ احتمالاتِ الحَمْلِ أوِ الولادةِ بوسائلَ وأجهزةٍ معيّنةٍ. |
يُقاسُ النموُّ السّكّانيُّ عنْ طريقِ حسابِ مُعدَّلِ الزيادةِ الطبيعيةِ وصافي الهجرةِ في فترةٍ زمنيةٍ محدَّدةٍ على النحو الآتي:
- الزيادةُ الطبيعيةُ
يُطلَقُ على الفرقِ بينَ عددِ المواليدِ وعددِ الوفياتِ في فترةٍ زمنيةٍ محدَّدةٍ لسكّانِ منطقةٍ معيّنةٍ الزيادةُ الطبيعيةُ للسّكّانِ، ويُحسَبُ مُعدَّلُ الزيادةِ الطبيعيةِ للسّكّانِ عنْ طريقِ قسمةِ الفرقِ بينَ عددِ المواليدِ وعددِ الوفياتِ في سنةٍ معيّنةٍ على متوسّطِ عددِ السّكّانِ في السنةِ نفسها، ويكونُ عادةً بالمئةِ.
- صافي الهجرةِ
صافي الهجرةِ: هوَ الفرقُ بينَ عددِ المهاجرينَ الوافدينَ إلى دولةٍ ما وعددِ المهاجرينَ المغادرينَ منها.
وبناءً على ما سبقَ، يُحسَبُ مُعدَّلُ النُّمُوِّ السّكّانيِّ بقسمةِ حاصلِ جمعِ الزيادةِ الطبيعيةِ وصافي الهجرةِ في سنةٍ معيّنةٍ على متوسّطِ عددِ السّكّانِ في تلكَ السنةِ، ويكونُ بالمئةِ.
ومن ثم يمكن حساب النمو السكاني عن طريق المعادلة الآتية:
مُعدَّلُ النُّمُوِّ السّكّانيِّ = الزيادةَ الطبيعيةَ + صافي الهجرةِ x 100
توصَفُ الزيادةُ الطبيعيةُ في الدُّوَلِ الناميةِ بأنَّها مرتفعةٌ؛ بسببِ ارتفاعِ أعدادِ المواليدِ وانخفاضِ أعدادِ الوفياتِ، نتيجةَ تحسُّنِ الخدماتِ الصحيةِ، وتوافُرِ الرعايةِ والمطاعيمِ الوقائيةِ، إضافةً إلى توافُرِ الموادِّ الغذائيةِ بسببِ التقدُّمِ التكنولوجيِّ في مجالِ الزراعةِ وغيرِهِ. أمّا الدُّوَلُ المتقدِّمةُ فتوصَفُ بانخفاضِ مُعدَّلاتِها؛ نتيجةَ انخفاضِ مُعدَّلاتِ المواليدِ والارتفاعِ النسبيِّ في الزيادةِ الطبيعيةِ وفي أعدادِ الوفياتِ بسببِ تزايدِ أعدادِ كبارِ السّنِّ في تلكَ الدُّوَلِ.
هناكَ مؤشِّراتٌ سكّانيّةٌ عدّةٌ تُستخدَمُ لأغراضِ المقارنةِ بينَ الدُّوَلِ؛ بهدفِ الاستدلالِ على الأوضاعِ الصحيةِ والاقتصاديةِ في تلكَ الدُّوَلِ، ومنْ أشهرِ تلكَ المؤشّراتِ:
أ - مُعدَّلُ وفياتِ الأطفالِ الرُّضَّعِ
يُعرَّفُ مُعدَّلُ وفياتِ الأطفالِ الرُّضَّعِ: بأنّهُ عددُ الأطفالِ الّذينَ يموتونَ قبلَ وصولِهِمْ عُمرَ السنةِ مقسومًا على عددِ المواليدِ الّذينَ أعمارُهُمْ أقلُّ منْ سنةٍ. ويُستخدَمُ هذا المؤشّرُ دليلًا على مستوى الصحةِ في الدولةِ.
وبحسبِ إحصائيةِ الأُمَمِ المتحدةِ فقدْ بلغَ مُعدَّلُ وفياتِ الأطفالِ الرُّضَّعِ في العالمِ عامَ 2022م 30.8 لكلِّ 1000 مولودٍ. أمّا في الأردنِّ فقدِ انخفضَتْ نسبةُ وفياتِ الأطفالِ الرُّضَّعِ حسبَ التقريرِ الرئيسيِّ لمسحِ السّكّانِ والصحةِ الأسريةِ في الأردنِّ لعامِ 2022م، ليصلَ إلى 11 حالةَ وفاةٍ لكلِّ 1000 مولودٍ، ويعودُ السببُ في ذلكَ إلى تحسُّنِ مستوياتِ الرعايةِ الصحيةِ للأمِّ والطفلِ في أثناءِ الولادةِ وما بعدَها. إضافةً إلى ارتفاعِ المستوى التعليميِّ للمرأةِ الأردنيةِ، ما انعكسَ إيجابًا على ارتفاعِ الوعيِ بطرقِ الوقايةِ والعنايةِ الشخصيةِ.
ب - مُعدَّلُ الخصوبةِ الكلي
يُقصَدُ بمُعدَّلِ الخصوبةِ الكلي : عددُ المواليدِ الأحياءِ الذين يمكن أن تنجبهم المرأة في فترة حياتها الإنجابية (منْ عمرِ 15 إلى 49 سنةً). وقدْ بلغَ مُعدَّلُ الخصوبةِ في العالمِ عامَ 2023م حوالَيْ 2.3 مولودٍ بعدَ أن كانَ في عامِ 2000 م 2.7 مولودٍ، ونتيجةً لهذا الانخفاضِ زادَ عددُ سكّانِ الفئةِ الأكبرِ عمرًا وقلَّ عددُ المواليدِ.
وتُعَدُّ دولةُ النيجرِ منْ أعلى دُوَلِ العالمِ في مُعدَّلِ المواليدِ لكلِّ امرأةٍ في عامِ 2023م، إذْ بلغَتْ 6.9 مواليدَ، وهذا يعني أنَّ المرأةَ في النيجرِ ستُنجبُ في المُعدَّلِ سبعةَ أطفالٍ في حياتِها.
يُعَدُّ مُعدَّلُ الخصوبةِ في الأردنِّ منخفضًا مقارنةً معَ دُوَلٍ عديدةٍ، إذْ بلغَتْ نسبةُ مُعدَّلاتِ الخصوبةِ لعامِ 2023م 2.6 مولودٍ، وممّا أسهمَ في ذلكَ:
- ارتفاعُ المستوى التعليميِّ للإناثِ.
- تزايدُ مشاركةِ المرأةِ في سوقِ العملِ.
- ارتفاعُ مُعدَّلِ سِنِّ الزواجِ.
- ارتفاعُ تكاليفِ المعيشةِ.
- ارتفاعُ نسبةِ البطالةِ.
يمكن للأفراد تحسين صحتهم الإنجابية بالعناية الشخصية والاهتمام بالصحة العامة للجسم، باتباع الإجراءات الآتية:
- الامتناع عن التدخين.
- الانتظام في ممارسة الرياضة.
- المحافظة على وزن مثالي باتباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة .
- تنظيم ساعات النوم.
- المحافظة على نظافة الجسم.