خلق الله تعالى هذه الأرض، بما فيها من جبال وسهول، وبحار ومحيطات، ومناظر طبيعية خلابة، ودعا الله عز وجل الإنسان إلى اكتشـاف مـا حوله:
للتأمل في بديع خلقه تعالى، والتمتع بجمال الكون العظيم وذلك:
- للترويح النفس.
- ليكون باعثا له على قوة الإيمان.
- ومعينا على أداء واجبات الحياة.
وهذا ما دل عليه قول الله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}
أولا: مفهوم السياحة في الإسلام
السياحة: الانتقال في الأرض للترويح عن النفس، وتحقيق غرض مشروع، كالتنزه، وطلب العلم، والعبادة.
وقد ورد ذكر السياحة في القرآن الكريم في سياق المدح للذين ينتقلون في الأرض لغرض يرضي الله تعالى.
دل على ذلك قوله تعالى:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}
وقد أصبح الترويح عن النفس حاجة اجتماعية ضرورية في العصر الحاضر:
- بسبب تغير نمط الحياة السريع.
- وازدياد الضغوط النفسية، مما يسبب الملل والفتور للنفس البشرية.
فكان لا بد من الترويح عن النفس حتى:
-
تستعيد نشاطها.
-
-وتواصل سيرها بجد نحو العمل وتحقيق الأهداف.
ثانيا: فوائد السياحة
للسياحة فوائد متعددة وفي ما يأتي بيان لبعض منها:
1- التفكر والتأمل بهدف الاعتبار
ومن فوائد إعمال العقل في بديع صنع الله تعالى المتناسق والمنظّم والمتقن في الكون :
يزيد الإيمان في القلب ويعمقه.
ويدعو إلى قيام الإنسان بواجباته في هذه الحياة.
وأخذ العظة والعبرة مما حل بالأمم السابقة.
ومن ذلك قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِين}
2-الترويح عن النفس والتنزه
يشمل الترويح عن النفس:
- زيارة أماكن العبادة بأداء العمرة.
- وزيارة المسجد النبوي، والمسجد الأقصى.
- والأماكن التاريخية.
- ومعالم الحضارات السابقة كجرش، وكهف أهل الكهف.
- ويشمل أيضا زيارة المتنزهات البرية ذات المناظر الطبيعية الخلابة.
- ورحلات الصيد،
- وزيارة البحار والمحيطات وركوب القوارب فيها.
_ وصعود الجبال.
- وحضور الدورات الرياضية، والتسوق.
وزيارة حدائق الحيوانات، وغيرها من الأنشطة الترفيهية.
3- تحقيق المنفعة الاقتصادية لكثير من البلدان
تعد السياحة موردًا اقتصاديًا بما تتطلبه من:
- إقامة لكثير من المشاريع النافعة للناس كالطرق والفنادق والحدائق والمتنزهات.
- والتعامل مع السياح بيعا وشراء.
4- التعارف بين الشعوب
إن نقل تجارب الآخرين وخبراتهم، عن طريق السياحة:
- تحدث مخالطة الأمم الأخرى.
- وتحصل الفائدة بالتعرف على علوم تلك الأمم.
- وتعريفهم مبادئ الإسلام وقيمه العظيمة.
ثالثا : آداب السياحة وأحكامها
توجد جملة من الآداب والأحكام ينبغي أن يتحلى بها الإنسان، ومن أهمها:
1-أن يكون الغرض من السياحة مشروعا
فينبغي أن تكون السياحة لأغراض مشروعة منها:
- الترويح عن النفس.
- واكتشاف خلق الله تعالى في هذه الأرض.
- ولا يشغله عن عباداته ومهامه الأساسية.
2- اختيار الرفقة الصالحة
دل على ذلك قول رسول الله ﷺ: "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده".
3- الدعاء عند النزول في المكان
فقد كان النبي ﷺ إذا نزل مكانا قال: "اللهم إنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها ".
4-التزام التعليمات والقوانين المعمول بها في المكان الذي نزل فيه.
5- تجنب المظاهر السلوكية السيئة في أثناء السياحة.
وذلك بما يأتي:
- المحافظة على نظافة المكان، وتجنب تلويث البيئة.
- وبالمحافظة على نظافة دورات المياه.
- والحرص على سلامة أثاث المكان، ولا سيما في الأماكن العامة والمتنزهات.
6 - الاعتدال في الإنفاق والبعد عن الإسراف.
دل على ذلك قول الله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
رابعا: واجبنا نحو السائحين في بلدنا
يزور الأماكن التي نسكن فيها كثير من الناس لأغراض متنوعة، فالتزاما بأخلاق الإسلام وآدابه ينبغي التعامل معهم بسلوك حضاري:
- يحفظ لهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
- ويظهر سماحة رسالة الإسلام مع الناس جميعا.
- ويقدم لهم صورة إيجابية.
ومن الآداب التي يجب علينا التزامها ما يأتي:
1- تجنب الإساءة للسائحين أو الاعتداء عليهم بقول أو فعل.
دل على ذلك قول رسول الله ﷺ "ليس المسلم بالطعان، ولا اللّعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
2 - تيسير أمورهم، وتسهيل معاملاتهم،
والتعامل معهم بلطف، وبشاشة.
3- إرشاد التائهين منهم إلى المكان الذي يقصده، وهذا من حقوق الطريق التي أخبر عنها النبي ﷺ "وإرشاد السبيل"
4 - الرفق بهم في البيع والشراء، وعدم استغلالهم.