التربية المهنية فصل أول

الثامن

icon

الفكرةُ الرئيسةُ

تُعَدُّ التحدياتُ والمشكلاتُ جزءًا لا يتجزّأُ منْ طبيعةِ الحياةِ المعاصرةِ، ويُسهمُ تعلَّمُ مهاراتِ الإبداعِ في تحسينِ جودةِ الحياةِ والخدماتِ؛ لأنَّها تساعدُنا على إيجادِ حلولٍ مُبتكَرةٍ فاعلةٍ وغيرِ مسبوقةِ.

 

■ أتهيّأ

استثمرَتْ أمانةُ عّمّانَ بالشراكةِ معَ فريقِ هندسيٍّ أردنيِّ النفاياتِ الصُّلبةَ في مكبِّ نفاياتِ الغباويِّ الذي يقعُ على بُعدِ (40) كيلومترًا منَ العاصمةِ عمّانَ، ويستقبلُ يوميًّا أكثرَ منْ 4200 طنٍّ منَ النفاياتِ، بإنتاج الطاقةِ الكهربائيةِ منها، ما يُسهمُ في معالجةِ الغازاتِ الُمُتولِّدةِ منْ تخمُّرِ النفاياتِ بطريقةٍ بيئيةٍ، ومن ثمَّ تقليلٍ كميةِ انبعاثِ الغازاتِ الدفيئةِ (غازِ الميثانِ).

■ أستكشفُ

نتعاملُ يوميًّا معَ عشراتِ الأشياءِ الّتي استخدمَتِ استراتيجياتِ إيداع وابتكارٍ مُتنوِّعةً. أتأملُ الأمثلةَ الآتيةَ، وأستنتجُ معَ زملائي / زميلاتي اسمَ الاستراتيجيةِ المُستخدَمةِ في كلِّ منها:

1) تُعَدُّ السمومُ الّتي تُفرِزُها الأفاعي ضارّةً بطبيعتِها، وقدْ تؤدّي إلى وفاةِ الإنسانِ، إلّا أنَّهُ يمكنُ الاستفادةُ منها في إنتاجِ العقاقيرِ الطبيةِ الّتي تُستخدَمُ في إكساب الأطفالِ أو البالغينَ المناعةَ ضدَّ مخاطر لَدْغِ الأفاعي والحشراتِ السامّةِ.

تحويل الضار إلى نافع.

2) بدلًا منْ ذهابِ الناسِ إلى الأسواقِ للحصولِ على احتياجاتِهِمْ، أصبحَ بإمكانِ المُستهلِكينَ والمُستهلِكاتِ الاطلاعُ عبرَ شبكاتِ الإنترنتْ على السلعِ المُتوفِّرةِ وأسعارِها، ومنْ ثمَّ الحصولُ عليها وهمْ في بيوتِهِمْ منْ دونِ الحاجةِ إلى زيارةٍ هذِهِ الأسواقِ والتجوُّلِ فيها.

القلب أو العكس.

3) تصميمُ أجهزةِ الحاسوبِ بحيثُ تكونُ مقسومةً إلى عدّةِ أجزاءٍ يمكنُ فكُّها وتركيبُها بسهولةٍ، واستخدامُها عندَ الحاجةِ إلیها.

التقسيم.

• ما هو التفكيرُ الإبداعيُّ:

هو القدرةُ على توليدِ الأفكارِ واستخدام الإمكاناتِ وتوظيفِ الخيالِ لتكوينِ أفكارِ أوْ أشياءَ جديدةٍ غيرِ مألوفةِ سابقًا.


هنري التشلر : مهندس روسيٌّ حاصلٌ على درجةِ الماجستير في الهندسةِ الميكانيكية، استنتجَ أنَّ الإبداعَ والابتكارَ عمليةٌ مُنظَّمةٌ غيرُ عشوائيةٍِ؛ أيْ أنَّها خاضعةٌ لقوانينَ مُحدَّدةٍ، ومن ثمَّ يمكنُ استخدامُ هذِهِ القوانينِ والتدريبُ عليها:

  • لتنميةِ التفكيرِ الإبداعيِّ وحلٍّ المشكلاتِ
  • وإنتاجِ أعمالِ إبداعيةِ مميزة.

ابداع وابتكار

توصَّى ((التشلر)) إلى أنَّ جميعَ المخترعينَ والمخترعاتِ كانوا يعملونَ في ظلِّ أربعيَن مبدأً إبداعيًّا، وقدْ جمعَها تحتَ نظريةِ أُطلِقَ عليها اسمُ (تريزوتعني في اللغةِ العربيةِ نظريةَ الحلِّ الابتكاريِّ للمشكلاتِ.

ومنْ هذِهِ المبادئِ الإبداعيةِ:

1 مبدأَ القلب أوِ العكسِ:

وهو مبدأ يتضمّنُ استخدامَ إجراءاتِ مُعاكِسةٍ لتلكَ الُمُستخدَمةِ عادةً في حلِّ المشكلةِ، فإنْ كانَتِ الأشياءُ أوِ الأجزاءُ ثابتةً نجعلُها مُتحرِّكةً، وإنْ كانَتْ مُتحرِّكةَ تصبحُ ثابتةً، أيْ أنَنا نواجهُ الموقفَ المُشكِلَ عنْ طريقِ قلبِ العملياتِ أوِ الإجراءاتِ الُمُستخدَمةِ رأسًا على عقبٍِ.

مثال: جهاز التريدميل (Treadmill)

وهوَ ابتكارٌ يتيحُ للأشخاصِ ممارسةَ التمارينِ الرياضيةِ مثلِ الجريٍ أوِ المشي في مكانٍ داخلي بصورةٍ آمنةٍ ومريحةٍ.

آلية عمل جهاز التريدميل:

يعملُ جهازُ التريدميلِ عنْ طريقِ حركةِ حزامِ سير يتحرّكُ تَحتَ قدمَي المُستخدِمِ بينَما يبقى المُستخدِمُ في مكانِهِ.

الفائدة من استخدام جهاز التريدميل:

يسمحُ للمُستخدِمينَ بتجربةِ الحركةِ والتمارينِ الرياضيةِ منْ دونِ الحاجةِ إلى الخروجِ في الطقسِ الخارجيِّ أوِ التعرُّضِ للمخاطرِ المحتمَلةِ على الطرقِ العامّةِ.

 

2 تحويلُ الضارِّ إلى نافعٍ:

وهو مبدأ يتضمّنُ استخدامَ العناصرِ أوِ الآثارِ الضارّةِ في البيئةِ للحصولِ على آثارٍ إيجابيةِ، والتخلُّصَ منَ العناصرِ الضارّةِ عنْ طريقِ إضافتِها إلى عناصرَ ضارّةٍ أُخرى، وفي بعضِ الأحيانِ يمكنُ زيادةُ الضررِ أوِ الآثارِ الناجمةِ عنهُ إلى أنْ تصبحَ مفيدةً.

مثال: الفياضانات

تُعَدُّ الأمطارُ الغزيرةُ وما يمكنُ أنْ تسبّبَهُ منْ فيضاناتٍ عواملَ لكوارثَ طبيعيةٍ تنجمُ عنها خسائرُ فادحةٌ في الأرواحِ والُمُمتلَكات.

 

إلّا أنَّهُ يُستفادُ منَ الفيضاناتِ في :

• زيادةِ المخزونِ المائيِّ في باطنِ الأرضِ.

• رفع منسوب المياهِ في السدودِ

• مساعدةِ الدولةِ على اكتشافِ جوانبِ القصورِ في أنظمتِها المُعَدَّةِ لمواجهةِ الكوارثِ؛ لتطويرِ أدائِها وتحسینِه.

 

3 مبدأُ التقسيمِ/ التجزئةِ:

وهو مبدأ يمكنُ استخدامه في حلِّ المشكلاتِ عنْ طريقِ تقسيمِ النظامِ إلى عدّةِ أجزاءٍ يكونُ كلِّ منها مستقلا عنِ الآخَرِ، أوْ بتصميمِهِ ليكونَ قابلًا للتقسيمِ ويمكنُ فكُّهُ وتركيبُهُ.

أمّا إنْ كانَ النظامُ مُقسَّمًا مسبقًا فيمكنُ زيادةُ درجةِ تقسيمِهِ أوْ تجزئتِهِ إلى أَنْ يصبحَ حلُّ المشكلةِ أمرًا تُمكنًا.

مثال: مساطرِ القياس ، أنابيب نقل المياه أو النفط.

يمكن صناعةُ مساطرِ القياسِ بأطوالِ مختلفةٍ عنْ طريقِ تصميمِها بشكلٍ يجعلُ منَ السهلِ طيَّها والاحتفاظَ بها في حيّزٍ ضيِّقِ نسبيًّا،

ويمكنُ صناعةُ أنابيبِ نقلِ المياهِ أوِ النفطِ بحيثُ تتكوّنُ منْ قطع صغيرةٍِ نسبيًّا يمكنُ فكُها وتركيبُها ونقلُها بسهولةٍ كبيرةٍ منْ مكانٍ إلى آخَرَ.

 

أجمعُ أسماءَ ابتكاراتٍ منْ واقعٍ حياتي، وأفكّرُ ما الاستراتيجيةُ الّتي استُخدِمَتْ في كلِّ منها ممّا يأتي:

مبدأُ التقسيمِ/ التجزئةِ تحويلُ الضارِّ إلى نافعٍ مبدأُ لقلبِ أو العکسِ
حل مشكلة عدم إدارة الوقت بتنقسيمه.
تصميم ساعة مقسمة لأجزاء.
إعادة تدوير البلاستيك.
تحويل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي.

البسيكليت الرياضي
مشاهدة فيلم بدلا من الذهاب للسيتما.

 

تواجهُ الإنسانَ مشكلاتٌ مجتمعيةٌ كثيرةٌ في واقعٍ حياتِهِ، منها:

• التلوُّثُ: تحويل الضار إلى نافع بإعادة تدوير المخلفات.

• هدرُ المياهِ: القلب / تجميع مياه الأمطار في سدود / تحويل الضار إلى نافع.

• السمنةُ والأكلُ غيرُ المُتوازنِ: القلب باعتماد أسلوب حياة صحي، واستخدام (التريدميل) جهاز للمشي.

• المواصلاتُ والازدحامُ المروريُّ: اعتماد شبكات مواصلات جديدة أو تقسيم الطرق الرئيسة إلى فرعية أو عمل انفاق أو جسور.