الفكرةُ الرئيسةُ
- خلقَ اللهُ تعالى النّاسَ شعوبًا وأُمَمًا، وحثَّ على نشرِ السّلامِ والرحمةِ والمحبّةِ بينَهُمْ.
- الدينُ الإسلاميُّ دينٌ إنسانيٌّ، يساوي بَيْنَ النّاسِ جميعًا في الحقوقِ والواجباتِ، ويعاملُهُمْ بالعدلِ والرحمةِ مهما اختلفَتْ أعراقُهُمْ وأديانُهُمْ. ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
- التقوى: هِيَ التزامُ أوامرِ الله تعالى واجتنابُ نواهيهِ؛ حرصًا على نيلِ محبّتِهِ ورضوانِهِ، وخوفًا مِنْ غضبِهِ وعقابِهِ.
أولاً: مفهومُ إنسانيةِ الإسلامِ
- يُقصَدُ بإنسانيةِ الإسامِ عنايتهُ بالإنسانِ وتكريمَهُ لَهُ بِغَضِّ النظرِ عَنْ دينِهِ، أَوْ لونِهِ، أَوْ عِرقِهِ؛ لأَنَّ الناسَ جميعًا خلْقُ اللهِ وأصلُهُمْ واحدٌ.
- قالَ تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}. [الإسراء: 70 ].
- قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النّاسُ، ألا إنَّ ربَّكُمْ واحدٌ، وإنَّ أباكُمْ واحدٌ، ألا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على أعجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ إلّاَ بالتَّقْوى...». [رواهُ أ حمد] .
ثانيًا: مظاهرُ إنسانيةِ الإسلامِ
تظهرُ إنسانيةُ الإسلامِ في جوانبَ كثيرةٍ، مِنْها:
أ. تكريمُ الإنسانِ:
كرّمَ اللهُ تعالى الإنسانَ، وكلَّفهُ بعبادتهِ عزَّ وجلَّ، وفضّلَهُ على كثيرٍ مِنْ خلْقِهِ، ويتجلىّ هذا التكريمُ في صورٍ متعددةٍ مِنْها:
صُوَرُ تكريمِ اللهِ تعالى الإنسانَ |
||
خَلْقُهُ في أحسنِ تقويمٍ. |
تَسخيرُ الكونِ لَهُ. |
تَمييزُهُ بالعقلِ والتفكيرِ والبيانِ. |
|
|
|
ب) المساواةُ:
- المساواةُ قيمةٌ عظيمةٌ تجعلُ كافّةَ النّاسِ سواءً في الحقوقِ والواجباتِ، فيحصلُ الإنسانُ على جميعِ ما يحصلُ عَلَيْهِ أخوهُ، كحقِّ الأمنِ، والحرّيةِ، والتعليمِ، وحرّيةِ المعتقَدِ، وممارسةِ العبادةِ بغضِّ النظرِ عَنْ عِرقِهِ ودينِهِ وجنسِهِ ولونِهِ، وضمانِ العدلِ للجميعِ.
- قالَ تَعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
- ضربَ الإسلامُ أروعَ الأمثلةِ في المساواةِ بَيْنَ النّاسِ، وَمِنْ ذلكَ أنَّهُ حينَ كانَ عمرٌو بْنُ العاصِ واليًا على مصرَ ضربَ ابنٌ لَهُ رجلًا قبطيًّا لأنَّهُ سبقَهُ بفرسِهِ، فشكاهُ القبطيُّ إلى الخليفةِ سيّدِنا عمرَ بْنِ الخطابِ فأرسلَ سيّدُنا عمرُ يستدعي عَمْرًا وابنَهُ، فلمّ حضرا وسألَهُما عَنِ الأمرِ أقرَّ الابنُ بفعلتِهِ، فطلبَ الخليفةُ إلى القبطيِّ أَنْ يضربَ مَنْ ضربَهُ جزاءً بما فعلَ.
ج) الرحمةُ:
- أرسلَ اللهُ تعالى سيّدَنا محمّدًا صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمنَ، قالَ تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107 ]، وكلمةُ {لِلْعَالَمِينَ } في الآيةِ الكريمةِ تدلُّ على أَنَّ الرحمةَ شاملةٌ للنّاسِ جميعًا مِنْ دونِ النظرِ لجنسِهِمْ ودينِهِمْ.
- وحينَ طلبَ أحدُهُمْ إلى سيدِّنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الدعاءَ على المشركينَ قالَ صلى الله عليه وسلم: «إنّي لَم أبُعَثْ لعّانًا، وإنَّما بُعِثْتُ رحمةً ». [رواهُ مسلمٌ].
أستزيدُ
انطلاقًا مِنْ إنسانيةِ الإسلامِ ورحمتِهِ بالناسِ، أُسِّسَتِ الهيئةُ الخيريةُ الأردنيةُ الهاشميةُ عامَ 1990 م في عمانَ لتكونَ مؤسّسةً وطنيّةً تقومُ بأنشطةٍ خيريّةٍ داخلَ الأردنِّ وخارجَهُ، وتقدّمُ المساعداتِ الطارئة. ومن ذلك ما يأتي:
- إرسال معونات انسانية جوا وبرا إلى الشعب اللبناني الشقيق إثر تعرضه للعدوان الإسرائيلي 1996.
- إرسال مساعدات إنسانية جوا للشعب البنغالي المتضررين إثر الفيضانات التي أصابت أجزاء من بلاده 1991-2007.