النحو والصرف

الأول ثانوي أدبي

icon

ما هو الحال ؟

تأمل الجمل الآتية :

– عاد الجيشُ ظافراً .

– أقبل المظلومُ باكياً .

– بعتُ الإناءَ مكسوراً .

– قطعتُ الطريقَ راكضاً .

انظر إلى الكلمات : ظافراً – باكياً – مكسوراً – راكضاً ، في الجمل السابقة ، تجدها جميعاً أسماء منصوبة ، ولكننا نريد أن نعرف المعنى الذي استفاده السامع من وجود هذه الكلمات في الجمل .

فإذا قلت : عاد الجيش .

فسيفهم السامع أن الجيش عاد ، وهو الفاعل في هذه الجملة .

لكنك إذا أضفت إلى الجملةظافراً ‘ فهم السامع الهيئة والحالة التي كان عليها الجيش حين عودته .

وإذا قلت : بعتُ الإناءَ .

فسيفهم السامع أنك قمت ببيع الإناء فقط .

لكنك إذا أضفت إلى الجملةمكسوراً ‘ فهم السامع حالة الإناء حين بيعه ، وهو مفعول به في هذه الجملة ( أي الإناء ) .

وبهذه الطريقة ستدرك أن الكلمات الأخيرة من كل جملة ، إنما جاءت لتبين حال الفاعل أو المفعول به ، ولذلك تسمى حالاً ، ويسمى كل من الفاعل أو المفعول به ، صاحب الحال .

 

تعريف الحال

  اسم نكرة منصوب ، يأتي بعد جملة تامة لبيان حال الفاعل ، أو المفعول به ، أو الاسم المجرور ، أو المبتدأ ، أو الخبر ، وهذا ما يسمى صاحب الحال .

 

 أمثلة عن الحال

– جاء الولدُ ضاحكا .

صاحب الحال : الولد ( فاعل ) .

الحال : ضاحكا .

– رأيتُ الأولادَ لاهينَ .

صاحب الحال : الأولاد ( مفعول به ) .

الحال : لاهين .

– هذا ابني ناجحاً .

صاحب الحال : ابني ( خبر ) .

الحال : ناجحاً .

– أخوك متعلماً خيرٌ منه جاهلا .

صاحب الحال : أخوك ( مبتدأ ) .

الحال : متعلماً .

– دخلتُ إلى السوقِ مكتظاً .

صاحب الحال : السوق ( اسم مجرور ) .

الحال : مكتظاً .

 

أنواع الحال

1 – مفرداً ( في الإفراد والتثنية والجمع ) ، مثل :

– رجع القائد منصوراً .

– رجع القائدان منصورين .

– رجع القادةُ منصورِين .

2 – جملة فعلية ، مثل :

– ذهب المجرمُ تحرسه الشرطة .

3 – جملة اسمية ، مثل :

– سافرتُ والشمس مشرقة .

4 – جاراً ومجروراً ، مثل :

– أقبل العيدُ بالخيرات .

5 – ظرفاً ، مثل :

– أبصرتُ الخطيبَ فوق المنبرِ .

 

 

الحال من حيث الجمود والاشتقاق :

 

الحال المشتقة : وهي وصف صاحب الحال بمشتق  مثل :

– أقبل الرجل غاضبا .

الحال الجامدة : قد تأتي الحال جامدة إذا أوّلت بمشتق ، مثل :يعدو أخوك غزالاً ( أي يجري مشبهاً الغزال ) .

مواضع مجيء الحال جامدة  مؤولة بمشتق

1- أن تدلَّ الحال على سِعْرٍ، نحو: بِعْهُ مُدّاً بِدِرْهَم. فَمُدّاً: حال جامدة هي في معنى المشتق مُسَعَّراً ؛ إذ المعنى: ِبعْه مُسَعَّراً كلَّ مُدًّ بدرهم.

2- أن تدلّ الحال على مُفَاعَلَة (أي: المشاركة من جَانِبَيْنِ) نحو: بِعْتُه يداً بِيَدٍ (أي: مُنَاجَزَة ومُقَابَضَة) فيداً: حال جامدة هي في معنى المشتق (مُقَابِضَين).

3- أن تدلّ الحال على تشبيه، نحو: كرَّ زيدٌ أسداً (أي: مُشْبِهاً الأسد).

4- أن تدلّ الحال على ترتيب، نحو: ادخلوا الدارَ رجُلاً رَجُلاً، وادخلوا الدارَ رجُلَين رَجُلَين (أي: مُرَتَّبِِِين) فرجلاً الأولى: حال .
 

إعراب الحال

– بقيَ الجنديُّ صامدا .

بقي : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .

الجندي : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

صامدا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .

– قطعتُ الطريقَ راكضا .

قطعت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .

الطريق : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

راكضا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .

– استقبل زيدٌ عليا ضاحكيْن .

استقبل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

ضاحكين : حال منصوب بالياء لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

– الفاكهةُ طازجةً مفيدةٌ .

الفاكهة : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

طازجة : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .

مفيدة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

– دخل التلاميذ الأولَ فالأولَ .

دخل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .

التلاميذ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

الأول : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .

فالأول : الفاء : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الأول : معطوف على الأول منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

– يُلبسُ الذهبُ خاتما .

يلبس : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

الذهب : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

خاتما : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .

– رأيتُ عليا يكتب

رأيت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .

عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

يكتب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل نصب حال .

– رأيتُ عليا وهو مسرعٌ .

رأيت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .

عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

و : واو الحالية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

مسرع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره . والجملة الاسمية في محل نصب حال .

 

أمثلة على الحال من القرآن الكريم

قال تعالى :

– ‘ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا ‘ ( القصص 21 ) .

خائفا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

– ‘ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ‘ ( النساء 79 ) .

رسولا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

– ‘ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ‘ ( الحجرات 12 ) .

ميتا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .

– ‘ فخرج على قومه في زينته ‘ ( القصص 79 ) .

في زينته : جار ومجرور في محل نصب حال .

– ‘ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ‘ ( البقرة 60 ) .

مفسدين : حال منصوبة بالياء لأنه جمع مذكر سالم .

 

مسَوِّغات تنكير صاحب الحال

س ما الأصل في صاحب الحال التعريف ، أو التنكير ؟
الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة ، نحو جاء زيدٌ مُسْرِعاً ، ورأيت الطفلَ باكياً . وقد يأتي صاحب الحال نكرة عند وجود مُسَوَّغ .
س ما مسوِّغات تنكير صاحب الحال ؟

لا يُنكَّر صاحب الحال في الغالب إلا عند وجود مُسَوِّغ ، وهو أحد الأمور الآتية :

1- أنْ تتقدّم الحال على صاحبها النكرة ، نحو: جاء ضاحكاً طفلٌ ، ونحو : فيها قائماً رجلٌ
و نحو: في المكتبة واقفاً تلميذ.
2- أنْ يُخَصَّصَ صاحب الحال النكرة بوصف ، أو إضافة . فمثال ما تَخَصَّص بوصف ، قولك : جاءني طالبٌ مجتهدٌ سائِلاً ،
ونحو: يا ربِّ نجّيت نوحاً واستجبت له       في فلكٍ ماخرٍ في اليمّ مشحوناً
ومثال ما تَخَصَّص بإضافة ، قولك : جاءني طالبُ علمٍ سائلا ً.
و نحو: (في أربعة أيام سواء للسائلين) فسواء حال من أربعة بعد تخصيصها بالإضافة إلى أيام.

3- أنْ يقع صاحب الحال النكرة بعد نفي ، أو شِبْهِه كالنّهي ، والاستفهام . فمثال النفي ، قولك : ما جاءني أحدٌ سائلاً . ومنه قوله تعالى :(وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ)
فجملة ( لها كتابٌ ) حال من النكرة ( قرية ) وصحّ مجيء الحال من النكرة لتقدّم النفي عليها .
ومثال النهي قولك : لا يدخلْ أحدٌ الفَصْلَ مُتَأخِّراً .

ومثال الاستفهام ، قولك : هل دخل أحدٌ الفصل مُتَأخِّراً ؟
 

 

حالات وجوب واو الحال فيما يأتي:

1- إذا كان الحال جملة اسمية  مجردة من ضمير يربطها بصاحب الحال، نحو: جئتُ والناسُ نائمون. وقوله تعالى: (قَالوا لَئِن أَكَلَهُ الذئبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ).

2- الحال جملة فعلية تبدأ بفعل ماضٍ مثبت كقولنا : دخلت المدينة وقد طلع الفجر. 

3- الحال جملة فعلية تبدأ بفعل مضارع مثبت مسبوق ب (قد ) مثل :لم لانكثف التدريبات وقد تعلمون أن التصفيات قريبة ؟

ملاحظة :لا يشترط وجود (قد) في جملة الحال المنفية .مثل قولنا: جئتُ وما طلعت الشَّمسُ

 

 

تعدد الحال وتعدد صاحبها :

1- قد تتعدد الحال وصاحبها واحد نحو : " وماتوا واقفين متألقين مقبّلين فم الحياة " .

 

2- وقد تتعدد الحال ويتعدد صاحبها نحو : لقيتُ هندًا جالسًا واقفةً ، وقد أمن اللبس ، فأمكن نسبة كل حال إلى صاحبها، فسياق الجملة يظهر أن الحال (واقفة) مؤنثة صاحبها هنداً والحال الثانية (جالساً) مذكرة وصاحبها( ضمير المتكلم ) .

3- أما إذا لم يكن بالإمكان تحديد صاحب الحال من السياق كقولنا: سلم عماد على مراد واقفاً مبتسماً ، ففي مثل هذا الموطن تكون الحال التي ترد أولاً لصاحبها الذي يرد ثانياً، والحال التي تقع ثانية يكون صاحبها الذي يرد أولاً فالحال واقفاً صاحبها مراد والحال مبتسماً صاحبها عماد .