الفكرةُ الرئيسةُ
■ يُعَدُّ الإبداعُ أحدَ الركائزِ الأساسيةِ لتحقيقِ التميّزِ في حياتِنا الشخصيةِ والمهنيةِ. وبتعلَّم مهاراتِ التفكيرِ الإبداعيِّ يمكنُّ توليدُ أفكارِ جديدةٍ وغيرِ تقليديةِ تُسهمُ في تطويرِ حلولٍ مُبتكرةٍ للمشكلاتِ اليومية وتحسين جودة الحياة.
أقرأْ وأتعلّمُ
حينَ يواجهُ الفردُ مشكلةً أوْ يسعى لتحقيقِ هدفٍ ما، يفتحُ الإبداعُ أمامَهُ أبوابًا جديدةً منَ الحلولِ والفرصِ، ومنْ ثمَّ يساعدُهُ تطويرُ مهاراتِ التفكيرِ الإبداعيِّ على تجاوُزِ العقباتِ بطُرُقِ مُبتكَرةٍ، ويمنحُهُ القدرةَ على رؤيةِ الأشياءِ منْ زوايا مختلفةٍ.
أساليبُ وطُرُقٌ لتطويرِ التفكيرِ الإبداعيِّ:
هناكَ أساليبُ متعدّدةٌ وطُرُقٌ كثيرةٌ يستطيعُ الفردُ بها تطويرَ تفكيرِهِ الإبداعيِّ، وتوسيعَ آفاقِهِ والتعاملَ معَ التحدّياتِ التي تواجهُهُ في حياتِهِ اليوميةِ والدراسيةِ، منْ أهمِها:
التفكيرُ المُتشعَّبُ (Divergent Thinking): هذا النوعُ منَ التفكيرِ يشجّعُ على توليدِ الأفكارِ المتعدّدةِ لحلِّ مشكلةٍ ما. فمثلًا: إذا رغبْتُ في إعادةِ استخدام عُبوّةٍ بلاستيكيةٍ فيُمكنُني التفكيرُ في تحويلِها إلى مزهريةٍ للزهورِ، أوْ وعاءٍ لتخزينٍ أدواتِيَ المكتبيةِ. ويُمكنُ تحويلُ عُبوّةٍ فارغةٍ إلى لعبةِ للأطفالِ أوْ إلى حامل للهاتفِ المحمولِ. |
إعادةُ التصوُّر (Reimagination): تستندُ هذِهِ الطريقةُ على رؤيةِ الأشياءِ بطريقةٍ مختلفةٍ عنِ المعتادِ. فمثلًا: يمكنُ استخدامُ الأقلام (الّتي تُستخدَمُ عادةَ للكتابةِ) في بناءِ بُرْجٍ صغير أوِ ابتكارِ أشكالٍ فنّيةٍ، ويمكنُ التفكيرُ في كيفيةِ استخدامِ كتابٍ قديم أداةً لتزيينِ الغرفةِ أوْ صندوقًا سرّيًّا لحفظِ الأشياءِ الثمينةِ. |
المرونةُ الفكريةُ (Cognitive Flexibility): يتطلبُ الإبداعُ قدرةً على التكيّفِ وتغييرِ النهج حينَ لا يكونُ الحلَّ الأولُ فاعلًا. فمثلًا: إذا واجهَ الفردُ صعوبةَ في تنظيمِ وقتِهِ باستخدامِ جدولٍ زمنيٍّ تقليديٌّ، فيُمكنُ أنْ يُجرّبَ استخدامَ تطبيقاتٍ إلكترونيةٍ تساعدُهُ على تقسيمِ وقتِهِ بطريقةٍ أكثرَ فاعليةً، أوْ يستخدمَ بطاقاتِ ملاحظاتٍ لتوزيعِ المهامّ على مَدارِ اليوم. مثال آخر: إذا وجدَ الطالب صعوبةً في استيعابِ موضوع دراسيٍّ فيُمكنُهُ التعلّمُ عنْ طريقِ مشاهدةِ مقاطعَ مرئيةِ (فيديوهاتٍ) تعليميةِ، أوْ بإجراءِ تجاربَ عمليةٍِ بدلًا منَ القراءةِ فقطْ. |
الرَّبْطُ مَعَ الْعُلومِ يُمكنُ عندَ دراسةِ الطاقةِ المتجدّدةِ الربطُ بينَ الإبداعِ واستخدامِ مصادرِ الطاقةِ البديلةِ. فمثلًا: استخدمَ العلماءُ والمخترعونَ الإبداعَ لتطويرِ ألواح شمسيةِ لاستثمارِ ضوءِ الشمسِ في توليدِ الكهرباءِ، ما یُسهمُ في تقليل الاعتمادِ على الوقودِ الأحفوريِّ. |
الإثراء والتوسع يُعَدُّ الجانبُ النظريُّ في مجالِ تطويرِ مهاراتٍ التفكيرِ الإبداعيِّ أمرًا مهمًّا، ولكنْ حتّى تتحقّقَ الاستدامةُ فيها لا بدَّ للشخصِ أنْ يوسّعَ خبراتِهِ ويطبّقَ مهاراتِهِ الإبداعيةَ على مهامَّ جديدةٍ في حياتِهِ اليوميةِ؛ بصرفِ النظرِ عنْ حجمِ المشكلاتِ والتحدياتِ.
فيمكنُ تطبيقُ أسلوب التفكيرِ المُتشعَّبِ على أشياءَ بسيطةٍ منْ حولِنا مثلِ: • علبةِ كرتونٍ فارغةٍ، أوْ قطعةِ قُماشِ قديمةٍ. والتفكيرُ بتحويلها إلى أشياءَ مفیدة. ويساعدُ أسلوبُ إعادةِ التصوّرِ في تحسينِ الأشياءِ اليوميةِ أوْ تحويلها لتصبحَ أكثرَ فائدةً وتفاعلًا. مثل: • تحويلِ المقعدِ الدراسيِّ التقليديِّ إلى مقعدٍ يمكنُ طيُّهُ وتحويلُهُ إلى طاولةٍ صغيرةٍ. • أوِ استخدامِ سطحِ الطاولةِ لوحةً للرسمِ أوْ لعرضِ المعلوماتِ الدراسيةِ.
أمّا أسلوبُ المرونةِ الفكريةِ فيُمكنُ بِهِ تسهيلُ حفظِ المعلوماتِ منَ الكتبِ؛ بالتسجيلِ الصوتيِّ الذاتيِّ ثمَّ الاستماعِ إليهِ لاحقًا، أوْ عنْ طريقِ تحويلٍ النصوص إلى رسوم بيانية أوْ خرائطَ ذهنيةٍ لتسهيل الفَهْم. |