خلق الله تعالى الإنسان وكرمه وفضله على كثير من خلقه، وسخر له ما في الكون لتحقيق مهمته التي أرادها الله له وهي عمارة الأرض، وتحقيق الاستخلاف، وأنزل إليه تشريعات تقر حقوقه، وتحفظ له دينه وحياته وكرامته، وتصون عرضه ونسله وماله، تأكيدًا لمكانة الإنسان وكرامته عند الله تعالى.
وقد سبق الإسلام بهذه التشريعات كلّ القوانين والوثائق الحقوقية الدولية والتشريعات القانونية، وجعل لها ارتباطًا بشرع الله تعالى، وتخضع لقانون الثواب والعقاب الدنيوي والأخروي؛ ما يجعلها أدعى لأن يُلتزم بها.
تكريم الإنسان وتفضيله
1- تمييز خلقه
ميز الله تعالى الإنسان على سائر مخلوقاته:
1- جعل الإنسان معتدل القامة سوي الخلقة.
2- منحه العقل.
3- منحه حرية الإرادة والاختيار والقدرة على التعبير والإقناع.
4- أمر الملائكة بالسجود له تقديرًا له وتكريمًا.
2- تسخير الكون له
- الإنسان خليفة الله تعالى في الأرض، كلّفه الله تعالى بعمارتها، وأباح له الانتفاع المشروع بما فيها، ولتحقيق ذلك فقد هيأ الله تعالى للإنسان الكون كله؛ أرضًا وسماءً ونباتًا وحيوانًا وبحارًا وأنهارًا وهواءً، بما يكفل قدرته على الانتفاع به.
3- تكريم الإنسان بحمل الرسالات
- إن تكليف الله تعالى للإنسان بعبادته واختصاصه بحمل رسالته والعمل بها ميزة كرم الله تعالى بها الإنسان على كثير من الخلق.
احترام الإسلام للإنسانية
- شرع الإسلام للإنسان جملة من التشريعات والأحكام والتصورات التي تصون كرامته، وتحقق إنسانيته، وتمكنه من القيام بواجب الاستخلاف الذي كلّفه الله تعالى به.
- ومن ذلك حفظ الضروريات الخمس وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال. التي حفظها.
- وعدّ التعدي عليها جناية وجريمة تستوجب العقاب.
- وبحفظ هذه الضرورات تتحقق كرامة الإنسان، ويسعد الفرد والمجتمع، ويسود الأمن والاستقرار.
- لم يفرق الإسلام في احترام إنسانية الإنسان بين مسلم وغيره.
القيم الكبرى
شرع الإسلام مجموعة من القيم الكبرى التي يحتكم إليها الناس جميعهم، وتؤكد مكانة الإنسان وتفضيل الله تعالى له، وجعله الأساس الذي سُخر الكون من أجله، ومن هذه القيم:
1- الكرامة الإنسانية
- كرّم الله تعالى النفس الإنسانية، وفضّلها على بقية المخلوقات ومن هذا التكريم:
1- الوحي الإلهي.
2- استخلافه في الأرض.
3- خلقه في أحسن تقويم.
4- إرسال الرسل والأنبياء.
5-أمرُ الله تعالى له بأن يتفكر ويستخدم عقله.
6-كفالة حرية التعبير عن رأيه.
- يتسم المفهوم الإسلامي للكرامة الإنسانية بالعموم والشمول.
- التكريم هنا مطلق للبشر جميعهم، وليس للمسلم فقط.
2- الحرية المسؤولة للفرد
- ينظر الإسلام إلى حرية الفرد على أنها كرامة إنسانية، وحق من الحقوق، وواجب من الواجبات.
- بل إنه جعلها فريضة شرعية.
- ربط الإسلام قيمة الحرية بالإنسان مطلق الإنسان، وليس بالمسلم وحده. ولا أدل على ذلك من تقرير الإسلام لحرية الاعتقاد، فهذا قمة تقديس حرية الإنسان.
- قيمة الحرية في الإسلام ليست مجرد نظريات، وإنما واقع عملي.
- حارب الإسلام العبودية، وشرع من الأحكام ما خلّص المجتمع منها، فقد جعل تحرير العبيد كفارة من الكفارات لبعض المخالفات، وبابًا من أبواب الخير له أجر عظيم.
3- العدل
- تعدّ دعوة الإسلام إلى إقامة العدل، مطلق العدل، مع البشر جميعهم، من أعظم الكرامات الإنسانية.