الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ
- مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ رضي الله عنه صَحابِيٌّ جَليلٌ.
- مِنَ السّابِقينَ إِلى الْإِسْلامِ.
- وَقَدْ نَشَرَ الْإِسْلامَ في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ.
أَسْتَنيرُ
- مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه مِنَ الصَّحَابَةِ الْكِرامِ رضي الله عنهم السّابِقِينَ إِلى الْإِسْلَامِ فِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ.
أَوَّلًا: بِطَاقَتُهُ التَّعْرِيفِيَّةُ
اسْمُهُ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه.
مَوْلِدُهُ: وُلِدَ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ.
نَشْأَتُهُ: نَشَأَ فِي بَيْتِ غِنًى، فَقَدْ كانَتْ أُمُّهُ مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا، وَكانَ بَارًّا بِها.
وَفاتُهُ: تُوُفِّيَ شَهيدًا في السَّنَةِ 3هـ في يَوْمِ أَحُدٍ.
ثانِيًا: إِسْلامُهُ
- أَسْلَمَ الصَّحابِيُّ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه وَهُوَ شابٌّ في بِدايَةِ دَعْوَةِ سَيِّدِنَا رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
- وَكَانَ مِمَّنْ يَحْضُرُ إِلى دَارِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ رضي الله عنه لِيَتَعَلَّمَ أَحْكامَ الْإِسْلامِ.
- وَلَمّا عَلِمَ أَهْلُهُ بِإِسْلامِهِ، حَاوَلَتْ أُمُّهُ أَنْ تَمْنَعَهُ مِنْ ذلِكَ، فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَها؛ فَلَجَأَتْ إِلى تَهْديدِهِ بالتَّعذيبِ وَالْإِيذَاءِ، وَحَرَمَتْهُ مالَها، فَظَلَّ ثابِتًا عَلى إيمانِهِ، ثُمَّ حَبَسَتْهُ عَنِ الْخُروجِ مِنْ بَيْتِهِ، فَبَقِيَ صابِرًا؛ مَرْضاةً لِلَّهِ تَعالى.
- وَكانَ حَريصًا عَلى دَعْوَةِ أُمِّهِ إِلى الْإِسْلامِ؛ يُخاطِبُها بِرِفْقٍ وَمَحَبَّةٍ، وَيَأْمُلُ فِي هِدايَتِهَا.
- فَلَمّا رَأَى أَهْلُهُ ثَباتَهُ عَلى الْإِيمانِ تَرَكُوهُ وشَأْنَهُ.
أَتَعَلَّمُ
- دارُ الْأَرْقَمِ: هِيَ دَارُ الصَّحابِيِّ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ.
- وَقَدْ كانَ سَيِّدُنَا رَسولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَمِعُ فيها بِالْمُسْلِمينَ في بدايَةِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلامِيَّةِ، وَيُعَلِّمُهُمْ أَحْكامَ دينِ الْإِسْلامِ.
ثالِثًا: مَواقِفُ مِنْ حَياةِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه
أ. هِجْرَتُهُ إِلى الْحَبَشَةِ:
- لَمّا اشْتَدَّ الْأَذى بِالْمُسْلِمينَ، أَذِنَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ ﷺ لِمَنْ أَرادَ مِنْهُمْ بِالْهِجْرَةِ إِلى الْحَبَشَةِ.
- فَهاجَرَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ رضي الله عنه مَعَ بَعْضِ الصَّحابَةِ الْكِرامِ رضي الله عنهم فِرَارًا بِدينِهِمْ.
- وَقَدْ عانى مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه في هِجْرَتِهِ قَسْوَةَ الْحَياةِ، وَشِدَّةَ الْفَقْرِ.
- ثُمَّ عادَ بَعْدَ مُدَّةٍ إِلى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ.
ب. دَعْوَتُهُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ إِلى الْإِسْلامِ:
- تَمَيَّزَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه بِحُسْنِ أَخْلاقِهِ.
- وَحِكْمَتِهِ.
- وَفَهْمِهِ أَحْكامَ الْإِسْلامِ.
- وَقُدْرَتِهِ عَلى الْمُناقَشَةِ وَالْإِقْنَاعِ؛ لِذَا اخْتارَهُ سَيِّدُنَا رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُرافِقَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ الَّذينَ أَسْلَموا وَبايَعوهُ في بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ الْأُولى؛ لِيُعَلِّمَهُمُ الْقُرْآنَ الْكَريمَ وَأَحْكامَ دينِ الْإِسْلامِ.
- وَقَدْ قَامَ الصَّحَابِيُّ مُصْعَبٌ رضي الله عنه بِهَذِهِ الْمَهَمَّةِ خَيْرَ قِيامِ؛ فَقَدِ اسْتَمَرَّ بِالدَّعْوَةِ حَتّى نَشَرَ الْإِسْلامَ في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ.
أَتَعَلَّمُ
أ. تَضَمَّنَتْ بَيْعَةُ الْعَقَبَةِ الأولى الْعَهْدَ عَلى الدُّخولِ في الْإِسْلامِ وَالطَّاعَةِ لِسَيِّدِنا رَسولِ اللهِ ﷺ.
ب. أَطْلَقَ الْعُلَماءُ عَلَى الصَّحابِيِّ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه لَقَبَ:
(أَوَّلُ سَفيرٍ في الْإِسْلامِ)؛ لِأَنَّ سَيِّدَنا رَسُولَ اللهِ ﷺ أَرْسَلَهُ إِلى الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ؛ لِدَعْوَةِ أَهْلِها إِلى الْإِسْلامِ.
ج. جهادُهُ في سَبيلِ اللهِ تَعالى:
-
- شارَكَ الصَّحابِيُّ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه في الْجِهادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.
- وَخَرَجَ مَعَ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكانَ مِنْ أَبْطَالِها.
- وَفي يَوْمِ أُحُدٍ كانَ رضي الله عنه يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُسْلِمينَ؛ وَقاتَلَ قِتالَ الأَبْطالِ حَتّى اسْتُشْهِدَ.
- وَكانَ عُمْرُهُ حينَذَاكَ أَرْبَعِينَ عامًا.
أَرْبِطُ مَعَ الْجُغرافيا
- الْحَبَشَةُ هِيَ إِحْدى الْبِلادِ الْإِفْريقِيَّةِ الْقَديمَةِ.
- وَتُعْرَفُ الْيَوْمَ بِاسْمِ (إِثْيوبْيا).
- وَفِي بِدايَةِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلامِيَّةِ في السَّنَةِ الْخامِسَةِ مِنَ الْبِعْثَةِ، هَاجَرَ الْمُسْلِمونَ إِلَيْها بِأَمْرٍ مِنْ سَيِّدِنا رَسولِ اللَّهِ ﷺ.
- فَأَحْسَنَ مَلِكُها مُعامَلَتَهُمْ، وَرَفَضَ تَسْليمَهُمْ إِلى قُرَيْشٍ.
أَسْتَزيدُ
- اشْتُهِرَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه قَبْلَ الْإِسْلامِ بِجَمالِهِ.
- وَارْتِدائِهِ أَفْضَلَ الْمَلابِسِ وَأَغْلاها ثَمَنًا.
- وَكانَ يَضَعُ أَفْضَلَ الْعُطورِ.
- وَلَمّا اسْتُشْهِدَ رضي الله عنه بَكى عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسولُ اللَّهِ ﷺ وَقَرَأَ قَوْلَهُ تَعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الْأَحْزابُ: 23] (قَضَى نَحْبَهُ: ماتَ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا: لَمْ يُغَيِّرُوا عَهْدَهُمْ مَعَ اللَّهِ تَعالى، وَقالَ ﷺ: "ما رَأَيْتُ بِمِكَّةَ أَحَدًا أَحْسَنَ لِمَّةً وَلا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ" [رَوَاهُ الْحَاكِمُ]
(لِمَّةً: شَعْرًا جَميلًا، حُلَّةً: ثِيابًا نَاعِمَةً).