ما هو الحال ؟
تأمل الجمل الآتية :
– عاد الجيشُ ظافراً .
– أقبل المظلومُ باكياً .
– بعتُ الإناءَ مكسوراً .
– قطعتُ الطريقَ راكضاً .
انظر إلى الكلمات : ظافراً – باكياً – مكسوراً – راكضاً ، في الجمل السابقة ، تجدها جميعاً أسماء منصوبة ، ولكننا نريد أن نعرف المعنى الذي استفاده السامع من وجود هذه الكلمات في الجمل .
فإذا قلت : عاد الجيش .
فسيفهم السامع أن الجيش عاد ، وهو الفاعل في هذه الجملة .
لكنك إذا أضفت إلى الجملة ‘ ظافراً ‘ فهم السامع الهيئة والحالة التي كان عليها الجيش حين عودته .
وإذا قلت : بعتُ الإناءَ .
فسيفهم السامع أنك قمت ببيع الإناء فقط .
لكنك إذا أضفت إلى الجملة ‘ مكسوراً ‘ فهم السامع حالة الإناء حين بيعه ، وهو مفعول به في هذه الجملة ( أي الإناء ) .
وبهذه الطريقة ستدرك أن الكلمات الأخيرة من كل جملة ، إنما جاءت لتبين حال الفاعل أو المفعول به ، ولذلك تسمى حالاً ، ويسمى كل من الفاعل أو المفعول به ، صاحب الحال .
تعريف الحال
اسم نكرة منصوب ، يأتي بعد جملة تامة لبيان حال الفاعل ، أو المفعول به ، أو الاسم المجرور ، أو المبتدأ ، أو الخبر ، وهذا ما يسمى صاحب الحال .
أمثلة عن الحال
– جاء الولدُ ضاحكا .
صاحب الحال : الولد ( فاعل ) .
الحال : ضاحكا .
– رأيتُ الأولادَ لاهينَ .
صاحب الحال : الأولاد ( مفعول به ) .
الحال : لاهين .
– هذا ابني ناجحاً .
صاحب الحال : ابني ( خبر ) .
الحال : ناجحاً .
– أخوك متعلماً خيرٌ منه جاهلا .
صاحب الحال : أخوك ( مبتدأ ) .
الحال : متعلماً .
– دخلتُ إلى السوقِ مكتظاً .
صاحب الحال : السوق ( اسم مجرور ) .
الحال : مكتظاً .
أنواع الحال
1 – مفرداً ( في الإفراد والتثنية والجمع ) ، مثل :
– رجع القائد منصوراً .
– رجع القائدان منصورين .
– رجع القادةُ منصورِين .
2 – جملة فعلية ، مثل :
– ذهب المجرمُ تحرسه الشرطة .
3 – جملة اسمية ، مثل :
– سافرتُ والشمس مشرقة .
4 – جاراً ومجروراً ، مثل :
– أقبل العيدُ بالخيرات .
5 – ظرفاً ، مثل :
– أبصرتُ الخطيبَ فوق المنبرِ .
الحال من حيث الجمود والاشتقاق :
الحال المشتقة : وهي وصف صاحب الحال بمشتق مثل :
– أقبل الرجل غاضبا .
الحال الجامدة : قد تأتي الحال جامدة إذا أوّلت بمشتق ، مثل :يعدو أخوك غزالاً ( أي يجري مشبهاً الغزال ) .
مواضع مجيء الحال جامدة مؤولة بمشتق
1- أن تدلَّ الحال على سِعْرٍ، نحو: بِعْهُ مُدّاً بِدِرْهَم. فَمُدّاً: حال جامدة هي في معنى المشتق مُسَعَّراً ؛ إذ المعنى: ِبعْه مُسَعَّراً كلَّ مُدًّ بدرهم.
2- أن تدلّ الحال على مُفَاعَلَة (أي: المشاركة من جَانِبَيْنِ) نحو: بِعْتُه يداً بِيَدٍ (أي: مُنَاجَزَة ومُقَابَضَة) فيداً: حال جامدة هي في معنى المشتق (مُقَابِضَين).
3- أن تدلّ الحال على تشبيه، نحو: كرَّ زيدٌ أسداً (أي: مُشْبِهاً الأسد).
4- أن تدلّ الحال على ترتيب، نحو: ادخلوا الدارَ رجُلاً رَجُلاً، وادخلوا الدارَ رجُلَين رَجُلَين (أي: مُرَتَّبِِِين) فرجلاً الأولى: حال .
إعراب الحال
– بقيَ الجنديُّ صامدا .
بقي : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
الجندي : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
صامدا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
– قطعتُ الطريقَ راكضا .
قطعت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
الطريق : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
راكضا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
– استقبل زيدٌ عليا ضاحكيْن .
استقبل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
ضاحكين : حال منصوب بالياء لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
– الفاكهةُ طازجةً مفيدةٌ .
الفاكهة : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
طازجة : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
مفيدة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
– دخل التلاميذ الأولَ فالأولَ .
دخل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
التلاميذ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
الأول : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
فالأول : الفاء : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الأول : معطوف على الأول منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– يُلبسُ الذهبُ خاتما .
يلبس : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
الذهب : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
خاتما : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
– رأيتُ عليا يكتب
رأيت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
يكتب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل نصب حال .
– رأيتُ عليا وهو مسرعٌ .
رأيت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
و : واو الحالية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
مسرع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره . والجملة الاسمية في محل نصب حال .
أمثلة على الحال من القرآن الكريم
قال تعالى :
– ‘ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا ‘ ( القصص 21 ) .
خائفا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ‘ ( النساء 79 ) .
رسولا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ‘ ( الحجرات 12 ) .
ميتا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ فخرج على قومه في زينته ‘ ( القصص 79 ) .
في زينته : جار ومجرور في محل نصب حال .
– ‘ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ‘ ( البقرة 60 ) .
مفسدين : حال منصوبة بالياء لأنه جمع مذكر سالم .
مسَوِّغات تنكير صاحب الحال
س ما الأصل في صاحب الحال التعريف ، أو التنكير ؟
الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة ، نحو جاء زيدٌ مُسْرِعاً ، ورأيت الطفلَ باكياً . وقد يأتي صاحب الحال نكرة عند وجود مُسَوَّغ .
س ما مسوِّغات تنكير صاحب الحال ؟
لا يُنكَّر صاحب الحال في الغالب إلا عند وجود مُسَوِّغ ، وهو أحد الأمور الآتية :
1- أنْ تتقدّم الحال على صاحبها النكرة ، نحو: جاء ضاحكاً طفلٌ ، ونحو : فيها قائماً رجلٌ
و نحو: في المكتبة واقفاً تلميذ.
2- أنْ يُخَصَّصَ صاحب الحال النكرة بوصف ، أو إضافة . فمثال ما تَخَصَّص بوصف ، قولك : جاءني طالبٌ مجتهدٌ سائِلاً ،
ونحو: يا ربِّ نجّيت نوحاً واستجبت له في فلكٍ ماخرٍ في اليمّ مشحوناً
ومثال ما تَخَصَّص بإضافة ، قولك : جاءني طالبُ علمٍ سائلا ً.
و نحو: (في أربعة أيام سواء للسائلين) فسواء حال من أربعة بعد تخصيصها بالإضافة إلى أيام.
3- أنْ يقع صاحب الحال النكرة بعد نفي ، أو شِبْهِه كالنّهي ، والاستفهام . فمثال النفي ، قولك : ما جاءني أحدٌ سائلاً . ومنه قوله تعالى :(وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ)
فجملة ( لها كتابٌ ) حال من النكرة ( قرية ) وصحّ مجيء الحال من النكرة لتقدّم النفي عليها .
ومثال النهي قولك : لا يدخلْ أحدٌ الفَصْلَ مُتَأخِّراً .
ومثال الاستفهام ، قولك : هل دخل أحدٌ الفصل مُتَأخِّراً ؟
حالات وجوب واو الحال فيما يأتي:
1- إذا كان الحال جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحب الحال، نحو: جئتُ والناسُ نائمون. وقوله تعالى: (قَالوا لَئِن أَكَلَهُ الذئبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ).
2- الحال جملة فعلية تبدأ بفعل ماضٍ مثبت كقولنا : دخلت المدينة وقد طلع الفجر.
3- الحال جملة فعلية تبدأ بفعل مضارع مثبت مسبوق ب (قد ) مثل :لم لانكثف التدريبات وقد تعلمون أن التصفيات قريبة ؟
ملاحظة :لا يشترط وجود (قد) في جملة الحال المنفية .مثل قولنا: جئتُ وما طلعت الشَّمسُ
تعدد الحال وتعدد صاحبها :
1- قد تتعدد الحال وصاحبها واحد نحو : " وماتوا واقفين متألقين مقبّلين فم الحياة " .
2- وقد تتعدد الحال ويتعدد صاحبها نحو : لقيتُ هندًا جالسًا واقفةً ، وقد أمن اللبس ، فأمكن نسبة كل حال إلى صاحبها، فسياق الجملة يظهر أن الحال (واقفة) مؤنثة صاحبها هنداً والحال الثانية (جالساً) مذكرة وصاحبها( ضمير المتكلم ) .
3- أما إذا لم يكن بالإمكان تحديد صاحب الحال من السياق كقولنا: سلم عماد على مراد واقفاً مبتسماً ، ففي مثل هذا الموطن تكون الحال التي ترد أولاً لصاحبها الذي يرد ثانياً، والحال التي تقع ثانية يكون صاحبها الذي يرد أولاً فالحال واقفاً صاحبها مراد والحال مبتسماً صاحبها عماد .