الفهمُ والتَّحليلُ
دعا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث النبوي الشريف إلى التوسط والاعتدال والبعد عن الغلو والتشدد.
راوي الحديث
هو الصحابي الجليل أنس بن مَالك بن النَّضر الْأنْصَارِيّ.
أَولًا: حرص الصحابة على معرفة أحكام دينهم
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام شديدي الحرص على معرفة أحكام دينهم، لذلك كانوا يكثرون من السؤال عما كان ينزل بهم من وقائع وأحداث، ويحرصون على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: النهي عن التشدد
هؤلاء الثلاثة وما ألزموا أنفسهم به وهو:
أ. الأول: ألزم نفسه بقيام كل الليل، فلا ينام في الليل أبدًا.
ب. الثاني ألزم نفسه صيام الدهر كله، فلا يفطر أبدًا.
ج. الثالث ألزم نفسه بعدم الزواج نهائيًّا.
فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحّح لهم المنهج الذي يجب أن يكونوا عليه.
وجههم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنهج الإسلامي الصحيح من خلال عدم تحميل النفس ما لا تطيق ولو من الأعمال الصالحة، وعدم حرمان النفس من التمتع بالمباح، واتباع ما جاء به الشرع دون تشدد.
أَتوقَّف
الفرق بين التشدد والمجاهدة:
التشدد في الدين حرام.
مجاهدة النفس على الالتزام بالأحكام الشرعية فهي أمر مطلوب ومحمود.
ثالثًا: أثر مخالفة منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ما ألزم به هؤلاء الثلاثة أنفسهم مخالف لهديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».
يؤدّي التشدُّد في التعبُّد إلى:
أ . إيقاع النفس في الحَرَج، وتكليفها بما لا تستطيع.
ب . الإخلال ببقية الحقوق والواجبات التي أمر الله تعالى بمراعاتها.
ج. إمكانية شعور المتُشدِّد بالملَل الذي يؤدّي إلى التوقُّف عن العمل، خلافًا للمُقتصِد؛ فإنَّه يضمن استمرار العمل.
صورة مشرقة
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شديد الاقتداء بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الإِثراءُ والتَّوسُّعُ
اختصَّ النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الأحكام التي انفرد بها عن غيره، والتي قد يكون بعضها شاقًّا على عامَّة الناس؛ لذا، فهم لا يُطالَبون بها. ومن ذلك:
1) إباحة الوصال في الصوم له صلى الله عليه وسلم، بالرغم من نهيه المسلمين عن الوصال؛ وهو صيام أكثر من يوم دون إفطار.
2) حرمة أخذه صلى الله عليه وسلم من الصدقة، بالرغم من أنَّا مباحة لفقراء المسلمين.
3) وجوب قيام الليل عليه صلى الله عليه وسلم، بالرغم من أنَّه مندوب لغيره من أفراد الأمَُّة.