الدَّرسُ الأوَّلُ: أسْتَمِعُ بِانتِباهٍ وتَركيزٍ
◘ أسْتَعِدُّ للاستِماعِ
أتأمَّلُ الصّورَةَ، ثُمَّ:
1. أصِفُ ما أُشاهِدُهُ.
يُترَك للطّالِب.
2. أتَوَقَّعُ مَضْمونَ نَصِّ الاستِماعِ.
يُترَك للطّالِب.
(1، 1) أسْتَمِعُ وأتَذَكَّرُ
♦ النَّصّ الأوَّل
حُسنُ الجِوار
كانَ لِأبي حنيفَةَ جارٌ بالكوفَةِ إسكافٌ، يَعْمَلُ نهارَهُ أجمَع، حتّى إذا جَنَّهُ اللَّيلُ رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ، وقَدْ حَمَلَ لَحْمًا فَطَبَخَهُ أو سَمَكَةً فَيَشويها، ثُمَّ لا يزالُ يأكُلُ ويَشْبَعُ حتّى إذا دَبَّتِ السَّعادَةُ فيهِ غَنّى بِصوتٍ عالٍ وهُوَ يقولُ:
أضـاعـــونــي وأيَّ فـــتــــىً أضــاعــوا لِـــيَـــومِ كــريـــهَــــةٍ وســـدادِ ثَـــغْـــرٍ
فلا يزالُ يُرَدِّدُ هذا البيتَ حتّى يأخُذَهُ النَّومُ، وكانَ أبو حنيفَةَ يَسْمَعُ جَلَبَتَهُ، وأبو حنيفَةَ كانَ يُصَلّي اللَّيلَ كُلَّهُ، فَفَقَدَ أبو حنيفَةَ صَوْتَهُ، فَسَألَ عَنْهُ فقيلَ لَهُ أخَذَهُ العَسَسُ مُنْذُ ليالٍ وهُوَ محبوسٌ، فصَلّى أبو حنيفةَ صلاةَ الفجرِ مِن غَدٍ ورَكِبَ بَغْلَتَهُ واستَأْذَنَ على الأميرِ، قالَ الأميرُ: إيذَنوا لَهُ وأَقْبِلُوا بِهِ راكِبًا ولا تَدَعوهُ يَنْزِلُ حتّى يَطَأَ البِساطَ، فَفَعَلَ، فَلَمْ يَزَلِ الأميرُ يُوَسِّعُ لَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ، وقالَ: ما حاجَتُكَ؟ قالَ: لِي جارٌ إسكافٌ أخَذَهُ العَسَسُ مُنْذُ ليالٍ، يأمُرُ الأميرُ بِتَخلِيَتِهِ؟ فقالَ: نَعَمْ، وكُلِّ مَنْ أُخِذَ بِتِلْكَ اللَّيلَةِ إلى يومِنا هذا، فأمَرَ بِتَخلِيَتِهِمْ أجمعينَ، فَرَكِبَ أبو حنيفَةَ والإسكافُ يمشي وراءَهُ، فَلَمّا نَزَلَ أبو حنيفةَ مَضى إلَيْهِ فقالَ: هل ترى يا فتًى أنّا أَضَعْناكَ؟ قالَ: لا، بَلْ حُفِظْتُ ورُعِيتُ، جزاكَ اللهُ خيرًا عَنْ حُرْمَةِ الجِوارِ، ورِعايَةِ الحَقِّ، وتابَ الرَّجُلُ، ولَمْ يَعُدْ إلى ما كانَ منه.
♦ النَّصّ الثّاني:
باعَ أبو الجَهْمِ العَدويُّ دارَهُ، وكانَ في جِوارِ سعيدٍ بنِ العاصِ بِمِئَةِ ألفِ درهم، فَلَمّا أحضَرَها المُشتَري قالَ لَهُ: هذا ثَمَنُ الدّارِ فأعْطِني ثَمَنَ الجِوارِ، قالَ: أيُّ جِوارٍ؟ قالَ: جِوارُ سعيدٍ بِنِ العاصِ، قالَ: وهَلِ اشْتَرى أحَدٌ جِوارًا قَطّ؟ قالَ: رُدَّ عَلَيَّ داري وخُذْ مالَكَ، لا أَدَعُ جِوارَ رَجُلٍ إِنْ قَعَدْتُ سأَلَ عَنّي، وإِنْ رآني رَحَّبَ بي، وإِنْ غِبْتُ حَفِظَني، وإِنْ شَهِدْتُ عِنْدَهُ قَرَّبَني، و إِنْ سَأَلْتُهُ قضى حاجَتي، وَإِنْ لَمْ أَسْأَلْهُ ابتَدَرَني، وإِنْ نابَتْني نائِبَةٌ فَرَّجَ عَنّي، فَبَلَغَ ذلكَ سعيدًا فَبَعَثَ إِلَيْهِ مِئَةَ ألفِ درهمٍ، وقال: هذا ثَمَنُ دارِكَ ، ودارُكَ لَكَ.
♦ النَّصّ الثّالِث:
يُرْوى أنَّ رَجُلًا كانَ جارًا لِأبي دُلَفَ بِبَغدادٍ، فأدْرَكَتْهُ حاجَةٌ، ورَكِبَهُ دَيْنٌ فادِحٌ حتّى احتاجَ إلى بَيْعِ دارِهِ فساوَموهُ فيها، فَسَمّى لَهُمْ ألفَ دينارٍ ، فقالوا لَهُ، إِنَّ دارَكَ تُساوي خمسَمِئَةِ دينارٍ، فقالٍ: أبيعُ داري بِخَمْسَةِ مِئَةٍ وجِوارَ أبي دُلفَ بِخَمْسَمِئَةٍ، فَبَلَغَ أَبا دُلفَ الخَبَرَ فَأَمَرَ بِقَضاءِ دينِهِ وَوَصَلَهُ، وَقالَ: لاَ تَنْتَقِلْ مِنْ جِوارِنا.
1. أمْلأُ الفَراغَ في ما يأتي:
أ. الكَلِمَةُ الافتِتاحيَّةُ الَّتي بَدَأ بِها النَّصُّ هِيَ كانَ لِأبي حنيفَةَ جارٌ بالكوفَةِ إسكافٌ.
ب. الجُملةُ الخِتاميَّةُ الَّتي انتَهى بِها النَّصُّ هِيَ لاَ تَنْتَقِلْ مِنْ جِوارِنا.
2. أذْكُرُ مِهْنَةَ جارِ أبِي حنيفةَ.
إسكافٌ (صِناعة وتصليح الأحذية).
3. أُحَدِّدُ عَمَلَيْنِ يقومُ بِهِما جارُ أبي حنيفَةَ في اللَّيلِ.
الطَّبخُ والغِناءُ.
4. أضَعُ دائِرَةً حولَ رَمْزِ الإجابَةِ الصَّحيحةِ:
1. جاءَ في قِصَّةِ جارِ أبي حنيفَةَ لَفْظَةٌ بِمَعنى (الشُّرطةُ) هِيَ:
أ. الثَّغرُ. ب. العَسَسُ. ج. كَريهَةٌ. د. التَّخلية.
2. جاءَ في قِصَّةِ سعيدِ بنِ العاصِ _ رَضِيَ اللهُ عَنهُ _ لَفْظَةٌ بِمَعنى (المُصيبَةُ الشَّديدَةُ) هِيَ:
أ. قَطُّ. ب. نائِبَةٌ. ج. جَلَبْتَهُ. د. حاجَةٌ.
3. يَسْكُنُ سعيدُ بنُ العاصِ _ رَضِيَ اللهُ عنهُ _ في جِوارِ:
أ. أبي حنيفَةَ. ب. أبي دُلفَ البغداديّ. ج. أبي الجَهمِ العَدويّ. د. أبي الفضل.
5. أضَعُ أمامَ العبارَتَيْنِ الآتيتَيْنِ إشارَةَ صحيح (✓) أو إشارةَ خطأ (X) وفقَ ما سَمِعْتُهُ مِنْ قِصَّةِ جارِ أبي دُلفَ:
1. عَرَضَ جارُ أبي دُلفَ دارَهُ للبَيْعِ طامِعًا في رِبْحٍ كثيرٍ. (X)
2. أمَرَ أبو دُلفَ بِدَفعِ خمسِمِئَةِ دينارٍ مُقابِلَ ثَمَنِ دارِ جارِهِ. (X)
(1، 2) أفْهَمُ المَسْموعَ وأُحَلِّلُهُ
1. أسْتَنْتِجُ صِفَتَيْنِ مِنْ صِفاتِ أبي حنيفَةَ حسبَ القِصَّةِ الَّتي سَمِعْتُها.
- المُحافَظة على أداءِ الصَّلَواتِ المفروضَةِ والنَّوافل.
- حِفظ الجار ورِعايَتُهُ.
2. وَرَدَ في قِصَّةِ أبي حنيفَةَ مجموعَةُ أحداثٍ شَكَّلَتْ أسبابًا ونتائِجَ ناجِمَةً عَنْها، أُبَيِّنُها وفقًا لِما وَرَدَ في النَّصِّ المسموعِ:
3. أربِطُ بينَ مضمونِ قِصَّةِ أبي دُلفَ معَ جارِهِ وقولِ النَّبيِّ _صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم_: "مِنْ سعادَةِ المَرْءِ الجارُ الصّالِحُ، والمَرْكبُ الهنيءُ، والسَّكَنُ الواسِعُ".
(البُخاريُّ / الأدبُ المفردُ: 116)
أنَّ المرءَ يكونُ سعيدًا إذا رَزَقَهُ اللهُ بِجاٍ صالِحٍ يَحفَظُ حَقَّهُ ويرعاهُ؛ لِذلكَ قَدَّرَ أبو دلفَ ثَمَنَ دارِهِ بِقدْرِ ثَمَنِ جِوارِهِ.
4. أَنسِبُ الأعمالَ الَّتي يقومُ بِها سعيدُ بنُ العاصِ إلى آدابِ الجِوارِ ومَكارِمِ الأخلاقِ الَّتي تنتمي إليها:
■ إنْ سألتُهُ قَضى حاجَتي. ■ إنْ لَمْ أسألُهُ ابتَدَرَني. ■ إنْ قَعَدْتُ سألَ عَنّي.
■ إنْ شَهِدْتُ عِنْدَهُ قَرَّبَني. ■ إنْ رآني رَحَّبَ بي. ■ إنْ غِبْتُ حَفِظَني.
5. تَنَوَّعَتِ الأغراضُ في العِباراتِ الَّتي وَرَدَتْ في النَّصِّ المَسْموعِ ما بَيْنَ الأمرِ والاستِفهامِ والدُّعاءِ، أسْتَنْتِجُ دلالَةَ الغَرَضِ في الأقوالِ الآتِيَةِ كما سَمِعْتُها مِنَ النَّصِّ:
أ. جارُ أبي حنيفةَ: جزاكَ اللهُ خيرًا عَنْ حُرمَةِ الجِوارِ ورعايَةِ الحَقِّ. (الدعاء)
ب. المُشتَري مِنْ جارِ سعيدٍ بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: وهَلِ اشْتَرى أحَدٌ جِوارًا قَطُّ. (الاستفهام)
ج. الأميرُ: إيذنوا لَهُ، وأقبِلُوا بِهِ راكِبًا. (الأمر)
6. أنسِبُ القيمَةَ المُناسِبَةَ إلى السُّلوكاتِ والاتِّجاهاتِ الإيجابيَّةِ الَّتي تُشيرُ إليها:
السُّلوكاتُ والاتِّجاهاتُ الإيجابيَّةُ |
القيمَةُ |
- ناري ونارُ الجارِ واحِدَةٌ وإليهِ قبلي يَنْزِلُ القِدرُ (مسكين الدّراميّ / شاعِرٌ أُمَويّ) |
الإيثارُ |
- حُسنُ الجِوارِ باحتِمالِ الأذى. |
الصَّبرُ |
- يُسهِمُ حُسنُ الجِوارِ في تَماسُكِ المُجتَمَعِ وتَرابُطِهِ. |
التَّكافُلُ |
- الإحسانُ إلى الجارِ بِحِفظِ أسرارِهِ والتَّغاضي عَنْ عَثَراتِهِ. |
الأمانَةُ |
(1، 3) أتَذَوَّقُ المَسْموعَ وأنقُدُهُ
1. الإحسانُ إلى الجِوارِ سُلوكٌ إيمانيٌّ اجتِماعيٌّ حَضارِيٌّ، ومَكْرُمَةٌ مِنْ مكارِمِ الأخلاقِ، وفيهِ يَسْعَدُ جميعُ المُتَجاوِرينَ. أُبدي رأيي في العِباراتِ الآتِيَةِ مُعَلِّلًا:
أ. صَبْرُ أبي حنيفَةَ على إيذاءِ جارِهِ.
يَدُلُّ على نُبُلِ أخلاقِهِ ورِفْعَتِها، الَّتي كانَتْ سَبَبًا في هدايَةِ الجارِ وتَوبَتِهِ.
ب. طَلَبُ أبي الجَهْمِ العدويِّ إلى المُشتَري أنْ يأخُذَ مالَهُ ويَرُدَّ عَلَيْهِ دارَهُ.
إنَّ أبا الجهمِ يُقَدِّرُ قيمَةَ الجارِ الحَسَن، فَلَمْ يَرْضَ التَّخَلّي عَنِ الدّار إلّا بِفَرضِ ثَمَنِ الجِوارِ وبيانِ محاسِنِهِ.
ج. قَولُ أبي دُلفَ لِجارِهِ: لا تَنْتَقِلْ مِنْ جِوارِنا.
يَتَمَسَّكُ أبو دُلَفَ بالجارِ الَّذي يُقَدِّرُ قيمَتَهُ ويُحافِظُ عليه، فَقَدْ قَضى عنهُ دَيْنَهُ وفَرَّجَ كُربَتَهُ في سبيلِ ألّا يبيعَ دارَهُ َيَنْتَقِلَ عَنْ جِوارِهِ.
2. أسْتَنْتِجُ عِبْرَةً مُشتَرِكَةً دَلَّتْ عَلَيْها جميعُ القِصَصِ الَّتي سَمِعْتُها، وأُبدي رأيي فيها.
حُسن الجِوار وعَدَمُ إيذاءِ الجيرانِ، إذْ يَجِبُ علينا أنْ نُعامِلَ الجارَ كما نُحِبُّ أنْ يُعامِلَنا فَقَدْ أوصانا اللهُ ورسولُهُ بِهِ.
3. تَتْرِكُ بَعْضُ العِباراتِ والكَلِماتِ الَّتي نَسْمَعُها أثَرًا جميلًا أوْ حزينًا في نُفوسِنا؛ فَنَأخُذُ مِنْها العِبْرَةَ، وتُساعِدُنا في حَلِّ مُشكِلاتِنا.
أ. أصِفُ الحالَةَ الوجدانيَّةَ الَّتي شَعَرْتُ بِها مِمّا غَنّاهُ جارُ أبي حنيفَةَ بِقَولِهِ:
أضــــاعـــونـــــي وأيَّ فـــتــــىً أضـــاعــــوا لِـــيَــــومِ كــــريــــهَـــــةٍ وســـــدادِ ثَـــــغْـــــرِ
الحزن.
ب أُحَدِّدُ شخصيَّةً تأثَّرْتُ بِها وفقَ ما سَمِعْتُهُ مِنْ قِصَصِ حُسْنِ الجِوارِ، وأُبَيِّنُ سَبَبَ اختِياري لَها.
تَأثَّرتُ بِقِصَّةِ أبي حنيفةَ مَعَ جارِهِ الإسكافيّ؛ اخترتُ هذهِ القِصَّةَ لِإعجابي بِصَبرِ أبي حنيفة على جارِهِ، ولِأنَّ أُسلوبَهُ كانَ سَبَبًا في هدايَتِهِ وتَوبَتِهِ.