اللغة العربية فصل أول

الثامن

icon

yes (3، 2) أفهَمُ المقروءَ وأُحَلِّلُهُ

1. أبْحَثُ في المُعجَمِ الوسيطِ الوَرَقيِّ أو الإلكترونيِّ عَنْ جَذْرِ الكَلِماتِ الآتِيَةِ ومَعْناها، ثُمَّ أُوَظِّفُها في جُمَلٍ مُفيدَةٍ مِنْ إِنشائي:
إحسانًـا: حسن / معروفًا.
يُـــجــــيــــرُ: جأر / يحمي.
تعاهَــــدْ: عهد / تَفَقَّدْ وتَرَدَّدَ إلَيْهِ.


2. أُفَرِّقُ في المَعْنى بَيْنَ الكَلِماتِ المخطوطِ تَحْتَها وفقًا لِلسِّياقاتِ الَّتي وَرَدَتْ فيها.

المَعْنى السِّياقيُّ الجُملَةُ

ثَنَتْ.

تجاوَزَ، كناية عَنِ التَّوبة.

الجوع.

- طَوَتْ شَيْماءُ الوَرَقَةَ فَانْطَوَتْ.
- طَوَى المُذنِبُ صَفْحَةَ الماضي.
- قالَ الصّائِمُ لِأخيهِ: مَتى يَحينُ وَقْتُ المَغْرِبِ؛ فَما عُدْتُ أتَحَمَّلُ الطِّوَى؟

3. الإنسانُ كائِنٌ اجتِماعيٌّ بِطَبْعِهِ، فَهُوَ يَميلُ إلى تكوينِ العِلاقاتِ المُختَلِفَةِ مَعَ النّاسِ، كَعِلاقَةِ القَرابةِ أو الجِوارِ أو الصَّداقَةِ أو العَمَلِ، وغَيْرِها مِنْ أنواعِ العِلاقاتِ الإنسانيَّةِ. وتُمَثِّلُ الآيةُ الكريمَةُ في مَطْلَعِ الدَّرْسِ جَوْلَةً في تنظيمِ العِلاقاتِ الإنسانيَّةِ بَيْنَ فِئاتٍ مُختَلِفَةٍ مِنَ النَّاسِ.

أ. أُحَدِّدُ الفِئاتِ الَّتي شَمِلَتْهَا الآيَةُ الكريمَةُ مُرَتَّبَةً في الشَّكلِ الآتي:


ب. أُعَلِّلُ ترتيبَ الآيَةِ القُرآنيَّةِ الكريمَةِ لِدائِرَةِ العِلاقاتِ الإنسانيَّةِ.

الآية تُرَتِّبُ العِلاقاتِ الإنسانيَّةَ وفقًا لِلأولَويَّةِ الَّتي تَعْكِسُ أهَمِّيَّتَها في سِياقِ الرِّعايَةِ والاهتِمامِ:

الوالِدَيْنِ: يأتيانِ أوَّلًا؛ لِأنَّهُما الأساسُ في التَّربِيَةِ والرِّعايَةِ.

ذَوي القربى: لِأنَّ الأقارِبَ هُمُ الأكثَرُ حاجَةً لِلعنايَةِ بَعْدَ الأُسرَةِ المُباشِرَةِ.

اليتامى: يليهِمْ؛ لِأنَّهُمْ فَقَدُوا الأبَوَيْنِ ويحتاجونَ إلى رعايَةٍ خاصَّةٍ.

المساكينَ: يُعنى بِهِمْ بَعْدَ اليتامى لِدَعْمِهِمْ في حاجاتِهِمُ المعيشيَّةِ.

الجار ذي القُربى: يأتي بَعْدَ المساكينِ، ويحتاجُ إلى حُسْنِ الجِوارِ بِسَبَبِ القُرْبِ المكانيِّ.

الجار الجُنُب: يليه؛ لِأنَّ الإحسانَ إلى الجارِ البعيدِ أيضًا مُهِمّ.

الصّاحِب بِالجَنْبِ: يأتي بَعْدَ الجارِ؛ لِدَعْمِهِ في التَّعامُلِ اليوميِّ.

ابن السَّبيل: يُذكَرُ أخيرًا؛ لِأنَّهُ يَتَطَلَّبُ ضيافةً ورِعايَةً في سَفَرِهِ.


4. أقْرِنُ المَوْقِفَ بِرَدِّ الفِعْلِ الصَّحيحِ الَّذي يَنْبَغي على الجارِ سُلوكُهُ:


5. أُمَيِّزُ الحديثَ النَّبَويَّ الشَّريفَ الَّذي تَتَقاطَعُ فِكْرَتُهُ مَعَ ما تدعو إليهِ الأبياتُ المُختارَةُ في ما يأتي:

ابيات مختارة

6. اتَّخَذَ الشُّعَراءُ الطَّيْرَ جارًا لَهُمْ، ومِنْ ذلِكَ (الحمامَةُ) في قَوْلِ الشّاعِرِ:

أقـــــولُ وقَــــدْ نــــاحَـــتْ بِـــقُـــرْبــي حَمامَةٌ                  أيـــــــا جــــــارَتَـــــــا هَــــــــلْ تَــــــشْــــــــعُـــــــــريــــــــنَ بِــحـــالــي
أيَـــــا جـــــــارتَـــــــا مــا أنْــصَــفَ الــدَّهْـرُ بَيْنَنا                   تــــــــعـــــــالــــــــي أُقــــــــاسِـــــمْـــــــكِ الــــــهُـــمــومَ تعالي
(أبو فِراسٍ الحمدانيِّ: شاعِرٌ عبّاسيٌّ)
أُقارِنُ بَيْنَ البَيْتَيْنِ الشِّعْريَّيْنِ وما وَرَدَ في قِصَّةِ الأعرابيِّ والقُبَّرَةِ مُشيرًا إلى التَّشابُهِ والاختِلافِ بَيْنَهُما.


♦ التَّشابُه:

1. في كِلا البيتَيْنِ، يُعَدُّ الطّائِرُ جارًا، حَيْثُ يُوَجِّهُ الشّاعِرُ حديثَهُ إلى الطّائِرِ وكأنَّهُ جارٌ يَعْرِفُ حالَهُ ويُدرِكُ مشاعِرَهُ.

• في البَيْتِ الأوَّلِ: الحمامَةُ هِيَ الجارَةُ الَّتي يَشْعُرُ الشّاعِرُ بِالحنينِ نَحْوَها.
• وفي البَيْتِ الثّاني: القُبَّرَةُ تُعَدُّ جارًا في المَنْزِل.

2. كِلا الشّاعِرَيْنِ يُعَبِّرانِ عَنِ الألَمِ والهُمومِ الَّتي يَمُرُّ بِها الشّاعِرُ.

• في البَيْتِ الأوَّلِ: الشاعر يتحدث عن همومه وحاله الصعب ويتمنى أن تشعر الحمامة به.
• بينما في البَيْتِ الثّاني: يُعَبِّرُ الأعرابيُّ عَنْ قَلَقِهِ وتَمَنيّاتِهِ بِالطَّمَأنينَةِ بَعْدَ رحيلِ الصَّيادِ.

الاختِلاف:
1.

• في البَيْتِ الأوَّلِ: الشّاعِرُ يَتَحَدَّثُ إلى الحمامَةِ بِلَهْجَةِ اسْتِعطافٍ ويَطْلُبُ مِنْها أنْ تَشْعُرَ بِمُعاناتِهِ.
• بَيْنَما في البَيْتِ الثّاني: الأعرابيُّ يَتَحَدَّثُ إلى القُبَّرَةِ بِطَريقَةٍ أكثَرَ تأكيدًا ويُشَجِّعُها على الاستِمتاعِ بِحُرِّيَّةٍ جديدَةٍ بَعْدَ رحيلِ الصَّيّادِ.

2.

• في البَيْتِ الأوَّلِ: الشّاعِرُ يُعَبِّرُ عَنْ حنينِهِ وشُعورِهِ بالعُزلَةِ وَسْطَ الوَضْعِ الحاليِّ.
• في المُقابِلِ، في البَيْتِ الثّاني، يُشيرُ الأعرابيُّ إلى فَتْرَةٍ زَمَنيَّةٍ جديدَةٍ بَعْدَ أنْ تَخَلَّصَتِ القُبَّرَةُ مِنَ الخَطَرِ، ويَطْلُبُ مِنْها أنْ تَسْتَمْتِعَ بِحُرِّيَّتِها.


7. أسْتَخْلِصُ القِيَمَ والعِبَرَ المُستَفادَةَ الَّتي تَعَلَّمْتُها مِنْ هذا الدَّرْسِ.

أ. الإحسان إلى الجار.
ب. التَّشديدُ في حِفْظِ الجارِ مِنَ الأذَى والضَّرَرِ.
ج. أمانُ الجارِ مِنْ كَمالِ الإيمانِ، وبُلوغِ أعلى دَرَجاتِهِ.
د. الحَضُّ عَلى تَعاهُدِ الجِيرانِ وَلو بالقَليلِ؛ لِمَا يَترتَّبُ عَلى ذلكَ منَ المَحبَّةِ والأُلفَةِ، ولِمَا يَحصُلُ بِه منَ المنفَعَةِ ودَفعِ المَفسدَةِ.
هـ. الحَثُّ على بذْلِ المعروفِ وما تَيسَّر مِنه وإنْ قلَّ، وإدخالِ السُّرورِ على المسلِمين.
و. عِظَمُ حَقِّ الجارِ، والتَّحذيرُ مِنْ إيذائِه.


yes (3، 3) أتَذَوَّقُ المقروءَ وأنقُدُهُ

1. أُبَيِّنُ دلالَةَ التَّكرارِ في قَوْلِ الأحنَفِ بنِ قَيْسٍ لِنَفْسِهِ (سَوْءَةٌ سَوْءَةٌ) عِنْدَما أشْرَفَ على جارِهِ.

تأكيدُ الشُّعور بِالنَّدَم، فَتِكرارُ كَلِمَةِ "سَوْءَة" يَعْكِسُ عُمقَ شُعورِ الأحنَف بِالنَّدَمِ والخَجَلِ.
تأكيدُ شُعورِ العَيْبِ والخَطَأ، التِّكرار يُستَخْدَمُ لِتَأكيدِ مَدى الجِدِّيَّةِ في وَصْفِ المَوْقِفِ بِأنَّهُ عَيْبٌ كبيرٌ.


2. تمتازُ الأحاديثُ النَّبَويَّةُ الشَّريفَةُ عُمومًا بِسِماتٍ فنِّيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْها: غِنى الأفكارِ، وعُمقُ المعاني، وقُوَّةُ التَّراكيبِ، ووُضوحُ الدَّلالَةِ، أُعَلِّلُ وَفْرَةَ السِّماتِ الفَنِّيَّةِ الآتِيَةِ في الأحاديثِ الشَّريفَةِ، وأُبدي رأيي في ذلِكَ:

• الإيجاز البليغ:

الحديث: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ _صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ_ : "ما زالَ جِبْريلُ يُوصيني بِالجارِ حتّى ظَنَنْتُ أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".
التَّعليل: الإيجازُ في هذا الحديثِ يُعَبِّرُ عَنْ عُمْقِ الوَصِيَّةِ وأهَمِّيَّتِها بِعِبارَةٍ قصيرَةٍ لكِنَّها تَحْمِلُ معنًى عميقًا، مِمّا يَجْعَلُها سَهْلَةَ التَّذَكُّرِ والتَّطبيقِ.
رأيي: الإيجازُ البليغُ يُساعِدُ في حِفْظِ الحديثِ وتداوُلِهِ بَيْنَ النّاسِ بِسُهولَةٍ، مِمّا يُعَزِّزُ مِنْ تأثيرِهِ وانتِشارِهِ.

• السُّؤال والحِوار:

الحديث: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ _ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما _ قالَ: "قالَ رَجُلٌ لِلنَّبيِّ _ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ_ : يا رسولَ اللهِ، كَيْفَ لي أنْ أعْلَمَ إذا أحْسَنْتُ أوْ إذا أسَأتُ؟ فَقالَ النَّبيُّ _صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ_ : إذا سَمِعْتَ جيرانَكَ يقولونَ: قَدْ أحسَنْتَ، فَقَدْ أحْسَنْتَ، وإذا سَمِعْتَهُمْ يقولونَ: قَدْ أسَأتَ، فَقَدْ أسَأتَ".
التَّعليل: استِخدامُ السُّؤالِ والحِوارِ في الحديثِ يَجْعَلُ التَّفاعُلَ بَيْنَ السّائِلِ والمُجيبِ أكْثَرَ واقِعِيَّةً ويُعَزِّزُ مِنَ الفَهْمِ والاستِيعاب.
رأيي: هذا الأُسلوبُ يُساعِدُ على توضيحِ المفاهيمِ بِطَريقَةٍ تفاعُليَّةٍ ومُباشِرَةٍ، مِمّا يَجْعَلُها أكْثَرَ تأثيرًا في النُّفوس.

• استخدامُ أساليبِ التَّوكيد:

الحديث: قالَ أبو شُرَيْحٍ العَدوَيُّ خُوَيْلِدُ بنُ عمرِو، قالَ رسولُ اللّهِ _ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ_ : "واللّهِ لا يُؤمِنُ، واللهِ لا يُؤمِنُ، واللهِ لا يُؤمِنُ. قالُوا: ومَا ذاكَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: الجارُ الَّذي لا يأمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ. قالوا: وما بَوائِقُهُ؟ قالَ: شَرُّهُ".
التَّعليل: استِخدامُ التَّوكيد المُتَكَرِّر بِـ"واللهِ" يُبْرِزُ أهَمِّيَّةَ الموضوعِ ويُشَدِّدُ على خُطورَتِهِ؛ مِمّا يَجْذِبُ انتِباهَ المُستَمِعينَ ويُعَزِّزُ مِنْ رُسوخِ المَعْنى في الأذهان.
رأيي: التَّوكيدُ المُتَكَرِّرُ يُضْفي على الحديثِ قُوَّةً وتأثيرًا أكبَرَ، ويَجْعَلُ المُستَمِعَ يُدرِكُ أهمِّيَّةَ ما يُقال.


3. ضَرَبَتْ حِكايَةُ الأعرابيِّ والقُبَّرَةِ مَثَلًا رائِعًا وصورَةً فُضْلى في مُراعاةِ حَقِّ الجارِ ولَوْ كانَ طَيْرًا.
أُبدي رأيي في هذا السُّلوكِ مُدَلِّلًا بِأمثِلَةٍ مُشابِهَةٍ مِنْ وَحْيٍ واقِعيٍّ.
سُلُوكُ الأعرابيِّ تِّجاهَ القُبَّرَةِ، حَيْثُ يُظْهِرُ احْتِرامًا واعْتِناءً حتّى لِلطَّيرِ، يَعْكِسُ قيمَةً عميقَةً في مُراعاةِ حُقوقِ الجار. في الواقِعِ، نَجِدُ أمثِلَةً مُشابِهَةً في اهْتِمامِ النّاسِ بِمُساعَدَةِ جيرانِهِمْ والحِفاظِ على خُصوصيّاتِهِمْ، مِثْل: مُساعَدَة الجيران وَقْتَ الحاجَةِ.


4. وَرَدَتْ في الأبياتِ الشِّعْريَّةِ في قِصَّةِ الأعرابيِّ والقُبَّرَةِ عناصِرُ حَرَكيَّةٌ وصوتيَّةٌ مُتَتابِعَةً في الألفاظِ: (فبِيضي، واصْفِري، ونَقِّرِي)، أوَضِّحُ أثَرَها _مِنْ وُجْهَةِ نَظَري- في المُتَلَقّي.
عناصِر حَرَكيَّة: حَرَكة الانسِياب والرّاحة: الأفعال "فبِيضي، واصْفِري، ونَقِّرِي" تدعو القُبَّرَةُ إلى أنْ تُنَفِّذَ أفعالًا حَرَكيَّةً مُعَيَّنَةً، مِمّا يُضفي على النَّصِّ إحساسًا بِالحَرَكَةِ والتَّفاعُلِ.
عناصِر صوتيَّة: إيقاع موسيقي: تَتَابُع الأفعال الصَّوتيَّة "بِيضي، واصْفِري، ونَقِّرِي" يُنْتِجُ إيقاعًا موسيقيًّا لَحْنًا مُتَناسِقًا، مِمّا يُعَزِّزُ مِنْ جمالِ النَّصِّ ويَجْعَلُ قراءَتَهُ مُمتِعَةً. هذا الإيقاعُ يُعَزِّزُ مِنَ الانْطِباعِ الجماليِّ لِلنَّصِّ ويَجْذِبُ انتِباهَ القارِئ.