التربية الوطنية فصل ثاني

العاشر

icon

 المغالطاتُ المنطقيةُ

 

 

المغالطاتُ المنطقيةُ: هي الأشكالُ الشائعةُ لكلامِ الناسِ التي تبدو للوهلةِ الأولى كلامًا يتّفقُ معَ قواعدِ المنطقِ، إلّا أنَّها تحتوي على خطأٍ ما.

 

- أهمية دراسة المغالطات:

تُسهمُ دراسةُ المغالطاتِ المنطقيةِ في معرفةِ الصوابِ والخطأِ في الكلامِ الذي يقولُهُ الآخَرونُ، والتوصّلِ إلى نتائجَ صحيحةٍ منطقيةٍ، وتساعدُ على تجنّبِ الوقوعِ في هذهِ المغالطاتِ.

 

 

أنواعُ المغالطاتِ المنطقيةِ

تُقسَمُ المغالطاتُ المنطقيةُ إلى نوعينِ، هما: مغالطاتٌ شكليةٌ، ومغالطاتٌ غيرُ شكليةٍ.

أوّلًا: المغالطاتُ الشكليةُ

ويُقصَدُ بها المغالطاتُ التي ترتبطُ بأنواعِ الاستدلالاتِ التي درسْتُها سابقًا؛ سواءٌ أكانَ استنباطيًّا بنوعيهِ المباشرِ وغيرِ المباشرِ، أم كانَ استدلالًا استقرائيًّا بنوعيهِ ناقصٍ وتامٍّ ، إذ إنَّ أيَّ استدلالٍ يخالفُ أيَّ شرطٍ من الشروطِ التي يجبُ توفّرُها فيهِ، أو كانَتْ مقدّماتُهُ كاذبةً (أيْ لا تطابقُ الواقعَ بالتجربةِ) يُعَدُّ استدلالًا فاسدًا أو مغالطةً شكليةً.

والمغالطاتُ الشكليةُ عدّةُ أنواعٍ، منها:

  1. مغالطةُ لا إنتاجَ من جزئيتينِ: وهذا النوعُ محصورٌ بالاستدلالِ الاستنباطيِّ غيرِ المباشرِ، بحيثُ تكونُ المقدّمتانِ جزئيتينِ

 

  1. مغالطةُ لا إنتاجَ من سالبتينِ: وهذا النوعُ أيضًا محصورُ في الاستدلالِ الاستنباطيِّ غيرِ المباشرِ، بحيث تكونُ المقدمتانِ سالبتينِ.

مغالطةُ لا إنتاجَ من مقدّماتٍ كاذبةٍ: وهذا النوعُ يشملُ أنواعَ الاستدلالِ كافةً، بحيثُ تكونُ المقدّماتُ لا تُطابقُ أرضَ الواقعِ بالتجرِبةِ.

  1. مغالطةُ المقدّمةِ الكلّيّةِ في الاستدلالِ: وهذا النوعُ محصورٌ في الاستدلالِ الاستقرائيِّ بنوعيهِ: التامِّ، والناقصِ، بحيثُ توجدُ مقدّمةٌ كلّيةٌ بينَ مقدّماتِهِ

 

ثانيًا: المغالطاتُ غيرُ الشكليةِ

ويُقصَدُ بها الوقوعُ في خطأٍ منطقيٍّ لا يرتبطُ بأشكالِ الاستدلالاتِ السابقةِ وأنواعِها، ويأتي هذا النوعُ من المغالطاتِ على شكلِ مواقفَ تحدثُ أو يراها الشخصُ في يومِهِ ويظنُّ أنَّها صحيحةٌ، في حينِ أنَّها تحتوي على تناقضٍ ذاتيٍّ، أو أنَّها تحتاجُ إلى إثباتٍ، ويُعَدُّ هذا النوعُ من المغالطاتِ الأكثرَ شيوعًا بينَ الناسِ.

والمغالطاتُ غيرُ الشكليةِ عدّةٌ أنواعٍ، منها:

  1.  التعميمُ المتسرّعُ: هو أن يتوصّلَ شخصٌ إلى تعميمٍ على شيءٍ ما أو أشخاصٍ آخَرينَ بناءً على عددٍ من المشاهداتِ القليلةِ.
  2.  مغالطةُ الردِّ إلى الخبيرِ: هو أن يتوصّلَ الشخصُ إلى نتيجةٍ بناءً على رأيٍ صادرٍ من شخصٍ آخَرَ يفترضُ أنَّهُ مختصُّ ومن دونِ تقديمِ دليلٍ وإثباتٍ.
  3.  مغالطةُ لزومِ ما لا يلزمُ: هو أن يتوصّلَ شخصٌ إلى نتيجةٍ بناءً على ربطِ موضوعينِ ليسَ لهما علاقةٌ ثابتةٌ ببعضِهِما البعضِ.
  4.  مغالطةُ التجريحِ: وتكونُ عندَما يهاجمُ الشخصُ الآخَرينَ ويُظهِرُ عيوبَهُمُ الشخصيةَ بدلًا من أن يناقشَ الفكرةَ التي يقدّمونَها.