الفكرةُ الرئيسةُ
■ تشكَّلُ الزراعةُ البعليةُ والزراعةُ المرويةُ النمطَينِ الرئيسَينِ للزراعةِ في الأردنِ.
أقرأُ وأتعلّمُ
تُشكلُ زراعةُ الخضراواتِ وإنتاجُها أحدَ المُكوِّناتِ الرئيسةِ لقطاع الإنتاج النباتيِّ؛ لأنَّها تَسُدُّ كثيرًا منْ حاجةِ المملكةِ، ويُصدَّرُ الفائضُ منها إلى الخارج، إضافةً إلى مساهمتِها في توفيرِ فرصِ العمل، إذْ تُزرَعُ في الأردنِّ معظمُ محاصيلِ الخضراواتِ، وأهمُّهَا: البندورةُ، والخيارُ، والباذنجانُ، والكوسا، والبطاطا، والبطيخُ، والشمّامُ.
أولا: الزراعةُ المطريةُ (البعليةُ)
هيَ الزراعةُ الّتي تعتمدُ في رِيِّها على مياهِ الأمطارِ فقطْ، وبالتحديدِ في المناطقِ الّتي يزيدُ معدّلُ الأمطارِ فيها على 250 ملّم/ سنويًّا.
ويُعَدُّ قطاعُ الزراعةِ البعليةِ في الأردنِّ منَ القطاعاتِ الّتي تحظى باهتمامِ كبير منْ حيثُ المساحةُ المزروعةُ الّتي تُسهمُ في زيادةِ الإنتاجِ الزراعيِّ، وتقليلٍ فاتورةِ الاستيرادِ، واستنزافِ العملاتِ الصعبةِ وهجرتِها، إضافةً إلى مساهمتِها في تحقيقِ الأمنِ الغذائيِّ.
تشغلُ الزراعةُ البعليةُ مساحةً كبيرةً منَ الأراضي الزراعيةِ في الأردنِّ، وخاصةً في المرتفعاتِ، ويتمثَلُ الهدفُ الرئيسُ منها في الاستخدامِ الأمثلِ لمياهِ الأمطارِ، ورفع كفاءةِ استخدامِها للحصولِ على أعلى مردودٍ اقتصاديٍّ للإنتاجِ الزراعيِّ لتلكَ الأراضي، إلّا أنَّ إنتاجيةَ الدونمِ تكونُ قليلةً مقارنةً بالزراعةِ المرويةِ.
يمكنُ في الزراعةِ البعليةِ الزراعةُ في موسمِ واحدٍ؛ وذلكَ بسببِ الاعتمادِ على مياهِ الأمطارِ الّتي تسقطُ في فصلِ الشتاءِ، وعلى كمّيةِ الرطوبةِ الَّتي تُخزِّنُها التربةُ، فتُزرَعُ الخضراواتُ في نهايةِ فصلِ الشتاءِ وبدايةِ فصلِ الربيعِ اعتمادًا على الرطوبةِ المُتجمِّعةِ، وينتهي هذا الموسمُ بنفادِ تلكَ الرطوبةِ.
الربطُ معَ الجغرافيا يسودُ الأردنَّ مناخُ البحرِ المتوسطِ في الوسطِ والمرتفعاتِ الجبليةِ، والمناخُ الصحراويُّ الجافُّ في الباديةِ، إذْ لا يتجاوزُ معدّلُ سقوطِ الأمطارِ في (%90) منْ مساحتِهِ عنْ (200) ملم في السنةِ. ويُعَدُّ حوالَيْ (%5.5) منْ مساحةِ الأردنِّ أراضيَ شبهَ جافّةٍ تتراوحُ نسبةُ هطولِ الأمطارِ فيها بينَ (200) ملم و(300) ملم سنويًّا، في حينِ يتلقّى حوالَيْ (%4) أمطارا تزيدُ على (300) ملم سنويًّا، ويمكنُ أنْ تصلَ إلى نحوِ (600) ملم سنويًّا في المرتفعاتِ الشماليةِ. |
مشكلاتُ الزراعةِ البعليةِ
تواجهُ الزراعةُ البعليةُ (المطريةُ) تحدياتٍ ومشكلاتٍ عدّةً، منها:
• انخفاضُ إنتاج المحاصيلِ.
• التقلّباتُ في معدّلاتِ هطولِ الأمطارِ.
• محدوديةُ الأراضي القابلةِ للاستصلاحِ الزراعيِّ، ورداءةُ التربةِ وسرعةُ تدهۇُرها.
ثانيًا: الزراعةُ المرويةُ
تعتمدُ على مصادرِ مياهٍ مُتنوِّعةٍ للرِّيِّ؛ وتشملُ: الأنهارَ، والآبارَ، والينابيعَ، والسدودَ، والقنواتِ المائيةَ.
وتتميَّزُ هذِهِ الزراعةُ باستخدامِ التقنياتِ الحديثةِ والأساليبِ الزراعيةِ المُتقدِّمةِ، وارتفاعٍ رأسِ المالِ المُستثمَر، وزيادةِ إنتاجٍ بعضِ المحاصيلِ لا سيما محاصيلِ الخضراواتِ.
تتوزّعُ مناطقُ الزراعةِ المرويةِ في الأردنِّ على:
• مناطقٍ غورِ الأردنِّ.
• مرتفعاتِ الباديةِ.
تتميَّزُ الزراعةُ المرويةُ عنِ الزراعةِ البعليةِ:
- بإمكانيةِ زراعةِ الأرضِ المرويةِ أكثرَ منْ موسمٍ في العامِ الواحدِ؛ ففي معظم مناطقِ الزراعةِ المرويةِ يمكنُ زراعةً موسمَين منَ الخضراواتِ أوْ أكثرَ.
- معدّلَ إنتاجيةِ الدونم المرويِّ أعلى كثيرًا منْ معدّلِ إنتاجيةِ الدونم البعليِّ عندَ زراعةِ الخضراواتِ؛ لذا فإنَّ الجدوى الاقتصاديةَ للزراعةِ المرويةِ أعلى منها في البعليةِ، على الرغم منْ أنّ تكلفةَ زراعةِ الدونم المرويِّ أعلى كثيرًا منْ تكلفةِ زراعةِ الدونم البعليِّ.
مشكلاتُ الزراعةِ المرويةِ
تواجهُ الزراعةُ المرويةُ مشكلاتٍ عديدةً، منها:
• تَذَبْذُبُ أسعارِ المحاصيلِ الزراعيةِ منْ موسمٍ إلى آخرَ.
• عدمُ توافرٍِ مصادرَ كافيةٍ للإقراضِ الزراعيِّ.
• محدوديةُ المياهِ المتوفّرةِ للرِّيِّ.
• انخفاضُ كفاءةِ أنظمةِ الرِّيِّ المُستخدَمةِ.
شهدَتِ السنواتُ الأخيرةُ بحوثًا تطبيقيةَ عديدةً تهدفُ للتوصّلِ إلى أفضلِ التقنياتِ الحديثةِ الملائمةِ للظروفِ المحليةِ والّتي بدورِها تهدفُ لرفعِ الطاقةِ الإنتاجيةِ لوحدةِ المساحةِ باستخدامِ الأصنافِ المُحسَّنةِ، والدورةِ الزراعيةِ، والتسميدِ، واستخدامِ المَكْنَنةِ الزراعيةِ، واستخدامِ المبيداتِ، إضافةً إلى بحوثِ التكاملِ النباتيِّ والحيوانيِّ الَّتي بدورِها تُسهمُ في زيادةِ التوازنِ بينَ الإنتاجِ الزراعيِّ بشقّيهِ: الحيوانيِّ، والنباتيِّ.