اللغة العربية فصل ثاني

العاشر

icon

(1) الأفعالُ المتعدّيةُ إلى مفعولَيْنِ .

إنَّ الأفعال المتعديّة -بشكلٍ عام- هي الأفعال التي لا تكتفي بفاعلها لإتمام المعنى المُراد، بل تحتاجُ إلى مفعولين؛ ليتمّ معنى الجملة ، مثل : وهبَ اللهُ الإنسانَ عقلًا .

وهبَ : فعل / الله : اسم الجلالة ( فاعل ) / الإنسانَ : مفعول به أوّل / عقلًا : مفعول به ثانٍ .

إذن لم يكتمل معنى الجملة بمفعول واحد؛( وهبَ اللهُ الإنسانَ )

نتساءل : ماذا وهب اللهُ الإنسانَ ؟ الجواب : عقلًا .

" هنا اكتمل معنى الجملة"  .

 

هذه الأفعال تُقسم إلى قسمين وهي:

- الأفعال المتعديّة إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا.

-الأفعال المتعديّة إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

 

الأفعال المتعديّة إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا

 وهي الأفعال التي تتعدّى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا إذا جرّدنا منها الفعل والفاعل ،

 وهذه الأفعال هي: أفعال العطاء أو السخاء: وهي الأفعال التي تدلُّ في معناها على معنى البذل والعطاء والمنح، مثل: "أعطى، منحَ، كسا، ألبسَ، منعَ ، وهَبَ ، سأل".

 ومثال هذه الأفعال:

أعطى الرّجلُ الولدَ تُفاحةً

 والمفعول به الأول في الجملة هو الولدَ، والثّاني تفاحةً، وهذان المفعولان إذا تمّ تجريدهما من تأثير الفعل عليهما، فإنّهما لن يصلحا لأنْ يصبحا مبتدأ وخبرًا، لذلك كانت هذه الأفعال تتعدى لمفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا .

 

الأفعال المتعديّة إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر :

 تنقسم الأفعال المتعديّة إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر إلى أقسام، وهي: (أفعال القلوب ) وسمّيتْ بذلك ؛ لدلالتها على القلب ، وتشمل :

- أفعال الرّجحان : وهي الأفعال التي تقع في معنى الظنِّ والتخمين في الجملة، فكلُّها تُفيد المعنى ذاته، وهو ظنَّ أو شكّ أو خمّن، وهذه الأفعال هي:

"ظنَّ، خالَ، حسبَ ،جعل ، عدَّ بمعنى ظنَّ، زَعَمَ ، و هَبْ بمعنى افترض"

 مثل: حسبَ أحمدُ الجوَّ دافئًا.

 - أفعال اليقين: وهي الأفعال التي تقع في معنى اليقين بالشيء في الجملة، فكلُّها تحمل معنى التيقُّنِ وتنفي الشك والتخمين عن الكلام، وهذه الأفعال هي:

 "رَأى، عَلمَ، دَرَى، تَعلَّمْ بمعنى إعلمْ، وَجَدَ، ألفى"

 مثل: وجدتُ الجهلَ مُهلكًا.

- أفعال التحويل أو الصيرورة: وهي الأفعال التي تفيد معنى صيّر أو حوّل، فكلُّها تحمل ذات المعنى وهو معنى التحويل والتغيير، وهذه الأفعال هي:

"صَيَّرَ، رَدَّ، تَرَكَ، اتّخَذَ، جَعَلَ"

مثل: صيَّرتُ الماءَ عكرًا.

يجب القول إنَّه إذا تمَّ تجريد المفاعيل في أفعال الظّنّ واليقين والتحويل من تأثير الفعل، فإنّ هذه المفاعيل تشكل جملًا اسميّة مؤلفة من مبتدأ وخبر، مثل " ظنّ الطالبُ الامتحانَ سهلًا " إذا جردناها من الفعل والفاعل ( الامتحانُ سهلٌ )؛ لذلك كانت أفعال اليقين والظنِّ والتّحويل أفعالًا متعدية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

 

- الأفعال المتعدّية إلى مفعولين يمكنُ أنْ تنصبَ ضميرًا متّصلًا يُعرب : ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به أول ، والضمائر هي ( نا المفعولين " يكون ما قبلها متحرّكًا" / الهاء / الكاف / وياء المتكلم ) ، ومفعولًا به ثانيًا .

 

نموذج إعرابيٌّ

قوله تعالى: {'إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءَابَآءَهُمْ ضَآلِّينَ}[٤]

 ألفوا: فعل ماضٍ مبني على الضم المقدّر على الألف المحذوفة ، وهو من أفعال اليقين .

 والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

آباءهم: مفعول به أوّل منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، و الضمير "هم" مبني في محل جرّ بالإضافة.

 ضالين: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامةُ نصبه الياء لأنّه جمع مذكّر سـالم، والنّون عوضٌ عن التّنوين في الاسـم المُفرد.


=============================================================================== 

                                                                        بحر المتقارَب

 

أقرأُ الأبيات الآتية، وأتفهّم معانيها:

لَئِنْ كُنْتَ في السِّــنِّ تِرْبَ الهِلالِ               لَقَدْ فُقْتَ في الحُسْـنِ بَدْرَ الكَمالِ

صُحــونٌ تُسافِــرُ فيهــا العُيــونُ                  وتَحْــسَــرُ مِــنْ  بُعْــدِ أقْطارِهــا

وقــبَّــةُ  مُـلْــكٍ  كـــأنَّ   النُّــجــو                مَ تُفْـضـــي إليـــهــا بأسْـــرارهــا

التّقطيع العروضيّ للأبيات السّابقة:

لَئِنْ كُنْتَ في السِّــنِّ تِرْبَ الهِلالِ                             لَقَدْ فُقْتَ في الحُسْـنِ بَدْرَ الكَمالِ

 لَ إنْ كنْ/ تَ فِسْ  سِنْ/ نِ تِرْ بَلْ/ هـِ لا لي           لَ قَدْ فقْ/ تَ فِلْ حُسْ/ نِ بَدْ رَ لْ/ كَ ما لي

 ٮ ـــ ـــ   /  ٮ ـــ ـــ /ٮ ـــ ـــ /ٮ ـــ ـــ                                  ٮ ـــ ـــ /  ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ

 

صُحــونٌ تُسافِــرُ فيهــا العُيــونُ                            وتَحْــسَــرُ مِــنْ  بُعْــدِ أقْطارِهــا

 صـُ حو نُنْ/ تـُ سا فـِ/ رُ فِيْ هَلْ/ عُ يو نُ               وَ تَحـْ سَـ/ رُ مِنْ بُعْ/ دِ أَقَـ طا/ رِ ها

 ٮ ـــ ـــ   /ٮ ـــ ٮ  /  ٮ ـــ ـــ   / ٮ ـــ ٮ                   ٮ ـــ ٮ/ ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ /ٮ ـــ

 

وقــبَّــةُ  فُـلْــكٍ  كـــأنَّ   النُّــجــو                            مَ تُفْـضـــي إليـــهــا بأسْـــرارهــا   

وَ قُبـْ بـَ/ ــةُ فُلْ كِنْ/ كــَ أَنٍ نَنْ/ نُ جو                  مَ تُفْـ ضي/ إِ  لَيْ ها/ بـِ أسْ را/ رِ  ها

ٮ ـــ ٮ  / ٮ ـــ ـــ /  ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ                          ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ

أنعم النّظر في تقطيع الأبيات السّابقة، ثم أجب عن الأسئلة الآتية:

١ – ما التّفعيلة التي تكرّرت في الأبيات السّابقة؟

  لعلّك لاحظت أنّ التفعيلة التي تكرّرت في البيت الأول هي (فعولن:ٮ ـــ ـــ)

 

2 – كم تفعيلة في كلّ شطر؟

          أربع تفعيلات في كلِّ شطر

3 – كم عدد التّفعيلات في البيت؟

        ثماني تفعيلات

 

وهذا بحر المُتقارَب ، ووزنه:

فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ                      فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ

 

         لعلّك لاحظت أيضًا أنّ التّفعيلتين الّلتين تكرَّرتا في حشو البيتيْن الثّاني والثّالث وعروض البيت الثاّني،

هما: التّفعيلة الرّئيسة( فعولن ٮ ـــ ـــ)،

التّفعيلات الفرعيّة:

وصورتها الفرعيّة( فعولُ: ٮ ـــ ٮ)،

وأنّ تفعيلتي؛ العروض في البيت الثّالث، والضّرب في البيتيْن الثاني والثالث جاءتا على صورة

( فعو: ٮ ـــ ).

أما مفتاح بحر المتقارَب، فهو:

عَنِ المتقارَبِ قالَ الخليلُ.                فَعولُن فَعولُن فَعولُن فَعول   

 

مجزوء المتقارَب

أنظرُ في تقطيع البيت الآتي:

    لَنا صاحِبٌ لمْ يَزَلْ                                        يُعَلِّلُنا بِالأمل    

  ل نا صا / حِ بُنْ لَمْ /  يـَ  زَ لْ.                          يُ عَلْ لـِ  /  لـُ نا بِلْ / أ  مَلْ

   ٮ ـــ ـــ   /    ٮ ـــ ـــ  /  ٮ ـــ                              ٮ ـــ ٮ  /   ٮ ـــ ـــ   /  ٮ ـــ

   فعولن  / فعولن   /  فعو.                          فعولُ    /فعولن   / فَعو

 

نستنتج أنّ :

بحر المتقارب يأتي  تامًّا بثماني تفعيلات، ومجزوءًا بستّ تفعيلات.

 وزنه تامًّا : 

                        فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ  فَعولُنْ                      فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ

 

     وزنه مجزوءًا:

    فَعولُنْ فَعولُنْ فَعو.                             فَعولُنْ فَعولُنْ فَعو

 

بحر المتقارب  :  له تفعيلة واحدة متكرّرة (فعولن ٮ ـــ ـــ) 

 

   ولهذه التفعيلة صورًا  أخرى فرعيّة:

 1-(فعولُ ٮ ـــ ٮ)  في الحشو والعروض .

2-( فَعو: ٮ ـــ ) في العروض والضّرب.