الفكرة الرئيسية: حثَّ الإسلامُ على مراعاةِ كلِّ ذي حاجةٍ، والعملِ على مساعدتِهِ لتجاوزِها، وتجاوزِ آثارِها،ومِنْ هؤلاءِ الأشخاصِ الذينَ أولاهُمُ الإسلامُ اهتمامًا كبيرًا: الأشخاصُ ذَوو الإعاقةِ. الذيم أوْلاهم الإسلامُ اهتمامًا واحترامًا كبيرَينِ، ودعا إلى مساواتِهِمْ مَعَ غيرِهِمْ في الحقوقِ والواجباتِ، ودمجِهِمْ في المجتمعِ؛ ليكونوا أفرادًا فاعلينَ في مجتمعاتِهِمْ. |
أولاً: مفهومُ الأشخاصِ ذَوي الإعاقةِ
الأشخاصُ ذَوو الإعاقةِ: هُمْ مَنْ لديهِمْ عارضٌ أصابَ إحدى حواسِّهِمْ أَوْ أجسادَهُمْ أَوْ صحّتهمُ النفسية أَوِ العقلية.
ثانيًا: احترامُ الإسلامِ الأشخاصَ ذَوي الإعاقةِ واهتمامُهُ بِهِمْ
أوْلى الإسلامُ الأشخاصَ ذَوي الإعاقةِ اهتمامًا واحترامًا كبيرَينِ، ويمكنُ بيانُ ذلكَ في ما يأتي:
- شرعَ لَهُمْ مِنَ الأحكامِ الشرعيةِ ما يُناسبُهُمْ، فالمُقعَدُ يُصلِّي جالسًا، فَقَدْ قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأحدِ - الصحابةِ حينَ أصابَهُ مرضٌ: «صَلِّ قائِماً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلى جَنْبٍ».
- ساوى الإسلامُ بَيْنَ الأشخاصِ ذَوي الإعاقةِ والآخَرينَ في حقوقِهِمْ وواجباتِهِمْ، وَحَضَّ على توفيرِ كلِّ ما يزيلُ مِنْ أمامِهِمُ العوائقَ الَّتي تمنعُهُمْ مِنْ ممارسةِ حياتِهِمْ مثلَ غيرِهِمْ، فَقَدْ كانَ عددٌ مِنَ الصحابةِ مِنَ الأشخاصِ ذَوي الإعاقةِ، وتولَّوا مهامَّ ومناصبَ رفيعةً في عهدِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ ذلكَ: تكليفُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عبدَ اللهِ بْنَ أمِّ مكتومٍ رضي الله عنه (وكان كفيفًا) بإمارةِ المدينةِ المنورةِ حينَما كانَ يخرجُ مِنْها للجهادِ، وشاركَ الصحابيُّ عمرٌو بْنُ الجموحِ رضي الله عنه في معركةِ أحدٍ بالرغمِ مِنْ إعاقتِهِ الحركيةِ.
- حثَّ الإسلامُ على التواصلِ مَعَهُمْ ومخاطبتِهِمْ بألفاظٍ لائقةٍ، فَقَدْ كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخاطبُ ابنَ أمِّ مكتومٍ رضي الله عنه قائلاً لَهُ كلَّما رآهُ: مرحبًا بِمَنْ عاتبَني فيهِ ربّي.
- حرَّمَ الإسلامُ الاستهزاءَ بِهِمْ والسخريةَ مِنهم، قالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
ثالثًا: حقوقُ الأشخاصِ ذَوي الإعاقةِ في الإسلامِ
للأشخاصِ ذَوي الإعاقةِ حقوقٌ كثيرةٌ، هِيَ نفسُها الحقوقُ المقررةُ لغيرِهِمْ، مِنْها:
- حقُّهُمْ في التعليمِ، والصحةِ، والعملِ، والتنقلِ، والسياحةِ، والرياضةِ.
- تقديمُ التجهيزاتِ التي تساعدُهُمْ على ممارسةِ حقوقِهِمْ وحياتِهِمْ مِنْ دونِ عقباتٍ، مثلَ: لغةِ الإشارةِ، ووضعِ منحدراتٍ على مداخلِ البناياتِ والبيوتِ ليستخدمَها الأشخاصُ ذَوو الإعاقةِ الحركيةِ مِنْ مستخدِمي الكراسي المتحركةِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَاللهُ في عَونِ العَبْدِ ما كانَ العَبدُ في عَونِ أَخيهِ".
- دمجُهُمْ في الحياةِ العامةِ، وتوفيرُ الوظائفِ المناسبةِ لَهُمْ.
- تقديمُ الدعمِ النفسيِّ لَهُمْ، فَقَدْ ولَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مكتومٍ إمارةَ المدينةِ المنورةِ عِدَّةَ مراتٍ في أثناءِ غيابِهِ عنها.
- توفيرُ الخدماتِ الصحيةِ الّتي تكشفُ عَنِ الإعاقةِ في سِنٍّ مبكّرةٍ وتمنعُ مِنْ تفاقُمِها.
أستزبدٌ
- أنشأَتِ المملكةُ الأردنيةُ الهاشميةُ (المجلسَ الأعلى لحقوقِ الأشخاصِ ذَوي الإعاقةِ) الذي يدافعُ عَنْ حقوقِهِمْ ويساعدُ على دمجِهِمْ في المجتمعِ.
- قَدْ وفّرَتِ المملكةُ ظروفًا مناسبةً تمكّنُهُمْ مِنَ الحصولِ على التعليمِ والعملِ والرعايةِ الصحيةِ والأسريةِ.
- وساهمَتْ في إنشاءِ مراكزَ ومؤسساتٍ تقدمُ لَهُمُ الخدماتِ المتخصصةَ.
- وأنشأَتْ مدارسَ حكوميةً للطلبةِ الصمِّ والمكفوفينَ.
- وعملَتْ على تأمينِ وظائفَ مناسبةٍ لَهُمْ.
- وعملَتْ على توفيرِ دورِ رعايةٍ ومأوًى للمحتاجينَ مِنْهُمْ.
أتعلّمُ
- الصُمُّ: الأشخاصُ الّذين لا يسمعونَ.
- البُكمُ: الأشخاصُ الّذين لا يتكلمونَ.
- المكفوفونَ: الأشخاصُ الّذين لا يُبصرونَ.