الفصل الثاني : منظمات اقتصادية دولية
أدى انهيار الاتحاد السوفييتي وما انبثق عنه من تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم، وبروز الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية إلى إحداث تغيرات في الاقتصاد العالمي، ترتب على ذلك ظهور نظام اقتصادي عالمي جديد، وتكتلات ومنظمات اقتصادية عالمية، منها (منظمة شنغهاي للتعاون) و (منظمة البريكس).
أولًا : منظمة شنغهاي للتعاون
منظمة دولية تأسست في عام 2001م في موسكو، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة شنغهاي الصينية، حيث انطلقت منها فكرة إنشاء المنظمة، وتضم المنظمة كلاًّ من الصين وروسيا، وعددًا من جمهـوريات آسيا الوسطى الإسلامية التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي سابقًا وهـي: كازاخستان، قيرغيزستان، أوزبكستـان، طاجيكستان، وتأتي المنظمة في إطار التنسيق بين روسيا والصين لتوحيد جهودهما للحد من النفوذ الاقتصادي الأمريكي والغربي على مناطق نفوذهما في آسيا الوسطى. |
أما أهداف المنظمة فأبرزها:
1 - تعزيز الثقة والاستقرار في المناطق الحدودية بين الصين وروسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
2 - محاولة الوصول إلى نظام اقتصادي عالمي جديد.
3 - إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين دول المنظمة.
4 - إقامة مشاريع مشتركة في قطاعات النفط والغاز والموارد المائية.
5 - إنشاء مصرف مشترك سعيًا لإصدار عملة موحدة في المستقبل.
6 - محاربة الجريمة وتجارة المخدرات، ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني والعرقي والإرهاب.
- ودعمت المنظمة فكرة الصين (بإحياء طريق الحرير الاقتصادي)، لتطوير التعاون الاقتصادي الإقليمي.
طريق الحرير العظيم : يرجع تاريخ إنشاء طريق الحرير إلى 3000 عام قبل الميلاد، وكان يتكون من مجموعة من الطرق البرية والبحرية المترابطة تسلكها السفن والقوافل بهدف التجارة، حيث كان يربط بين الصين والجزء الجنوبي والغربي لآسيا الوسطى والهند. وسمي طريق الحرير بهذا الاسم ؛ لأن الحرير كان أبرز سلعة تصدر عبر هذا الطريق. |
ولتعـرف خـط سير طـريـق الحريـر تأمـل الخريطة الآتية،
وقد أنشأت منظمة شنغهاي للتعاون هيئات عديدة من أبرزها ”الاتحاد البنكي في منظمة شنغهاي للتعاون“، من أجل تشجيع العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء في المنظمة.
ومن مهامه : - تمويل المشاريع الهادفة إلى بناء البنى التحتية للمواصلات.
- إنتاج المعدات والأجهزة المتطورة.
- تنفيذ المشاريع ذات الأهمية الاجتماعية في الدول الأعضاء في المنظمة.
- تقديم القروض المالية.
وتزايد الاهتمام الدولي بهذه المنظمة لأنها تضم في عضويتها دولتين من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي هما روسيا والصين، إضافة إلى الإمكانات العسكرية والاقتصادية لهما.
ثانيًا : منظمة البريكس
منظمة دولية تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول الأعضاء، تأسست في عام 2009م في روسيا، وتضم خمس دول ولتعرفها تأمل الخريطة الآتية :
وقد أطلق على هذه الدول اسم ”بريكس“. وهو اختصار للحروف الأولى من أسماء الدول الخمس المؤسسة، وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة العالم تقريبًا، ونصف عدد سكان العالم، وتعد من أغنى اقتصاديات دول العالم حاليًا، بحكم أنها تمتلك أكبر الأسواق العالمية، بالإضافة إلى أنها تجذب نصف الاستثمارات العالمية إليها.
ومن أهداف المنظمة :
1 - تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول الأعضاء.
2 - إيجاد منظومة تعاون نقدية متعددة المستويات بين دول المجموعة؛ ما يسهل التبادل التجاري والاستثمار بين دول المجموعة.
3 - الحد من هيمنة صندوق النقد والبنك الدوليين.
ومن إنجازات منظمة البريكس تأسيس (بنك التنمية الجديد في عام 2014م)، ومقره في مدينة شنغهاي الصينية، خصص للاستثمار في مشاريع البنية التحتية في الدول النامية، وتنمية مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء وتمويلها، ويأتي ذلك في إطار الرغبة التي تجمع دول البريكس في إصلاح النظام المالي والاقتصادي العالمي.
وقد تنوعت القضايا التي تتناولها اجتماعات بريكس، وتعددت لتشمل التحديات الدولية متمثلة في
- الإرهاب الدولي
- وتغير المناخ
- والغذاء
- وأمن الطاقة
- ومشكلات التنمية
- والأزمة المالية العالمية.
وأنشئت منتديات اقتصادية تهتم بتعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره، منها(مجموعة العشرين) التي أنشئت في عام 1999م، وتضم الدول الصناعية الكبرى مع الدول المتطورة مثل (الأرجنتين، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، بالإضافة للاتحاد الأوروبي)، - وهي منتدى يهدف إلى مناقشة الموضوعات الرئيسة
- التي تهم الاقتصاد العالمي.
- إصلاح المؤسسات المالية الدولية.
- تحسين النظام المالي.
- دعم النمو الاقتصادي العالمي.
- تطوير آليات فرص العمل.
- تفعيل مبادرات التجارة الحرة.