الدولةُ الأُمويّةُ (النشأةُ والتوسُّعُ)
أتخيّلُ نَفسي هُناكَ
في أثناءِ زيارةِ مدرستِنا إحدى الجامعاتِ الأردنيّةِ، تعرَّفْنا إلى طلبةٍ مُسلمينَ مِنْ دولِ أواسِطِ آسيا. تبادرَ إلى ذِهني سؤالٌ: كيفَ وصلَ الدينُ الإسلاميُّ إلى هذِهِ البلادِ؟
قيامُ الدولةِ الأُمويّةِ (41-132هـ/661-750م)
سُمِّيتِ الدولةُ الأُمويّةُ هذا الاسمَ لانتماءِ خُلفائِها إلى بني أُميّةَ، وقَدْ أسّسَها مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ واتّخذَ مِنْ دِمشقَ عاصمةً لَها. وقبلَ تأسيسِهِ الدولةَ الأُمويّةَ كانَ مُعاويةُ واليًا على الشامِ، وكانَتْ لهُ خِبرةٌ كبيرةٌ في الولايةِ تَزيدُ على عِشرينَ عامًا؛ ما ساعدَهُ على حُكمِ الدولةِ الأُمويّةِ وتحقيقِ العديدِ مِنَ الإنجازاتِ.
وعلى غير ما جَرى مِنْ اختيارِ الخُلفاءِ في العهْدِ الراشديِّ، استحدثَ الأُمويّونَ نظامَ الوراثةِ في الحُكْمِ (ولايةَ العهْدِ)؛ إذْ يُعيِّنُ الخليفةُ الشخصَ الذي يتولّى الخِلافةَ مِنْ بعدِهِ، فعيَّنَ مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ ابنَهُ يزيدًا وليًّا للعهدِ مِنْ بعدِهِ.
توسُّعُ الدولةِ الأُمويّةِ
التوسُّعُ الأُمويُّ في آسيا الصغْرى (تركيّا حاليًّا):
اتَّجهتِ الفُتوحاتُ الإسلاميّةُ في عهْدِ الدولةِ الأُمويّةِ نحوَ آسيا الصغْرى؛ للتصدّي للخطرِ البيزنطيِّ فيها بِحَملاتٍ عسكريّةٍ دوريّةٍ صيفًا وشِتاءً عُرِفتْ بالصوائِفِ والشَّواتي؛ إذْ استطاعَ الأُمويّونَ السيطرةَ على أرمينيا وجَزيرتَي (أرواد) و(رودس) في البحرِ المتوسِّطِ.
حِصارُ القسطنطينيّةِ:
تطلّعَ المسلمونَ بعدَ فتحِهِم بلادَ الشامِ إلى فتحِ القسطنطينيّةِ عاصمةِ الدولةِ البيزنطيّةِ التي كانَتْ تُشكِّلُ تهديدًا للدولةِ الأُمويّةِ؛ إذْ حاصروا القسطنطينيّةَ ثلاثَ مرّاتٍ؛ كانَ أوَّلُها في عهْدِ الخليفةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ (49هـ/669م) ولكنَّ هذِهِ الحملةَ لمْ تُحقِّقِ الانتصارَ بسببِ حَصانةِ أسوارِ المدينةِ ومناعتِها، ثمَّ عاودَتِ الجيوشُ الإسلاميّةُ محاصرتَها للمرّةِ الثانيّةِ برًّا وبحرًا في عامِ (54هـ/674م)، وفشلَتْ تلكَ الحملةُ بسببِ استخدامِ البيزنطيِّينَ النارَ الإغريقيّةَ. وكانَتْ آخِرُ تلكَ الحَملاتِ في عهْدِ الخليفةِ سُليمانَ بنِ عبدِ الملِكِ في عامِ (98هـ/715م) وفشلَتْ تلكَ الحملةُ أيضًا. وظلّتِ القسطنطينيّةُ حِصنًا منيعًا إلى أنْ سيطرَتْ علَيْها الدولةُ العُثمانيّةُ في ما بعدُ، على يدِ محمّدٍ الفاتِحِ.
الفُتوحاتُ الأُمويّةُ في آسيا الوسْطى:
بعدَ فتحِ العراقِ وبلادِ فارِسَ وبلادِ الشامِ ومِصرَ، تابعَ الأُمويّونَ في عهْدِ الخليفةِ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ فُتوحاتِهِم في بلادِ ما وراءَ النهرِ، وهِيَ البلادُ الواقعةُ إلى الشرقِ مِنْ نهرِ (جيحون) في آسيا الوسْطى، وتشمَلُ أراضيها: أوزبَكِستان وكازاخِسْتان وقَرغيزِسْتان وتُركمانِسْتان وطاجيكِسْتان، وتمكّنوا مِنْ فتحِ العديدِ مِنَ المُدُنِ الكُبرى، مثلِ بُخارى وسَمَرْقَند وخوارِزْم وطَشْقَند، حتّى وصلوا إلى حدودِ الصينِ والهندِ شرقًا.
- أُبيِّنُ على الخريطةِ الحدودَ الشرقيّةَ للدولةِ الأُمويّةِ.
الفُتوحاتُ الأُمويّةُ في شمالِ إفريقيا وأُوروبّا:
فتحَ الأُمويّونَ الشمالَ الإفريقيَّ وبنوا مدينةَ القَيْروانِ (في تونُسَ الحاليّةَ)؛ لتكونَ قاعدةً لانطلاقِ الجيوشِ الأُمويّةِ نحوَ الجزائرِ والمغربِ الأقصى (مرّاكِش) وضمّوا مدينةَ طنجةَ، ثُمَّ تطلَّعوا إلى فتحِ شِبهِ جزيرةِ (أيبيريا) إسبانيا والبرتغالِ حاليًّا؛ إذْ تولّى قيادةَ جيوشِ الفتحِ موسى بنُ نُصيرٍ والي إفريقيا الأُمويُّ والقائدُ طارِقُ بنُ زيادٍ في عامِ (92هـ/711م)؛ فانهارَتْ مقاومةُ الإسبانِ وسيطرَتْ الجيوشُ العربيّةُ على جنوبِ إسبانيا المعروفةِ بالأندلُسِ، وأقاموا فيها حضارةً عربيّةً إسلاميّةً دامَتْ سبعةَ قرونٍ ونيّفًا تقريبًا.
- أذكرُ المدنَ التي سيطرَ علَيْها الأُمويّونَ في شمالِ إفريقيا.
العديد من المدن أهمها: طرابلس – قرطاج – القيروان – عنابة – طنجة
- أُبيِّنُ خطَّ سَيْرِ موسى بنِ نُصيرٍ وطارقِ بنِ زيادٍ في فتحِ الأندلسِ.
- يظهر في الخريطة خط موسى بن نصير : لكة – اشبيلية – مارده – سرقسطة – بنبلونه – استرقة
- يطهر في الخريطة خط كارق بن زياد : لكه – فرمونة- المانده – سرقسطه- استرقة
ثُمَّ تابعَ ولاةُ الأندلسِ فُتوحاتِهِم في أوروبّا إلى أنْ وصلوا إلى جنوبِ فرَنْسا، ودارتْ بينَ الطرفَينِ معركةُ بلاطِ الشهداءِ (بواتييه) في عامِ (114هـ/732م) بقيادةِ عبدِ الرحمنِ الغافِقيِّ للجيشْ الإسلاميِّ و(شارل مارتل) للجيشِ الفرنسيِّ وانتهَتْ بهزيمةِ الجيشِ الإسلاميِّ. وبذلِكَ توقّفتِ الفُتوحاتُ الأُمويّةُ نحوَ الغربِ الأوروبيِّ.