خضع الأردنّ لسيطرة اليونان بعد انتصار الإسكندر المقدوني على الفرس في عام (333 ق. م)؛ إذ سيطرت قوّاته على بلاد الشام ومصر. وبعد وفاته في عام (323 ق. م) قُسّمت الإمبراطورية بين كبار قادة جيشه بعد سلسلة طويلة من النزاعات، فأصبحت أجزاء من آسيا الصغرى من نصيب القائد (أنتيغونوس)، ومصر وجزء من بلاد الشام من نصيب (بطلميوس) وسُمّيت دولة البطالمة، أمّا بقية بلاد الشام والعراق وفارس فكانت من نصيب (سلوقس) وسُمّيت الدولة السلوقية، التي اتّخذت من انطاكية عاصمة لها. واستمرت الحروب بين البطالمة والسلوقيّين طمعًا في التوسّع والسيطرة على المنطقة.
مظاهر الحضارة اليونانية في الأردنّ
تأثّر الأردنّ كغيره من أقطار بلاد الشام بالحضارة اليونانية، ومن المظاهر الحضارية اليونانية في الأردنّ:
أوّلًا: العمارة
شيّد اليونانيّون العديد من المدن على الطراز اليوناني، ومن هذه المدن في الأردنّ: بيلا (طبقة فحل)، وجدارا (أم قيس)، وجراسا (جرش)، وحُسبان. وبسبب الحروب والكوارث الطبيعية لم يبقَ من آثار هذه الفترة إلّا القليل، باستثناء قصر عراق الأمير (قصر العبد)
من العناصر المعمارية التي ظهرت في هذه الفترة في العديد من المواقع الأردنية، العقود والأقواس والقناطر والتاج الكورنثي (نسبة إلى مدينة كورنث اليونانية)؛ الذي يُبنى رأس العمود فيه على شكل زخارف نباتية.
ثانيًا: اللغة
أصبحت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية في بلاد الشام، بينما بقيت اللغة الآرامية لغة التخاطب بين الناس.
ثالثًا: الديانة
عبد اليونان عددًا من الآلهة، مثل: زيوس (إله السماء والرعد) كبير الآلهة عند اليونان، وآرتيمس (إله الصيد)، وأفروديت (إلهة الحب والجمال).
في عام (2016م)، اكتُشف أول تمثال شبه كامل لإلهة الحب والجمال اليونانية (أفروديت) في مدينة جرش.
رابعًا: النقود
استُعملت النقود اليونانية على الصعيد الرسمي، وتأثّرت النقود النبطية بالنقود اليونانية من حيث الشكل؛ إذ تُشير المصادر إلى تأثّر النقود التي سكّها الملك الحارث الثالث بالنقود السلوقية.