مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الصداقة في الإسلام

الدراسات الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التعلُّم القبليُّ

  • الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يمكنه العيش بمفرده، فهو بحاجة ماسة إلى أخيه الإنسان؛ لهذا فإن مخالطة الآخرين أمر ضروري للإنسان.
  •  وقد تعددت الروابط الإنسانية التي تجمع الناس بعضهم ببعض.
  •  مثل رابط الأسرة والقرابة والعمل والعقيدة والصداقة والوطن.

 

الفهم والتحليل

الصداقة علاقة اجتماعية تجمع بين شخصين أو أكثر مبنية على مقومات من المودة والاحترام والتعاون في الظروف جميعها.

أولاً: أهمية الصداقة

للصداقة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، منها:

أ. الشعور بالسعادة والطمأنينة:

فوجود الأصحاب ومجالستهم أمر يجلب الفرح ويطرد الضيق، ويقلّل من الشعور بالحزن أو الكآبة ويحسن نفسية الإنسان.

ب. الحاجة إلى العون والمساعدة:

فالأصدقاء الأوفياء يكملون بعضهم بعضًا، ويكونون عونًا وسندًا لبعضهم في كل شدة ويهونون المصائب، ويرشدون بعضهم إلى الصواب وإلى طريق الخير، قال رسول الله : «مثل المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى» .

ج. الشعور بالثقة:

فمن يملك أصدقاء أوفياء يدرك أن إلى جواره أشخاصًا موثوقًا بهم يجدهم كل وقت وتحت أي ظرف، قال تعالى: «إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ».

 

ثانيًا: أسس اختيار الأصدقاء

اختيار الصديق يجب أن يكون على أسس سليمة حتى تحقق الصداقة الأهداف المرجوة منها، ومن هذه الأسس:

أ. الصلاح وحسن الأخلاق:

  • ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتخذ صديقًا أن يبحث عن شخص صالح حسن الأخلاق يساعده على طاعة الله تعالى؛ لأن الإنسان يتأثر بمن حوله، قال رسول الله : «المرءُ على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالِل».
  • فالصلاح يدفع الأصدقاء أن يُذّكّروا بعضهم إذا نسوا ويحفظوا غَيبةَ بعضهم إذا تحدَّث الناس عنهم بسوء، قال رسول الله : «من ردّ عن عِرضِ أخيه ردَّ الله عن وجهه النّار يومَ القيامةِ».
  • وقد شبّه رسول الله الصديق السوء بنافخ الكير، قال : «إنما مثلُ الجليسِ الصالح والجليس السَّوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحاملُ المسك: إما أن يُحذيك وإما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكيرِ إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً».

ب. رجاحة العقل:

بأن يحسن التصرف ويجيد التعامل مع الآخرين، وهي صفة مميزة للصديق الصالح؛ لأن غيره قد يقود صاحبه إلى صغائر الأمور وإضاعة الوقت في ما لا ينفع.

ج. التوافق والانسجام:

بأن يكون بين الأصدقاء نوع من التناسب في العمر والفكر والاهتمامات، قال رسول الله : «الأرواح جنود مجنَّدة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

 

ثالثًا: حقوق الصداقة

للصديق حقوق يجب تأديتها، ومن ذلك:

أ. المودة وحسن المعاملة:

  • ويكون ذلك بمعاملته بلطف ولين.
  •  فينصت له إذا تحدث وينتقي أفضل الكلمات إذا تكلم معه.
  •  وإذا أراد استخدام شيء يخصه استأذن منه.

 ب. التناصح:

  • فالصداقة الصالحة سبب لإسداء النصيحة والإرشاد إلى الخير والعدل والبعد عن السوء ومجالس الفاسدين.
  •  وهي سبب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: «وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)».

ج. التماس الأعذار والصفح عن الزلات:

  • بأن يراعي الأصدقاء ظروف بعضهم ويعذروا بعضهم على ما قد يبدر منهم، لأن الإكثار من العتاب سبب لخسارة الأصدقاء جميعهم، قال بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا              صديقك، لم تلق الذي لا تُعاتبُه

 

د. التواصل مع الأصدقاء:

  • وذلك بلقائهم وزيارتهم وتبادل الحديث معهم والوقوف إلى جانبهم ومواساتهم وقت الشدة والضيق؛ لما في ذلك من إدخال الفرح والسرور عليهم، وقد قيل: (الصديق وقت الضيق).

 

صور مشرقة

  • تتجلى لنا الصداقة بأبهى صورها في شخصية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومواقفه مع النبي .
  •  فقد كان رضي الله عنه أول صاحب للنبي قبل البعثة وأول من أسلم من الرجال.
  •  وكانت له مواقف مع النبي :
    • فقد صدقه ليلة الإسراء والمعراج؛ حين أخبر النبي قريشًا بالمعجزة فكذبوه، فظهرت الصداقة من أبي بكر رضي الله عنه باتباع الحق وطريق الصلاح.
    • وفي الهجرة كان رضي الله عنه هو الذي طلب الصحبة من النبي ، فقال رضي الله عنه الصحبة يا رسول الله،  ثم بكى لما وافق النبي حتى قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: «فو الله ما شعرتُ قطُّ قبل ذلك اليوم أن أحدًا يبكي من الفرحِ، حتَّى رأيت أبا بكرٍ يبكي يومئذٍ».

 

الإثراء والتوسع

  • يجب أن تكون علاقة الأصدقاء متوازنة، دون إفراط أو مغالاة في المشاعر تجاه بعضهم حبًا أو كرهًا؛ وذلك لأن القلوب تتقلّب؛ فقد يأتي يوم على الإنسان ويصبح من أحبَّهُ أو من فرّط في مودتّه من أبغض الناس إليه، فيصيبه النّدم على محبّته تلك.
  •  وقد يبالغ المرء في كره أحدهم أو بغضه، ثمّ تنقلب الأحوال ويصبح صديقًا مقربًا فيستحي من بغضه ومعاملته القديمة.
  •  فكان الاعتدال حلًا وسطًا؛ فقد قال رسول الله : «أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضَك يومًا ما وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما».

 

دراسة معمَّقة

  • أشارت دراسة نفسية نُشرت في مجلة (الرابطة الأوروبية لعلم نفس الشخصية) عام 2015م، العدد 29، صفحة 173، إلى أن الصداقة:
    • تسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للإنسان.
    •  وأن وجود صداقات قوية في حياة الإنسان يسهم في تعزيز صحة الدماغ.
    •  فضلًا. عن قدرة الصداقة على الحد من الشعور بالتوتر، وتمكين الإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل الذي يحافظ على قوَّته.
    •  كما تسهم في الخروج من المشكلات الصحية بسرعة. كما أن الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء جيدين تكون ظروفهم الصحية أفضل.