مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

موقف الإسلام من التعصب

الدراسات الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التعلم القبلي

  • أكد الإسلام أن أصل الناس واحد، وأنهم متساوون في القيمة الإنسانية، قال رسول الله : «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى».
  •  كما حرص على نشر روح الأخوة والألفة بينهم ودعا إلى الوحدة ونبذ أسباب التفرق، قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا».

 

الفهم والتحليل

التعصب من السلوكات التي يمارسها بعض الناس، فتعود عليهم وعلى مجتمعهم بآثار سيئة.

أولا: مفهوم التعصب

ممارسات يرتكبها بعض الناس؛ إظهارًا لتميزهم عن الآخرين، وأفضليتهم عليهم، وفيها احتقار للآخرين وانتقاص من حقوقهم وإنسانيتهم نتيجة تحيزهم السلبي لعرقهم أو دينهم أو طائفتهم.

 

ثانيا: صور التعصب وموقف الإسلام منها

للتعصب صور متعددة، ويمكن الإشارة إلى بعضها في ما يأتي:

أ. التعصب الديني:

  • اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون الدين واحدًا وأن تتعدّد شرائع الأنبياء والرسل.
  •  وبسبب الغلو والتشدد في فهم نصوص الدين وتعاليمه، يلجأ بعض الناس إلى الاعتداء على بعضهم وعدم التسامح مع مخالفيهم، ومنعهم من ممارسة شعائرهم، واستباحة دمائهم والاعتداء على مقدساتهم كما يفعل الصهاينة المحتلون في فلسطين.
  •  وقد حث الإسلام على الإحسان والتسامح مع المخالف في الدين ما دام مسالمًا:
    • قال تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».
    • وقد ورد أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها: سألت سيدنا رسول الله عن أمها وقد كانت مشركة، فقالت: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبةٌ أفأصلُها؟ قال: «نعم صليها» (راغبةٌ: طالبة بر ابنتها لها وخائفة من ردها إياها).

ب. التعصب المذهبي والطائفي:

  • ويحدث بين أتباع الشريعة الواحدة والدين الواحد.
  • ومن مظاهره رفض آراء المذاهب الأخرى والاعتداء عليهم؛ وذلك بسبب الانغلاق العقلي وعدم الانفتاح على الآراء المختلفة والتقليد الأعمى للأشخاص وآرائهم، كما حدث في التاريخ بين بعض أتباع المذاهب الفقهية المختلفة من ممارسات سلبية.
  •  والإسلام يرفض هذه الممارسات ويدعو إلى احترام التنوع وقبول الرأي الآخر والاعتراف بالاختلاف.

ج. التعصب العرقي:

  • ويحدث بين الشعوب من أجناس مختلفة بسبب اعتقاد البعض بأنه أفضل عرقًا ونسبًا، فيحتقر الآخرين ويقلل من شأنهم، ويراهم دون منزلته.
  •  فيؤدي ذلك إلى انتقاصهم أو الاعتداء على كرامتهم وحرياتهم، وسلب حقوقهم، واضطهادهم واستباحة دمائهم.
  • وقد ضرب الإسلام أروع الأمثلة في نبذ هذا النوع من التعصب، ومن أمثلة ذلك:
    • أن النبي أمر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يوم فتح مكة المكرمة بالصعود على ظهر الكعبة المشرفة ليؤذن.  وقد كان بلال رضي الله عنه قبل الإسلام عبدًا حبشيًا لا مكانة له بين الناس، فلما أسلم قرَّبه النبي ؛ ليمحو من أذهان الناس الطبقية البغيضة وتمييز الناس بناءً على ألوانهم وأجناسهم.
    •  كما رفع الإسلام منزلة سلمان الفارسي وصهيب الرومي رضي الله عنهما.

د. التعصب القَبَلي:

  • وهذه الصورة تحدث بين أتباع القبائل المختلفة، ومنه قول الشاعر الجاهلي دُريد بن الصَّمَّة، الذي يعبر في البيت الآتي عن تعصبه الشديد لقومه، فهو معهم في الرشد والغي لأنه واحد منهم، وهذا كان حال العرب في الجاهلية إلى أن علّمهم الإسلام ألا يتعصبوا:

                           ومـا أنـا إلا من غزية إن غوت               غويت وإن ترشـد غزية أرشد

  • فلا ينبغي للإنسان أن يكون متعصبًا لقبيلته أو عشيرته، فهذا يؤدي إلى احتقار الناس من شتى المنابت، وتبرير ما تقوم به القبيلة من ظلم واعتداء.
  •  فالتعصب مذموم ويؤدي إلى تفرق أبناء المجتمع الواحد وتمزيق البلاد، وعدم التزام الأنظمة والقوانين.
  •  وقد بين القرآن الكريم أن نشوء الناس في قبائل مختلفة يجب أن يكون دافعًا للتعاون والتعارف، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا».

 هـ. التعصب الرياضي:

  • وهو سلوك يحدث بين مشجعي الفرق الرياضية بسبب التحيّز المفرط إلى فريق رياضي، فيؤدي إلى الكراهية العمياء للفريق المنافس وأنصاره وتمني الضرر لهم، ويظهر ذلك على صورة ممارسات غير لائقة، مثل الشتم والاعتداء على الأرواح والممتلكات.
  • ومن الأمثلة التي تدل على نبذ التعصب لفريق أو جهة ما، أن النبي مر على نفر من قبيلة أسلَمَ يتسابقون بالرَّمي بالنبال، فقال رسول الله : «ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا ارمُوا، وأنا مع بني فلان، فأمسك أحدُ الفريقين بأيديهم (توقفوا عن الرَّمي)، فقال رسول الله : «ما لكم لا ترمُون». فقالوا: يا رسول الله نرمي وأنت معهم ؟ قال: «ارموا وأنا معكم كلكُم ».
  • وللتنشئة الاجتماعية الصالحة دور فاعل في معالجة هذا التعصب وتهذيب السلوكات المؤذية.

 

صور مشرقة

 قال يونس الصدفيّ (وهو من كبار العلماء في مصرَ ومن أصحاب الشَّافعيِّ): ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرتُه يوما في مسألةٍ ثم افترقنا، ولقِيَني فأخذَ بيدي ثمّ قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة. قال الذهبي: وهذا يدلّ على كمال عقل هذا الإمام، فما زال النُظراءُ يختلفون.

 

الإثراء والتوسع

  • يعيش في مملكتنا الأردنية الهاشمية ملايين الناس من شتى المنابت والأصول والأعراق والأديان في وُدٍّ وتآلف وتعاون من أجل بناء هذا البلد، وذلك منذ تأسيس الإمارة قبل أكثر من مئة عام، حيث عاشوا معًا، المسلم إلى جانب المسيحي، والعربي إلى جانب الشركسي، والشيشاني، والكردي، والتركماني، يجمعهم حب الوطن والحرص على أمنه وازدهاره.
  •  فتراهم يعيشون مع بعضهم بمحبة وتراحم ويقفون مع بعضهم في الأفراح والأتراح والمناسبات المختلفة.

 

دراسةٌ معمَّقةٌ

(العصبية الجاهلية في ميزان الكتاب والسنة)، بحث للدكتور فريد السلمان، تحدث فيه عن ظاهرة التعصب للقبيلة أو الجنس على حساب الحق والعدل، وذكر فيه آراء بعض علماء الاجتماع في هذا الموضوع، وموقف الإسلام من العصبية.