مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

العناية بذوي الإعاقة

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

شهدت بعض المجتمعات قديما قسوة في معاملة ذوي الإعاقة

- فكان ينظر إليهم على أنهم شر.

- وأحيطوا بمعتقدات غير صحيحة تؤدي بهم إلى العزلة الاجتماعية أو القتل أحيانا.

 

- إلى أن جاء الإسلام وغير نظرة الناس إلى هذه الفئة حيث: 

  • حفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم.
  • وشرع لهم حقوقا خاصة.
  • ولم يفرق بينهم وبين غيرهم من أبناء المجتمع.
  • وقد وصل بعضهم إلى أعلى المراتب، "كالأعمش" و "الأصم" من السلف الصالح الذين برزوا في الحديث النبوي الشريف والأدب.

 

أولا :مفهوم الأشخاص ذوي الإعاقة

هم الأشخاص الذين يعانون من نقص في القدرات الحسية، أو الجسمية أو الفكرية، وتؤثر في مهاراتهم الحياتية وتفاعلهم مع البيئة التي يعيشون فيها.  

- اقتضت إرادة الله تعالى ابتلاء بعض الأشخاص بنقص في قدراتهم ،لحكمة معينة.

- فإذا صبر صاحب الإعاقة على ما ابتلاه الله تعالى به نال الأجر والثواب

 وهذا ما دل عليه قوله ﷺ : (يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ).

- وفي ذلك حكمة أيضا للأصحاء، فيتذكرون نعمة الله تعالى وفضله عليهم،  ويشكرون ربهم على ذلك.

- فقد دعانا رسول الله ﷺ عند رؤية ذي الإعاقة أن نقول في أنفسنا من غير أن تسمع المبتلى، " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا؛ لم يُصبه ذلك البلاء".

 

ثانيا: أسلوب النبي ﷺ في التعامل مع ذوي الإعاقة

إن المتأمل في سيرة النبي ﷺ يرى حُسن تعامله ﷺ مع ذوي الإعاقة، ومن صور ذلك ما يأتي:

1- مراعاة مشاعرهم

كان النبي ﷺ يستخدم أنسب الألفاظ في وصفهم، بحيث لا يشعرهم بالنقص والحرمان، ولا يقلل من شأنهم بين الناس.

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ "انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده"، وكان هذا الرجل البصير رجلًا أعمى".

 

2- تبشيرهم بالأجر والثواب

كان النبي ﷺ يبشرهم بالجنة إن صبروا رفعا لمعنوياتهم، وحتى لا ييأسوا ولا يحزنوا ولا يحقدوا على الأصحاء.

وبين لهم ﷺ  أنّ ابتلاء الله تعالى لهم في الدنيا ليس عقوبة، بل هو رفع للدرجات في الآخرة.

قال رسول الله ﷺ  إنّ الله قال "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر، عوضته منهما، الجنة "وحبيبتان هما: عيناه.

 

3-قضاء حوائجهم والدعاء لهم

كان النبي ﷺ يمشي في حوائج المرضى والمصابين ويقضيها لهم.

فقد جاءت امرأة إلى النبي ﷺ كان فيها إعاقة عقلية، فقالت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجة، فذهب معها حتى قضى لها حاجتها" 

 وكان ﷺ يدعو لهم بالعافية لما للدعاء من زيادة أملهم بالشفاء، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: إن رسول الله ﷺ كان إذا أتى مريضا، أو أتي به قال "أذهب البأس رب الناس، واشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".

 

4- التيسير عليهم ورفع المشقة عنهم

- راعى النبي ﷺ حالتهم وما بهم من إعاقة، فلم يكلفهم من الأعمال إلا ما يطيقون.

- ويسر عليهم بعض الواجبات المفروضة على الأصحاء.

- ويسر عليهم أمور دينهم، وأزال عنهم الإثم والحرج في حالة عدم القدرة على القيام بها، امتثالا لقوله تعالى: { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض خرج }

- ومن ذلك: أنّ النبي ﷺ أذن لهم بالصلاة في البيت إن كان المجيء إلى صلاة الجماعة يعرضهم للخطر.

 فقد ورد أن عتبان بن مالك أتى رسول الله ﷺ وأخبره أنه رجل ضرير ويصلي في قومه، فإذا كانت الأمطار سال الوادي فلا يستطيع أن يأتي مسجدهم فيصلي، وطلب من رسول الله ﷺ أن يأتي فيصلي في بيته، ليتخذه مصلى، فقال له رسول الله ﷺ "سأفعل إن شاء الله ".

 

5- زيادة تقدير الذات لديهم

كان النبي ﷺ يشعر بدورهم الفاعل في المجتمع حيث إنه كلفهم ببعض المهام.

من ذلك أنه ﷺ كلف ابن أم مكتوم (وهو أعمى) بعدة مهام منها :

- إمارة المدينة مرات عديدة، عندما كان المسلمون يخرجون كما حصل في غزوة أحد.

- (ابن أم مكتوم) أن يصلي بالناس في المسجد.

- وأمره ﷺ بالأذان الثاني لصلاة الفجر .

وفي ذلك إشارة إلى أن كل واحد من ذوي الإعاقة يمكن أن يقوم بمهمة ينفع بها الناس، وذلك حسب قدرته وطاقته.

 

6- تقبلهم والتحذير من إيذائهم

علمنا رسول الله ﷺ الرحمة بالضعفاء.

وحذرنا من إيذائهم أو التهكم بهم أو إحراجهم أو السخرية منهم.

فقد توعد الله تعالى من تعمد تضليل أعمى عن الطريق بالوعيد الشديد والطرد من رحمته، لما يترتب على ذلك من أذى كبير له، قال رسول ﷺ "ملعون من كمه(ضلل) أعمى عن الطريق".

 

ثالثاً: مسؤولية المجتمع نحو الأشخاص ذوي الإعاقة

- ذوو الإعاقة جزء من المجتمع، وينبغي للمجتمع أن يتحمل مسؤوليته اتجاههم .

-ويقف إلى جانبهم في مواجهة مشكلاتهم.

- ويكفل لهم سبل الحياة الكريمة.

وتقع المسؤولية ابتداء :

- على الأسرة،  فينبغي أن تقوم  بما يأتي تجاه ذوي الإعاقة:

- الاعتناء بالأبناء ذوي الإعاقة منذ الولادة.

- بعرضهم على الأطباء المختصين.

- ومشاركتهم في الأعمال، وعدم إشعارهم بالنقص.

- وتعليمهم ما يتناسب مع قدراتهم.

- وتقبل المعاق لمساعدته على الاندماج في المجتمع.

 

وعلى المؤسسات المختلفة في المجتمع أن:       

- توجد معاهد خاصة لتعليم المعاقين العلم أو الحرف التي تمكنهم من كسب عيشهم،

- وأن تستخرج ما لدى ذوي الإعاقة من مواهب وإبداعات، وتوظفها في العمل المنتج حتى لا يكونوا عالة يتكففون الناس.

- وأن توفر لهم الدعم المادي والمعنوي: مثل توفير المعينات الطبية، والعقاقير والأدوية.

- والمراكز التي تعتني بهم، وعلى الأغنياء أن يسهموا في ذلك.

قال تعالى: { وَٱلَّذِينَ فِىٓ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ }

- وكذلك ينبغي أن يوفر لهم فرص عمل بما يتناسب مع قدراتهم ومكاناتهم، وألا تكون الإعاقة مانعة لهم من الحصول على العمل والوظيفة.