الفكرةُ الرئيسيةُ
الأطفالُ نعمةٌ كبيرةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنا، قالَ تعالى: { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46]. وقد اعتنى الإسلامُ بالطّفلِ عنايةً كبيرةً، وحرصَ على صحةِ جسمِهِ وسلامةِ عقلِهِ، وتربيتِهِ تربيةً سليمةً، وللطِّفلِ حاجاتٌ ضروريةٌ وحقوقٌ أساسيّةٌ حثَّ الإسامُ على تلبيتِها بما يضمنُ رعايتَهُ وحمايتَهُ.
المقصودَ بحقوقِ الطّفلِ.
- حقوق الطفل: هي الحاجات الضرورية للطفل التي يجب تلبيتها له كالحق في الرعاية والتعليم والتنشئة وغيرها. وقد أقرَّ الإسلام للطفل حقوقًا كثيرةً، منها:
أولا: حقُّهُ في أُسرةٍ سليمةٍ
وذلكَ بأَنْ يُحسنَ كلٌّ مِنَ الزّوجِ والزّوجةِ اختيارَ الآخَرِ بما يحقّقُ التكافلَ والتفاهمَ بَيْنَهما، فينعكسُ ذلكَ إيجابيًّا على الأطفالِ.
ثانيًا: حقُّ تأمينِ حاجاتِهِ الأساسيّةِ
جعلَ الإسلامُ رعايةَ الوالدَينِ طفلَهُما بتأمينِ حاجاتِهِ مِنْ (مأكلٍ، ومشربٍ، ومَلبسٍ، وعلاجٍ، واهتمامٍ بنظافتِهِ) عبادةً يثابانِ عَلَيْها يومَ القيامةِ. فَعَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «إذا أنْفقَ الرَّجُلُ على أهلِهِ نفقةً يحتسِبُها فَهِيَ لَهُ صدقَةٌ ». [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ] ، (يحتسِبُها: يرجو ثوابَا مِنَ اللهِ(.
ثالثًا: حقُّ التنشئة
التنشئةُ: هِيَ الوسيلةُ الّتي يتّبعُها الوالدانِ في تربيةِ أبنائِهِمْ على القِيَمِ الفاضلةِ.، وقد كفلَ الإسلامُ للطفلِ حقَّ التنشئةِ السليمةِ، والتعليمِ، والتربيةِ على طاعةِ اللهِ تعالى والتزامِ الأخلاقِ الحميدةِ؛ كالصِّدقِ والأمانةِ واحترامِ الآخَرينَ وحُبِّ الوطنِ والحرصِ على أداءِ العباداتِ، فإذا أحسنَ الوالدانِ في أداءِ هذا الحقِّ فَلَهُما الأجرُ الكبيرُ يومَ القيامةِ؛ فقدْ قالَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يكونُ لأحدِكُمْ ثلاثُ بناتٍ فَيُحسنُ إليهنَّ إلّا دخلَ الجنَّةَ ». [رواهُ الترمذي[.
رابعًا: حقُّ التَّعليمِ
يعدُّ التَّعليمُ مِنْ أهمِّ حقوقِ الطّفلِ؛ لذا يجبُ إلحاقُهُ بالمدرسةِ، ومتابعةُ تحصيلِهِ، وتوفيرُ مستلزماتِ التعلّيمِ لَهُ.
خامسًا: حقُّ التعبيرِ عَنِ الرأيِ
مِنْ حقِّ الطّفلِ أَنْ يُعَوَّدَ على إبداءِ رأيِهِ بأدبٍ، ولَهُ أيضًا حقُّ الإجابةِ عَنْ أسئلتِهِ وإشراكِهِ في حوارِ الأسرةِ والاستماعِ لَهُ؛ فَعَنْ سهلٍ بْنِ سعدٍ قالَ: أتيَ بشرابٍ، فشربَ مِنْهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ يمينِهِ غلامٌ، وَعَنْ يسارِهِ أشياخٌ، فقالَ للغلامِ: «أتأذنُ لي أَنْ أُعطيَ هؤلاءِ؟ ، فقالَ الغلامُ: لا، واللهِ لا أوثِرُ بنصيبي مِنْكَ أحدًا، قالَ: فتلَّهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ». [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ]. تلَّهُ: أيْ وضعَهُ في يدِهِ
سادسًا: حقُّ اللّعبِ
يحتاجُ الطّفلُ إلى اللعبِ والترويحِ عَنِ النَّفسِ، وعلى الوالدَينِ أَنْ يُفسِحا لَهُ المجالَ في اللعبِ لتقويةِ جسمِهِ، وتنميةِ عقلِهِ، وصقلِ موهبتِهِ وإكسابِهِ مهاراتٍ توافقُ نماءَهُ، وقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يلاعبُ أحفادَهُ، فكانَ الحَسنُ والحسينُ يصعدانِ على ظهرِهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ساجدٌ، فإذا منعوهُا أشارَ إليهِمْ أَنْ دعوهُما، وبعدَ الصّلاةِ كانَ صلى الله عليه وسلم يضعُهُما في حِجرِهِ. وكانَ صلى الله عليه وسلم يصلّي وَهُوَ حاملٌ حفيدتَهُ أُمامةَ ابنةَ زينبٍ بنتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فإذا سجدَ وضعَها، وإذا قامَ حملَها.
سابعًا: حقُّهُ في البيئةِ الآمنةِ
مِنْ حقِّ الطّفلِ أَنْ يعيشَ في بيئةٍ آمنةٍ يأمنُ فيها على نفسِهِ مِنَ الإيذاءِ والخوفِ، فَها هُوَ الصحابيُّ أنسٌ بْنُ مالكٍ تأخّرَ عَنْ تنفيذِ أمرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يضربْهُ أَوْ يعنِّفْهُ، بَلْ تبسَّمَ في وجهِهِ .
أستزيدُ
وقَّعتِ المملكةُ الأردنيةُ الهاشميةُ اتفاقيةَ حقوقِ الطّفلِ الدوليةَ، إِذْ تتّفقُ معظمُ بنودِ هذِهِ الاتفاقيةِ مَعَ مبادئِ الشريعةِ الإسلاميةِ وأحكامِها.