كيف تتجاوز التفكير المبالغ به؟

كيف تتجاوز التفكير المبالغ به؟
03/01/2023
(منذ سنة)
jo-academy-logo

فريق جو اكاديمي

الإجهاد الذهني من أكثر الأسباب التي تدفعنا للقلق والاكتئاب، فالتفكير بكل صغيرة وكبيرة وتحليل كل شيء هو نتاج عملية مرهقة تترك الفرد منهكا شاردا، غير قادر على التركيز، صعب الإقناع والرضا. وأكثر الأمور التي تشغل بالنا هي الالتزامات المالية والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الغالبية العظمى.

وبحسب بيانات الإحصاءات الوطنية ONS في المملكة المتحدة، ووفقا لما جاء في موقع “indy100.com”؛ فإن الإجهاد والتفكير المستمر ارتبطا بالرغبة في تحسين نوعية الحياة المالية الاقتصادية والاجتماعية.

وإن كنت من الأفراد الحريصين جدا وتبالغ في التفكير والتوقع، فأنت تحتاج إلى التوقف عن الخوف المبالغ فيه، فالحياة دائما ما يصاحبها عدم اليقين، وحتى تتقبل هذه الحقيقة عليك تخيل الأخطار والتهديدات التي فكرت فيها ولم تتحقق، فكل تلك الأفكار موجودة في المخيلة، والتعامل مع الأزمات أسهل من الانتظار والتوتر.

ففي الوضع الطبيعي، تكون قادرا على التعامل مع مثل هذه الحالات وتتولى أمرها، وتحسم ما تشعر به، فأنت تشعر بأنك واثق وقوي وتتوق للسيطرة والتحكم، ولكن حين ينتابك شعور بعدم اليقين، يتعزز الشعور بالضعف والخوف في داخلك وتمر بحالة من اليأس وتتوق لتسوية هذا الصراع الداخلي.

ومن هنا، فإن التصدي للمبالغة في التفكير غالبا ما يقترن بموجات لا تخلو من السلبية والإحباط وتضيف مزيدا من التوتر. ومن هنا فإنك تختبر نوعين من أنماط التفكير المدمرة:

- البكاء على أطلال الماضي. 

– التشاؤم والاعتقاد بأن كل شيء قدري فيما يتعلق بالمستقبل ولا يمكن تغييره.

وعليه، فإن كسر أي عادة يتطلب عملا شاقا وتفانيا على المدى الطويل، والبعض يستغل 21 يوما لاكتساب عادات جديدة، لكن حين يرتبط الأمر بالعمليات العقلية والتفكير، فإن تدريب وتطويع العقل أمر مختلف مفتاحه التركيز الذي يتطور مع الوقت ويسهم تجنب الإطالة والمبالغة في التفكير وهذه الخطوات تساعد على ذلك.

- انتبه لأفكارك، فلو كنت ممن يفكرون كثيرا ويقلقون، فأنت غالبا لا تدرك تلك الحقيقية سوى أنك كثير التفكير، فانتبه لدماغك كيف يعمل حين تكون مستغرقا بتلك العملية، لأنك ستدرك أنها غير منتجة ولا مفيدة بل تزيد التوتر.

- كن فعالا، فالاستغراق في الخوض في الماضي بصورة سلبية لن يأخذك لأي مكان سوى أنه سيزيد الطين بلة، ويصبح هناك مبالغة في ردود الفعل لعدم اليقين، وهو أرض خصبة للقلق، الأشخاص الذين يعانون من القلق لديهم صعوبة في التغاضي عن عدم اليقين أو التهديد، وعدم اليقين بشأن المستقبل وكيفية الاستعداد لمختلف النتائج المحتملة هو عامل مهم في الخوف والقلق والاضطرابات.

فالتوتر حالة يخلقها الفرد لمواجهة عدم اليقين، ويعزز الحاجة لمزيد من التفكير فيما سيحدث واتخاذ قرار مبني على تنبؤات وتوقعات أفضل، ولكن الشخص المتعب والمنهك لا يمر بتلك المرحلة، وإنما يقفز مباشرة لدائرة الشعور بالخوف، وينتابه إحساس بعدم اليقين، والتي لا يتمتع بها أحد على الإطلاق بل تولد مزيدا من التوتر والتعب.

الأهم هو أن تركز على حل المشاكل والبحث عن الحلول بدلا من ندب الحظ، عبر إدراك المكان الذي تملك فيه طاقة وقدرة على التحكم لمنع حدوث المشاكل، ومحاولة تحديد الحلول المحتملة، وإن كان الأمر خارجا على السطرة ركز على التكيف مع الوضع والإبقاء على الايجابية بنسب عالية.

فالمشكلة تكمن في أن الناس لا يحررون طاقتهم ليحققوا رغباتهم، فحين يتخيل الناس بلوغ أهدافهم فربما لا يبذلون جهداً كافياً لتحقيقها على أرض الواقع، والناس يشعرون في الغالب بالإحباط لعدم قدرتهم على الإفصاح عن رغباتهم، ومن ثم يشعرون بالذنب لوجود أفكار سلبية لديهم، معتقدين أن تفكيرهم المتشائم هو جزء من المشكلة.

- لا تفكر تحت الضغط، فهي أسوأ اللحظات في الحياة، التي من الممكن أن يتم فيها اتخاذ قرار، وبدلا من ذلك يجب الاعتماد على اللاوعي لتوجيهها، فهو أقدر على الرؤية بوضوح، ولا يخضع لسيطرتنا العصبية، التي تؤثر على العقل الواعي من خلال مناطق خاصة بالدماغ، ومع الوقت نتعلم تطوير هذه المهارة، ويجب دائما أن نثق بغريزتنا في أوقات الضغوطات الحادة، التي تؤثر على التفكير السليم.

- خذ بعين الاعتبار وجهات نظر بديلة، أي فكر كما يفكر الآخرون، متوقعا الحركات التي يقومون بها، فالدماغ أشبه بمرشح بشكل طبيعي، يعمل على تأكيد ما تعتقد أنك ستفعله، وهذا يحد من الخطورة في الوقوع في مشكلة أحيانا، ويساعد على تجنب الإجابات الخاطئة.

- تحد خياراتك وتفضيلاتك، مثل المعتقدات الافتراضية، فمن الممكن أن تحب أمرا وتكره آخر وهذا يحد من قدرة الدماغ على الاختيار، وتغيب القدرة على التمتع بأفضلية الاكتشاف والتعلم والاختيار الصحيح والمفضل لدينا.

- تحدّ أفكارك، فالأفكار السلبية قوية ومدمرة، بدلا من هذا انظر في أدلة تقود لتفكير أوضح، مثل تبني وجهات نظر بديلة أي فكر كما يفكر الآخرون، متوقعا الحركات التي يقومون بها، فالدماغ أشبه بمرشح بشكل طبيعي، يعمل على تأكيد ما تعتقد أنك ستفعله، وهذا يحد من الخطورة في الوقوع في مشكلة أحيانا، ويساعد على تجنب الإجابات الخاطئة.

وفيما تتحد خياراتك وتفضيلاتك، مثل المعتقدات الافتراضية، فمن الممكن أن تحب أمرا وتكره آخر وهذا يحد من قدرة الدماغ على الاختيار، وتغيب القدرة على التمتع بأفضلية الاكتشاف والتعلم والاختيار الصحيح والمفضل لدينا.

- المواجهة كل يوم، هذا لا يعني أن تخوض في المشاكل بل يعني أن تجدول أفكارك يوميا للنظر في الطرق المحتملة في إمكانية تنفيذ الأمور بشكل مختلف لمستقبل أفضل، فمثلا لمدة 20 دقيقة خصص تفكيرك لما يقلقك وانتقل بعدها لأمر آخر. ولأن التفكير هو المفتاح، بدلا من القلق من الماضي أو المستقبل فكر في الحاضر، مارس طرقا جديدة، ولو اضطرك الأمر ابحث في دورات الإنترنت وقراءة الكتب وتطبيقات ذكية للمساعدة على صقل مهاراتك الجديدة.

أخبار أخرى قد تهمك

جار التحميل...

إعلان

جار التحميل...