مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الخلاف وآدابه

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

من سنة الله سبحانه وتعالى في الخلق أن جعل الناس مختلفين في أفكارهم وتصوراتهم وأمزجتهم، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف وجهات نظرهم، وتباين آرائهم تجاه الأشياء والأحداث من حولهم.

حكم الخلاف

يختلف الناس في أفكارهم ومعتقداتهم، كما يختلفون في تسيير شؤون حياتهم اليومية، ويختلفون في آرائهم تجاه المسائل الدنيوية المختلفة، مثل تأييد قضية أو شخصية أو فكرة أو سلعة وغير ذلك من المسائل التي تعرض للإنسان في حياته.

فإذا تعامل مع هذه الخلافات بطريقة علمية بعيدة عن التعصب والتشدد، كان خلافًا محمودًا؛ وذلك لما ينتج عنه من فوائد عديدة:

  • فهو رياضة للأذهان.
  • تلاقح للآراء.
  • تعدد للحلول التي يمكن للإنسان أن يصل بها إلى الحل المناسب للمسألة التي يبحث فيها.

أضرار التعامل مع هذه الخلافات بتعصب وتعنت، يكون الخلاف حينئذ مذمومًا:

  • الخلاف حولها يؤدي إلى مشادات ومشاجرات.
  • يحدث شقاق ونزاع بين الأفراد والأسر.

في ديننا الحنيف، نجد أن النبي ﷺ قد أقرّ الصحابة رضوان الله عليهم على اختلافهم في المسائل الفقهية، مع كونها أشد أهميةً من المسائل الدنيوية، فقد أقرهم على الاجتهاد في صلاة العصر في يوم بني قريظة، وذلك عندما أمر الصحابة قائلًا: " لا يصلّينّ أحدٌ العصر إلا في بني قريْظة"، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، وقال بعضهم: لا نصلّي حتّى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يُرد منا ذلك، فذكر للنبي ﷺ فلم يعنّف واحدًا منهم"

أسباب الخلاف

يحدث الخلاف غالبًا نتيجة لأسباب عديدة، منها:

1- الكبر

قال النبي ﷺ: "الكبر بطر الحق، وغمط الناس" فالمتكبر يرد الحق ويخالفه؛ لأنه يرى أنه أعلى من أن يأخذ الحق من غيره، أو أن يتنازل ليسمع منه، وهذا من الجهل الذي يوقع الإنسان في الفهم غير الصحيح.

2- التعصب للأشخاص والأفكار

بعض الناس إذا تعصب لشخص أو فكر، أو عادة أو تقليد معين، تجد أنه لا يقبل مخالفتها، فهو يغلق الطريق بينه وبين الآخر، مقررًا رأيه ومسفهًا لما سواه، فيقع بسبب هذا التعصب فريسة للتقليد الأعمى في شؤون حياته كلها.

أضرار التقليد الأعمى:

  • يفقده الثقة بالنفس.
  • يقتل عنده روح الإبداع.
  • يكون حاله كحال من ذمهم الله تعالى بقوله: "إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ".

3- تغليب العاطفة على العقل

ما يؤدي إلى رفض الأدلة العلمية والواقعية المحسوسة؛ بسبب الانسياق وراء العاطفة نحو أمر معين، فيتسبب بالميل عن الحق نتيجة غلبة العاطفة على العقل.

4- التباين العلمي والمعرفي

فكثيرًا ما تختلف وجهات النظر بين أصحاب التخصص الواحد والمهنة الواحدة؛ بسبب أن أحدهم أكثر علمًا وإتقانًا وخبرة من الآخر، الأمر الذي يؤدي بالطرف الآخر إلى الاستفادة من علمه وخبرته، أو التعنت والإصرار على رأيه وحدوث خلاف بينهما.

 

آداب الخلاف

للخلاف آداب يجب على المختلفين التحلي بها؛ كي لا يصل الخلاف إلى التنافر والفرقة، منها:

1- تقبل الرأي الآخر واحترامه

  • فالباحث عن الحق والصواب يتقبله من أيًّ كان، ولا يتعصب لرأيه، وإن ثبت له أن الآخرين لا يوافق الصواب، فإن عليه أن يحترمه. وقبول الحق من المخالف يعدّ تطبيقًا عمليًا لقول الله تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"، وقد قبل النبي ﷺ الحق من بعض اليهود.

2- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

  • الأصل في كل مختلفين أنهما طالبا حق، لكن قد يخفى الحق على أحدهما، فهذا الاختلاف لا يقطع حبل المودة بينهما؛ لأن حبل المودة هو الذي يوصل المختلفين إلى الحوار الهادف. بخلاف ما نراه عند بعض الناس، حيث يتطور الخلاف عندهم إلى مصادمات ومشادات كلامية، ما يؤدي إلى الفرقة وتشتيت الجهود.