التربية المهنية فصل ثاني

الثامن

icon

الفكرةُ الرئيسةُ

■ الإبداعُ في المشاريع العمليةِ ليسَ مجرّدَ توليدِ أفكارِ جديدةِ، بلْ هوَ عمليةٌ تُترجِمُ هذِهِ الأفكارَ إلى حلولٍ فاعلةِ وتطبيقاتٍ عمليةٍ تُسهمُ في تطويرِ المُنتَجاتِ والخدماتِ وتحقيقِ الأهدافِ بطُرُقِ مُبتكَرةٍ.

 

أقرأ وأتعلّمُ

يمكنُ تحويلُ الأفكارِ الإبداعيةِ إلى مشاريعَ عمليةٍ قابلةٍ للتطبيقِ، وذلكَ عنْ طريقِ مجموعةٍ منَ المفاهيمِ الإبداعيةِ، أهمُّها:

1 إعادةُ الاستخدامِ (Reusability) هوَ أحدُ المبادئِ الأساسيةِ في تطبيقِ الإبداع.

وهو يعني استخدامَ الموادِّ أوِ الأفكارِ الموجودةِ سابقًا في تصميماتٍ جديدةٍ بطريقةٍ مُبتكَرةٍ بدلاً منَ التخلّصِ منها أوِ البدءِ منَ الصفرِ.

فمثلًا: بدلَ شراءِ موادَّ جدیدةٍ لبناءِ مشروع معيّنٍ، يمكنُ إعادةُ استخدامِ عبوّاتٍ، أوْ قطع غيارٍ، أوْ موادَّ مُستهلَكةٍ لإنشاءِ نموذج جدیدِ.

مثال: تصميمُ حاملِ أقلامِ باستخدامِ علبٍ قديمةٍ، مثلِ علبِ القهوةِ أوِ الصفيحِ، وتزيينُها بموادًَ متوافرةٍ مثلِ الأزرارِ القديمةِ أوِ الأشرطةِ الملوّنةِ.

 

2 تصميم الأنظمة (Systems Design)

يشيرُ هذا المفهومُ إلى عمليةِ تخطيطِ وبناءِ نظامِ متكاملٍ يتكوّنُ منْ أجزاءِ متعدّدةٍ تعملُ معًا لتحقيقِ هدفٍ معيّنٍ.

ويركّز هذا المفهومُ على التفكيرِ في كيفيةِ ترتيبِ الأجزاءِ المختلفةِ وتنظيمِها بشكلٍ يجعلُها تعملُ بكفاءةٍ وفاعليةِ بوصفها جزءًا منْ نظام أكبرَ.

يُشجّعُ هذا المفهومُ على التفكيرِ بصورةِ منهجيةٍ عندَ تصميمٍ مشاريعِهِمْ، بمعنى أنَّ كلَّ جزءٍ منَ المشروع يجبُ أنْ يكونَ لهُ دورٌ محدّدٌ ويعملُ بالتنسيقِ معَ الأجزاءِ الأُخرى لتحقيقِ الهدفِ النهائيِّ.

مثال

تصمّمَ نظامً لتنظيمِ المكتبِ، يُمكن التفكيرُ في كيفيةِ إنشاءِ نظامٍ يشملُ أماكنَ مُخصَّصةً لكلِّ نوعِ منَ الأدواتِ والموادِّ، مثلِ الأقلامِ والأوراقِ والدفاترِ وغيرها.

ويمكنُ تصميمُ هذا النظامِ بحيثُ يكَونُ كلُّ عنصرٍ في مكانِهِ المُخصَّصِ لسهولةِ الوصولِ والتنظيمِ، ولا سيّما العناصرُ الأكثرُ استخدامًا.

الهدفُ هنا هوَ تحقيقُ كفاءةٍ أكبرَ منْ خلالِ تنظيمِ جميعِ الأجزاءِ وتنسيقها بطريقةٍ تكملُ بعضَها البعضِ داخلَ النظامِ الشاملِ.

 

3 التطويرُ التدريجيُّ (Incremental Development):

هوَ أسلوبٌ يتمُّ فيهِ البدءُ بتصميمٍ أوْ نموذجٍ بسيطٍ، ثمَّ يُحسَّنُ ويُطوَّرُ تدريجيًّا عنْ طريقِ إضافةِ ميزاتٍ جديدةٍ أوْ تحسينِ الأداءِ بناءً على التجاربِ والتقييماتِ المستمرةِ.

يُتيحُ هذا الأسلوبُ إمكانيةَ التعديلِ والتطويرِ المستمرَّينِ للمشروعِ منْ دونِ الحاجةِ إلى إعادةِ تصميمٍ كاملٍ منَ الصفرِ، ما يجعلُهُ أكثرَ مرونةً وقابليةً للتحسينِ معَ مرورِ الوقتِ.

مثال: 

تصميم روبوتًا بسيطًا. في البدايةِ أَبني نموذجًا أوّليًّا للروبوتِ يمكنُهُ التحرّكُ في اتجاهاتٍ محدّدةٍ باستخدامِ محرّكاتٍ بسيطةٍ.

• بعدَ اختبارِ هذا النموذجِ، أضيفُ إليهِ ميزاتٍ جديدةً، مثلَ: مُستشعِراتٍ لتجنّبِ العوائقِ، أوْ برمجةِ الروبوتِ للقيامِ بمهامَّ محدّدةِ مثلِ التقاطِ الأشياءِ.

• في كلِّ مرحلةٍ منْ مراحلِ التطويرِ سأختبرُ الروبوتَ وأحلّلُ أداءَهُ، ومنْ ثمَّ أحسّنُ التصميمَ تدريجيًّا بإضافةِ مزيدٍ منَ الميزاتِ أوْ تحسينِ الكفاءةِ.

بهذِهِ الطريقةِ، سأتمكّنُ منْ رؤيةٍ كيفَ يتطوّرُ مشروعي منْ فكرةٍ بسيطةٍ إلى نظام أكثرَ تعقيدا وقابليةً للتطبیقِ، معَ تحسيناتٍ مستمرّةٍ على مَدارِ مراحلِ المشروعِ.

التطوير التدريجي


الإثراء والتوسع

أطبقُ معَ مجموعتي المفاهيمَ الّتي تعلّمْتُها على سيناريوهاتٍ جديدةٍ لتحسينِ مهاراتي في الابتکارِ والتصميمِ.

الهدفُ هوَ استخدامُ ما تعلّمْتُهُ لتحسينِ نماذجي وتطبيقِ الأفكارِ الإبداعيةِ في مواقفَ مختلفة.

تطبيقُ المفاهيمِ الجديدةِ:

إعادة الاستخدام

1 إعادة الاستخدام Reusability:

بعدَ أنْ صمّمْتُ نموذجي، أفكّرُ في كيفيةِ تحسينِهِ باستخدامِ موادًّ قديمةٍ أوْ متوفرةٍ.

 

تصميم الأنظمة

2 تصميم الأنظمة Systems Design:

أستخدمُ مفهومَ تصميمِ الأنظمةِ لإنشاءِ حلولٍ متكاملةٍ. أفترضُ آنّني صمّمْتُ نموذجًا لتنظيمِ مكتبي، أفكّر في كيفيةِ دمْجٍ هذا النموذجِ معَ عناصرَ أُخرى، مثلِ: وضعِ نظامٍ لتنظيمِ الأسلاكِ، أوْ تحسينِ التخزينِ باستخدامِ أرقُفِ إضافيةٍ. كيفَ يمكنُ إنشاءُ نظامٍ متكاملٍ يلبّي جميعَ احتياجاتي بطريقةٍ منسّقةٍ وفاعلةِ؟

 

التطوير التدريجي

3 التطويز التدريجيّ Incremental Development:

أبداُ بتحسينِ نموذجي تدريجيًّا بناءً على الملاحظةِ والتجربةِ. فمثلًا: إذا صمَّمْتُ نموذجًا لتنظيمِ الكتبِ، فإنّني أبداُ بنموذجِ أساسيٍّ، ثمَّ أضيفُ إليهِ تحسيناتٍ تدريجيةً، مثلَ: إضافةِ أقسامٍ، أوَّ تعديلِ أبعادٍ لزيادة کفاءتِه.