الفلسفةُ: كلمةُ يونانيةُ الأصلِ، تتكوّنُ منْ مقطعَينِ: (Philo) ويعني "حُبُّ"، وَ(Sophia) ويعني "الحكمةُ"، فإذا جُمِع المقطعانِ معَ بعضِهِما صارَ المعنى: "حُبُّ الحكمةِ". والفيلسوفُ هوَ مُحِبُّ الحكمةِ، وهوَ الشخصُ الّذي يطلبُ المعرفةَ ويسعى إلى الحقيقةِ.
علمُ المنطقِ: هوَ علمُ الاستدلالِ الصحيحِ المُؤَدّي إلى الوصولِ إلى نتائجَ وحقائقَ عنِ الخالقِ والكونِ والإنسانِ. |
التفكيرُ الفلسفيُّ
السعيُ إلى المعرفةِ أمرٌ طبيعيٌّ في الإنسانِ الّذي يطلبُ دومًا إجاباتٍ عنْ أسئلةٍ ويثيرُ أسئلةً جديدةً. والفلسفةُ طريقُ العقلِ في التفكيرِ، وهيَ النشاطُ الّذي يسعى الإنسانُ فيهِ إلى فهمِ طبيعةِ النفسِ والكونِ، وبهذا تكونُ الفلسفةُ بحثًا مُنظَّمًا عنِ المعرفةِ، يقومُ بهِ الإنسانُ عنْ طريقِ التفكيرِ المنطقيِّ.
سماتُ التفكيرِ الفلسفيِّ
- الدهشةُ: هيَ ما يُثيرُ الأسئلةَ في عقلِ الإنسانِ حولَ الذاتِ والمصيرِ والحرّيةِ والأشياءِ، وتدفعُ إلى التأمُّلِ والتفكيرِ وطرحِ الأسئلةِ.
- التأمُّلُ: أَيِ الاستغراقُ والتعمُّقُ في التفكيرِ في موضوعٍ مُحدَّدٍ أوْ مشكلةٍ ما أوْ قضيةٍ مُعيَّنةٍ؛ لفهمِ طبيعتِها وتحليلِها.
- الشموليةُ: تعني أنَّ الفلسفةَ تبحثُ في الحقولِ المعرفيةِ والأشياءِ كافّةً، وفي مبادئِ الأشياءِ وأُصولِها.
- الاتساقُ: يُقصَدُ بِهِ التماسكُ والانسجامُ في الأفكارِ والمواقفِ، وعدمُ وجودِ تناقضٍ بينَ الأفكارِ الّتي تُقدَّمُ، وأنَّ خطواتِ التفكيرِ مُنسجِمةٌ لا تتعارضُ في ما بينَها، فالفلسفةُ تفكيرٌ مُنَظَّمٌ يخلو منَ الأفكارِ المُتناقِضةِ.
- المنهجيةُ: يتّسمُ التفكيرُ الفلسفيُّ بالالتزامِ الصارمِ بمنهجّيةٍ واضحةٍ تتضمّنُ توظيفَ العقلِ والحواسِّ، والاعتمادِ على الاستدلالِ والبرهانِ والاستنتاجِ والاستقراءِ.
مهاراتُ التفكيرِ الفلسفيِّ، منها:
- الشّكُّ: عدمُ قبولِ ما نعتقدُهُ منْ آراءٍ وأفكارٍ وما نَعُدُّهُ أمرًا مُسلَّمًا بِهِ، أوْ هوَ التردُّدُ بينَ نقيضَينِ لا يجزمُ العقلُ في ترجيحِ أحدِهِما على الآخرِ؛ لوجودِ خصائصَ أوْ سِماتٍ مُتعادلةٍ في الحكمَينِ. ويُقسَمُ الشّكُّ إلى نوعَينِ، هما: الشّكُّ المُطلَقُ، والشّكُّ المنهجيُّ.
- النقدُ: هوَ تحليلُ الأفكارِ بالمنطقِ والحُجَجِ العقليةِ قبلَ قبولِها أوْ رفضِها، وهوَ تصنيفٌ للأفكارِ إنْ كانَتْ صحيحةً أمْ غيرَ صحيحةٍ.
- التحليلُ: يقومُ على أساسِ تقسيمِ الكُلِّ إلى الأجزاءِ المُكوِّنةِ لَهُ؛ لشرحِهِ وفهمِهِ. وتتمثّلُ المهمّةُ الأولى للفلسفةِ بتحليلِ ظواهرِ الواقعِ الّذي يعيشُ فيهِ الإنسانُ، بتفكيكِ كلِّ ظاهرةٍ إلى عناصرِها البسيطةِ الّتي تتكوّنُ منها؛ ليَسهُلَ فهمُها.
- التركيبُ: يقومُ على جمعِ العناصرِ المُكوِّنةِ للظاهرةِ منْ أجلِ فهمِها. فبعدَ تحليلِ الظاهرةِ إلى مُكوِّناتِها تعيدُ الفلسفةُ تركيبَها منْ جديدٍ؛ للوصولِ إلى استنتاجاتٍ حولَها وحولَ العناصرِ المُكوِّنةِ لها.
أهميةُ الفلسفةِ
للفلسفةِ أهميةٌ كبيرةٌ للفردِ والمجتمعِ:
- أهميةُ الفلسفةِ للفردِ: تُمكِّنُ الفلسفةُ الفردَ منْ تنميةِ مهاراتِهِ، مثلِ: الفهمِ، والاستدلالِ العقليِّ، والقدرةِ على الحوارِ، إذْ تجعلُ الفلسفةُ الفردَ مُنسجِمًا معَ نفسِهِ، مُتَّسِقًا معَ ذاتِهِ مُتقبِّلًا الآخَرَ، فيحاورُهُ ويتسامحُ معَهُ ويحترمُهُ. وتُنمّي الفلسفةُ وعيَ الفردِ بذاتِهِ وبالمجتمعِ المحيطِ بِهِ.
- أهميةُ الفلسفةِ للمجتمعِ: تكمنُ أهميةُ الفلسفةِ للمجتمعِ في تحليلِ الواقعِ، والبحثِ في التحدياتِ ونقدِ الجوانبِ المختلفةِ في الثقافةِ والتربيةِ والعلاقاتِ الاجتماعيةِ، ولا يقتصرُ دورُها على ذلكَ، بلْ يقترنُ باقتراحِ الحلولِ المناسبةِ لتلكَ التحدياتِ.