فئات السكان في المدينة المنورة بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها
- المسلمون من المهاجرين والأنصار .
- سكان المدينة من العرب غير المسلمين.
- واليهود.
ولتنظيم العلاقة بين هذه الفئات كتب النبي صلى الله عليه وسلم وثيقة عامة سميت ب ( وثيقة أهل المدينة ) وسنتناول في هذا الدرس أهم بنود الوثيقة وما تدل عليه من معان سامية ، ومن أبرز ما جاء فيها :
أولا : إعلان الأمة الواحدة المستقلة
ثانيا : توضيح الحقوق التي تنظم علاقات أفراد المجتمع : ( حق المواطنة / حق الاعتقاد والتدين / حق الأمن والتنقل / حق المساواة / حق التملك )
ثالثا : تحديد واجبات أفراد المجتمع : ( احترام سيادة القانون / التكافل الاجتماعي / التناصح والتواصي بالخير / التعاون على منع الظلم / وجوب مشاركة أفراد المجتمع جميعهم في أمن المجتمع / منع تقديم أي عون أو مساعدة لمن يتهدد الدولة من الخارج )
وسنبين أهم ما جاء في الوثيقة من بنود مع الشرح وبيان نصوص الوثيقة المرتبطة بذلك :
أولا : إعلان الأمة الواحدة المستقلة :
نص الوثيقة ( هذا كتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم أنهم أمة واحدة من دون الناس )
_ أعلن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الوثيقة قيام الأمة الإسلامية واستقلالها.
_ تهدف الوثيقة لتحويل المجتمع من جماعات مبعثرة تربطه روابط القبلية والعصبية إلى أمة واحدة هي أمة الإسلام التي ترتبط برابطة واحدة هي رابطة الإسلام.
ثانيا : الحقوق التي دعت إليها الوثيقة : وهي مبينة في الجدول الآتي
الحقوق | الشرح | نص الوثيقة |
---|---|---|
حق المواطنة |
- لم تحصر الوثيقة المواطنة في المسلمين وحدهم - أثبتت حق المواطنة للمسلمين بمقتضى إسلامهم _ أثبتت المواطنة لغير المسلمين بمقتضى الإقامة في المدينة والالتزام بأحكام الوثيقة - نصت على أن غير المسلمين المقيمين في المدينة أمة من المؤمنين لهم من الحقوق والواجبات كما للمسلمين |
( يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ) |
حق الاعتقاد والتدين |
- المسلمون لهم عقيدتهم وشعائرهم وأهل الكتاب لهم حق ممارسة شعائر دينهم - لا يجبر اليهود على اعتناق الإسلام |
( لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم ) |
حق الأمن والتنقل | - العيش بلا خوف على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم في حال السفر أو الإقامة بشرط الالتزام بأحكام الوثيقة | ( وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم وأثم .. ) |
حق المساواة |
- أفراد المجتمع جميعهم أمام القانون سواء من حيث المعاملة وعصمة الدماء وذلك بمقتضى المواطنة - لأن النفس البشرية لها الحرمة نفسها أمام الشرع لا فرق بينهم في ذلك لأي سبب كان. |
( وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم ) |
حق التملك |
- أقرت الوثيقة حق التملك لغير المسلمين كما هو للمسلمين .. فلهم ذمة مالية مستقلة - إضافة لحرية العمل والتصرف في أموالهم |
( وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ) |
ثالثا : الواجبات التي حددتها الوثيقة لأفراد المجتمع وهي مبينة في الجدول الآتي :
الواجبات | الشرح | نص الوثيقة |
---|---|---|
احترام سيادة القانون |
- الرجوع للقرآن الكريم والسنة النبوية للحكم في كل نزاع يقع في المجتمع - وحكمهما نافذ في العلاقات بين الأفراد |
( وأنه ما كان بين أهل هذه الوثيقة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله ) |
التكافل الاجتماعي |
_أقرت أشكال التكافل الاجتماعي التي كانت سائدة قبل كتابة هذه الوثيقة مثل : فداء الأسرى والتعاون في دفع دية القتل الخطأ فتبقى على الحال التي جاء الإسلام وهم عليها. - يبدأ التكافل من العشيرة فإذا عجزت العشيرة ينتقل واجب التكافل إلى المجتمع |
( المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم ) العاني = الأسير ربعتهم = ما استقر لديهم من أعراف حسنة |
التناصح والتواصي بالخير | - إرادة الخير لكل أفراد المجتمع للإفادة من خبرات الناس جميعا وتحقيق الثقة المتبادلة بينهم | ( وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم ) |
التعاون في منع الظلم | - يجب على الأفراد أن يمنعوا الظالم من ظلمه وإن كان ابن أحدهم وفي هذا تحقيق الأمن لأفراد المجتمع جميعهم | ( وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم .. ولو كان ولد أحدهم ) |
وجوب مشاركة الأفراد جميعهم في أمن المجتمع |
1- إذا حدث اعتداء على الدولة والمجتمع وجب على أفراد المجتمع جميعهم التعاون في حمايتها من أي عدو يعتدي عليها أو على أهلها ما داموا يعيشون في بلد واحد 2- يجب على غير المسلمين الإنفاق مع المسلمين في أثناء القتال |
1- ( وأن بينهم النصر على من حارب أهل الوثيقة ) 2 - ( وأن اليهود ينفقون مع المسلمين ما داموا محارَبين ) |
منع تقديم أي عون أو مساعدة لمن يتهدد الدولة من الخارج |
- منع تقديم أي حماية لقريش أو أموالها ، لأنها حاربت دعوة الله وأخرجت المسلمين من ديارهم وأموالهم بغير حق - ساوت الوثيقة بين أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات العامة و بينت أن عدوهم واحد ويجب على الجميع التعاون حتى تتحقق المصلحة لأفراد المجتمع كلهم |
( وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن ) |
*** استشهد جلالة الملك عبدالله الثاني في ورقته النقاشية السادسة بهذه الوثيقة النبوية على :
_ أهميتها في بناء دولة القانون والمواطنة
- وعدّها أول دستور مدني في تاريخ البشرية
- وهذا يؤكد أن أفراد المجتمع مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو أصلهم أو دينهم ، وأنهم جميعا تحت مظلة القانون.