الجرائم الإلكترونية
لا يخلو مجتمع من وجود الجرائم فتتعدد أشكالها وأنواعها وتتعدد أساليب المجرمين وتتطوّر ومع تقدم العلم وتطوّر التكنولوجيا أبدع المجرمون في إيجاد وسائل تساعدهم على تنفيذ مخططاتهم وعند استهداف المجرمين للتكنولوجيا يُطلق على الجريمة مصطلح الجريمة الإلكترونية والتي سنتعرف عليها في هذا الدرس.
تُعرف الجريمة الإلكترونية أو جرائم التقنية العالية بأنها نشاط غير مشروع موّﺟﻪ ﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ تغيير أو حذف المعلومات المخزنة داخل الحواسيب أو الوصول إليها، فهي سلوك غير مشروع ﺃﻭ غير مسموح ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑالمعالجة الآلية للبيانات أو نقلها،
وقد اكتفى البعض باختصار مفهوم الجريمة الإلكترونية على أنها الجريمة التي تستهدف التقنية الإلكترونية بصورة كلية أو جزئية.
دوافع ارتكاب الجريمة الإلكترونية:
من الأسباب الشخصية:
1- الرغبة في إثبات القدرات والذكاء في استخدام التقنية أمام الآخرين.
2- الرغبة في الترفيه.
3- تحقيق الأرباح من خلال الابتزاز أو إلحاق الضرر بالآخرين.
من الدوافع الاجتماعية:
1- الرغبة في الحصول على الاهتمام من السلطات أو أفراد الأسرة.
2- حب الشهرة.
3- طلبًا لإطلاق عبارات أو مصطلحات مختلفة عنه كمصطلح " مخترق حاسوب" أو هاكر من قبل أصدقاء أو أقارب الشخص في المجتمع الذي يعيش فيه.
4 - الرغبة في الانتقام من فرد معين أو منظمة أو جهات معينة.
من الدوافع الدينية والسياسية:
1- هناك أشخاص يقومون بارتكاب الجريمة الإلكترونية أو يحرضون عليها للتعبير عن الغضب الشديد.
2- يرتكبها آخرون لتحقيق أغراض دينية أو سياسية أو غيرها.
وهناك مجرمون إلكترونيون يواجهون أمراضاً نفسية مثل انفصام الشخصية، والاكتئاب، والهوس.
أنواع الجرائم الإلكترونية:
بالإضافة إلى قانون العقوبات الأردني على الأفعال والسلوكات التقنيّة غير المشروعة.
أبرز الأمثلة على الجرائم الإلكترونية:
- استخدام الحواسيب وشبكة الإنترنت للتخطيط لجريمة (مثل السرقة، تزوير أوراق ومستندات، اختلاس أموال، الاحتيال، التخطيط لجرائم جنسية ضد الأطفال والقصّر والفتيات).
- اقتحام المواقع الإلكترونية على الشبكة وإيقافها عن العمل من خلال إغراقها بالرسائل أو بوسيلة أخرى أو تدميرها.
- جرائم القرصنة ( إنشاء مواقع للبرامج المقرصنة، استخدام البرامج المقرصنة وسرقة المواقع).
- التشهير وتشويه السمعة في المواقع الإلكترونية والبريد الإلكتروني.
- انتحال شخصية فرد أو شركة بهدف الاحتيال (مثلاً من خلال البريد الإلكتروني).
- اختراق البريد الإلكتروني للآخرين.
- تزوير التوقيع الإلكتروني.
- جرائم الأموال، مثل: السطو على أرقام البطاقات الائتمانية، اختلاس من البنوك، تزوير وثائق ومستندات مالية.
- الجرائم الماسة بالأمن والاقتصاد الوطني والعلاقات الخارجية للمملكة.
- جرائم التغرير والاستدراج: التغرير والاستدراج هي من أشهر جرائم الإنترنت ومن أخطرها وأكثرها انتشاراً خاصة بين أوساط صغار السن والقصّر والفتيات من مستخدمي الشبكة، حيث تقوم هذه الجرائم على عنصر الإيهام إذ يوهم المجرمون ضحاياهم برغبتهم في تكوين علاقة صداقة على الإنترنت والتي قد تتطور إلى التقاء مادي بين الطرفين إلى أن تقع الضحية تحت التهديد أو الابتزاز.
مكافحة الجرائم الإلكترونية:
تصعب مكافحة الجرائم الإلكترونية للأسباب الآتية:
1- أنها جريمة عابرة للحدود، لا تعترف بالمكان والزمان.
2- تتميز بالتباعد الجغرافي.
3- يسهل إتلاف الأدلة من قبل الجناة.
4- هناك صعوبة في التحكم بتحديد حجم الضرر الناجم عنها، قياسًا بالجرائم التقليدية.
5-مرتكبيها هم من فئات متعددة تجعل التنبؤ بالمشتبه بهم أمراً صعباً.
استحدث جهاز الأمن العام وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية والتابعة لإدارة البحث الجنائي؛ وهذه الوحدة مجهزة بأحدث التقنيات العالمية في استخراج الأدلة الرقمية ومعاينتها من قِبل مهندسين وفنيين قانونيين متخصصين في هذا المجال. |
العوامل التي تعتمد عليها استراتيجية وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية لمكافحة الجرائم الإلكترونية:
- التحقيق في كافة الجرائم التي تدخل التقنية الإلكترونية ضمن وسائلها أو غاياتها بسرية تامة والوصول إلى فاعليها داخل المملكة أو خارجها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
- إعداد الدراسات حول سبل إنفاذ القانون وسيادته.
- إعداد التوصيات المبنية على الدراسات الواقعية حول تطوير التشريع الجنائي بما ينسجم مع التطور الفكري والفلسفي والاجتماعي والتكنولوجي.
- العلاقة المشتركة مع أفراد المجتمع والهيئات الرسمية وغير الرسمية في مجال مكافحة الجريمة، وحث المواطنين على التعاون في هذا المجال.
- التوعية والإعلام حول الجرائم المستحدثة وتبين مخاطرها وآثارها، حيث تقوم هذه الوحدة بعقد العديد من ورش التوعية والمحاضرات للتنبيه من مخاطر الجرائم ضمن الاختصاص النوعي للوحدة، وبحيث تستهدف هذه المحاضرات والورش مؤسسات المجتمع المدني والعسكري، ومؤسسات التعليم بمختلف مستوياتها، والجهات الخاصة والحكومية.
سُبل الوقاية من الجريمة الإلكترونية:
دائمًا ما نقول درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج فكيف تحمي نفسك أولًا والآخرين ثانيًا من الجرائم الإلكترونية:
هناك الكثير من الأمور التي تحميك من خطر أن تكون فريسة لمجرم إلكتروني ومنها:
- الحذر من مراسلة الغرباء، وعدم فتح الملفات التي يتم إرسالها عبر الشبكة العنكبوتية إلا بعد تأكده من هوية مرسلها.
- استخدام برامج للحماية من الفيروسات للحاسوب والهاتف عند القيام بشرائها وتحديث هذه البرامج بشكل دوري.
- عمل مسح كامل لكافة محتويات أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية (Wipping) قبل بيعها، حيث أن الأوامرFormat))،و (Delete) لا تقوم بحذف محتوى الأقراص الصلبة أو الذاكرة الخارجية بالكامل وإنما تحذف الفهرس الخاص بالتخزين، وإنما يجدر استخدام برامج متخصصة (Wipping Programs) لمسح وحدات التخزين وبطاقات الذاكرة بشتى أنواعها قبل إتلافها أو بيعها، فهناك أشخاص يستغلون من يبيعهم تلك الأجهزة أو عند تسليم الجهاز لمكتب صيانة أو ما شابه ذلك باستخراج محتوياتها وتهديد أصحابها وابتزازهم.
- استخدام كلمات سر مُعقّدة تشمل أحرف وأرقام ورموز وتغييرها باستمرار، كما يُنصح باستعمال نظام جدار الحماية (Firewalls) واستخدام برامج مكافحة البرامج الضارة وتشفير البيانات الحساسة.
- الحذر من مواقع التواصل الاجتماعي: يُنصح بعدم إرسال الصور الشخصية والفيديوهات الخاصة أو أية معلومات حسّاسة إلى الغرباء أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- عدم ترك الأجهزة الخاصة مع شخص غريب دون مراقبة ما يفعله على جهازك لأنه بالإمكان وخلال ثوانٍ معدودة زرع برنامج تجسس أو إنشاء حساب للدخول على الجهاز من الخارج.