اكتسب ساحل عمان والخليج العربي خلال القرن الخامس عشر الميلادي أهمية كبيرة كطريق تجاري بحري، فساعد ذلك على اهتمام الدول الأوروبية به وخاصـة البرتغال التي كانت تحلم بالوصول إلى الهند عبر طريق لا يخضع لسيطرة العرب المسلمين، فمولت رحلات الاكتشافات الجغرافية مثل: رحلة (بارثليمودياز) الذي وصل إلى رأس العواصف (رأس الرجاء الصالح) في طرف إفريقيا الجنوبية، ولم يستطع إكمال رحلته، ورحلة (فاسكـودي غاما) الذي أكمل رحلة (ديـاز)، وتمكـن بمساعدة أحد البحارة والخرائط والأدوات الملاحية التي كان يستخدمها عرب ساحـل عـمـان والخليج العربي من الوصول إلى الهند بالدوران حـول إفريقيا مرورا برأس الرجاء الصالح عام ١٤٩٨م
استغل البرتغاليون ضعف دولة المماليك في مصر وبلاد الشام والحجاز خلال القرن الخامس عشر الميلادي، وانشغال العثمانيين بتوسعهم باتجاه الغرب وبعدهم النسبي عن سواحل المحيط الهندي. فأحكـم القائد البرتغالي (البوكيرك) السيطرة على سواحـل عمان واحتل سواحل الخليج العربي، والجزر الهامة في المحيط الهندي مثـل سوقطرة، وهكذا احتكر البرتغاليون تجارة الشرق وخاصة التوابل القادمة من الهند، وقد اتبع البرتغاليون سياسة استعمارية ظالمة في المنطقة
تمثلت السياسة الاستعمارية البرتغالية في ساحل عمان والخليج العربي
- ممارسة التعذيـب والعمـل بالسخرة بقيادة القائد البرتغالي ( البوكيرك) المعروف بجبروته
- تعصبهم الديني ضد المسلمين وإجبارهـم علـى اعتنـاق المسيحية.
- حرق وإغراق سفن كل مـن يخرج عن سياستهـم الاقتصادية الاحتكارية.
لم يقبل العمانيون الخضوع للاستعمار البرتغالي، فقاد حركة المقاومة دولة اليعاربة التي نشأت في منطقة الرستاق بقيادة ناصر بن مرشد اليعربي الذي وحد المدن العمانية ومن أهم الأعمال التي قام بها ناصر بن مرشد في عمان
- توحيد البلاد تحت حكم مركزي لمقاومة البرتغاليين
- إنشاء أسطول حربي وتجاري لمنافسة الأسطول البرتغالي
- بناء القلاع والحصول العسكرية لمحاربة البرتغاليين
قـام اليعاربة العمانيون مهاجمة الحصون والقلاع البرتغالية، وألحقوا الهزيمة بالقوات البرتغالية في أكثر من موقعـة، واستمروا في مطاردة البرتغاليين في البحار والسواحل، وامتدت سيطرة اليعارية إلى سواحل الخليج العربي والمحيط الهندي فوصلوا إلى بومباي على ساحل الهند الغربي، واستمروا في ملاحقة البرتغاليين حتى تم إجلاؤهـم نهائياً عن منطقة ساحل عمان والخليج العربي عام 1658م