مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الرؤى والأحلام

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

يرى الإنسان في مـنـامـه بعـض الرؤى  والأحلام، وقد تشغل هذه الرؤى والأحلام بالكثير من الناس وتؤثر في مزاجهم وسلوكهم سلبا أو إيجابا.

أولا: مفهوم الرؤى ومفهوم الأحلام

الرؤى والأحلام مفهومان مختلفان:

فالرؤى :هي ما يراه الإنسان في منامه من البشائر والخير.

الأحلام: هي ما يعترض الإنسان في منامه من أمور مختلطة.

وقد بين ذلك النبي ﷺ بقوله: "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان".

فنسب الرؤى إلى الله تعالى تأدبا معه لأن الخير كله منه سبحانه وتعالى.

ونسب الأحلام إلى الشيطان، لأنه مصدر الشر والتلبيس على الإنسان.

 

ثانيا: الرؤى والأحلام في القرآن الكريم والسنة النبوية 

 وردت الرؤى في مواضع متعددة من القرآن الكريم مثل: 

- سورة يوسف:  فشغلت جزءا كبيرا من قصة يوسف عليه السلام .

- سورة الأنفال: تحدثت عن رؤيا النبي ﷺ يوم بدر حينما رأى المشركين قلة تشجيعا له ولأصحابه على القتال.

سورة الفتح: عندما رأى النبي ﷺ نفسه يدخل مكة المكرمة مع أصحابه معتمرين، حيث تحققت تلك الرؤيا في عمرة القضاء في العام السابع من الهجرة،

 كما وردت كلمة الأحلام في قول الله تعالى: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ }

وكان رسول الله ﷺ كثيرا ما يقول لأصحابه "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ فيقص عليه ما شاء الله أن يقص".

 

ثالثا: الرؤى

تكون الرؤى أحيانا بشارة لمن رآها.

 فقد سأل الصحابة، النبي ﷺ فقالوا: وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة"، فهي تبشر المؤمن بالخير وتفرحه.

كما في قول الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ  لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }  » 

فقد فسر النبي ﷺ البشرى بالرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو أحد يراها له.

 

تكون الرؤى جزء من النبوة، رؤيا الصالحين من أمة رسول الله  

 فقال رسول الله عنها ﷺ" الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ  من الرجل الصالح جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ "

وفي هذا إشارة إلى مصدر الرؤيا أنها من الله تعالى يطلع الإنسان فيها على جزء مما لا يعرفه أو يغيب عنه.

وقد أرشد النبي ﷺ إلى أدبين اثنين بعد الرؤيا :

  1. أن يحمد الرائي ربه على الرؤيا الطيبة. فقد قال النبي ﷺ: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها".
  2. ألا يحدث بها إلا من يحب، كالعالم الناصح، لأنه يسر لسروره فيدعو له بالخير، قال رسول الله ﷺ: "فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر إلا من يحب".

 

رابعا: الأحلام

تنشأ الأحلام من أمور مختلطة تعرض للنائم، فيصاب بالضيق والفزع والاضطراب،

- وقد يكون منها حديث النفس مما يشغل بال الإنسان من أعمال وخواطر في أثناء اليقظة، فيراه في منامه،

- ومنها ما هو تحزين من الشيطان وتخويف منه بما يوسوس للإنسان في حالتي النوم واليقظة .

وقد أرشد النبي ﷺ إلى آداب بعد الأحلام، منها ما يأتي:

1- الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن ينفخ عن يساره ثلاثا، قال رسول الله ﷺ "إذا رأى أحدكم ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل (ولينفخ) ثلاثا عن يساره"

2- ألا يرويها لأحد؛ خشية أن يتعجل في تعبيرها بمكروه، فيصيب الإنسان منها الخوف والغم قال رسول الله ﷺ "ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره".

3- الصلاة عند الاستيقاظ من نومه بعد الحلم، لأنّ الصلاة راحة للنّفس، وطمأنينة لها، قال رسول الله ﷺ " فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم، فليصل".

4-  تغيير الجنب الذي كان نائما عليه، آملا بتغير تلك الحال التي كان عليها في منامه .

 وقد أرشد النبي ﷺ أمته للوقاية من هذه الأحلام التي تسبب فزعا واضطرابا القيام بمجموعة من الأعمال والأذكار قبل النوم وبعده :

قبل النوم:

  • يحرص المسلم على ذكر الله تعالى بما ورد عن النبي ﷺ من أذكار.
  • ويحرص على قراءة شيء من القرآن الكريم.
  • وينام على طهارة.
  • ويكثر من الاستغفار .

بعد الاستيقاظ من النوم:

  • يبادر للاستعاذة بالله من الشيطان، بقول "أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".

 

خامسا: تفسير الرؤى 

- بعض الرؤى لا تحتاج إلى تأويل لوضوحها،

- ومنها ما يحتاج إلى تأويل لعدم وضوحها، فتحتاج إلى معبر (مفسر) يبين مدلولها.

- ومن هذه الرؤى ما رآه نبي الله يوسف عليه السلام : { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَٰجِدِينَ} (

وتأويل هذه الرؤيا أنّ الكواكب هم إخوته، والشمس والقمر هما والداه، وتحقق ما رآه يوسف عليه السلام  بعد أن تولى خزائن مصر، قال تعالى: { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُءْيَٰىَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا ربي حَقًّا} 

فإذا عرضت للإنسان رؤيا في منامه ورغب في تفسيرها فعليه:

- أن يتحرى أهل العلم والدراية والتقوى والسيرة الحسنة والخلق الكريم، ليقصها عليهم، ويبتعد عمن يتخذون تفسير الرؤى مجالا للتكسب

- ولا يعتمد على ما طبع من مؤلفات في تفسير الرؤى والأحلام

- وألا يطالع ما كتب في المواقع الإلكترونية أو الصحف، أو ما يعرض في القنوات الفضائية، أو ما يتداوله عامة الناس من تفسيرات.

 لأن تعبير الرؤى يختلف باختلاف أحوال الناس.

كما حدث مع ابن سيرين حينما جاءه رجل فقال: إني رأيت في النوم أني أؤذن، فقال له: تحج هذا العام.

وجاءه آخر فقال: رأيت في النوم كأني أؤذن، فقال له: تقطع يدك في سرقة.

وسبب اختلاف التفسيرين بالرغم من أن الرؤيا واحدة:

- الأول رآه على الصلاح فتأول قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } 

- والثاني لم يرض  هيئته فتأول قوله تعالى: { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَٰرِقُونَ }

وفي كل الأحوال لا بد من أن توقن:

- أن تعبير المعبر للرؤى ليس قطعيا بل هو ظني قد يخطئ وقد يصيب.

- وعلى المسلم ألا ينشغل بهذا الأمر، حتى لا يبقى أسيرا لأمور موهومة قد تصيب وقد تخطئ.

- وعليه الأخذ بالأسباب والتوكل على الله.