مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

 شهد رسول الله ﷺ لصحابته الكرام بالفضل، فأثنى عليهم بكلمات باقيات تحفظ لهم الشرف والمكانة، فقال ﷺ: "فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحد من أصحابي ولا نصيفه ".

وقد نال صحابة رسول الله ﷺ الأفضلية في الصحبة والمحافظة على أمانة الإسلام ونشره في أرجاء الأرض، ومنهم الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .

أولا: التعريف بالصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

- هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية.

- وأمه هند بنت عتبة رضي الله عنها.

- ويلتقي نسبه برسول الله ﷺ في الجد الخامس (عبد مناف).

- ولد قبل البعثة بخمس سنوات.

- وأعلن إسلامه مع أبيه وأخيه يزيد رضي الله عنهم يوم فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.

ثانيا : فضل معاوية رضي الله عنه .

كان للصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه ، فضائل كثيرة منها:

 1 - أنّه أحد كتبة الوحي لرسول الله ﷺ .

عن ابن عباس رضي الله عنه أن أبا سفيان رضي الله عنه ، طلب من النبي ﷺ أن يكون ابنه معاوية رضي الله عنه ، كاتبا للوحي بين يديه، فقبل رسول الله ﷺ

2-رواية الحديث عن رسول الله ﷺ.

 فقد روى أحاديث عدة عن رسول الله ﷺ.

3-  دعاء النبي ﷺ له.

فقال ﷺ: "اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به ".

4 - تبشيره بالمغفرة والرحمة.

 قال رسول الله ﷺ: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا"

 (أي استحقوا المغفرة)، وكان جيش معاوية رضي الله عنه أول من غزا البحر.

ثالثا: دور معاوية له في خدمة الإسلام :

كان لمعاوية رضي الله عنه أدوار في خدمة الإسلام في عصر النبي ﷺ وعصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، وفي أثناء خلافته، ومن ذلك:

1 - عصر النبي ﷺ ، وعهد الخلفاء الراشدين

 - مع النبي ﷺ شهد معاوية رضي الله عنه غزوة حنين، وشارك في غزوة تبوك.

مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، شهد حرب المرتدين .

وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

  •  شهد اليرموك، وفتح دمشق، وفتح بيت المقدس.
  • وكان قائد فتح شمال فلسطين.
  • وقد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأردن،
  •  وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان، ولاه دمشق وما يتبع لها من بلدان.

 وفي عهد عثمان بن عفان ولاه رضي الله عنه الشام كلها.

۲- خلافته رضي الله عنه

بويع معاوية رضي الله عنه خليفة للمسلمين في عام (41) للهجرة.

وسمي هذا العام بعام الجماعة. وهو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه حفاظاً على وحدة المسلمين.

وقد استمرت خلافة معاوية رضي الله عنه تسع عشرة سنة، وقد قام بمنجزات كثيرة، منها ما يأتي:

  1. نشر الإسلام باتجاه بلاد الروم (تركيا) حاليا، وبلاد السند وتشمل (باكستان وأجزاء من شمال غرب الهند)، وشمال أفريقيا.
  2. الاهتمام بالأسطول البحري، وذلك ببناء مراكز لصناعة السفن الحربية على سواحل بلاد الشام ومصر، حماية لبلاد المسلمين من أي تهديد بحري.
  3. تطوير الدواوين المركزية مثل:
  • ديوان الجند والخراج التي أنشئت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
  • واستحداث دواوين مركزية مثل ديوان الرسائل، الذي يشرف على كتابة رسائل الخليفة وأوامره ووصاياه إلى ولاته في الولايات، وكتابة عهوده إلى البلدان الأخرى،
  • وديوان البريد: الذي ينظم حمل كتب الخليفة إلى ولاته، وإلى الدول الأخرى،
  • وديوان الخاتم الذي يقوم على تأمين المراسلات وختمها، لبيان جهة الإرسال، والمحافظة على سرية مراسلات الخليفة، وتجنبا للتزوير، ومنع حدوث التلاعب، في الكتب التي يصدرها الخليفة.

رابعا: مواقف ذات عبرة من سيرة معاوية رضي الله عنه

اتصف معاوية رضي الله عنه بصفات حميدة عدة تدل على شخصيته منها، - الحلم وسعة الصدر.

- والفطنة والذكاء.

- وخشية الله تعالى.

- وكان عالما فقيها، فقد شهد له بذلك ابن عباس عندما سئل عنه، قال: إنه فقيه"،

وفي ما يأتي بيان لبعض تلك الصفات:

1 - الحكمة والذكاء

كان معاوية رضي الله عنه غاية في الذكاء والفطنة، وكانت العرب تضرب به المثل، ومن ذلك العبارة المشهورة (شعرة معاوية) التي تدل على حكمته في كسب الآخرين وحسن التصرف معهم.

فقد كان يقول: "لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف ذاك؟ قال : كنت إذا مدوها خليتها وإذا خلوها مددتها ".

٢ - الحلم والعفو

 اشتهر معاوية رضي الله عنه بالحلم والعفو، ومن أمثلة ذلك:

روى أن رجلا قال له: يا معاوية رضي الله عنه لتستقيمن أو لأقومنك، فقال معاوية رضي الله عنه: كيف تقومني؟ فقال الرجل: بالخشب، فقال معاوية  رضي الله عنه:

"إذن أستقيم. فقيل له: لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيي أن يكون ذنب أحد أعظم من عفوي، أو جهله أكبر من حلمي ".

فلم يعنف معاوية رضي الله عنه الرجل رغم قسوة رده.

3- خشية الله تعالى

 ذكر في مجلسه أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة: 

"رجل ذهب يقاتل في سبيل الله فقتل، ما خرج يقاتل إلا ليقال شجاع، ورجل حافظ للقرآن يقرأه، ما يفعل ذلك إلا ليقال قارئ، ورجل آتاه الله مالا كثيرا، يتصدق به ويصل رحمه، ما يفعل ذلك إلا ليقال جواد كريم"

وعندما سمع معاوية رضي الله عنه ذلك، قال: " قد فعل بهؤلاء هذا فكيف يفعل بغيرهم من الناس؟"

ثم بكى بكاء شديدا حتى ظن من حوله أنه هالك، ثم أفاق ومسح عن وجهه، وقال: "صدق الله ورسوله".

ثم تلا قوله تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَٰلَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 

خامسا: وفاته

 لما حضرت الوفاة معاوية رضي الله عنه ، وضع خده على الأرض، ثم أخذ يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك:

{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } 

 اللهم اجعلني ممن تشاء أن تغفر له. وتوفي في دمشق سنة ( 60هـ)، رحمه الله تعالى.